التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البيت رمز للذات: أكثر منه مجرد جدران وسقف

بيت جبلي مرتبط بمساحة مزروعة


جمال الهمالي اللافي

عندما نسمع كلمة "بيت"، غالباً ما تتشكل في أذهاننا صورة مألوفة لجدران متصلة، باب، نوافذ وسقف. لكن هل تكفي هذه الصورة لتجسيد معنى البيت؟ الحقيقة أن البيت يتجاوز مجرد كونه مكاناً للإقامة، فهو انعكاس صادق للذات. هو عالمٌ موازٍ للعالم الخارجي ولكنه يمثل قيمنا، أولوياتنا، وأسلوب حياتنا. بداخل هذا العالم الخاص، يمكن للبيت أن يصبح جنةً تنبض بالسكينة والراحة، أو يتحول إلى جحيمٍ يخنق ساكنيه. الفارق هنا لا يكمن في المظاهر فقط، بل في التناغم بين الإنسان وروحه داخل تلك الجدران.

البيت بين الجنة والجحيم

الفارق بين الجنة والجحيم في المنزل ليس في البناء أو التصميم فقط، بل فيمن يدرك كيف يحوله إلى مساحة متجددة تنبض بالحياة. للأسف، كثيرون يعيشون في بيوت تشبه الجحيم، إما بسبب قرارات خاطئة أو ضغوط اجتماعية تجبرهم على اختيار شكل معين للحياة يتعارض مع راحتهم الداخلية. ويظل البعض يكابر ويستمر في هذا النمط خوفاً من نظرة الآخرين أو تعليقاتهم.

تصميم يعكس الروح

عندما تصمم بيتاً لتسكنه، يجب أن يكون هدفك الأساسي هو خلق بيئة تدعم راحتك النفسية وتعكس قيمك وأولوياتك. التصميم ليس فقط لجذب الأنظار أو إبهار الآخرين، بل يجب أن يحقق التوازن بين الجمال الوظيفي والراحة الإنسانية.

البيت كأسلوب حياة

البيت ليس مجرد مبنى بأربع جدران وسقف؛ إنه انعكاس للذات بكل ما تحمله من تعقيدات وجمال. إنه مساحة تعبر عن هويتنا، واحتياجاتنا، وقيمنا، ويمثل الطريقة التي نختار أن نحيا بها. عندما نصمم منزلنا بعناية ونمنحه الحب والاهتمام، يتحول إلى مصدر للسكينة والانتماء.

لذا، من الضروري أن نسأل أنفسنا: كيف نريد أن نعيش؟ هل نبحث عن منزل مفعم بالهدوء والتناغم يدعم راحتنا النفسية؟ أم نسعى لبناءٍ فاخرٍ يُبهر الآخرين ولكنه يظل فارغاً من الداخل؟ الإجابة على هذا السؤال هي المفتاح لتصميم منزل يعكس عقلية أكثر نضجاً ووعياً، حيث يصبح البيت مكاناً نعيش فيه وننتمي إليه، وليس مجرد واجهة نسعى من خلالها لإرضاء الناس.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...