جمال الهمالي اللافي
الاستعراض
بدل المعنى
هذه المعالجات
لا تنبع من حاجة وظيفية أو سياق رمزي متماسك، بل من رغبة في لفت الانتباه. اليد
التي تحمل المبنى لا تُقرأ كرمز للقوة، بل كجسد منهك تحت وطأة الأحمال. الأصابع
المنحنية لا توحي بالتماسك، بل بالإجهاد والانهيار الوشيك. وهكذا، يتحوّل التصميم
من احتفاء بالإنسان إلى مشهد استنزافه.
الاستلاب
الرمزي والاغتراب البصري
في هذا السياق،
يمكن قراءة هذه المعالجات ضمن مفهوم الاستلاب الرمزي، حيث يُسلب الإنسان من
رمزيته الثقافية ويُعاد إنتاجه كعنصر زخرفي. كما يُكرّس الاغتراب البصري،
حين يُقدّم الجسد في وضعية لا تنتمي إلى بيئته أو ثقافته، بل تُستورد من سياقات
غريبة، فتخلق فجوة بين الشكل والمضمون، وبين العين والعقل.
التأثير
النفسي على المارة والساكنين: حين يتحول المبنى إلى مشهد استنزاف
لا يقتصر الأثر
على الانطباع الجمالي، بل يمتد إلى مستويات نفسية دقيقة، تُخزّن في الوجدان وتؤثر
في المزاج العام:
- المارة يمرّون في
ظل انكسار رمزي، يشعرون بانقباض داخلي غير مفسّر، وكأن المبنى يئن بصمت.
التصميم يُربك الإدراك البصري ويُضعف العلاقة الطبيعية بين الإنسان والمكان.
- الساكنون أو الشاغلون يعيشون في
فضاء يُكرّس فكرة الاستنزاف، مما يؤثر على الشعور بالكرامة والانتماء، ويُضعف
الإحساس بالأمان النفسي.
- البيئة الجمعية تتشكّل من
مزاج عام مشحون بالتوتر، حيث يُعاد إنتاج فكرة الانهيار في كل زاوية، حتى لو
كانت "جمالية" من منظور تقني.
العمارة
كخطاب لا كعرض
العمارة التي
تحترم الإنسان لا تُظهره وهو ينهار، بل وهو يتنفس. لا تُجسده كدعامة، بل كقيمة.
وهي لا تكتفي بإبهار العين، بل تُخاطب العقل والوجدان. حين تُوظف الرموز دون وعي،
يتحوّل التصميم إلى مشهد من التشويش، لا من الإلهام.
تعليقات
إرسال تعليق