في علاقتنا بالعمارة، كثيراً ما يُختزل المشروع إلى شكل مبهر أو قائمة مطالب وظيفية، بينما تغيب الرسالة والمعنى. هنا يطرح السؤال نفسه بقوة.
عندما تقصد معماريّاً
ليصمم لك بيتك أو مشروعك العام، اسألت نفسك أولاً: ما الرسالة التي تريد أن
يلتقطها الزائر أو المشاهد من هذا المبنى؟ هل أخبرت المعماري بها ليضعها في
حسبانه؟
غالباً ما نكتفي
بالبحث عن شيء "مبهر"، دون أن نحمل رسالة واضحة. وأحياناً نذهب إلى
معماري مشهور أو مُزكّى لنا، ونترك له الأمر كله، مكتفين بحزمة المتطلبات
المعتادة. النتيجة؟ مبنى جميل في الصور، لكنه بلا أثر في الذاكرة.
وهنا ينقلب السؤال على
المعماري نفسه: هل مشاريعك تحمل رسالة تسعى لتوصيلها للمتلقي والمجتمع، أم أنك
تكرر أسلوباً أتقنته حتى صار عادة؟
العمارة ليست مجرد
شكل، بل لغة. إما أن تكون لغة للتعبير عن الناس والمكان والزمان، أو أن تتحول إلى
زخرفة عابرة.
المغزى واضح: هل أنت
زبون يأتي محمَّلاً برؤية ورسالة تريد أن يضمّنها مشروعك، أم أنك زبون فارغ لا
يحمل سوى قائمة المطالب المعتادة؟ وهل أنت معماري صاحب رسالة تسعى لإيصالها، أم
مجرد مكرِّر لأسلوب أتقنته حتى صار عادة؟
بين فراغ الزبون
وتكرار المعماري تضيع العمارة كخطاب حيّ، وتتحول إلى مجرد شكل أو وظيفة. والسؤال
يبقى معلقاً: من منكما سيجرؤ أولاً على كسر هذه الحلقة؟ أهو وعي المجتمع بما يريد
أن تعبّر عنه عماراته، أم التزام المعماري بأن يحمل مشاريعه رسالة تتجاوز الشكل
والوظيفة؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق