أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الاثنين، أبريل 28، 2025

غياب المعنى في البيت الليبي المعاصر: حين تغيب "عبقرية المكان" يضمحل الجوهر

الفناء في المسكن الطرابلسي المعاصر، في محاكاة للبيت التقليدي الذي تجتمع فيه عائلة ممتدة.

 

جمال الهمالي اللافي

المعنى في جوهره يتجاوز الوظيفة المادية للمبنى ليلامس قيمنا الثقافية والاجتماعية والروحية، وهو القيمة الكامنة التي تجعل من الحيز مجرد مكان، ومن المكان وطناً. وفي عالم العمارة، يتجلى هذا المعنى في مدى تجذر المبنى في بيئته، واستجابته لثقافة سكانه، وتعبيره عن هويتهم.

وقد أدرك الشاعر الإنجليزي ألكسندر بوب في القرن الثامن عشر هذه العلاقة العميقة بين المكان وروح ساكنيه، حين دعا إلى استشارة "عبقرية المكان" في كل تصميم. لم يكن بوب يتحدث عن مجرد التكيف مع التضاريس أو المناخ، بل كان يشير إلى جوهر أعمق، إلى الروح الكامنة في كل موقع، والتي تتشكل عبر التاريخ والجغرافيا وثقافة الناس. فالتصميم الذي يستلهم هذه "العبقرية" لا يكون مجرد إضافة غريبة على المشهد، بل يصبح جزءاً أصيلاً منه، يحمل في طياته معنى متجذراً.

هذا المفهوم العميق لـ "عبقرية المكان" هو ما استوعبه المعماري حسن فتحي بعمق، والذي رأى في البيت التقليدي تجسيداً لهذه الروح. فحين قال: "في بيت جدي كل خطوة لها معنى"، كان يعبر عن أن تصميم ذلك البيت لم يكن عشوائياً، بل كان نابعاً من فهم عميق لاحتياجات الأسرة، وتقاليدها، وظروفها المناخية، واستخدامها للموارد المحلية. فتصميم الرواشن الذي يسمح بدخول الضوء الطبيعي مع الحفاظ على الخصوصية، واستخدام الزخارف الجصية التي تحمل رموزاً ثقافية متوارثة، وتوجيه فناء الدار لاستقبال نسائم البحر وتلطيف الأجواء، كلها أمثلة تجسد "عبقرية المكان" في البيت الليبي التقليدي.

وعلى النقيض، فإن غياب المعنى في العديد من البيوت الليبية المعاصرة يعكس في جانب كبير منه إغفالاً أو تجاهلاً لـ "عبقرية المكان". فالمشاريع الإسكانية التي تعتمد على تصاميم نمطية مستوردة أو جاهزة، والتي لا تأخذ في الحسبان التنوع المناخي والجغرافي والثقافي لليبيا، تفشل في التعبير عن أي معنى محلي أصيل. فتصميم قد يكون مناسباً لمناخ بارد قد يصبح عبئاً حرارياً في مناطق ليبيا الصحراوية، وتصميم يغفل عن أهمية الفناء الداخلي (الحوش) في توفير الخصوصية والتهوية والتفاعل الاجتماعي يفقد عنصراً جوهرياً من "عبقرية" البيت الليبي التقليدي.

إن هذا الانفصال عن "عبقرية المكان" يؤدي حتماً إلى ضمور "المعنى" في بيوتنا المعاصرة. فعندما يصبح البيت مجرد وعاء إسمنتي مكرر، يفقد قدرته على التواصل مع هويتنا وذاكرتنا الجماعية. يصبح مجرد مساحة وظيفية خالية من الروح، لا يروي قصة المكان ولا يعكس قيم سكانه. وفي ظل التوجهات المعمارية العالمية السريعة، يزداد التحدي في الحفاظ على هذه "العبقرية" المحلية وتضمينها في تصاميمنا المعاصرة.

إن استعادة المعنى في البيت الليبي المعاصر تبدأ بالعودة إلى فهم وتقدير "عبقرية المكان". إنها دعوة إلى تبني مقاربة معمارية حساسة للسياق، تستلهم من التراث المحلي مع تبني الحلول الحديثة بوعي. إنها ضرورة لإنشاء بيئات سكنية لا تلبي فقط الحاجات المادية، بل تغذي أيضاً أرواحنا وتعزز ارتباطنا بهويتنا ومكاننا. فالمبنى الذي يتناغم مع "عبقرية المكان" هو وحده القادر على أن يحمل معنى حقيقياً ودائماً.

ختاماً، تدعونا هذه المقالة إلى التفكير ملياً:

  • كيف يمكننا كمعماريين ومخططين وصناع قرار استعادة "عبقرية المكان" في تصاميمنا المعاصرة، ومواجهة تحديات العولمة المعمارية؟
  • ما هي العناصر الجوهرية في بيوتنا التقليدية التي تحمل معنى عميقاً وتعكس هويتنا، وكيف يمكننا إعادة إحيائها في سياقاتنا المعاصرة؟
  • ما هي العلاقة التي تربطنا ببيوتنا ومحيطنا الحضري، وكيف يمكننا تعزيز هذا الارتباط لخلق مساحات معيشية أكثر معنى وأصالة؟

الجمعة، أبريل 25، 2025

التفاصيل بين الإرث والاستيراد: هوية معمارية بين البساطة والثراء

تفاصيل من عمارة الحوش الطرابلسي


جمال الهمالي اللافي

في كل مبنى، تكمن هويته في التفاصيل الصغيرة، تلك العناصر التي تتحدث بصوتٍ خافت لكنها ترسم المشهد بأكمله. عندما تكون هذه التفاصيل امتدادًا لبيئتها الطبيعية والثقافية، فإنها تثري العمل المعماري وتضفي عليه طابعًا أصيلًا. لكن في غياب الرؤية الواضحة لمعالم الهوية، تتحول التفاصيل المستوردة إلى عبء يثقل كاهل المبنى، فتفقد معناها وتصبح مجرد زخرفة لا تخدم جوهر التصميم.

لطالما تميزت العمارة التقليدية بقدرتها على تحقيق التوازن بين البساطة والثراء، حيث نشأت التفاصيل من حاجة وظيفية أو تعبير جمالي متجذر في ثقافة المكان. كانت الأبواب المزخرفة، الأبراج الحشبية، والزخارف الهندسية ليست مجرد عناصر جمالية، بل حلولًا عملية تتفاعل مع الضوء والخصوصية والبيئة المناخية.

في العمارة الحديثة، يقع التحدي في كيفية إعادة تفسير هذه التفاصيل بطريقة تتناسب مع عصرنا دون فقدان الجوهر. فالسؤال الحقيقي ليس في رفض العناصر المستوردة أو تبنيها، بل في فهم كيف يمكن دمجها بحيث تكون جزءًا من الهوية بدلاً من أن تكون عبئًا عليها.

لذلك، يحتاج المعماري إلى رؤية واضحة تعيد صياغة العلاقة بين العناصر المحلية والمستوردة، ويبحث عن حلول تنبع من فهم عميق لسياق المكان. فالمبنى الذي يُبنى دون وعي بالهوية يتحول إلى كيان فارغ، بينما المبنى الذي يحتضن ماضيه ويعيد تأويله بحس إبداعي يصبح امتدادًا حقيقيًا للزمان والمكان.

الأربعاء، أبريل 23، 2025

صراع المصطلحات في ساحة العمارة: بين "الأصالة" و "المعاصرة" وتشكيل الهوية

نموذج الحوش الطرابلسي المعاصر- منطقة الحشان/ طرابلس


جمال الهمالي اللافي

كما هو الحال في مختلف جوانب الحياة، تخضع العمارة أيضًا لمعركة ضروس على مستوى المصطلحات والمسميات. فالمجتمعات بفطرتها تميل إلى الاعتزاز بما يمثل هويتها الثقافية المتجذرة، وينعكس ذلك بوضوح في نظرتها إلى عمرانها وبيئتها المبنية. هنا، يبرز كيف يمكن لتوصيفات معينة أن تؤثر على تصورنا للعمارة التراثية والمحلية من جهة، والعمارة الوافدة أو "المغتربة" من جهة أخرى.

تأطير الهوية المعمارية عبر المصطلحات:

غالبًا ما يتم وسم العمارة التي نشأت من صميم المجتمع وتعكس تاريخه وتقاليده بصفات مثل "التراثية"، "الأصيلة"، "المحلية"، وحتى "القديمة". هذه المصطلحات، رغم أنها قد تحمل دلالات إيجابية مرتبطة بالجذور والذاكرة، يمكن أن تُستخدم أيضًا بطريقة توحي بالتخلف وعدم مواكبة العصر. في المقابل، تُوصف العمارة المستوردة أو التي تتبنى نماذج أجنبية بـ "الحديثة"، "المعاصرة"، "المبتكرة"، و "العالمية". هذه الأوصاف تحمل في طياتها إيحاءً بالتقدم والرقي والتطور.

"الحنين إلى الماضي" في مواجهة "الإبداع المعاصر": معركة القيم:

يُستخدم مصطلح "الحنين إلى الماضي" أحيانًا لوصف أولئك الذين ينادون بالحفاظ على العمارة التراثية والنهل من موروثهم الثقافي في التصميم. هذا الوصف قد يحمل ضمنًا تقليلًا من شأن هذا التوجه، وكأنه مجرد تعصب للماضي وعجز عن التطلع إلى المستقبل. في المقابل، يُوصف من يتبنى تقليد العمارة "المغتربة" بـ "المبدع" و "المتجدد"، وكأن الحداثة لا تتحقق إلا من خلال القطيعة مع الماضي وتبني نماذج خارجية.

استغلال القيم الفطرية في توجيه الذائقة المعمارية:

إن الميل الفطري للاعتزاز بالهوية والانجذاب نحو التقدم يمكن استغلاله في هذه المعركة. فربط العمارة المحلية بـ "الأصالة" يستدعي مشاعر الفخر بالهوية والانتماء، بينما ربط العمارة الوافدة بـ "الحداثة" يستثير الرغبة في التطور ومواكبة العالم. هنا يكمن الخطر في إغفال أن الأصالة يمكن أن تتكامل مع الحداثة، وأن التقليد الأعمى للنماذج الخارجية قد يؤدي إلى فقدان الهوية والخصوصية.

تأثير النخب ووسائل الإعلام على التصورات المعمارية:

تلعب النخب (المثقفة، المعمارية، الإعلامية) دورًا كبيرًا في ترويج هذه المصطلحات وتكريسها في الوعي العام. فمن خلال الخطاب الإعلامي والمشاريع التي يتم تسليط الضوء عليها، يتم تعزيز تصورات معينة حول "العمارة الجيدة" و "العمارة المتخلفة". هذا يمكن أن يؤدي إلى تهميش وتقليل قيمة العمارة المحلية وإعلاء شأن النماذج المستوردة دون تقييم مدى ملاءمتها للسياق الثقافي والاجتماعي.

نحو وعي نقدي بالمصطلحات المعمارية:

من الضروري تطوير وعي نقدي تجاه هذه المصطلحات المستخدمة في وصف العمارة. يجب أن نتجاوز الثنائية المصطنعة بين "القديم" و "الحديث"، وأن ننظر إلى العمارة التراثية ليس كبقايا جامدة من الماضي، بل كمصدر إلهام حي يمكن أن يثري العمارة المعاصرة ويمنحها هوية مميزة. وبالمثل، يجب أن نتعامل مع "الحداثة" ليس كتقليد أعمى للنماذج الغربية، بل كتوجه نحو الابتكار والتطور الذي يأخذ في الاعتبار الخصوصية الثقافية والاحتياجات المحلية.

المسؤولية في صياغة الخطاب المعماري:

تقع مسؤولية كبيرة على المعماريين والمثقفين والإعلاميين في صياغة خطاب معماري مسؤول يعزز الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية المعمارية وتطويرها بشكل مستدام. يجب تجنب استخدام المصطلحات بطريقة تبسيطية أو تحقيرية لأي من التوجهين، والتركيز على إيجاد تكامل حقيقي بين الأصالة والمعاصرة بما يخدم المجتمع ويعزز هويته.

ختامًا:

إن معركة المصطلحات في مجال العمارة ليست مجرد خلاف حول أذواق أو أساليب، بل هي صراع حول الهوية والانتماء. الوعي بكيفية استخدام هذه المصطلحات وتأثيرها على تصوراتنا هو خطوة أساسية نحو تقدير تراثنا المعماري وتطوير عمارة معاصرة أصيلة تعبر عن هويتنا وتمثل تطلعاتنا.

 

السبت، أبريل 19، 2025

تصاميم تأسر العيون وتلامس الأرواح


جمال الهمالي اللافي

كل مشروع أعمل عليه يحمل قصة خاصة، يُضيف للمكان طابعًا لا يُنسى ويُصبح جزءًا من حياة الناس. أحد هذه المشاريع هو البيت المنفذ في شارع الظل، الذي دائمًا يشد انتباهي كلما مررت بالمنطقة، وهو نفس الإحساس الذي عبّر عنه صديق صفحتي الأخ الفاضل بشير العالم بقوله: 'هذا البيت مميز في الحي ويشد انتباهي وإعجابي كلما مررت بالمنطقة وما أكثرها من مرات، فلا أجد أي ملل من معاودة التأمل في تفاصيله الحقيقة.'





وأتذكر منذ سنوات عندما كنت أُصور بابًا قديمًا في أحد الشوارع، توقف لي أحد جيرانه ليُخبرني بحماسة عن بيت جميل على الطراز القديم-حسب تعبيره- يُوصيني بزيارته. بدأت أسأله عن مكانه لأكتشف أنه يحدثني عن هذا المشروع الذي أُشرفت على تصميمه وتنفيذه.



هذا المشروع وكل مشاريعي الأخرى لم تكن مجرد تصميم، بل كانت شراكة حقيقية جمعتني مع مالكيها لصنع شيء يُجسد رؤيتهم ويُلهم الجميع .

هذه اللحظات تُعيد لي دائمًا شعور الفخر بأني استطعت أن أترك أثرًا معماريًا يُبهر الناس ويصبح جزءًا من حياتهم اليومية. أرحب بمشاركاتكم وآرائكم عن هذه المشاريع، وكيف أصبحت جزءًا من حياتكم وذاكرتكم بعد مرور الأعوام.

الإبداع في العمارة: بين الحلول العملية والغرابة الجمالية

 

متحف غوغنهايم في بيلباو- تصميم المعماري فرانك قيري

جمال الهمالي اللافي

الإبداع في مجال العمارة ليس مجرد ابتكار أشكال وتصاميم غريبة تخطف الأنظار. بل هو القدرة على تقديم حلول عملية للمشكلات التي تواجه هذا المجال، سواء في التصميم أو التنفيذ أو اختيار المواد والتقنيات المناسبة. عمارة ناجحة هي تلك التي تحقق التوازن بين الجمال الوظيفي والتوافق مع متطلبات الحياة، دون إغفال الجانب الإنساني.

التمييز بين الغرابة والجودة

الجمال المنطلق من الغرابة قد يحمل معه خطراً جسيماً. فالتصاميم التي تعتمد على الدهشة البصرية أحياناً تكون غير وظيفية أو تحمل عيوباً تؤثر على أمن واستقرار المبنى وساكنيه. لذلك، فإن الإبداع الحقيقي يتطلب بصيرة نافذة تميز بين الغث والسمين، وبين الجمال المستدام والجمال الزائل.

أهمية دور العمارة في المجتمع

العمارة ليست مجرد فن أو تقنية، بل هي أداة تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الإنسان وتفاعله اليومي مع البيئة المحيطة. مسؤولية المعماري تتجاوز تصميم المباني إلى التفكير العميق في كيفية خدمة المجتمع وإيجاد حلول تحترم احتياجاته وتطلعاته.

العمارة التي تخدم الإنسان هي تلك التي تراعي وظيفية التصميم وجماله، بحيث لا تتحول إلى عبء اقتصادي يتطلب موارد باهظة بلا مبرر، ولا إلى تشوه بصري يثقل العين ويفسد التناغم البيئي. على العكس، يجب أن تسهم العمارة في تحسين جودة الحياة من خلال تحقيق التوازن بين الجانب الجمالي والوظيفي، لتصبح مكوناً إيجابياً يعزز الراحة النفسية والاستدامة الاجتماعية.

المعماري الذي يدرك مسؤولياته يُنتج تصاميم تُلهم وتُضيف قيمة حقيقية للمجتمع. وتكمن أهمية هذا الدور في احترام التقاليد والهوية الثقافية، مع السعي لتحقيق الابتكار الذي يخدم الإنسان ويجعل حياته أفضل، وليس فقط يلفت الأنظار أو يتبع اتجاهات العصر بلا وعي أو تفكير.

العمارة التفكيكية: بين الإبداع والغرابة

تُعد العمارة التفكيكية، التي يمثلها كبار المعماريين مثل فرانك جيري وزها حديد، نموذجاً للغرابة في التصميم. هذه العمارة تسعى لتحطيم القواعد التقليدية، عبر تصاميم ديناميكية وغير مألوفة. المباني التفكيكية غالباً ما تثير إعجاب الجمهور، لكنها تواجه جدلاً بشأن وظيفيتها واستدامتها. فالسطحية الجمالية في بعض التصاميم قد تخفي وراءها تحديات كبيرة في التنفيذ أو الاستخدام.

فالسطحية الجمالية في بعض التصاميم قد تخفي وراءها تحديات كبيرة، سواء في التنفيذ أو الاستخدام العملي. أمثلة بارزة على هذه العمارة تشمل متحف غوغنهايم في بيلباو، تصميم فرانك جيري، ومركز حيدر علييف في باكو، تصميم زها حديد. كلاهما يمثل تفرّد العمارة التفكيكية في تحقيق الغرابة البصرية والفرادة الهندسية. لكن هذه المشاريع تطرح تساؤلات مهمة: هل الجمال المعماري كافٍ إذا ما غابت الكفاءة والوظيفية؟ وهل يُمكن تحقيق هذا الجمال بتكلفة معقولة دون التضحية بجوانب أخرى أكثر أهمية؟

وفي السياق الليبي، هناك محاولات عديدة من المعماريين الشباب، خصوصاً في مشاريع التخرج، لتقليد هذه العمارة باعتبارها التوجه المعماري الذي يسود هذه الفترة في العمارة الغربية. هذه المحاولات تأتي أحياناً نتيجة توجيهات أساتذة العمارة الذين يركزون على الغرابة كمعيار لتقييم الأداء الأكاديمي. ومع انتشار هذه الظاهرة، أصبحت الكتل الخرسانية الغريبة ذات التكلفة العالية تُبنى في مجتمع غير قادر على التمييز بين الجمال الحقيقي وبين الإبهار المؤقت. ومع مرور الوقت، تكشف هذه المباني عن تشوهات بصرية واضحة. في غياب استخدام المواد المميزة للعمارة التفكيكية مثل الزجاج والصلب، يعتمد هؤلاء المعماريون فقط على الخرسانات المسلحة، مما يؤدي إلى زيادة تكلفة التنفيذ دون تحقيق الأداء الوظيفي الكامل للمبنى. هذه التصاميم تترك بصمة مشوهة على المشهد المعماري، حيث يظهر فيها التناقض بين التكلفة العالية وبين تراجع الجودة والإبداع الحقيقي بعد انقشاع فقاعات الإبهار الأولى.

أسمى أنواع الإبداع: احترام الموجود

الإبداع لا يقتصر دائماً على الإتيان بالجديد؛ فقد تكون المحافظة على التراث المعماري وتجديده جزءاً أساسياً من العملية الإبداعية. عندما يكون المبنى مكتمل الوظائف وصالحاً للحياة، فإن مهمة المعماري قد تصبح الحفاظ عليه وتطويره بدل السعي وراء ابتكار أشكال جديدة قد تفتقر إلى الضرورة.

إعادة إحياء التراث الليبي المعماري

المباني التقليدية في ليبيا تحمل في طياتها هوية ثقافية غنية تعكس تاريخ المجتمع وتراثه الأصيل. من المنازل الطينية في المناطق الصحراوية إلى المباني الحجرية في المدن الساحلية، يمثل هذا التراث جزءاً لا يتجزأ من الهوية الليبية. ومع التحديات التي يواجهها اليوم، يأتي دور المعماريين في إعادة تأهيل هذه المباني بطرق إبداعية تحافظ على طابعها التاريخي وتواكب احتياجات العصر.

إعادة تأهيل التراث المعماري لا يعني مجرد الحفاظ على شكله الخارجي، بل يشمل دمج العناصر التقليدية مع التقنيات الحديثة التي تضيف قيمة وظيفية وتحسن من استدامته. المباني التقليدية، بمكوناتها البسيطة وجمالها الفريد، يمكن أن تتحول إلى مراكز اجتماعية وثقافية تعكس روح المجتمع وتعزز قيمه. إن استخدام مواد البناء الأصلية مثل الطين والأخشاب المحلية في مشاريع إعادة التأهيل، مع توظيف تصميمات تتسم بالتوازن بين الماضي والحاضر، يمنح هذه المباني حياة جديدة دون إضاعة هويتها.

تعتبر هذه الجهود خطوة مهمة في صون التراث الثقافي الليبي وتعزيز شعور المجتمع بالانتماء. وعندما تتكامل هذه المبادرات مع رؤية إبداعية تحترم الجذور وتحتضن التقدم، فإنها تفتح المجال أمام أنماط معمارية تجمع بين الأصالة والابتكار، مما يلهم أجيالاً جديدة من المعماريين للسير على خطى تحترم التراث وتغني المستقبل.

الرسالة المستهدفة

إن العمارة، سواء كانت تفكيكية أو محافظة، يجب أن تسعى إلى تحقيق توازن بين الجمال والإبداع من جهة، والكفاءة والوظيفية من جهة أخرى. الإبداع الحقيقي هو ذلك الذي يحقق منفعة المجتمع، يحترم الإنسان، ويتسم بالاستدامة والتوافق مع الحياة اليومية.

دعوة للتأمل والتغيير

إن العمارة ليست مجرد أشكال هندسية أو تصاميم مبهرة، بل هي انعكاس لقيمنا وتطلعاتنا كمجتمع. لذلك، ندعو المعماريين وأساتذة العمارة إلى أن يخطوا خطوة إلى الوراء ويتأملوا الدور الحقيقي للمعمار: هل نسعى لإبهار مؤقت؟ أم نهدف إلى تقديم إبداع مستدام يخدم الإنسان ويرتقي بجودة حياته؟

التاريخ يعلّمنا أن العمارة التي تترك بصمة أبدية ليست تلك التي تعتمد على الغرابة أو الحداثة فقط، بل تلك التي تتناغم مع احتياجات الناس وتحترم ثقافتهم وتدمج بين الأصالة والتقدم. فالمجتمعات تزدهر حين تصبح مبانيها شاهداً على فكر واعٍ، يحترم الماضي ويلهم المستقبل.

المعماريون يحملون مسؤولية عظيمة؛ إنهم لا يبنون فقط للحاضر، بل يضعون حجراً أساسياً في إرث المجتمع. لذا، نحن بحاجة إلى نهج جديد يعيد تعريف الإبداع ليكون أداة للبناء الحقيقي، لا وسيلة للتنافس السطحي. إن العمارة العظيمة هي التي تحقق التوازن، تعكس روح الثقافة، وتفتح المجال للأجيال القادمة للابتكار من دون أن تفقد البوصلة الأخلاقية والإنسانية.

هذه دعوة للتفكير بعمق، والانفتاح على رؤى واسعة تعترف بأن الإبداع في العمارة هو في جوهره مسؤولية تجاه الإنسان والمجتمع والأرض التي نستمد منها وجودنا.

الجمعة، أبريل 18، 2025

المدن الليبية بين الحفاظ على التراث والوقوع في فخ العشوائية: قراءة معمارية للواقع


جمال الهمالي اللافي

في ظل التحولات العمرانية التي شهدتها ليبيا عبر العقود الأخيرة، يمكن تقسيم المشهد المعماري إلى نماذج متعددة، تعكس حالة من التباين بين الحفاظ على التراث والانجراف نحو الفوضى.

غدامس: تراث محفوظ ولكنه معزول 

مدينة غدامس تمثل حالة فريدة، فهي نجحت في حماية مدينتها التاريخية من العبث، حيث تبقى شوارعها وأزقتها الطينية شاهدة على انسجام الإنسان مع بيئته الصحراوية. إلا أن هذا النجاح لم يُترجم إلى تكيف مع متطلبات العصر في المدينة الحديثة، مما يجعل التراث هناك أقرب إلى متحف مفتوح، بدلاً من أن يكون جزءاً من الحياة اليومية للسكان.

طرابلس: عاصمة أضاعت مرآة تاريخها

في طرابلس، العاصمة والمركز الحضري الأكبر، نجد مثالاً صارخاً على إهمال التراث. التوسع السكاني السريع وموجات التحديث العشوائي أدت إلى إهدار جزء كبير من الهوية البصرية للمدينة. ما يزال السؤال المفتوح: كيف يمكن للعاصمة أن تستعيد عمقها التاريخي بينما تلبي احتياجات العصر الحديث؟

بقية المدن الليبية: فوضى بلا هوية

سواء في بنغازي الحضرية، أو ترهونة الريفية، أو يفرن الجبلية، أو غات الصحراوية، نجد نمطاً مشتركاً يتمثل في انتشار العشوائيات على حساب الموروث المعماري. هذه الفوضى ليست ناتجاً عشوائياً بحتاً، بل هي انعكاس لغياب التخطيط الحضري المتكامل، وضعف الوعي المجتمعي بأهمية التراث كعنصر أساسي في بناء الهوية.

تجربة ميدانية وشهادة حية

من خلال تجوالي كمعماري وباحث في معظم المدن الليبية، أستطيع القول بأن الأمر ينطبق على كل المدن، بدرجات متفاوتة من السوء. الجميع يشترك في التوسع العشوائي وتشويه المدن التاريخية، في مشهد يعكس أزمة ثقافية ومجتمعية، وليس مجرد مشكلة تخطيط.

الأسباب الجذرية

  1. غياب التخطيط الحضري المتكامل: اعتماد استراتيجيات ارتجالية أدى إلى تدمير الهوية المعمارية.
  2. الإهمال المؤسسي: عدم رؤية التراث كرافد اقتصادي واجتماعي للتنمية.
  3. الصراعات السياسية والاقتصادية: هذه الأزمات ساهمت في تهميش دور التخطيط العمراني.
  4. التقليد العشوائي للأنماط العالمية: مما أدى إلى إضعاف الطابع المحلي.

الحلول الممكنة

  1. التخطيط الحضري المتكامل: وضع سياسات شاملة تحترم التراث وتدمجه في المشاريع المستقبلية.
  2. إعادة تأهيل المدن التاريخية: تحويل التراث إلى عنصر اقتصادي من خلال الترويج للسياحة الثقافية.
  3. التثقيف المجتمعي: نشر الوعي بأهمية التراث كقيمة مستدامة.
  4. الشراكة بين التخصصات: تضافر الجهود بين المعماريين، الاقتصاديين، علماء الاجتماع، والمخططين لتحقيق التوازن.

الخاتمة

المدن الليبية تعيش لحظة تاريخية تتطلب منا أن نتوقف عن النظر إلى التراث كعبء، وأن نبدأ في رؤيته كفرصة. كل مدينة تحمل في طياتها روحاً وهوية لا يمكن استعادتها بمجرد التقليد. علينا أن نعيد صياغة علاقة مدننا بالتراث، بحيث تصبح مرآةً لجذورنا ومنصة لإلهام مستقبل أفضل.

الخميس، أبريل 17، 2025

التآزر الإبداعي: دروس من شراكات معمارية خالدة

المعماريان لوكوربوزييه وشارلوت بيري


جمال الهمالي اللافي

في عالم العمارة، حيث تتشابك الأفكار وتتلاقى الرؤى، يظهر التعاون المشترك كقوة دافعة نحو تحقيق إنجازات تتجاوز حدود الإبداع الفردي لتصبح معالم خالدة تُضاف إلى الإرث الإنساني. ومن أبرز الأمثلة على هذا التآزر الإبداعي، العلاقة المهنية التي جمعت بين لو كوربوزييه وشارلوت بيري، والتي أثمرت عن مشاريع معمارية تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ العمارة.

لو كوربوزييه، أحد أعلام العمارة الحديثة، وجد في شارلوت بيري شريكة فكرية متميزة. انضمت بيري إلى مكتبه في فترة كانت فيها العمارة تشهد تحولات جذرية، وساهمت بمهاراتها في تصميم الأثاث الداخلي الذي يعكس فلسفة لو كوربوزييه في البساطة والوظيفية. كان هذا التعاون مثالًا حيًا على كيفية تكامل الأفكار بين معماريين لتحقيق رؤية مشتركة، حيث لم يكن الهدف مجرد تصميم مبانٍ، بل صياغة بيئات معيشية تعكس روح العصر وتلبي احتياجات الإنسان.

ولا تقتصر أمثلة التعاون المثمر على لو كوربوزييه وشارلوت بيري. فقد شهد تاريخ العمارة شراكات أخرى ألهمت العالم. على سبيل المثال، التعاون بين فرانك لويد رايت وماريون ماهوني، حيث ساهمت ماهوني في تطوير رسومات وتصاميم رايت، مما أضفى طابعًا فنيًا مميزًا على أعماله. كذلك، نجد الشراكة بين نورمان فوستر وريتشارد روجرز، اللذين عملا معًا في بدايات مسيرتهما المهنية، مما ساعدهما على تطوير أسلوبهما الخاص الذي يجمع بين التقنية العالية والجماليات المعمارية.

وفي السياق المحلي، يبرز مشروع تصميم مسجد الويفاتي بطريق المطار كدليل حي على ما يمكن أن يُنجز من خلال التآزر المعماري. هذا المشروع الذي انبثق من مكتب 'الميراث' في عام 1993 كان نتيجة تعاون مثمر بين عدة أطراف؛ حيث وضعت زميلة معمارية فكرة المسقط الأفقي، وقمتُ بتطوير التفاصيل المعمارية وتصميم المسجد، بينما ساهم زميل آخر في إعداد الخرائط التنفيذية. مثل هذا التفاعل الخلاق أظهر قوة العمل الجماعي في تحقيق رؤية معمارية متكاملة.

مسجد الويفاتي بطريق المطار- طرابلس

لكن، وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق، فإن هذه التجربة تعثرت لاحقًا بسبب النزاعات على الاستحواذ على المشاريع. هذه التحديات تسلط الضوء على أهمية تعزيز ثقافة التعاون والبُعد عن المنافسة السلبية التي قد تعيق التقدم. المشاريع الكبرى لا تُبنى على مجهود فردي، بل تعتمد على انصهار الأفكار والعمل الجماعي الذي يُمكن الجميع من الإبداع وتحقيق رؤية مشتركة.

إن هذه التجربة المحلية يمكن أن تكون نموذجًا ملهمًا للمعماريين الليبيين اليوم، ليتجاوزوا العقبات ويستفيدوا من دروس الماضي من أجل خلق مشاريع تُساهم في بناء إرث معماري وطني يعكس روح التآزر والعمل الجماعي.هذه الشراكات ليست مجرد تعاون مهني، بل هي نموذج يُحتذى به للمعماريين الليبيين اليوم. ففي ظل التحديات التي تواجه العمارة في ليبيا، يمكن للتعاون المشترك أن يكون المفتاح لتحقيق إنجازات تُضاف إلى الإرث المعماري الوطني. إن التآزر بين المعماريين لا يعني التنازل عن الهوية الفردية، بل هو فرصة لتوسيع الآفاق وتبادل الخبرات، مما يؤدي إلى خلق مشاريع تعكس روح التعاون وتُخلد في ذاكرة الأجيال.

إننا بحاجة إلى تعزيز ثقافة التعاون بين المعماريين الليبيين، حيث يمكن لكل معماري أن يجد في الآخر شريكًا فكريًا يُثري رؤيته ويُساعده على تحقيق طموحاته. فكما أثبتت الشراكات العالمية، فإن العمل الجماعي ليس مجرد وسيلة لتحقيق الإنجاز، بل هو رحلة مشتركة نحو الإبداع والتميز.

الأربعاء، أبريل 16، 2025

رحلتي مع الكتابة: من المدرسة إلى العمارة



جمال الهمالي اللافي

لطالما كانت الكتابة جزءًا لا يتجزأ من رحلتي الشخصية والمهنية، نمت وتطورت معي لتصبح أداة للتعبير عن أفكاري ومشاعري. بدأت علاقتي بالكتابة كمهارة بسيطة في المدرسة الابتدائية عندما شجعني أستاذي جمعة ميلود القذافي بحفاوة كبيرة. أذكر جيدًا كيف كنت أتلقى جائزة عينية تتألف من كراسات وأقلام ومساطر بعد كل موضوع إنشاء أكتبه، وكانت تلك اللحظات تثير بداخلي سعادة طفولية عميقة. ومع ذلك، لم تكن تلك الجوائز هي الوقود الحقيقي لشغفي، بل كانت الكتابة بالنسبة لي نافذة أطل منها على أفكاري وأحلامي، وسبيلاً لأبث ما يجول بخاطري للعالم من حولي.

مع انتقالي إلى الدراسة الجامعية في قسم العمارة والتخطيط العمراني، وجدت في الكتابة وسيلة فريدة تعبر عن رؤيتي المعمارية. كنتُ أشارك في إعداد التقارير والبحوث والمقالات التي نُشرت في المجلة الحائطية بالقسم، والتي أصبحت منصة أولى لعرض أفكاري ومناقشتها.

خطوات نحو التخصص والإبداع

في بداية مسيرتي المهنية مع مشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة بطرابلس عام 1990، كان لأسلوبي الكتابي دور بارز في قبولي بالمشروع. فبالإضافة إلى التقارير والمراسلات التي أعددتها، كنت أقدم مقترحات وأفكارًا ابتكارية تُبرز شغفي بموروث طرابلس الثقافي، وهو ما أتاح لي لاحقًا الانخراط في مجلة "آثار العرب". عبر هذه المنصة، بدأت أكتب عن رؤى معمارية تحاكي التراث وتحاول استقراء المستقبل. كانت هذه الكتابات بداية التحول نحو تخصص أعمق وإبداع أوضح.

لاحقًا، كانت رغبتي في توسيع دائرة الكتابة دافعًا لإطلاق صفحة أسبوعية بعنوان "الصفحة الرابعة" في جريدة الشط، حيث جعلتها صوت العمارة الليبية. ورغم مخاوفي من الالتزام بمحتوى غني يغطي صفحة أسبوعية، إلا أن التعاون المثمر مع الزملاء أثمر عن تجربة مميزة.

الكتابة كنافذة على المدن القديمة

لم تكن كتاباتي محصورة في الجانب المهني فقط، بل امتدت إلى عالم الأدب حيث وجدت في القصص القصيرة وسيلة مثالية لاستلهام روح المدن القديمة وسحرها المتأصل. من بين تلك الأعمال "روح المدينة" و"تأملات في مرآة غدامس"، حيث حاولت من خلالها التقاط جوهر الأماكن وتحويلها إلى مشاهد حية تنبض في أذهان القراء. هذه القصص لم تكن مجرد سرد، بل امتزجت فيها التجربة الشخصية والرؤية الفنية، مما أضفى عليها أبعاداً أكثر عمقاً وتأثيراً.

خلال عملي في مشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة، استوحيت العديد من السيناريوهات من تجربتي مع طلبة المشاريع والدراسات العليا، ما أدى إلى إنتاج أشرطة وثائقية تحوّلت إلى أعمال سينمائية بارزة. كان من بينها الفيلم السينمائي "روح المدينة"، الذي عُدّ صياغة مبتكرة مختلفة عن قصتي القصيرة التي تحمل الاسم ذاته، وقد تم إنتاجه بالتعاون مع كاتب السيناريو المبدع محمد الغرياني ضمن جهود مشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة بالشراكة مع مؤسسة الخيالة. كما شهدت قصتي الأولى "بيت جدي"، التي كانت باكورة نصوصي الأدبية، تحولها إلى شريط فيديو وثائقي يحمل الاسم نفسه، مما فتح أمامي مجالاً جديداً لتوسيع التعبير عن التراث وإحيائه بطرق مبتكرة ومتعددة.

لاحقاً، جاءت مجلة "مربعات" كتعاون مع زملاء يشتركون معي في الاهتمام بالعمارة والتراث، ثم أطلقت مدونة "الميراث"، التي أصبحت منصة مميزة للنقاش حول مستقبل العمارة والحرف الفنية في ليبيا، جامعةً بين كتاباتي ومساهمات نخبة من الخبراء.

التحول نحو التأثير الأوسع

مع تطور التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي، بدأت كتاباتي تأخذ أبعادًا جديدة. عبر منتدى المهندسين العرب ومنصات مثل الفيسبوك وإنستغرام، تمكنت من إيصال أفكاري إلى جمهور أوسع ومشاركة رؤاي بشكل تفاعلي. كما تجاوزت الكتابة إلى تقديم محاضرات معمارية تلخص فيها تلك الأفكار، مما أضاف بُعدًا حيويًا لتجربتي.

الكتابة كرحلة مستمرة

تجربتي مع الكتابة ليست مجرد هواية، بل هي مسار مستمر يحمل بداخله رسالة للحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الثقافية عبر العمارة. إنها دعوة لكل من يحمل قلمًا أن يجرؤ على استخدامه أداة للتغيير، وألا يتوقف عن التعبير عن رؤيته للمستقبل.

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية