أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

السبت، ديسمبر 27، 2025

بين انطواء الشتاء وانفتاح الصيف: ترنيمة الفناء الطرابلسي

 


جمال الهمالي اللافي

في قلب البيت الطرابلسي، ليس "الفناء" مجرد فراغ معماري، بل هو بوصلة المشاعر التي تتجه صوبه الحواس في كل فصل. هو المساحة التي تمارس فيها العمارة المحلية لمدينة طرابلس طقوسها بين الانكفاء والانفتاح. ما بين ليلة شتوية مثقلة بالمطرة ونهار صيفي صحو يفيض بالضياء، يقف فيها "الفناء الطرابلسي" بين فصلين متباينين شاهداً على تقلبات الوجدان، وفضاءً معمارياً تتبدل فيه المشاعر بين السكون والحركة، بين الدفء والحيوية، بين الانكفاء على الذات طلباً للسكينة، والانفتاح على العالم طلباً للتواصل، حيث تتجاور تفاصيلٌ تلامس وهج الروح، وأخرى تخاطب منطق العقل وجمال المعمار.


ملحمة الانتماء

بين شتاءٍ يلم الشتات ويدعو للتأمل، وصيفٍ يبعث الطاقة ويدعو للانطلاق، يظل الفناء الطرابلسي "ملحمة" مكانية تعزف على أوتار الانتماء. إنه المكان الذي يثبت لنا أن الجمال ليس في الشكل فحسب، بل في تلك القدرة المذهلة على احتواء تناقضات الفصول وتحويلها إلى تجربة إنسانية فريدة، تذكرنا دوماً بأننا "جزء من هذا المكان، وهو جزء منا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...