الجمعة، يناير 09، 2009

قضية وحوار

على صفحات ملتقى المهندسين العرب، كثيرا ما تطرح قضايا تمس هموم المعماري العربي المسلم على وجه الخصوص، فتجد لها عقولا صاغيه ترمي بثقلها على مائدة الحوار... ولإثراء هذه القضايا. فقد رأيت أهمية أن أعيد طرحها هنا لتعميم الفائدة وتجذير هذه القضايا للنقاش وإعمال التفكير.

وهذا موضوع آخر جاء تفاعلا مع أهلنا في غزة الذين يتعرضون لعدوان وحشي من طرف الكيان الصهيوني الغاصب المدعوم من الغرب الصليبي والمتخاذلين من الحكام العرب...أنقله إليكم بأمانة.

رابط الموضوع على موقع ملتقى المهندسين العرب:
http://www.arab-eng.org/vb/t115418.html



أين الخلل.... وما هو الحل؟

جمال الهمالي اللافي

إخوتي، أخواتي الأعزاء

كثرت هذه الأيام الدعوات لنصرة أهلنا بغزة وقد طرح أخونا معماري لاحقا موضوعا في قسم العمارة والتخطيط تحت عنوان:" إدعموا إسرائيل" والذي جاء طرحه ليدمي القلب ويزيد من حجم الفاجعة في نفوسنا... جاء ليضع مفارقة عجيبة بين ما يقدمه أعداء الأمة من دعم لبني صهيون فاق في حجمه كل ما يمكن أن يتصوره عقل عاقل.

دعما يوميا متواصلا منذ الإعلان عن قيام هذا الكيان الغاصب، دعما تشترك فيه كل المؤسسات الدولية التي تأسست بالتزامن أيضا مع هذا الكيان لتواكب نشأته وتوفر له كل أسباب الحماية والدعم المالي والمعنوي... وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة تحت رئاسة خمس دول لها وحدها حق الفيتو على قرارات مجلس الأمن المنبثق بدوره عن هذه المنظمة، وذلك لتوفر الحصانة لنفسها ولهذا الكيان في وجه كل محاولات الإدانة. وأخيرا أسسوا محكمة العدل الدولية لتحاكم فيها قيادات الأمة الرافضة لهيمنة العدو.

وفي مقابل ذلك وهذا الأهم، أحبطوا مشروع قيام جامعة الدول الإسلامية في مهدها، خشية أن تقف ندا قويا يبطل مؤامراتهم ومخططاتهم وأختزلوا كيان الأمة في جامعة للدول العربية، من منطلق أن الأولى أن يبادر البيت العربي بإعادة ترتيب نفسه قبل الخوض في مسائل أكبر من قدراته على التنظيم والإدارة، وبالمقابل تم إختزال القضية الإسلامية للدفاع عن المسجد الأقصى وأكنافها إلى مجرد قضية عربية شعارها القومية العربية، وبهذا قطع المدد الإلهي والإسلامي عن هذه القضية.

وبعد عدة هزائم ألحقها العدو بالأمة العربية، بدأت الدعوات والشعارات الوطنية تتعالى على صوت القومية العربية، وصارت قضية فلسطين مسألة وطنية تخص الشأن الفلسطيني وحده وتحول الصراع إلى إسرائلي/ فلسطيني. وتحول الكيان الصهيوني الغاصب إلى دولة معترف بها إسمها إسرائيل.

وبعد وقت غير قصير إنتقلت القضية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة في مراحل الصراع لتصبح قضية شخصية بين كيان غاصب معترف به من كل دول العالم بما فيها الدول العربية وعلى رأسها ما يسمى بالسلطة الفلسطينية- تحت مسمى إسرائيل- وعصابة من الخارجين عن الصف والإجماع الفلسطيني- كما وصفها رئيس الاستخبارات المصري- إسمها منظمة حماس... وصار العدو الصهيوني يدّبح شعبا بأكمله تحت ذريعة القضاء على حماس- وما أدراك ما حماس.

فحماس بحسب ديمقراطية الغرب والشرعية الدولية هي حكومة منتخبة من قبل الشعب وبإرادته الحرة وبدون ضغط أو تزوير... وليست مجرد عصابة مارقة عن الصف كما يصفها ذلك الإستخبراتي.

ولكن.... دعوني أتحدث عن بعض الأمور التي أرى واجب طرحها كي نعي جيدا إلى أين نحن صائرون وما الذي نسعى لتحقيقه بالضبط من طرح مثل هذه المواضيع التي تتعلق بمصيرنا وحياتنا.

أذكر أول مرة إنتفض فيها الشارع العربي مطالبا بمقاطعة البضائع الدانمركية عندما نشرت إحدى صحفها صورا حاولت بها الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.... فماذا حدث:
1. كل المحلات التي تبيع منتجات دانماركية صادرتها.
2. الناس إمتنعوا عن شراء هذه البضائع.
3. المحطات الفضائية والتنظيمات العربية الرسمية والشعبية تحدثت عن هذه الإساءة بشئ من الاستنكار.
4. المظاهرات الشعبية خرجت للشوارع مندده ومهددة.

والنتيجة/
1. خسائر بالملايين تكبدتها الشركات المنتجه لهذه البضائع.
2. أصحاب هذه المصانع من الدانماركيين بدؤوا يهددون أصحاب الصحف المسيئة برفع دعاوي ضدهم لأنهم السبب في هذه الخسائرة.
3. الرأي العام الدانماركي بدأ يحس بالتعاطف ويندد بالإساءة... وكثيرون منهم تساءلوا لماذا كل هذا الغضب وكل هذا الحب لهذا النبي العربي، فوقفوا لحظات للتأمل في سيرته العطرة وعرفوا من خلال تدارسهم لسيرته بأنه أعظم وأطهر وأعف خلق الله صلى الله عليه وسلم، وبأنه نبي مرسل من عند الله هداية ورحمة للعالمين، فأسلم منهم كثيرون.


ولكن وبعد مضي بضعة أشهر، عاد كل شئ لطبيعته رغم أن أصحاب الإساءة لم يرتدعوا ولم يعتبروا ولم يعتذروا:
· عاد الناس ليلتهموا هذه البضائع بنهم أكبر.
· عادت المحلات تبيع هذه البضائع وبدأنا نرى السيارات التي تنقل بضائعهم تضع الدعايات المتعلقة بهذه المنتجات دون غيرها على أسطح السيارات وجوانبها.
· بدأت تظهر الإعلانات لهذه المنتجات أكثر قوة على فضائياتنا العربية.

والسؤال المطروح/ما المشكلة وأين الخلل؟!... هل هي مجرد:
· إنفعالات تظهر عند أول المصاب ثم تخبوا.
· مزايدات على قضايانا، يحاول من خلالها كل واحد منا أن يظهر ليحقق مكاسبه من خلالها.
· مؤامرة محبوكة تعرف متى تلجم ومتى تترك الحبل على الغارب.


إخوتي وأخواتي
لنجعل من طرح هذا الموضوع مدخلا نناقش من خلاله وبجدية أكثر وبوعي أكبر مشكلتنا نحن العرب وخصوصا المسلمين مع ما يمر بحياتنا اليومية من قضايا تمس أمننا ومصيرنا وحياتنا وآخرها وليس بآخر العدوان الصهيوني على أهلنا بغزة...أين مكامن الخلل؟

وما هي المواقف الصحيحية التي يجب أن نفرضها على أرض الواقع لتكون ردا حازما وقويا في وجه كل محاولات الإساءة والقتل والتدمير الذي تعاني منه أمتنا الإسلامية عموما والعربية خصوصا؟


م. رائد الجمّال

اخي طالما نعتمد على ردود الفعل فستكون النتيجه الفشل قولا واحدااااااااااااااااااااااااااااااااا
لاننا نعتمد على العاطفه وليس على القناعه و تكون ردات فعلنا مثل الفقاعات لا اكثر .. او كزنبرك يتمدد ثم يرجع الى وضعه الطبيعي ..............وهذا هو الفرق الجوهري بيننا وبين الغرب الان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عندما كنا نقود العالم و العلم كنا نعمل بالقًناعات اما الان فنحن نعمل بالقِناعات

جمال الهمالي اللافي 

صدقت أخي الكريم، رائد الجمّال... فالبون شاسع بين القناعات" بفتح القاف" والقناعات" بكسر القاف"... في الأولى كان لأمتنا الفتح تلو الفتح وفي جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

وفي الثانية كسرنا القاف فكسرت شوكتنا وضاعت هيبتنا وتجرأت علينا حثالات الأمم وصعاليكها، وتخلفنا عن ركب الإبداع والعطاء والتأثير.

مهاجر 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي جمال موضوع جيد ويستحق النقاش ... واوافقك في كل ما ذكرت.

جمال الهمالي اللافي 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم مهاجر

وفقك الله لما فيه الخير... وفي انتظار مساهمات كل الأخوة... فقضيتنا تحتاج لمبضع جراح ماهر، سيؤلمنا قليلا ولكنه في النهاية سيستأصل مكمن الداء ويصف لنا سبل الشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى.

الشطل 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي على هذا الموضوع الهام

,أين الخلل...وما هو الحل,

يقع الخلل بداية في المكون العام لأهل بلادنا....مصادرنا البشرية!
عفوا أنا أعود إلى جذور المشكلة.....
نعم هنالك نقص وضعف كبير في المكون المعرفي والمهاراتي والتخصصي بدأ فعله منذ سنين التعليم الأولى ولم يقف حتى أعلى مراحل الدراسة الجامعية.

فولاة الأمر يتخذون قراراتهم ومواقفهم بناء على ما يتوفر بين أيديهم من مصادر ومقدرات أهمها المصادر البشرية وما تقدر عليه. فلا أظن أن أحدا من الحكام يرضى أن يبقى تابعا ومستعبدا من قبل قوى خارجية....لولا أنه مغلوب على أمره بسبب ضعف وقلة حيلة الكوادر البشرية التي تتبع له.

ولعل سبب ذلك الضعف والوهن البشري يعود لسوء الإدارة والتخطيط في بناء الأجيال من خلال نظام التعليم الأكاديمي والمهني بجميع مراحله.

لقد اكتفينا بتعليم أبنائنا ثقافة علمية عامة لا تلامس الواقع ولا تتفاعل معه، وكان الاعتماد الأساسي في تطور الدول ونموها يقتصر على شراء واستيراد كل ما يلزم من مظاهر التطور وكذلك من مظاهر القوة! وهي جميعها لا تعدو كونها مظاهر شكلية تصلح للاستعراض لا أكثر....ولا يمكن اعتبارها بنية أساسية يعتد أويعتمد عليها عند حاجتها الحقيقية (وفي الأغلب يتم التحكم بها أو تشغيلها من الخارج!) ؛ فأصبحت هذه الدول معتمدة اعتمادا كليا على جهات خارجية لاستمرار الحياة العادية في بلادها ناهيك عن عجزها الكامل حينما يتعلق الأمر بأمنها القومي!

القدرة البشرية الذاتية هي أساس البنية التحتية للدول القوية....وليست ثرواتها ولا حتى وجود جبال من الذهب فيها....فهذه بعض دول إفريقيا مثلا مليئة أراضيها بالذهب والألماس واليوررنيم وغيره ...لم تزدها شيئا ولم تنفعها!

يجب أن يعاد التفكير والتخطيط بكيف نعلم أبناءنا وماذا نعلمهم؛ يجب العودة إلى التعليم التطبيقي التفاعلي مع أساسيات العلوم والرياضيات والتقنية، يجب العودة إلى البساطة مع الإتقان الكامل...نعم البساطة والإتقان المعرفي والتجريبي العملي. يجب أن يكون التعليم مبنيا على الحاجة التقنية....أي أن ما يتعلمه الطالب يجب أن يكون قابلا للتطبيق وأن يكون مربوطا بحاجة تقنية حياتية تجعله مطلوبا ومقنعا وذو أهمية بالنسبة للمتعلم.

بهذه الطريقة يتم تنمية وتطوير المعرفة الفاعلة مقابل ما تقوم به مدارسنا وجامعاتنا من تنمية وتلقين المعرفة المجردة التي لا تعدو كونها ثقافة عامة تندثر مع الزمن.
الشطل
تابع...أما وكلامنا للمهندسين والمتخصصين هنا...فقد انقضت مراحل الدراسة ولكن لم تفت الفرصة ليعيدوا صياغة قدراتهم وإمكانياتهم المعرفية الفاعلة؛

نعم وللأسف أن تقدير التأهيل العام للمتخصصين والمهنيين بما في ذلك المهندسين في عالمنا العربي ضعيف وضعيف جدا، فالأغلب منهم غير متمكنين من العلوم الأساسية والرياضيات (مجموعة الأدوات الهندسية) التي بنيت عليها معارفهم الهندسية، علاوة على عدم إتقان التخصص الهندسي ذاته.

إن الإتقان الحقيقي والتمكن من المعارف الفاعلة المتخصصة يستلزم بذل الكثير من الجهد والوقت والعمل المثابر في القراءة والمتابعة والتحليل.....جهد يصعب على كثير من أبنائنا اليوم بذله لأنهم ببساطة لم يتعودوا أن يطلب منهم.

لا يوجد شيء مستحيل ولكن هنالك الكثير من الأمور الصعبة والتي قد تبدو معقدة ....ولكنها قابلة للفهم والإتقان إذا ما أصر الإنسان على ذلك....إصرار الغريق على النجاة.

لا تكتفوا بما تعلمتم في الجامعات والمعاهد من مفاتيح ومداخل للمعرفة التقنية الفاعلة.....فليست الدراسة الجامعية إلا مدخلا لذلك...ولن تكون مهندسا محترفا أبدا بمجرد اعتمادك على تلك المناهج الجامعية.

ابحث أكثر وتعمق في ما تراه مهما في أحد فروع تخصصك::حاول أن تبدع وأن تبتكر (يقولون تخترع) ، حلل وافهم ما وراء التقنيات الحديثة وفك رموزها وغموضها بكل ما تستطيع من جهد ووقت::: اقرأ الكتب والمراجع وابحث في الشبكة....

أنت مهندس ميكانيك::: هل تعرف وتتقن كل ما يتعلق بالمحركات الغازية التوربينية؟ محركات الاحتراق الداخلي؟ تطوير التركيب المعدني لأجزائها؟ قدرة التحمل الحراري...وكيفية زيادتها؟ قوى التحمل الميكانيكي وزيادتها...زيادة القوة مع تقليل الوزن....الخ. هل تستطيع زيادة كفاءة المحرك؟ هل تستطيع بناء تصميم محرك نفاث لو طلب منك؟

مهندس كهربائي::: هل أنت على علم وإتقان لجميع أنواع المحركات الكهربائية؟ هل تتقن تصميم أنظمة التحكم اللازمة للمحركات الحثية ومحركات التيار المستمر؟ باستعمال مكونات إلكترونيات القدرة. هل أنت متقن بشكل فاعل لأنظمة توليد ونقل الطاقة الكهربائية؟ هل تستطيع تصميم شبكة توزيع كهربائي لمدينة أو حي صغير؟

هل تعرف القدرات والتطبيقات الهائلة والمخيفة للأمواج الكهرومغناطيسية وخاصة تلك النبضية؟ هل تستطيع توليدها؟ نبضة كهرومغناطيسية يصل ترددها إلى نطاق أشعة الجاما؟!!! هذا أمر رائع رائع جدا!!!
هل تعرف كيف تسارع جسم باستعمال الحث الكهرومغناطيسي؟ حتى يصل إلى سرعات أضعاف تلك التي تنتج عن تسارع التفاعل الكيميائي؟ بل باستطاعة هذا التسارع أن ينتج سرعة الإفلات من مجال الجاذبية الأرضية!!!

مهندس اتصالات::: هل تعرف جميع أنواع تقنيات الاتصال بتضمين وتعديل أمواج الراديو بجميع تردداتها؟ هل تستطيع تصميم الهوائي المناسب لأي من تلك الترددات؟ هل تتقن تقنيات الإرسال والاستقبال الرقمي بأساسياته وليس باستعمال التجهيزات الجاهزة فقط؟

مهندس مدني \ معماري::: ما هي المكونات الحديدية والخرسانية اللازمة والأشكال التي تعطي أكبر قوة تحمل لمقاومة الزلازل ، الرياح، آلات التخريب الحديث؟!!!

مهندس تعدين::: هل يمكنك الإشراف التام على استخراج وتعدين ما في جوف الأرض؟ هل تعرف تقنيات تحويل الخام إلى حديد أو نحاس أو ألمنيوم ؟ هل تعرف كل ما يلزم لبناء أفران الصهر؟.....
مهندس كيميائي:::..........
مهندس صناعي:::.........
مهندس كمبيوتر:::........
الخ الخ الخ

واقبلوا تحياتي

الشخيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أشكرك أخي جمال على طرحك هذا...
وأجيبك على سؤالك.....
الحقيقة أننا نحن الشعوب العربية أصيحنا شعبا عاطفيا...تهيج عواطفه سريعا.. وتخمد سريعا....
هذا لأن حياتنا اليومية بعيدة كل البعد عن مجاهدة النفس عن الهوى....
نعم نحن نحزن لمصاب إخواننا ونثور ... لكن الانتقال فجاءة من حال إلى حال...من حال الراحة إلى حال الغضب والثأر.... يجعلنا نظن أن ما قد عملناه كفاية.....
أقول إن على المسلم الواعي أن يعيش حياته كلها في مجاهدة النفس..وأن يضع نصب عينيه إخوانه المسلمين المستضعفين.. ويقارن ما يعيشه هو من نعمة وما يفتقر إليه الكثير من المسلمين من غذاء ولبس ودفء وأمن..
فإنه إن فعل كان قريبا من إخوانه في ورحه...
كما إنه علينا أن نربي أبناءنا على هذه الأخلاق وأن نخرج منهم رجالا يحملون عقيدة صلبة في صدورهم يدافعون عنها وعن بلاد الإسلام.....

هذا وللحديث بقية إن شاء الله..
وجزاكم الله خيرا..

جمال الهمالي اللافي

أخوي الكريمين/ الشطل والشخيبي
بداية بارك الله فيكما على تفعيل المشاركة في هذا الموضوع
وبعد

أقول لكما نعم لقد شخّص كل واحد منكما جانبا مهما من جوانب،

فأخي الشطل، تحدث عن مقدار الخلل في البنية التعليمية والتي يعتمد عليها في تأهيل الكوادر البشرية المؤهلة في مختلف المجالات التي تسهم في بناء الدولة القوية القادرة على المواجهة والتأثير.

أما أخي الشخيبي، فيكشف لنا مكامن الخلل في البنية الأخلاقية والسلوكية لمجتمعاتنا العربية المسلمة، والتي أصبحت تعتمد على ردود الأفعال الإنفعالية التي تستنفر لحظة الأزمة من قاع بقية كرامة لا زلنا نتوارثها جيلا بعد جيل وهي بالكاد تنفد لطول .... ، كذلك غياب الحس بمعاناة إخوتنا في الدول الإسلامية الأخرى التي تعيش معاناة الإحتلال والتشريد والحرمان من أبسط حقوق الإنسان التي يتشدق بها سادة الغرب.

وقد أخلصتما في طرح الحلول، بارككما الله، والتي أتفق معكما على أنها بدايات الإنطلاق للخروج من أزمتنا المزمنة.

ولكن ماذا لو رفعنا سقف ردود أفعالنا ليأخذ منحى أكثر تأثيرا ويشكل بداية حقيقية لإستعادة مكانتنا وتأثيرنا في هذا العالم الذي وضح لدينا أنه يحتكم لشريعة الغاب، التي تبيح للقوي وحده أن يحدد طبيعة فريسته التي يستأثر بها دون غيره وأن يضع شروطه لمن حوله إلى متى يمكنهم أن ينعموا بالحياة ومتى يأتي عليهم الدور ليكونوا الفريسة التالية.

ماذا لو تجاوز سقف ردود الإفعال الإنفعالات لتشمل إضافة إلى ما طرحه الأخوين الشطل( الذي يطالب إعادة تصحيح البنية التعليمية في عالمنا العربي) والشخيبي( الذي يرى أهمية البناء الأخلاقي والسلوكي للمجتمع العربي المعاصر) ليطرح مبادرات أخرى ولكن هذه المرة في الجانب السياسي والعسكري وألخصها في هذه النقاط/
1. على جميع حكومات الشعوب الإسلامية والعربية أن تنسحب جميعا من منظمة الأمم المتحدة والهيئات والمجالس المنبثقة عنها دون إستثناء.
2. إعادة إحياء مشروع جامعة الدول الإسلامية وذلك بتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي لتصبح المرجع الوحيد للأمة الإسلامية في مواجهة مخططات العدو كائنا من كانت مسمياته.
3. إلغاء كافة التنظيمات والهيئات الإقليمية مثل( جامعة الدول العربية/ مجلس التعاون الخليجي/ تجمع دول المغرب العربي/ منظمة الوحدة الإفريقية... وغيرها) وإدماجها جميعا تحت راية جامعة الدول الإسلامية.
4. إحراق جميع الأعلام والشعارات الإقليمية ورفع راية واحدة بيضاء أم خضراء أم سوداء تحمل فقط كلمة" لا إله إلاّ الله، محمدا رسول الله" ولتكن راية الدفاع عن كيان هذه الأمة ضد أي عدوان هي راية الجهاد التي كان يحملها جيش النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده صحابته عليهم رضوان الله جميعا تلك الراية السوداء التي تحمل كلمة " الله أكبر".
5. الاستجابة لدعوة رئيس ماليزيا السابق محاضير محمد بإعتماد عملة موحدة إسمها " الدينار الإسلامي" ليتحرر إقتصادنا من تأثير وسيطرة الدولار أو اليورو أو غيره من العملات التي يمتلكها عدونا الظاهر والباطن.
6. العودة إلى منهج الله ليكون دستور هذه الأمة ونبراسها.


ملاحظة هامة/ 

يتشدق دائما أمناء الجامعة العربية منذ تأسيسها بأن الجيوش العربية لا تملك القدرة القتالية ولا ترسانة الأسلحة المتجددة التي يمتلكها الكيان الصهيوني الغاصب لبيت المقدس وأكنافه، التي تتلقى دعما قويا من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الذي صار اليوم موحدا تحت دولة واحدة إسمها" الإتحاد الأوروبي"، الذي صارت له عملة واحدة إسمها" اليورو" وعلما واحدا" يحمل اللونين الأزق الغامق والذهبي_ وهي للعلم شعار الماسونية الصهيونية".

وهذا ما ستعيد تصحيحه جامعة الدول اإسلامية التي ستضم دولا كبرى وقوية في عدتها وعتادها وحجم جيوشها واقتصادها وصناعاتها العسكرية" تركيا، الجمهوريات الإسلامية المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي السابق، باكستان، إيران، ماليزيا..... وغيرها من الدول والشعوب والتنظيمات الإسلامية في جميع أنحاء العالم الذين سيشكلون" لوبي: قوة تأثير سياسي واقتصادي" مؤثر في دولهم لصالح قضايانا المصيرية وعلى رأسها تحرير الأراضي المغتصبة من قبل العدو.

الجمعة، يناير 02، 2009

كلمة الشيخ الصادق الغرياني في مناصرة أهلنا بغزة

بسم الله الرحمن الرحيم


العدوان على غزة
واجب الحكام والمحكومين



الإدانة ثابتة على ما يزيد على مليار من المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي وهم ينظرون إلى آلة الحرب الصهيونية تمزق أشلاء الفلسطينيين في غزة، ومن قبل ذلك وهم محاصرون، يُجَوَّعون ويسامون سوء العذاب، لا لشيء إلا لأنهم الفئة المؤمنة التي لم تول ظهرها العدو، وَوَلَّى الباقون، × وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ÷([1]).


يتفق أهل العلم كافة على أن الجهاد يتعين على كل قادر عليه إذا أغار العدو على بلاد من بلاد المسلمين ونزل بهم، لقول الله تعالى: ×فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَ‌ٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ÷([2])، وقوله تعالى: ×انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَ‌ٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ÷([3])، وقوله عز وجل: ×إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ÷([4])، والعدو محتل فلسطين، يُقَتِّل أهلها منذ ستين عاما.


والوجوب متعين ابتداء على أهل البلد المحتل، فإن لم تكن في أهل البلد كفاية، تعين على من يليهم من بلاد الإسلام، لقوله تعالى: ×يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ÷([5])، فإن لم تكن فيمن يليهم كفاية، تعين على من يليهم ، وهكذا حتى يتعين على جميع المسلمين قاطبة، إن لم يُقدر على رد الكفار إلا بهم جميعا، وإذا كان في البلد التي نزل بها الكفار كفاية في المقاتلين، ونقص في الأموال والعتاد، تَعَيَّن على جميع المسلمين الجهاد بالمال، وتجهيز المقاتلين بالمال والعتاد، لأن الله تعالى يقول: ×وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ÷([6]).
فكل مسلم مُتَعَيَّن عليه أن يعمل مقدوره لإضعاف العدو والنيل منه، والنيل ممن يدعمه ويقف وراءه، والدولة الكبرى الغاشمة المتمثلة في الإدارة الأمريكية هي الدعم الأول للعدو، مستميتة في الدفاع عنه، رابضة معه في خندق واحد، فهي وهو في العداء سواء، والمسلمون اليوم جميعا مسئولون عن دماء المسلمين التي تُنتهك على مرأى منهم ومسمع، إذ لم يبق عُذر لأحد أن يقول لم أر ولم أسمع، والصور الحية المباشرة للمجزرة الدموية بذبح المسلمين وإبادتهم تُنقل إليه لحظة فلحظة.
أما حكام العرب والمسلمين الذين يشاهدون من قصورهم وعلى عروشهم الأشلاء الممزقة، مُبْلِسون ولا يحركون ساكنا، فبماذا يجيبون حين يَقْدُمون على ربهم؟ أَتُراهم معتذرون لربهم: ×رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا÷([7])، وكيف ينفعهم هذا وقد جاءهم البلاغ: ×إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ÷([8])، بل الموقف أشد من هذا وأفظع، فقد أخبر الله تعالى عن الأتباع وهم يتحاجون في النار مع السادة والكبراء بقوله تعالى: ×وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ÷([9]).


هذا حال الحكام المتفرجين الذين لا يحركون ساكنا للدماء المؤمنة التي تجري، فكيف بهم وقد جعلوا من أنفسهم حراسا للعدو، وحزام أمن له.
رب قائل يقول: ماذا عسى المسلمين أن يفعلوا حكاما ومحكومين، المحكومون من الشعوب تمنعهم حكوماتهم حتى من الجهاد بالمال للعُدَّة والسلاح، فضلا عن الجهاد بالنفس، وذلك لمحاكمة من يُضبط مُتَلَبِّسا به بتهمة الإرهاب، هكذا قالت أمريكا، فصدقوا قولها، ولم يصدقوا آيات ربهم في مُحكم كتابه الآمرة بالجهاد بالنفس والمال، ولطول ما مُنعت الشعوب من الدعم بالمال صار منسيا عند أكثر الناس، ولم يعد يخطر لهم على بال، ولا تحرك فيهم فاقة المجاهدين ومضة إيمان.
والحكام أيضا في نظر هذا القائل ليس في مقدورهم مواجهة الدولة الصهيونية المدججة بالأسلحة النووية، وهم لا يملكون من السلاح إلا ما يَصلح لقمع شعوبهم، فالعجز عذر الجميع!!


أقول: ليس الأمر كذلك، الحكام يملكون الكثير، يملكون أسلحة فعالة لو استعملوها لتوقف العدوان، ولراجع المعتدون ومن وراءهم الحساب، فالسياسة كلها مصالح، ولا تقف الدول الكبرى مع العدو إلا لمصالحها معه، ولو استخدم العرب والمسلمون ما يملكون، الاستخدام الصحيح، وملكوا أمر أنفسهم في قراراتهم، لاختلف الحال، وانقلب الميزان، ولسعت لاسترضائهم دول العدوان.


الحكام يملكون الأموال، ويملكون النفط، ويملكون التأثير في القرارات السياسية في المحافل الدولية، فإذا لم يُستعمل هذا السلاح وغيره الآن، فمتى يُستعمل؟! أضعف الإيمان أن يقول الحكام العرب والمسلمون للغرب: لن تصل إليكم قطرة نفط حتى تتوقفوا عن دعم العدوان، وتكفوا عن الكذب والبهتان، كلمةٌ خالدةٌ قالها من قبل لقريش ثُمامة بن أُثال: =وَاللهِ لا يَأْتِيكُم مِن اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ *+([10]) وهو رجل واحد، ليس حاكما ولا دولة، فما بال الحكام وأصحاب الجيوش والدول لا يقولون؟! بل قد وجدنا من الدول والحُكَّام وأصحاب الجيوش من يحاصر بجيوشه غزة ولا يسمحون بنجدتها، أليس في ذلك عونا مباشرا وتواطؤا مع العدو، وغدرا وخيانة للمسلمين.
ليس كافيا منهم أن يرسلوا حملات الإغاثة والدواء والكساء، فذلك يستوي فيه في الأزمات والمحنات الصليب الأحمر مع الهلال، والصديق مع العدو، ولا يُعد ممن أوجب عليهم الله تعالى الجهاد والنصرة لإخوانهم شيئا، كان عليهم أول ما بدأ القصف أن ينبذوا للعدو عهده ومواثيقه، ويقطعوا علاقاتهم به، ويطردوا سفراءه، ويلغوا مبادراتهم ومفاوضاتهم واتصالاتهم معه، لأنه الذي غدر ونكث العهد، قال تعالى: ×وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ÷([11]) .


أما الشعوب العربية والإسلامية، المترفة، التي لا ترضى من كماليات الحياة إلا ما كان أمريكي الصنع، فعليها أن ترجع إلى رُشدها، وتشد الأحزمة على البطون، وترضى بشظف العيش ثمنا للعزة والوقوف مع قضاياها ضد عدوها، حتى تُجبره على أن يحسب لها حسابا، وهذا سلاحٌ كُلُّ مُسلمٍ يملكه، لا يحتاج إلى إذنٍ من حاكم، منصف أو جائر.


يتعين على الشعوب المسلمة بالإضافة إلى الجهاد بالمال ودعم إخوانهم في فلسطين بكل ما يقدرون عليه من الغوث والنصرة ـ مقاطعة بضائع جميع الشركات اليهودية والأمريكية التي تُسند الصهاينة في إسرائيل، وتدعمهم دعما غير محدود، بالسلاح والعتاد، والمال، والصناعات المتطورة المتقدمة، العسكرية منها والمدنية، حتى إنها لا تسمح بها لغير اليهود، وتُنفق على هذه الدولة الصهيونية أكثر مما تُنفق على ولاية من ولاياتها، مع دعم سياسي صارخ ظالم في المحافل الدولية، بَيِّن التحيز، تعلنه ولا تخفيه، ولا تتستر عليه، تفعل ذلك لتغطي عن جرائم إسرائيل الدموية اليومية، فتَحْملها بذلك على مزيد من العدوان وجرائم الحرب وسفك الدماء، وتجعلها بمنأى عن أية مساءلة دولية أو قانونية، هل يبقى مع هذا العدوان السافر، والتحيز الجائر المعلن إلى جانب العدو، عذرٌ لأحد في أن يتأول للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يصنفها بلدا محاربا معادياً للمسلمين؟ هل يحل للمسلم شراء السلع الأمريكية ـ ليس اليهودية فقط ـ التي اجتاحت أسواق المسلمين اليوم، بداية من عجين الغراء، وفرشاة الأسنان، إلى الأرز والقمح، والدواء والسيارات، والمعدات الثقيلة، والسلاح والطائرات، هل يجوز شرعا الإقبال على شراء هذه السلع، والتنافس على استيرادها منهم، والحصول على التوكيلات التجارية عن شركاتهم، بفتح الأسواق المجمعة الكبرى، المعروفة بانتمائها الصهيوني ودعمها لإسرائيل، مثل أسواق (ماركس آند سبنسر) و(المول) وغيرها من الأسواق اليهودية والأمريكية، التي لا تكاد تخلو منها عاصمة من عواصم المسلمين، هل النشاط التجاري والتعاون مع هؤلاء سائغ للمسلم ديانة وشرعا، وهو يرى قصف إسرائيل غزة صباح مساء، بأسلحة الدمار، ويرى من قبله حصارها من أمريكا وإسرائيل بأم عينيه، وما يفعلونه بالفلسطينيين من التقتيل والتجويع واستباحة الحرمات، كسرا لشوكة المسلمين.


لو أن عدوا طوّق بيتك واستباحه، ومنع عنك الطعام والدواء، ويقصفك بأسلحة الدمار كل صباح، وجيرانك وإخوتك وبنو عمومتك يُعينونه على وجه من الوجوه بما يُقويه، بالمال أو غيره، يسكتون عن فعلته النكراء، أو يسوُّون بينك وبينه، ألا تَعدّهم قد خانوك وغدروا بك، وهم إخوتك وبنو عمومتك الذين كنت تنتظر منهم العون والنصرة؟ وهل وقع مَن فعل ذلك فيما نهى الله تعالى عنه بقوله: ×إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ÷([12]).
بل لو وقف جيرانك منك موقف المتفرج، فلم يعينوا العدو ولم يعينوك، ولم يهبوا لنجدتك، وأنت تستنصر بهم، لَعُدّ ذلك منهم خيانة وغدرا، وتخليا عن نصرة الله تعالى ودينه، ومخالفة لأمره، القائل في محكم تنزيله: ×وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ÷، إلى أن قال: ×إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ÷([13])، والقائل: ×يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ÷([14])، والقائل ×فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ÷([15])، ×وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ÷([16]).


ونصرة الله تعالى التي أمر بها عباده في هذه الآيات القرآنية لا تعني غير نصرة المؤمنين والدفع عن دمائهم وأعراضهم إذا اجتاحهم العدو، فإنه سبحانه في ذاته لا يحتاج إلى عون أحد، قوي قاهر، عزيز ظاهر غالب، غني عن نصرة عباده، فمن أراد أن ينصره فلينصر دينه والمستضعفين من عباده المقاتلين لأعدائه.
لذا فإنه يتعين على كل مسلم عندما يمد يده إلى دينار أو درهم، ليشتري سلعة، سيارة أو آلة، أو غذاء أو لباسا، أو أكلا في مطعم، أو شرابا في مقهى، أو مقاما في فندق، أو شيئا آخر من لوازم حياته، صغيرا كان أو كبيرا، أن ينظر إلى جيب من يذهب هذا المال في نهاية الأمر؟، فإن البائع والقابض للمال الذي أمامه، ما هو إلا حلقة من حلقات، وواسطة من وسائط متعددة، لا يأخذ من هذا المال الذي يدفعه إلا قليلا، وجله يذهب إلى المصدر الأول، منتج تلك السلعة ومالكها.


فإذا كان هذا المنتَج من شركات تنتمي إلى من يقتل إخوانه كفاحا جهارا، ويعلن عداءه للمسلمين ولا يخفيه، ولهذه السلع بديل من بلاد أُخر، أو يمكن للمسلمين الاستغناء عنها، ولا يوقع ترك جميعهم لها في الحرج، بأن تكون من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، لا من علوم العصر المحتكرة عند العدو ولا بديل لها عند غيره، إن كان الأمر كذلك، فإن الواجب العيني على كل مسلم أن يكف عن شراء سلع تلك الدولة، ويقاطع الشركات التي تنتمي إليها، وكثير منها، هي شركات تقوم بالإضافة إلى أعمالها المدنية كبناء الطرق وإنتاج السلع والتنقيب على النفط، هي في الوقت نفسه تقوم بأعمال عسكرية تشارك فيها مشاركة مباشرة مع العدو في غزوه وحملاته، كحفر الخنادق، وتمده بالعتاد والخبرات الهندسية والاستخبارية وغيرها، فالمسلم يجب أن يكون منها على حذر فلا يعينها، لا بخبرة ولا عمل، إن كان يعطيها من خبرته وعمله أكثر مما يأخذ منها، حتى ولو أغرته بمرتبات عالية، ولا يعينها بشراء منتجاتها ولا بإسناد خدمات إليها في بلاده، ولا يكون وكيلا لها، فإنه بذلك يعين عدوه على نفسه وأمته، وعلى محاصرة إخوانه، وتجويعهم وانتهاك حرماتهم ودمائهم وأعراضهم، فلا يفعل ذلك، ولو كانت سلعهم ومنتجاتهم أرخص أو أجود، فإن من ترك سلعة عدوه مع رخصها، واشترى غيرها مع زيادة ثمنها، نكاية في عدوه ونيلا من عدوه، واحتسابا لله، ونصرة لدينه والمسلمين، كان بذلك مأجورا ـ فيما بذله زائدا من ماله في السلعة ـ أجرا عظيما، أجر من جاهد بماله وأنفقه في سبيل الله، وكُتب له به عمل صالح، قال تعالى: ×وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ÷([17]).




الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
1 محرم 1430 هـ، الموافق 29 / 12 / ೨೦೦೮

كفاح المطرقة والسندان



علي سعيد قانه




سيتساءل القارئ: لماذا هذا " اللغط " و " الهيصة "؟ أو بأسلوب أكثر تهذيباً ومماراة: لماذا الكلام عن هذه التفاصيل في 
حاضرنا وما يدور حولنا من حروب وكوابيس عالمية؟

سيتساءل القارئ ما الداعي لإثارة هذه الضجة ولو المحدودة بنطاق هذه الصفحات لموضوع يعتبره جانبياً غير ذي أهمية بالنسبة لحاضرنا،وما يدور حولنا من حروب عالمية وما يفاجئنا من اكتشافات واختراعات،يصدر حكمه بأنها مبالغات ويقف عندها القاضي يشكك في مصداقيتها ناعتاً إياها بالشطط والمغالاة .

إن هذا الإنتاج شاهد احتفظ بتراث الحرفة وتقاليدها كما هي وصلت إلينا عبر السنين ، ما زالت تحتفظ بقوتها التعبيرية موحية في معالجاتها بما يوحي بمسيرتها وتأثيرها وما زالت إلى اليوم تواكب استعمالاتنا وإن ظهرت بمظهر الخشونة أو البدائية ، العرض أو المباشرة في صلتها بالمستعمل أو المقتني أو المتفرج.

قد يشعر مواطن اليوم بالتعالي نحو هذا الإنتاج وبالتحديد السكاكين ، ويفضل السكين الأسباني أو الإيطالي وفي الغالب السكاكين اليابانية أو الصينية التجارية المنتجة للاستهلاك السريع ومدى فعاليتها للاستعمال محدودة ؛ إذ إن هنالك سكاكين أخرى ينتجها المصنع في انتظار الاستهلاك .


ولاشك في أن إرث لاوعي الذاكرة الذي يحتفظ بثقافة السيف البتار والخنجر والرمح رفاق رحلة الإنسان في مواجهة الطبيعة والحياة لازالت داعماً وموحياً للعديد من الأشكال والمعالجات.

إنها رسالة تشق حجاب مساحات السنين لتفاجئ وتتفاجأ بالحاضر والمواطن المستسلم للرخاء ومنتجات الاستهلاك المنمقَة ، فيها ما يثير وينمَي التعالي ويدعم التنصل في الارتباط بها.

إنتاج اليوم يؤدي فاعلية ولكن هيئته تبتعد عن الاندماج ضمن المستعملات اليومية،كأنها القادم الغريب الذي يؤدي طقوس واجب المعاملات المطلوبة حيث يتواجد ولكن غربته وفي لحظات السكون تعم محياه فينقطع عن الجميع ليعيش ذكريات حياته الماضية.


الحس الفطري الصادق والمباشرة وحمل التراث ومعايشة ومكابدة الحاضر والكفاءة المهنية تجعل من أعماله إحدى العلامات في تراثنا الحرفي الشعبي .


الجمعة، ديسمبر 26، 2008

الفنان التشكيلي، عمر الغرياني


عمرعياد الهادي الغرياني :
مولود بطرابلس ليبيا سنة 1954



خريج كلية الفنون
الجميلة جامعة فنيسيا هندسة مناظر .دو
رة تصميم
ا
علان وشعارات + تصميم داخلى
كليـــة الهندســـة المعمارية فنسيا سنة 1980
دراسة تخصصية، التصميم الاعلاني بالجامعة الاروبية فرع ايطاليا فلورينسا 2004
عضو وحدة الفنون التشكيلية ورابطة الفنانين
العامة
عضو مؤسس لجماعة اليف للحروفيات.
عضو مؤسس جمعية الثراث.



قام بتصميم عدة شعارات وملصقات- تصميمات داخيلية- مجسمات فنية .


له عدة مشاركات في معارض فردية وجماعية منذ السبعينات المعارض الفنية الاتية:
1981 معرض مشترك بمعرض الكتاب العالمي
1982 المعرض العام الثاني للفنانين بالجماهيرية
1983 معرض مهرجان الشباب الافريقي


1984 معرض مكتبة منظمة الامم المتحدة ((يوم التضامن العالمي مع شعب ناميبيا))
1985 معرض بمناسبة إعلان وجدة التاريخي (مجمع الفتح الثقافي) .
1987 المعرض العالمي للفنون التشكيلية ليبيا
1988 معرض الخط العربي و الزخرفة (مجمع الفتح اثثقافي)
1990 معرض الملتقى الثاني للإبداع العربي (الدار الليبية للفنون)
1990 معرض جماعي بمدينة الجزائر

1990 معرض مقامات من الفن المغاربي (الدار البيضاء – الجزائر – تونس – طرابلس – نواق شوط)
1991 معرض الفنون التشكيلية بمديتة الجزائر
1991 معرض وحدة الفنون التشكيلية (مجمع الفتح الثقافي)
1992 معرض الاسبوع الثقافي العربي الليبي التونسي
1994 معرض نوافد الاول (دار الفنون)
1994 معرض الاسبوع الثقافي العربي ببغداد
1994 معرض شخصي بالدار الليبية للفنون
1994 معرض المستنسخات دار الفنون


1995 معرض بجمعية الدعوة الاسلامية بقاعة الاجتماعات بذات العماد
1995 معرض نوافد الثاني بدار الفنون
1996 معرض بمدينة مصراتة
1996 معرض بينالي القاهرة الدولي
1997 معرض الكتاب الدولي بطرابلس
1997 معرض بينالي الشارقة الدولي
1997 معرض بينالي الاسكندرية
1999 معرض شخصي بقصر الشعب (إيقاعات حرفية 3 )




2002 معرض مشترك بين الفنانين الليبين والايطاليين بقاعة المتحف طرابلس
2002 معرض دول البحر المتوسط بقاعة الفنون التابعة لوزارة الخارجية الايطالية روما
2002 المهرجان الدولى للفنون التشكيلية بمديتة سوسة/ تونس
2003 معرض الستة بدار الفنون
2003 معرض بينالي الاسكندرية الدولي
2004 معرض مشترك في المعهد الثقافي التونسي بطرابلس
2005 معرض الحروفيات مجموعة جمعية اليف بدار انور
2006 معرض رباعي الفنان احمد رمضان بدراعة و الفنان عمر الغرياني
والمصورين احمد السيفاو وفتحي العربي بمجع الدعوة الاسلامية بمدينة بنغازي برعاية مجلةالمؤتمر
2006 المعرض العام للفنون التشكلية بمعرض الكتاب (معرض طرابلس الدولى
2006 المهرجان الدولى للفنانين الخط العربي بمدينة صفاقس/ تونس
2006 معرض الفمون التشكيلية مدينة سبها

2007 المعرض العام للفنون التشكيلية بدار الفقيه حسن للثقافة
2007 المعرض العام للفنانين التشكيلين بقاعة السلفيوم بمدينة بنغازي
2007 معرض ظلال شهر رمضان المبارك بقاعة الواسطي المكتبة القومية طرابلس
2007 معرض شخصي بدار حسن الفقيه حسن بالمدينة القديمة بعنوان (حوارالمكان)


الأحد، نوفمبر 30، 2008

قضية وحوار


على صفحات ملتقى المهندسين العرب، كثيرا ما تطرح قضايا تمس هموم المعماري العربي المسلم على وجه الخصوص، فتجد لها عقولا صاغيه ترمي بثقلها على مائدة الحوار... ولإثراء هذه القضايا. فقد رأيت أهمية أن أعيد طرحها هنا لتعميم الفائدة وتجذير هذه القضايا للنقاش وإعمال التفكير.وهذه أول المواضيع التي استوقفتني. أنقلها إليكم بأمانة.
رابط ملتقى المهندسين العرب: http://www.arab-eng.org/vb/


رؤية رقمية
لماذا لا نبني بيوتا ذكية؟
Arch_M
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
عدت اليكم بعد طول غياب- والمعذرة لإنشغالي بظروف عملي- بهذا المقال..امل ان يستفاد منه وان يحوز على رضاكم.

جريدة الرياض اليومية
رؤية رقمية- لماذا لا نبني بيوتا ذكية؟
م. يوسف الحضيف


عندما تكون عائدا بسيارتك إلى منزلك، وتقترب من باب منزلك الذي تطلب منه أن يفتح لك مصراعيه لتدخل أنت وسيارتك المنزل، أليس ذلك يعني أنك تحتاج إلى إضاءة فناء المنزل لمدة قصيرة، وأن ينفتح لك الباب الداخلي أوتوماتيكيا خاصة إذا كان بيدك اليمنى حقيبة وفي الأخرى هدية تفاجئ بها أطفالك عندما يعودون، وعندما تقف لتضع ثيابك ما رأيك بشاشة ناطقة تقول لك: السلام عليك يا عبدالعزيز، درجة الحرارة المتوقعة هذا المساء هي عشرون، ومحفظتك الاستثمارية بعد إقفال سوق الأسهم هذا اليوم قد زادت بنسبة ثلاثة بالمائة، غدا هو موعد مجلس الآباء في مدرسة ابنك نايف، وعندما تضغط زرا في أعلى هذه الشاشة، يظهر عليها: جار البحث وما هي إلا لحظات لتأتيك النتيجة:
زوجتك نهله وابنتك هيفاء في مركز المدينة الثقافي، ابنتك دانة في معهد اللغة، فتخرج منك ابتسامة عريضة تعني أن العائلة مجتهدون في تطبيق خطة التطوير الذاتي للعائلة من خلال حضور دورات تدريبية تم الاتفاق عليها مؤخرا، فشكرا لشركة الاتصالات المحمولة التي توفر لي مثل هذه المعلومات من خلال هواتفهم.
تعتمد البيوت الذكية على ربط وسائل الاتصالات لساكنيها في البيت، والاستفادة من خدمات التشغيل الثلاثي والتي تطرقنا لها في مقال سبق، وأكثر من ذلك، وللتوضيح فإن بيوت اليوم تبنى بأنظمة كثيرة ومستقلة عن بعضها، فنظام التكييف مستقل عن نظام الإنارة، ونظام ثالث للأجهزة الالكترونية الترفيهية، وآخر للأمن ومنافذ البيت وكذلك نظام مستقل للري، أما مفهوم البيوت الذكية فهو إيجاد نظام موحد للتحكم بكافة الأجهزة في المنزل وله تمديدات متكاملة مسبقة، بحيث تكون كل الأنظمة الأخرى فيها على وزن (Plug and play)، فكل جهاز في المنزل سيكون متصلا بهذا النظام عبر بروتوكول الانترنت (IP)، وبفضل الجيل السادس للانترنت الذي سيحل مشكلة ندرة العناوين فإن كل جهاز في المنزل صغيرا كان أم كبيرا سيكون له عنوان خاص به (IP Address)، فحتى الأفران والثلاجات سيكون لها عنوان يتيح التحكم بها وصيانتها من قبل مصنعيها عبر الانترنت. بل إن البيوت الذكية يمكن أن تتحكم بها وبكافة أجهزتها من خلال هاتفك المحمول ومن أي مكان.
إن البيوت الذكية بمجرد أن تنخفض درجة حرارة الجو فإنها توقف أجهزة التكييف، بل وتفتح النوافذ أوتوماتيكيا ولذا فإن البيوت الذكية لم تأت ابتداء لزيادة الرفاهية والترف للحضارة المدنية بقدر ما هي مطلب ضروري للتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية، والتي أصبحت تشكل خطرا قادما في كمية الطاقة الكمية المستهلكة مقارنة بالكمية المنتجة.
إن البيوت الذكية لا تعني أن المنزل بحد ذاته يحوي أنظمة ذكية فقط، بل كذلك بمدى اتصال النظام الرئيسي في البيت بالعالم الخارجي ليكون المنزل وحدة في منظومة متكاملة من المنازل الذكية، وبمعنى آخر أن تستطيع سيدة المنزل من تقليل الحرارة على طعام الغداء الذي يطبخ وهي تشرب الشاهي عند جارتها، وذلك عبر الانترنت.
إن مثل هذه الأنظمة فيها من الذكاء ما يكفيها لان تتعلم من سكان البيت عاداتهم في موعد النوم والاستيقاظ وما يحتاجونه من إضاءة مثلا، ودرجة الحرارة التي يفضلونها في الصيف وفي الشتاء، مما يجعل هذه الأنظمة تقوم بهذا الدور أوتوماتيكيا وبدقة متناهية، كما يمكن للبيوت المبنية من تركيب مثل هذه الأنظمة بطريقة لا سلكية.
ونظرا لكوننا نعيش طفرة عمرانية جديدة، فانه يتوجب على كل مستثمر أن يحرص على تركيب كافة الأنظمة التي تجعل هذا العقار ذكيا بمعنى الكلمة، ليس خدمة في تسويقها وتقديم الرفاهية لساكنيها فقط، بل لتوفير الطاقة الكهربائية التي تزداد الحاجة لها يوما بعد يوم بشكل كبير.اتمنى أن اسمع منكم ردودكم


جمال الهمالي اللافي:
موضوع يقدم ثقافة تنابلة السلطان على طبق من ذهب، وهو يوجه دعوته للمغفلين الذين لم يستوعبوا بعد سياسة الاحتواء والتبعية وتكريس الفجوة بين الأغنياء والفقراء.الأسلوب الذي قدمت به المقالة طرحها، يشبه السياسة التي يستخدمها بعض الآباء للضحك على أبنائهم عندما يريدون منهم تنفيذ تعليمات معينة لمصلحة الكبار، فيستهلون طلبهم بوعود بتقديم الحلوة أو شراء لعبة جديدة في حالة الإذعان والإستجابة... وهي تشبه أكثر الفخ الذي ينصبه الصياد لإقتناص فريسته، فهو يغريها بأحب الأطعمة إلى نفسها وعندما تقبل لا يكون لها مجال لتدبر، أي أنها وقعت وليس لها بعد ذلك إلا الذبح.
هل حقا تجاوز المجتمع العربي مشاكله العمرانية، وسكن كل فقراء العرب في بيوت تصلح لسكنى البشر؟ أم أنه لا تزال الغالبية العظمى من سكان الوطن العربي، تسكن المقابر وتفترش العراء وفي أحسن الأحوال تسكن بيوت تنخر فيها الرطوبة أو يتكدسون جماعات في حجرات لا تستوعب حجمهم ولا جنسهم ولا نشاطاتهم.... وفي أحسن الظروف بالنسبة للطبقة فوق المتوسطة لا يحلمون بأكثر من شقة في عمارة تبنيها الدولة بسعر وتباع لهم في السوق السوداء بألف ضعف سعر التكلفة، ويقال عنها مساكن إقتصادية.
أين نحن من هذه البيوت الذكية؟ التي تشجع التنبال على أن لا يكلف نفسه مجرد التفكير في النزول من سيارته ليفتح باب بيته أو يمد يده ليضغط على مفتاح الكهرباء ليضئ حجرته، أو يمسك بالريموت كونترول ليعدل من درجة حرارة غرفته او يفتح النافذة ليتنشق الهواء العليل.... ماذا يراد بهذا الإنسان ليصنع بعد كل هذه الرفاهية، فيما يفكر وإلى ماذا يصبو ويخطط... بحق ماذا تركت له ليفعله، هل سيذهب للجهاد وهو مطمئن على أن هناك عين ساهرة تحرس بيته وأهله في غيبته؟ أم سيجلس في المختبر يشتغل على بحث جديد؟ أو يبتكر إختراعا يحسن من ظروف البيئة المتردية؟

هل حقا سيطمئن إلى أن زوجته وإبنته يمارسون نشاطا في منتدى ثقافي أو اجتماعي؟! ومن سيخبره عن مكان تواجدهم؟ إنه النقال، الذي جعل ليرصد تحركات وسكنات كل إنسان، وجهاز الكمبيوتر هو الذي سيربط بيته بأكبر مجمع لأجهزة المخابرات الدولية، سيعرفون ماذا يشتري هذا المغفل وماذا يأكل وماذا يحب وماذا يكره ومع من يذهب وإلى أين يذهب وكم يملك وأين تتجمع أرصدته، وسيخبره أيضا أن فوائد أمواله التي زادت بنسبة كذا وكذا.... وأخيرا يجب استغلال طفرة البناء. ونحن نعلم أن الطفرة عمرها قصير.


لا شك أن من يروجون لهذه الأفكار إما عملاء أو مغفلون وفي الحالتين هم يريدون بحسن نية أو سوء نية أن نواصل حالة الغيبوبة والمشي أثناء النوم إلى متاهة لا يعلم إلا الله أين سترمي بنا .
لا تزعل مني أخي، ولكن هذه المواضيع تثير القرف، لأنها تتعالى عن حالة المجتمع العربي والإسلامي، تستخف بعقليته وتخاطب طبقة المترفين الكسالى فقط . وتريد من المعماري أن يتحول إلى أداة لتوريط أمته في أمور لو علم إلى ما ستنتهي إليه، لآثر العودة إلى حفر الكهوف كي يحمي نفسه وأهله مما يراد بهم من خراب. والعمارة بمفهومها الإنساني بريئة منها براءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه وعلى سائر الأنبياء السلام.

أخيرا اعتذر على أن أول مشاركة في هذا الموضوع كانت قاسية إلى هذا الحد، ولكن ليلتمس لي أخي كاتب المقال وناقله العذر، فهو ليس موجه لشخصهم الكريم، ولكنه اجتهاد مني لتوعية الناس، بأنه ليس كل جديد مفيد وليس كل قديم بالي.


محب المهندسين:
الأخ الكريم جمال الهمالي اللافي أعجبني جدا ردك البليغ ولا تقس على صاحب الموضوع فهو ناقل للموضوع وليس كاتبه .
واعلم أخي الكريم أن من البشر مترف لكنه عابد متصدق فلا حرج أن يحوي منزله أنظمة ذكية.


حمادة راس:
الموضوع جيد من الناحية النظرية ولكنه من الناحية العملية فهوشئ مكلف جدا وفوق القدرة... كذك يحتاج الى مستوى ثقافى بل وتعليمى عالي. هذا من جهة وهناك شىء آخر مهم أيضا وهو أن ذلك يرسخ الكسل والتواكل كما انه لا يتناسب مع البيئة العربية.
وشكرا على مجهودك.أحمد حسني رضوان:
لي رأي مختلف.....اذا كانت عمارتنا العربية بما احتوته من معالجات مناخية وبيئية قد ابهرت العالم لقرون عديدة ومازالت......فان هذا بحق لمفخرة لنا ودعوة لتطويرها وتحديثها بما يتوائم مع متطلبات العصر الحديث .

اما اذا نظرنا الي ما يقوم به الغرب من تقدم تكنولوجي علي انه فخ لنا كي نقع فيه فالعيب ليس فيهم بقدر ما العيب فينا. اذا كان الغرب ينتجون اجهزة وانظمة الكترونيه حديثة كل يوم فما الغريب في ذلك اذا كانت تساعد علي منفعة البشرية.......ان العيب ان نتحول الي مجتمعات استهلاكية تلتهم كل ما ينتجه الاخرون شرق او غرب ونحن لا نستطيع ان نصنع جلابية او سبحة او فانوس رمضان او حتي مصحف الكتروني.

أحمد حسني رضوان:
اخي جمال لا نستطيع ان ننكر ان الغرب يتقدم وبسرعة وهم ليسوا مشغولون بنا بهذا القدر الذي نتخيله .....العيب فينا يا اخي .....نتواكل ونتكاسل ولا نبدع.

انظر لطلبات المساعدة في هذا المنتدي وستدرك ان العيب فينا

وللحديث بقية باذن الله

Arch_M:
كما قال عزيزي المهندس احمد رضوان ليس هؤلاء الغرب الذين يقضون جل وقتهم في جعلنا كسالى . ولكن العيب من انفسنا..
لن اقول اكثر فالاخوان كملوا ووفوا. ولكن لي قول اختم به لاخي المتحمس اللافي ان يدرس الموضوع بحكمة اكثر وانما هذا دعوة لإستخدام التقنية ولا تنسى اننا نستخدمها فلا اظنك تكتب بهذا المنتدى وليس لديك بريد الكترني او ليس لديك جهاز كمبيوتر او ليس لديك هاتف نقال او حتى هاتف او تلفزيون أوسيارة او...أو,,الخ

كل هذه امور تقنية ومن ضمن ديكوراتنا وعمارتنا فهل درست الامر؟؟

جمال الهمالي اللافي:
نعلم جميعا بشئ أسمه فقه الأولويات أو فقه الواقع، ثم يأتي مابعد تحقيق الأولويات الأمور التي تليها.
عمارة ذكية لسكان القبور!سؤالي: ما هو الأولى بنا كمعماريين عرب كسالى، إتكاليين، سلبيين، عالة على مجتمعاتنا التي صرفت علينا كي نتعلم مجال يمكننا من النهوض بالأمة وطرح الحلول لمشاكلها المستعصية من خلال مجال إختصاصنا؟

الغرب يصنع ونحن نستهلك، هذه حقيقة واقعة لا ننكرها، الغرب يخطط وينشغل بنا ونحن نغفل عن خططه وننشغل بالتفاهات والتبريرات وإثبات حسن نواياه... هذا أمر لا يمكن تجاوزه.... الغرب خطط لتدمير أكبر دولة عربية صناعية، يساهم في تكريس الإحتلال الصهيوني لأرض فلسطين المحتلة، يوزع الإنقسامات العرقية والطائفية والإقليمية هنا وهناك، يخلق الأزمات ويبرر تدخله، ونحن نقول مسكين هذا الغرب نحن ظلمناه ونسبنا إليه ما هو منه براء.

في فترة الثمانينات أعلنت فيه أمريكيا أنها ستغزو العالم بالفضائيات وستنشر ثقافة التسلية والتسطيح... ولكنه مر مرور الكرام، واليوم تنتشر الفضائيات الأمريكية بجميع اللغات والمسميات المكشوفة والمتسترة تحت رداء الفضائيات العربية. ماذا تقدم تقنية الفضائيات غير ثقافة التسلية والتسطيح والعري والفحش وخصوصا الموجهة للعالم العربي، ماذا تقدم تقنية ألعاب الكمبيوتر غير العنف، وماذا ستقدم لنا البيوت الذكية والتي لن يحلم عربي بإمتلاكها قبل أن تغرب الشمس من الشرق.

أنا وأمثالي كثر، لا نرفض التقنية ولا نتعالى على الغرب لمجرد كونه غربا، ففي الغرب أناس مثلنا يعانون من سطوة الحكومات الخفية التي تسير العالم، كما يفعل الحكواتي بدمى العرائس. ولكن لا يجب أن ننساق وراء كل صيحة أو موضة أو نظرية دون أن نراجعها ألف مرة ونحدد مدى ملائمتها لظروفنا وقيمنا.... وكما أشار أخي أحمد حسني، عندما طلب مني أن أنظر لحجم طلبات المساعدة التي يستجديها طلاب العمارة. وسؤالي من الذي أوصل هؤلاء الطلاب إلى هذه المرحلة من الفراغ الفكري والروحي وهذه السلبية والعجز حتى عن البحث عن موضوع موجود أصلا ضمن الصفحة التي ينشر فيها طلب العون.

الحكمة تستدعي أن ندرس كل الأمور التي تمس حياتنا وأمننا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا، وأن لا يمر علينا الخبر مرور الكرام، وأن لا نغتر بكل جديد، وأن لا ننبهر بالتقنية فليست كل تقنية هي خير، المسدس تقنية والقنبلة تقنية وأجهزة التجسس تقنية وأسلحة الدمار الشامل تقنية والأسلحة البيلوجية تقنية، وفن إصطياد الفريسة تقنية وفن التغرير بالمغفلين والسدج تقنية وفن القضاء على المحاصيل والبذور الزراعية واستنبات بذور لا يمكن إعادة إستزراعها حتى يمكن التحكم في الأمن القومي الغذائي للشعوب تقنية.... كل هذا يدعونا إلى أن نتعلم كيف نتعامل مع التقنية، فنأخذ منها ما يفيد ونستبعد ما يضر.

على العموم، أحب أن أنبه أخوتي إلى أنني لست من النوع العاطفي أو الإنفعالي. ولا اتفاعل مع الأمور بروح التعصب الأعمى، وليس لدي عدو مطلق أو صديق مطلق، المواقف هي التي تقرر رد الفعل، الذي يغلب عليه دائما التركيز، ولكن في بعض الأمور تكون القسوة في الرد واجبه حتى توقظ النائم وتنبه الغافل... ولا أقصد من كلامي التجريح أو الإساءة لا سامح الله، ولست من الذين يحبون أن يسجلوا نقاطا لصالحهم على حساب الغير.... بقدر ما يدفعني حبي لأهلي في بلاد العرب والمسلمين أن أغار عليهم وأهتم لمعاناتهم وأفرح لكل خير يصيبهم.

أحمد حسني رضوان:
سألكم صاحب المشاركة سؤال محدد....ألا تستخدمون الحاسب الالي؟الانترنت؟ الهاتف المحمول؟
كلها تقنيات غربية .......واستهلاكية وممكن عمل كبائر وموبقات بها....ونحن نستعملها ونعرف انها وسائل تجسس وتنصت علي حياتنا ومع ذلك لا نستطيع الاستغناء عنها.

Arch_M:
ارجو من الاخ اللافي أن يجد منبرا آخر ليتكلم فيه. وليس هذا منبرا لموضوعه، فهو للعمارة والهندسة المعمارية. ولاداعي للدخول إلى موضوع آخر على حساب موضوع أصلي.

أحمد حسني رضوان:
مما لاشك فيه ان مناقشة الموضوع قد اتجهت الي خارج نطاقها التقني الذي ظهر من البداية الي اطار قيمي وفلسلفي ، وهو ما فتح شهية اخينا جمال للغوص فيه ، ويا أخي لا تحزن فالأخ جمال عرض وجهة نظره وانت عرضت فكرتك التي نقلتها عن مقال منشور وكانت النية سليمة من كلا الطرفين.... وانا أوجه لكما الشكر علي إتاحة الفرصة لنا للتعرف علي ما يدور بداخل كل من شارك في هذا الموضوع
ولعل ذلك يكون حافزا لي لاستثارة أعضاء المنتدي لفتح موضوعات متعددة نثري بها الحوار ، نختلف في الرأي ونتعارض وننتقد ......وهذا لا يفسد للود قضية......



انت وانا مبهورون بالتكنولوجيا ، والاخ جمال والاخ خالد صلاح لهم رأي أخر ......ومجموعة ثالثة ترفضها وهكذا...

Arch_M:
كلنا وليس انا فقط نرحب بالنقد الهادف والبنّاء، الذي يستفاد منه ويفيد وذلك للموضوع وليس لتحوير الموضوع لموضوع آخر ... هذا ما اردت قوله وقصده وشكرا لكل المشاركين دون استثناء على مشاركتهم وأرحب بجميع الأعضاء للمشاركة حتى لا تبور السلع او المواضيع كما قلت اخي احمد...

محمد الواثق عبده:
ما الضير في استخدام التكنلوجيا بشكل مفرط في الحياة؟
وهل حياتنا مليئه بالاشياء التي يجب ان نخفيها؟

وهل الغرب بالبساطة والسطحية بحيث انه يرغب في معرفة أين نفطر وأين ننام وأين نكون؟لا أجد حرجا في أن نساير التطور أيّا كان نوعه، بل الحرج في عدم تطوير أفكارنا.


هل أنا مسئول عن فقره ؟ وهل يجب علي أن أوفر للعرب مساكن ثم اسعي لراحه نفسي؟
لا نتعالي حين نتطور. والمقال كان يدعو الي التطور أو إسقاط حجر في مياه العقل.


جمال الهمالي اللافي:
هذا النوع من المشاريع يتجاوز حالة الأمة وظروفها، ويكرس حالة الكسل والتواكل.... وكونها تقنية جديدة لا يعني أنها ملائمة أو مناسبة أو صائبة، وكونها صادرة عن الغرب لا يعني رفضها جملة وتفصيلا لمجرد أنها جاءت من الغرب.

ولكن هذه التقنية لا تصلح حال مجتمعاتنا ولا تخرجهم من أزماتهم، وبالتالي فهي أمر غير مقبول وخصوصا إذا جاء الطرح من معماري. لأن دور المعماري يجب أن ينطلق من حاجات مجتمعه ويعالج مشاكله. لا أن يطرح عليه أفكارا تستخف بهمومه وتتعالى على أحلامه وتخاطب فئة خاصة هي فئة المترفين.

لا نستطيع أن نعزل المعماري عن هموم مجتمعه ولا أن نعزل العمارة عن ارتباطها بالمجالات الأخرى بما فيها السياسة، وهذه الأخيرة لا نختلف جميعا في كونها تتحكم في مصير العمارة والعمران وتقودهما حيث تريد وتخلق منهما أزمة أو تحقق بهما رفاهية لمجتمعاتها بقرار سياسي... عندما اتكلم عن العمارة من الزاوية السياسية لا ألقي خطابا خارج سياقه، لأن الأمور مرتبطة بعضها ببعض.

لو رجع الجميع لمشاركاتي الأولى في هذا الموضوع لن يجدوا أبدا بين طياتها رفضا لشئ أسمه التقنية... نحن نقبل ما يضيف إلينا شيئا جديدا ننتفع به ونرفض ما نراه ضارا، وقضية أن التقنية سلاح ذو حدين- أمر مفهوم- ولكن إذا غلب ضررها نفعها، فإن الأمر يستوجب أن نأخذ جانب الحيطة والحذر.

وسأضطر إلى الخوض في التفاصيل أكثر لأن الجميع يصر على أنني أرفض التعاطي مع التقنية- رغم أن ما ذكرته سابقا ينافي هذه التهمة- الهاتف المحمول، الكمبيوتر، الإنترنت وغيرها من التقنيات النافعة، نعم هي صناعة غربية، وكما قلت سابقا، أنا لست عدوا للغرب بمجرد كونه غربا- هذه جميعها أضافت لحياتنا نقلة نوعية غلبت فيها المنفعة على المضرة، لهذا نقبل عليها جميعا دون أي تحفظ مع أخذنا بأسباب الحيطة والحذر حتى لا تغلب مضارها على منافعها الجمة.

أين نحن من هذه البيوت؟ هل تجاوزت مجتمعاتنا العربية أزماتها العمرانية وحلت مشكلة الإسكان بحيث نستطيع أن ننتقل بتفكيرنا إلى مرحلة أخرى أكثر رفاهية؟

رأيت في هذه المقالة إستخفافا شديدا بمشاعرنا وعقولنا، رأيت فيها تسويقا لقيم تتنافى مع قيمنا.... أرجو منكم جميعا أن تعيدوا قراءة كل سطر في تلك المقالة، وتدبروا في معانيها، وبعدها نستطيع أن نناقش بوضوح أكثر وبموضوعية أكبر.

أخي محمد الواثق، لا تفرح بالمال الذي أعطاك الله إياه، لأنك ستسأل عنه في قبرك مرتين، من أين أتيت به" فإن كان حلالا" ، فستسأل فيما أنفقته. وهو أمانة لديك و لأخيك المسلم المحتاج حق فيه... ولا أظن أن حمد النعمة يعني الإسراف أو صرف المال في أمور ضررها أكثر من نفعها.... طبعا أنا لا أحسدك، لأنني والحمد لله قد أغناني الله من فضله، ولكني لا أريد أن أنسى أن هناك إخوة لي في الدين يحتاجون أن أنظر إليهم وأتكلم عن همومهم وأعايش حاجتهم للسكن الملائم والعيش الكريم.

على ذكر أن الغرب لا يحتاج لأن يعرف ماذا نأكل وأين ننام، سأحكي لك قصة واقعية يعرفها إخواننا المصريون بأدق تفاصيلها، وهي تبدأ مع أول يوم دخل فيه الفرنسيون إلى مصر وتحديدا القاهرة، حيث بادروا إلى قتل جميع الحرفيين والصناع، وكانوا يعرفون أماكن تواجدهم وكأن أحدا ما يدلهم عليها واحدة بواحدة، فهل تعرف من الذي دلهم وأرشدهم إلى هؤلاء الحرفيون وأماكن تواجدهم؟ هل عرفتهم؟ إنهم السواح الذين تقاطروا على خان الخليلي، يرسمون ويسجلون ملاحظاتهم ويتبادلون أطراف الحديث مع الحرفيين في أدق تفاصيل حياتهم.... وهل تعرف لماذا قتلوهم؟ سأترك لك الإجابة.

لا أنسى أن أكرر اعتذاري لأخي Arch- M فأنا لا أقصد الأساءة إليك وخصوصا أنك عائد إلينا بعد غيبة طويلة، ومعك هذه المقالة التي حركت فينا شجونا، وأيقضت فينا حواسا ماتت من قلة الموضوعات التي تستحق الجدل والنقاش المثري والمفيد. وكوني لست متفقا مع كاتب المقال في طرحه، لا يعني بالضرورة أني أرفضه أو أقصي حقه في التعبير عما يراه صائبا... وكما قال أسلافنا، إختلاف الرأي لا ينزع للود قضية.

خالد صلاح:
اعذروني لاني لا اجامل ولا استرضي احد ..ولا احب حواشي الكلام .. طبع سيء تعلمته طوال حياتي و خسرت بسببه الكثير ولازال يرضيني واعتبره ميزة ..

أولا، لا حكر لأحد علي هذا المنبر أو سواه .. ولا لأحد صك عليه .. طالما أن الموضوع نشر للمناقشة فحق لكل أن يبدي رأيه ومن لا يقبل فعليه ان ينشركلامه في مكان آخر يملكه ويختص به .

اما الموضوع .. فمن العجيب يا اخي ان نسمع عن قوم متخلفون ومصنفين رسميا وعالميا أنهم من العالم الثالث .. ( لانه لا يوجد عالم رابع طبعا) ان يتحدثوا عن قمة التكنولوجيا والتطور ونحن في اخر سلم الحضارة او حتي اسفله ..والغريب هو الامثلة .. الموبايل والكمبيوتر والنت .. نعم صحيح هل نستخدمها ؟؟ نعم يفاخر كل بلد بعدد المستعملين للانترنت فيه .. اغلق المواقع الجنسية والدردشة والشات والكلام الفارغ .. ولنري كم سيصبح عدد المستعملين للانترنت ..
اما الموبايل فمصيبة اخري ... كل من هب ودب اصبح يستعمله من لديه عمل والعاطل .. نعم الغرب سبقنا للموبايل ولكن كيف يستعملونه .. من الذي يربح من شركات الموبايل العربية (((( الاكثر استخداما في العالم ))) هل هي الشركات الغربية ؟؟ نعم .. ولمن تذهب الارباح ,,,,, الي اهل الغرب ..

والان اصبحنا نتحدث في الجرائد عن البيوت الذكية .. نحن العرب الأمة المهددة والشعوب المغيبة والضائعة .. الأمة التي تشتكي من العاطلين، ستصنع لهم بيوتا يأتي فيها روبوت ليحملك الي الحمّام.

كان الله في عون اهلنا في لبنان الذين قصفت بيوتهم الفقيرة بالقنابل والصواريخ .. وهم الان يلتحفون السماء حينما يقرأون هذا المقال .. وكان الله في عون اخواننا في فلسطين الذين يسكنون المخيمات منذ عشرات السنين .. اما في مصر فكان الله في عون كل فرد من السبعون مليونا الذين يسكنون بيوتا تقتلهم اكثر ما تحميهم ..

والله، من الخيبة أن نتحدث عن البيوت ذات الروموت كنترول ونحن حتي لا نبني بيوتا من الطين للاجئين والمشردين في كل دولة .. ولكنها خيبة أصابت الأمة .... مثلما أصابها العديد من الآفات التي نخرت عظامها ولحمها ولم تبق منها إلاّ الجلد.
هذه وجهة نظري.

حمادة راس:
أرى أن هناك الكثير من الردود وهناك تباين كبير وحاد رغم أن الموضوع مازال فى طور الاحلام ولم ينفذ في أي مكان من العالم.

شكرا.

جمال الهمالي اللافي:
أخي العزيز، خالد صلاح
أوجزت فأحسنت التعبير ولخصت فأكملت التعبير عما يجول بخاطر كل عربي مسلم غيور على أمته...

ولكن ما فهمته من عباراتك أن مشاركتي الأخيرة تحمل شيئا من المجاملة أو الاسترضاء، وهو أمر لم يخطر ببالي حتى ولو للحظة عابرة، بقدر ما هي، سعي لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والتي درج البعض عن حسن أو سوء نية على إلقائها جزافا على كل من يحاول أن يصحح الكثير من المغالطات التي بدأت تشوب مناحي حياتنا... فعندما نتكلم عن القيم الإسلامية فنحن نتكلم عن التشدد والإرهاب والتفجير والقتل. وعندما نتكلم عن التراث والأصالة، فنحن ندعو للتخلف والنقوص إلى الوراء. وعندما نتكلم عن مخاطر الإستخدام السئ للتقنية فنحن ندعو لمعادات الغرب وتعميق الفجوة بيننا وبينهم.

أخي العزيز، خالد صلاح
ما أقوم به هو إدارة حوار بالتي هي أحسن، لأنه أقرب السبل لترطيب القلوب وجمعها إلى غاية واحدة، وما القسوة التي تغلف بعض المشاركات إلا حالة طارئة تستدعيها الضرورة عندما لا يكون هناك بد... بعدها نعود لنناقش بهدوء، فنحن فبل كل شئ أخوة في الله ولسنا أعداء نتسابق على النيل من بعضنا... فقط تذكر دائما أنني لا أعتذر عن ضعف، بل عن قوة الواثق من قناعاته.

جمال الهمالي اللافي:
أخي العزيز، حمادة راس
خير لنا أن نناقش الأفكار في مهدها ونقيّم ما فيها من مزايا ونتدارسها لتصحيح العيوب والإرتقاء بها لتكون أكثر توافقا مع ظروفنا ومتطلباتنا. من أن ننتظر حتى تطبّق ونجني ثمارها مآسي وكوارث بيئية واجتماعية.

أعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح.

د. تخطيط:
موضوع جميل جدا ومشوق للنقاش فيه.

خالد صلاح:
الاخ جمال .. بالتأكيد وجهة نظرك هي الأصح .. واعتذر للجميع إن كانت هناك حدة في التعبير عن رأيي ولكن هناك أمورا أجدها من المسلمات التي تمثل حدودا فاصلة لا تمس (( فيما يخصني طبعا )) ..

اعتذر مرة اخري لناقل الموضوع والاخوة الزملاء.

معماري ناقد:
السلام عليكم، 
احييكم اخواني الاكارم ولكم مني كل الاحترام .
أحيي من طرح الموضوع وأحيي الاخ جمال على طرحه الملتزم والمتبني لمصالح الامة قبل كل شيء , وهذا ما يجب ان يكون عليه حالنا كمعماريين مسلمين هو ان نفكر ونبدع ونضع مصلحة أمتنا نصب أعيننا , وكذلك باقي أبناء الامة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم ".
اما بالنسبة لموضوع البيوت الذكية فهي في الحقيقة احلام وخيالات لن تجد لها في ارض الواقع ولعلك تقول اني ابالغ .

يا اخي، في الغرب، الذين يتقبلون هذه الافكار ويقبلون عليها قد عافت انفسهم القوالب الالكترونية التي يعيشون فيها , اصبحو يهربون من تقدم التكنولوجيا واقفاصها ليقضو ايامهم في جوف الطبيعة البكر في افريقيا وغيرها من بقاع العالم , انهم يتوقون للعودة لبشريتهم بدل القوالب الالية التي تحيط بهم من كل صوب , وهم مجتمعات مفككة اسريا وتقبل كما قلت هذه الافكار فما بالك ان يطبق الامر علينا كمسلمين الروابط الاجتماعية والحفاظ عليها هو امر مطلوب منا بامر الله , ان تتحول هذه العلاقة لمجموعة معلومات يزودك بها جهاز كمبيوتر او هاتف محمول ؟؟

إن الفكرة أخي الكريم قد أهملت أننا بشر ابتداءا، عدى عن كوننا مسلمين، وأخذت تتعامل معنا كروبوتات تتحرك بالطاقة وتقف بانعدامها , فلا مشاعر ولا روح ولا نفسية وهذا طبعا تتفق معي انك لا تستطيع اغفاله في البشر , والحقيقة ان احدنا يبحث عن اللحظة التي يتخلص من كل ادوات التكنولوجيا هذه عند فراغه من عمله ويخلد لعائلته وسكنه .

من هنا فان ما ذهب اليه اخي جمال من اعتبار الموضوع الهية يلهوننا ببريق شكلها , فانها لا تحوي بداخلها الا كل تعب وضنك ونحن همنا ان نرفع الضنك والثقل عن كاهل الناس بسبب ازدحام وتكالب هموم الحياة على رؤوس العباد .بوركتم


أحمد فيتروني:

السلام عليكم...
اسمحوا لي أن أشارك في هذا الموضوع الساخن و المثير للاهتمام.....لقد لفت نظري مقالاتكم وأجوبتكم...

بداية .. هدف العمارة الاساسي....هو تأمين مأوىً..دائم للانسان يحتمي به و يؤمن له الحاجات الاساسية...التي تساعده في خوض الحياة....أنا لا اميل لطرف على حساب الاخر... ففي كلتا الحالتين، هناك تأمين حاجات ...ورفاهية..وتسهيل لحياة البشر...فعندما ننطلق من مجتمعاتنا العربية والاسلامية وحاجاتها الاساسية نسعى دائماً لاحتواء تلك المجتمعات لا تكبيلها.....ففي الحلول المعمارية التي وجدت أكان من خلال شبكة المدن العربية القديمة و طرزها..و نسيجها المعماري...و الحلول المعمارية ... للمناخ و مراعاة حرمانية المنازل و غيرها...تامنت راحة تلك المجتمعات...و حلول لمشاكلها...و مع ذلك يجب علينا التماشي مع التطور و التكنولوجيا ... و الا لما كنا نتناقش في هذا الموضوع أصلاً...ولكن علينا ان لا نبالغ بتلك التكنولوجيا...فعندما عرض علينا الاخ Arch_m تلك المقالة قصد أولاً اطلاعنا بكل شي ء جديد....و ثانياً تحفيزنا على البحث عن تلك التكنولوجيا...؟؟ و لكن تلك العمارة لاتخدم الكثير من الناس...فهي تخدم بالتأكيد شريحة صغيرة ومعينة....من الناس.. والتي هي أصلاً تكون مرفهة أكثر من غيرها....و نحن كمعماريين نحاول المساعدة للحصول على حياة افضل لشريحة أكبر... وعندما قام الاخ جمال الهمالي بالرد على تلك المقالة.. فقد قام بذلك من باب الغيرة على حالتنا الحزينة من الاقتباس و النسخ فقط. و الاهتمام بزينة و قشور الجديد في العمارة....
فهو أراد أن يصحينا ..ويذكرنا بواقع حالنا...فلو أننا بدأنا...بالاهتمام بالمشاكل الحالية والانية..لكل مجتمع عربي و سعينا لايجاد حلول عملية و مفيدة لصالح الاكثرية...كالاكتظاظ....وغيرها...و تو فير حياة ميسرة اكثر.....لكان من حقنا...الابتعاد بالعمارة الى الترف..والكماليات... و ليس الانترنت....هو الحل الامثل...لكل شيء دائماً ...

تعليق شخصي : عندما تتحكم الالة باعمالنا و تصرفاتنا ابتداءً من اصغر شيء الى اكبر شيء...... لا يصبح لكثير من اعمالنا و صرفاتنا اي معنى او حتى اي وجود.... ولن تشعر باي شيء حميم حتى في بيتك....اذا كان فتح نافذة غرفة النوم صباحاً سيكون الياً....او حتى تحضيرلقمة طعام محصور بالات و ماكينات....فلا نفع لجماليات العمارة و اشكالها....

وار جو من شخص محدد ان يشارك في هذا الرد


خضر أسعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بداية إن كل ما قيل يصب في خانة النقاش البناء ولو اختلفت الآراء ... ذلك لأن الموضوع يشكل بعداً أوسع من كونه نقاشاً حول إشكالية معمارية بقدر ما هو تجسيد لإشكالية أكبر هي إشكالية العولمة والتقليد المفرط وطمس الهوية....
وقد لا يعني هذا - في ما يتعلق بالتطور العمراني - أن الغرب يسعى من خلال أبحاثه طمس هويتنا ، إلا أن العولمة بشكل عام أثرت بمفهومها الفلسفي وتبعاتها السياسية على تفكيرنا بشكل عام ، ما أدى إلى تحول الإشكالية من إشكالية طمس للحضارة - من قبل الغرب - إلى إشكالية انجراف أعمى وراء تيار العولمة - من قبلنا - وذلك لنقص فينا
من هنا لا بد أن نعي نقطة الضعف الكامنة فينا، والتي أدت في ما يتعلق بالعمارة ، إلى رؤية نماذج مطابقة لعمارة الغرب في عالمنا العربي وبيئتنا العربية دون أدنى دراسة أو تعديل ...
فعجلة التطور العمراني في الغرب ليست هي المشكل ، وليس من الموضوعية أن نهاجمها بهذا العنف ذلك لأن الغرب يحقق من خلال هذا التطور السريع أهدافه ورغباته النابعة من ثقافته للحياة ، إلا أن النقص الذي يعترينا في ما يتعلق بالأبحاث المهيئة للتطوير العمراني مع ما يناسب ثقافتنا وبيئتنا ، وبعدنا عن القراءة والتحليل ... هو أصل الاشكالية ما جعلني أستحضر قول الشاعر : نعيب زماننا والعيب فينا ...

ختاماً ، لن ينتهي الكلام عن هذا الموضوع بهذه السرعة ، كما لن يقتصر الحوار والنقاش حول هذه الإشكالية على هذا المنتدى ، لأن الموضوع أكبر من مجرد كلام إنه مجال بحث ودراسة ومن ثم تطبيق وتجسيد على أرض الواقع .... فعلى يد من يا ترى سيوضع حجر الأساس ....

أحمد حسني رضوان:
الاخ خضر اشكرك علي هذا الرأي المتزن العقلاني الخال من الانفعالات والتشدد، وهذا هو ما نحتاجه كي نتطور ونتحرك من مرحلة الجدل والحديث المنفعل المتشدد بل والمتعصب احيانا لرأي ما علي حساب آراء الآخرين، وعندما نحلل الموضوع الذي نتحدث فيه علي مدار حوالي اسبوع نجد ان صاحبه لم يكن ليتوقع او يتخيل ان هذه الفكرة التي اقتبسها من آخرين واراد من وجهة نظره ان يفيدنا ويثرينا بمجال جديد ....والا لما فكر للحظة واحدة في طرح الموضوع او هذه الفكرة


واسمحوا لي ان استأذنكم في اغلاق هذا الموضوع والانتقال بهذه الطاقة التي ساسميها فرضا" النقاشية"" الي مناقشة موضوعات أخرى.

واتوجه بالشكر لكل من ساهم وشارك في هذا الحوار الممتع

جمال الهمالي اللافي:
الأخوة الأعزاء
أرى أن الموضوع بدأ يأخذ منحى أكثر جدية وموضوعية من خلال تفاعل أعضاء الملتقى معه... لهذا فستأخذ أيضا الردود عليها منحى موازي يتسم بعمق الطرح، وهو ما يستدعي التأني في الرد... وخصوصا أن البعض لا يزال يصر على أن هناك إتهامات للغرب تفتقر للمصداقية وعداوة معه ليس لها أساس.

لهذا سيكون لي رد مستفيض في مشاركة أخرى.

Arch_M:
اشكركم جميعا وخصوصا اخي جمال اللافي وخالد صلاح
كما قيل اختلاف الرأي لايفسد من الود قضية وارجو ان لاتسيئوا فهم اني اعترض على كلام ونقد ضد المقال الذي لا يحتاج إلى تعليق فهو واضح وضوح الشمس...اعذروني ولكني اعجبت بهذا المقال من ناحية التقنية المستخدمة وهي ليست جديدة فهي موجودة في افقر المنازل العربية فابسط منزل يحتوي تلفزيون واتصالا بالقمر الصناعي والفضائيات رغم اني انقم والعن كل يوم اغلب الفضائيات العربية لوجود مايُهم (بضم الياء) الاسرة العربية من رقص وعري وفضائح اخرى ونبتعد عن قضايا مثل لبنان وفلسطين القضية الازلية حتى يوم الدين..كل هذا فكرت فيه ولكني ماجعلني افكر في المقال وطرحه في المنتدى هو استخدام التقنية الموجود اصلا في افقر البيوت العربية واصبح ثابت من الثوابت الموجودة في المنزل العربي اعلم ان الكل ليس ضد التقنية ولكن هناك حدود ولذلك ارتأيت ان يكون هناك نمط وتصميم للبيوت الذكية العربية ويصبح ثابت من الثوابت قد تقول لايهمنا نعم لا يهم ولكن اذا رايت الجوال فهو غير مهم ولكن اصبح مهم والنترنت اصبح مهم والتلفزيون اصبح مهم والدش اصبح مهم نحن الذين جعلناه مهما في حياتنا ونستطيع جعل البيوت الذكية مهمة في حياتنا...
ولكني اجد ان ليس الكل من يريد مثل هذه البيوت ولكن لايمنع ان استخدم كل ماستطيع في التقنية من ناحية مادية ومعنوية في بيتي لكي اجعله ذكيا قدر ما استطيع وهذ ليس كلامي فقط ولكن حتى المعارضين هنا والمختلفين في الرد يريدون ذلك ويبذلون جهدهم لجعل بيتهم ذكيا قدر مايستطيعون ماديا او معنويا..فهي امور تجري في دمنا وحياتنا ولكن نهاية القول وخلاصته هل منا من هو عربي ذكي لكي يستطيع ان ينتج لنا مثل هذه البيون العربية الذكية؟..يستطيع ان يفهم مجتمعنا وثقافتنا والآمنا لكي يصنع لنا بيوت عربية ذكية تلائم ماسبق ذكره...هذا ماردت قوله

وشكرا لكم وللجميع على ماتم مناقشته .

جمال الهمالي اللافي:
إختلاف الرأي لا ينزع للود قضية، أمر اتفقنا عليه جميعا... ولكن لا يعني ذلك الإلتفاف على بعض الآراء وتصنيفها ضمن قائمة الإنفعال والتشدد لمجرد مخالفتها لبعض الآراء الأخرى. لأننا بذلك نوسع من دائرة الخلاف ونصنعها بأيدينا.

كذلك سنترك الغرب الذي لا نختلف جميعا على أنه يمارس حياته الطبيعية بمنأى عنا، وسنترك في الوقت نفسه ما يدبره لنا ضمن حدود قناعات كل واحد فينا لأننا لن نصل إلى نتيجة.

ولكن لنبقى في دائرة القناعة بأن" العيب فينا وليس في سوانا " التي أكد عليها كل الأخوة المشاركين بمن فيهم شخصي الفقير إلى الله... ومن هذه النقطة تكون البداية لحوار جديد، نرجو أن يكون نفعه أكثر من ضرره.

والسؤال المطروح/ إلي أي مدى سنواصل حالة التبعية والتقليد؟
أما آن الأوان لنصحو من غفلتنا؟ ونعيد ترتيب بيتنا العربي والإسلامي، ونخطط لمستقبلنا بعقول مفكرينا وسواعد شبابنا.
متى نستطيع تجاوز إخفاقات القرن العشرين؟ وننطلق في رحاب التجديد والإصلاح المعتمد على فهمنا لواقعنا المعاصر واحترامنا لموروثنا الثقافي.


Arch_M:
كلامك جميل يا عزيزي اللافي وأوكد عليه انه إلى متى هذه التبعية أن كان لابد من صنع بيوت ذكية فهل كانت بسواعدنا وشبابنا هل هي ضرورية لجعلها ثابت من الثوابت هل هي فعلا ستؤثر على موروثنا العربي وثقافتنا العربية..وحضارتنا العربية...؟؟؟؟؟
اعذرني لأني اضيف هذه الاسئلة على سؤالك.

جمال الهمالي اللافي:
أخي العزيز/ Arch _ M
لا يختلف إثنان على أهمية التقنية الرقمية أو الميكنة بصفة عامة، ولكن الاختلاف على طريقة توظيفها وأقلمتها مع ما يضيف جديدا إلى حياتنا دون أن ينتقص من قيمنا أو يعرض خصوصيتنا للتهديد.
وليس هناك في حالة حسن استثمارنا لهذه التقنية وجعلها في إطارها الصحيح من أن تصير في يوم ما جزءا من تراثنا. ولكنها لن تصبح ثابت من الثوابت لأن التقنية شئ متغير. والتوابث تتمثل في القيم الدينية والظروف البيئية.

ما يهمنا في الموضوع هو البحث عن طرق جادة وعملية لتحريك العقول العربية وسواعد شبابها لبناء نظريات معمارية تلبي احتياجاتنا وتحترم ثوابت الأمة وقيمها، وأيضا إعداد دراسات مواد البناء المحلية وطرق تنفيذها واستخدامات التقنية الطبيعية في معالجة الظروف البيئية.


Arch_M:
ان شاء الله نحن لسنا بمختلفين سوى فكريا فهناك من يؤيد هذه التقنية وهناك من يعارضها ولكل فريق له اسبابه ومبرراته..فاسمعينا رأيك عزيزتي..فقط ياجماعة التقنية ليست عيب او كلها اخطاء ولكن استخدامها قد يكون هو العيب وهو الخطأ..

اخي احمد راس، على فكرة بيل جيتس منزله مصمم على طريقة هذه البيوت الذكية..هذا ماعلمته مؤخرا..اي انها بدأت تطبق كحقيقة وليست حبرا على ورق.



لمتابعة هذا الموضوع يمكنكم زيارة الرابط التالي على موقع ملتقى المهندسين العرب:
http://www.arab-eng.org/vb/t53693.html

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...