مشروع إسكاني إستثماري لذوي الدخل المحدود- تم تطبيق معايير العمارة البيئية عليه |
جمال الهمالي اللافي
ليس
كافياً أن تكون شغوفاً بمجال العمارة منذ حداثة سنك. فالأهم من ذلك أن تعرف كيف
تسير في دربها الصحيح مهما صعبت عليك مشاقه. وألاّ تنحرف عنه إلى تلك الدروب التي
بداياتها تشع بالأضواء المبهرة، لتجد نفسك في نهاياتها تسير في دروب كالحة السواد،
نهاياتها جرفٌ هارٍ. العمارة مسؤولية شرعية وأخلاقية تجاه مجتمعنا المسلم. فكر
دائماً فيما تصممه، لماذا ولمن؟
الفرق بين القدرة والقناعة
هناك فرق
كبير بين أن تُعجزك قدرتك على فعل الشيء، وبين أن تُعجزْ قناعاتك قدرتك على فعل
الشيء نفسه. التماهي في التصميم المعماري مع العمارة الغربية ليس بالأمر الصعب على
من يمتلك القدرة يقيناً. ولكن عندما تقف القناعات والمبدأ أمام هذه القدرة، لتصنع
لها مساراً يلتزم بالمسؤولية في الحفاظ على قيم المجتمع من التحلل والتفسخ بفعل
تأثيرات عمارة دخيلة تناقض في منطلقاتها الفكرية وأشكالها المعمارية، معتقدات
المجتمع الدينية والأخلاقية، بالإضافة لمعطيات البيئة الحلية، فتلك هي القدرة
بعينها.
المسؤولية تجاه المجتمع
القدرة
الحقيقية لا تسقط أمام إغراءات المادة ومتطلبات الشهرة ولا انحراف المجتمع عن قيمه
ومعتقداته الدينية تحت تأثير تعليم فاسد وإعلام مُضلل. إعادة قيادة المجتمع لتصحيح
مفاهيمه الخاطئة، وإنقاذه من الانحراف عن جادة الصواب، هو الثمن الغالي الذي يدفعه
المعماري المسلم، ولا يقبضه إلاّ رضاً عن كونه ينتمي لهذه العقيدة السمحاء وهذه
الأمة العظيمة.
نحو عمارة مستدامة وقيمية
المعماري
المسلم يجب أن يكون دائم التفكير في تصاميمه، وألا ينحرف عن المبادئ الأساسية التي
تحافظ على قيم المجتمع وأخلاقياته. العمارة ليست مجرد أشكال وتصاميم، بل هي رسالة
وقيم يجب أن تعكس هوية المجتمع وانتماءه الديني والثقافي.
استخدام
المواد المستدامة والتصاميم البيئية يقلل من الأثر البيئي ويضمن التناغم مع
الطبيعة. كما أن توظيف التكنولوجيا الحديثة يساهم في تعزيز القيم الإسلامية في
التصاميم، من خلال استخدام البرامج الحاسوبية وتقنيات البناء المبتكرة، يمكن
للمعماري المسلم إنشاء تصاميم مستدامة وجميلة تعكس هوية المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق