الأربعاء، مايو 02، 2018
الاثنين، أبريل 30، 2018
مؤسسات لم يكتب لها الاستمرارية
تجربة المدرسة الليبية للعمارة والفنون
2004- 2008
الجزء الأول : تمهيد
الباحث المعماري/ جمال الهمالي اللافي
الحديث عن أي تجربة هو في حقيقته يستهدف بالدرجة الأولى استخلاص العبر وتمكين القادمين على تجربة معمارية جديدة من الاستفادة منها إما بالإسترشاد بها أو لتلافي الأخطاء وأوجه القصور فيها.
وكل تجربة- حتى يمكن الاسترشاد بها- لابد لها أن تقودنا إلى مقدماتها التي شكلت ملامحها وصنعت لها خصوصيتها المتفردة عن غيرها من التجارب السابقة أو المواكبة لها، من حيث المنطلقات والأهداف والغايات وآلية العمل لمواجهة المعوقات والتحديات وخلق الفرص وتحقيق الإنجازات.
الدوافع/
يمكننا القول أن تجربة المدرسة الليبية للعمارة والفنون انطلقت من دافعين
الأول: مرتبط بهجرة الأسر الليبية لبيت العائلة الذي كان يضم في رحابه عائلة ممتدة (الجدين، الأبوين، الأحفاد) وتشتتها بين العمارت السكنية التي أنشأتها الدولة أو إلى الأملاك المستردة من الطليان.
الثاني: مرتبطة بظهور عمارة معاصرة انتشرت في ربوع البلاد فاقدة لأبسط قواعد التصميم المعماري للمباني السكنية. فاقدة لهويتها المعمارية المحلية، عرفت بالدوبلكسات، انتشرت على يد المقاولين السوريين الذين كانت لهم اليد الطولى في تشكيل ملامح العمارة الليبية المعاصرة في تلك الفترة من بدايات السبعينيات من القرن الماضي.
الأهداف/
تستهدف هذه الورقة تسليط الضوء على نظام عمل مختلف للمكاتب الهندسية والاستشارية من حيث رسم رؤية واضحة المعالم لإعادة الاعتبار للهوية المحلية في عمارتنا المعاصرة، يعتمد على ربط فريق العمل بموروثه الثقافي وتأهيله ليؤدي دوره على أكمل وجه. ولتكون نبراسا لغيرها من المكاتب المعمارية الهندسية والاستشارية.
المنهجية/
اعتمدت منهجية المدرسة الليبية للعمارة والفنون على تنظيم سلسلة من البرامج والأنشطة التي لم يكن متعارفا عليها في تلك الفترة بين المكاتب الهندسية والاستشارية التي اقتصر عملها على تصميم المشاريع المعمارية منها:
- التأسيس للمدرسة على أسس منهجية تتبنى التأصيل للعمارة الليبية المعاصرة.
- تهيئة أعضاء المدرسة نفسيا وفكريا على العمل الجماعي من خلال تقسيم العمل وفق المهارات والاهتمامات.
- تنظيم الدورات التدريبية المجانية في المجالات التي تدعم عمل المعماريين وتسهم في تأهيلهم في المجالات ذات العلاقة بالمهنة.
- إقامة محاضرات دورية تتناول مجالات العمارة والفنون والحرف في ليبيا.
- إصدار المطبوعات والدوريات العلمية والثقافية المختلفة التي تتناول مجالات توثيق وإحياء التراث الثقافي.
- تنظيم سلسلة من الرحلات العلمية للمدن القديمة للتعرف على معالمها وخصائصها المعمارية والعمرانية.
- التأسيس للجمعية الليبية لإحياء التراث الثقافي.
استخلاص النتائج/
1. التعليم المعماري، يمكنه التأصيل لقيم المجتمع، مثلما يمكنه التغريب عن واقع المجتمع واحتياجاته الفعلية، تبعا للمناهج الدراسية ومدى ارتباطها بالواقع والممارسة العملية من عدمه.
2. ممارسة المهنة ودورات التدريب والتأهيل، هي مرحلة جديدة يمكنها إلى حد ما إصلاح القصور في مراحل التنشئة والتأهيل السابقة لو أحسن توظيفها في الاتجاه الصحيح ودعمها بالإمكانيات المناسبة والتجارب العملية المستمرة ومواكبة كل جديد وحسن استثماره وتوظيفه.
3. العمل المعماري الجماعي وتوحيد الرؤية في كل مكتب، هو السبيل الوحيد لتصحيح مسار ممارسة المهنة.
4. المسابقات والمعارض المعمارية، نشاط داعم للإرتقاء بالحركة المعمارية في ليبيا وتوعية المجتمع.
أوجه الاستفادة من هذه التجربة/
في حالة ما تم استثمار هذه التجربة المعمارية، يمكننا تأهيل أجيال جديدة من المعماريين المتواصلين مع موروثهم الثقافي. المسلحين بالوعي والإدراك لواقعهم الاجتماعي والاقتصادي وظروف البيئة المحلية وآليات التعاطي مع المتغيرات والانفتاح على المستجدات في مجال العمارة.
الخميس، أبريل 26، 2018
الاثنين، أبريل 23، 2018
الأحد، أبريل 15، 2018
مطلب الهوية ومسألة الانتماء
جمال اللافي
الهوية
شجرة عظيمة من فصيلة الانتماء. جذورها تمتد في الماضي البعيد. وساقها راسخ في تربة
الحاضر، يقف صامدا في مواجهة الأعاصير الهوجاء. وفروعها وأوراقها تتطلع إلى مستقبل واعد
محصن بهذا الانتماء. وثمارها تنضج بالرعاية والسقاية والتغذية بالأسمدة الطبيعية وليدة
البيئة وليس بالكيماويات المستوردة من الخارج، التي لا ندري ما تحمله معها من أوبئة
وأمراض، حتى يلحق ضررها بالمجتمع. ضرر نراه يتفاقم مع الزمن حتى لا يمكن بعدها إصلاحه
أو معالجته.
بعض غوغاء
العمارة اليوم يطالبون باقتلاعها، ليبنوا في مكانها كتل خرسانية، لا تشعرهم بخواء الانتماء.
مطلب الهوية والمرجفون في المدينة
جمال اللافي
الهوية
في تعريفها الشعبي البسيط مرادف لقوة الشخصية. وفي عرف المجتمع ينظر لفاقد الشخصية نظرة
دونية. وفي عرف المجتمعات الدولية يتعاملون مع الدول فاقدة الهوية بهذه النظرة الدونية أيضا.
المرجفون
في المدينة يريدون أن يستخفوا بعقولنا عندما يعتبرون مسألة التأصيل للهوية المعمارية
المحلية لا تزيد عن كونها حالة استنساخ لعمارة الماضي. ويطالبوننا في ذات الوقت باستنساخ
عمارة الغرب، بزعم أنها تدخل ضمن دائرة الإبداع.
وإليهم
أقول: قدموا لنا أعمالا إبداعية لا تنتمي للشرق ولا للغرب وعندها سنحترمكم. ولكنني على يقين أن فاقد الشئ
لا يعطيه.
عجزكم
عن الالتزام بمسؤوليات التأصيل للعمارة المحلية لا يبرر دعوتكم للإنسلاخ عنها. ورحم
الله إمرأ عرف قدر نفسه فوقف دونه.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
أنماط البيوت التقليدية في ليبيا
المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...

-
م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة...
-
تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابل...
-
موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الف...