أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الثلاثاء، أكتوبر 19، 2010

واقع الصناعات الجلدية بليبيا



دراسة حالة صناعة السروج بطرابلس القديمة
  

إعداد: أ. كريمة بلعيد بعيص*

المبحث الأول: الإطار العام للبحث
1- مقدمة:
تزخر الجماهيرية الليبية بعدة أنواع من الصناعات التقليدية التي يستعملها المجتمع الليبي منذ أقدم العصور في حياته اليومية حتى يومنا هذا. و من ثقافة المجتمع الليبي تجد المنقوشات والتشكيلات والرسومات والزخارف في كل الصناعات التقليدية اليدوية، وتعد مدينة طرابلس مركزا اقتصاديا مهما منذ القدم، ويمارس أهلها العديد من الحرف كالنسيج والصياغة والحدادة والصباغة والدباغة والسراجة والنحاسيات والعديد من الحرف الأخرى.

إن المصنوعات الجلدية عبارة عن صناعات بسيطة تعتمد كل الاعتماد على الثروة الحيوانية وتنصب على إنتاج السلع الاستهلاكية وهى منتشرة في معظم المناطق الليبية، فتصنيع المواد الجلدية وإنتاجها من الصناعات الرائعة في ليبيا وتولي أهمية خاصة للتطريز المختلف للمصنوعات الجلدية وخاصة منها الموشاة بخيوط الفضة، وكانت الورش والمخازن المتخصصة في صنع المنتجات الجلدية وتسويقها تضاهى أجود المنتجات الأوروبية بأناقتها ودقة صناعتها وصعوبة نماذجها وكانت الجلود المحلية يصنع منها الحقائب والأحذية الشعبية حيث تصدر إلى الدول المجاورة والى شعوب إفريقيا الوسطى.
قطاع تفصيلي من زخرفة مطرزة بخيوط الجلد ( الفيلالي) الملونة على خرج من الجلد ذات زخارف تارقية من استعمالات أهل الواحات في الصحراء الليبية.


تصوير وتعليق الفنان التشكيلي/ علي عمر إرميص
وبالانفتاح على الأسواق الخارجية دخلت منتجات مشابهة للمصنوعات الجلدية التقليدية الليبية، فتغير ذوق وطلب المستهلك، وأصبح مندفعا إلى شراء المستورد منها، فانخفض الطلب على المنتجات من الصناعات الجلدية التقليدية، الأمر الذي بات يهدد بقاءها وهجر الحرفيين لها والاتجاه إلى نشاطات أخرى.

ووفقا لأهداف ومحاور الندوة الرابعة لتنمية الصناعات التقليدية في الدول العربية والتي هي تحت شعار الرؤية المستقبلية والإستراتيجية العربية للصناعات التقليدية سيناقش هذا البحث محور واقع الصناعات التقليدية العربية وآفاقها المستقبلية وبصفة خاصة واقع الصناعات الجلدية بالجماهيرية وبالتركيز أكثر على حالة صناعة السروج.

السرج... به يسرج الفرس، له تراث طويل الأمد من الاهتمام، تغطيه الزخرفة الجميلة بألوانها ورسومها. وللفروسية شأن خطير  في جهاد الشعب العربي الليبي.

تصوير و تعليق الفنان التشكيلي/ علي عمر إرميص

2- مشكلة البحث:
انطلاقا من الأهمية النظرية والموضوعية للبحث تحددت مشكلة البحث في كونها محاولة لرصد أهم الصعوبات التي يواجهها الحرفي مع التركيز على حالة صناعة السروج. لذا يسعى البحث على الإجابة عن التساؤلات التالية:-
أ‌- إلى إي مدي يعكس الواقع موضوع البحث مع الخلفية التاريخية له؟
ب‌- ما هي أهم المشاكل إلى تلعب دوراً في تراجع هذه الحرفة؟
ج- ما هي طرق تزيين السرج ومناسبات اقتنائه ومستقبله؟

3- أهداف البحث: يهدف هذا البحث إلى تحقيق الآتي:
أ – التعرف على صناعة السروج وطرق إنتاجها وتسويقها.
ب – التعرف على المسببات الكامنة وراء تدني صناعة المنتج التقليدي من
السروج.
ج – إقتراح توصيات هامة من شأنها أن تنهض بواقع صناعة السروج.

4- أهمية البحث:
أ – تشخيص الوضع الحالي لصناعة السروج التقليدية المحلية.
ب – إبراز أهمية التدريب والتكوين للجيل الجديد للانخراط في هذه الحرفة.
ج - إثراء المكتبات العلمية وخاصة الأكاديمية منها.

5- منهج البحث:
سينتهج المنهج الاستقرائي والتحليلي مع الأخذ في الاعتبار ما يلي:
أ- مجتمع البحث: انطلاقا مما سبق تم تحديد مجتمع البحث ببعض من صانعي السروج بسوق الصناعات التقليدية بمدينة طرابلس القديمة.
ب- عينة البحث: حرفيون من صانعي السروج.
ج - أسلوب جمع البيانات:
ج-1- دراسات سابقة ودوريات تتعلق بحرفة صناعة السروج.
ج-2- المقابلة الشخصية: سيستعين البحث بالمقابلة الشخصية كأسلوب يمكن من خلاله الحصول على بيانات مفصلة عن صناعة السروج بشكل تلقائي مع الحرفيين.
ج-3- الملاحظة: انطلاقا من كون الملاحظة وسيلة أساسية لفهم الواقع من خلال رؤيتها رؤية العيان، فسيتم استخدامها بملاحظة صناعة السروج التقليدية من حيث شكله وطريقة صناعته وأجزائه واستحداث تصورات جديدة تسهم في مواصلة الملاحظات الميدانية وربطها ببعض التصورات والأطر النظرية.
ج-4- التصوير الفوتوغرافي والمرئي: سيتم تصوير أجزاء السرج ومسمياته وطريقة جمعه إلى أن يصل منتج في شكله النهائي.
د – الحدود المكانية: مدينة طرابلس القديمة ( موطن معظم الصناعات التقليدية).

المبحث الثاني: متن البحث
أولا / مفاهيم
دباغة الجلود: " تدبغ الجلود بقشر شجرة (الجداري) الجبلية، أو شجرة الأزال وذلك للجلود المعدة للبن والأحذية وحمل الطعام، أما الجلود المعدة للماء تدبغ بورق الزيتون وقشر الرمان".

أما حرفيو الصناعات الجلدية فلهم مسميات عدة مثل الدباغون وهم الذين يتولون دباغة الجلود، والاساكفة وهم الذين يقومون بصناعة الأحذية بجميع أنواعها، والبلاغجية وهم الذين اختصوا بصناعة نوع معين من الأحذية عرف بالبلغة، والسبابطية وهم الذين اختصوا بنوع من الأحذية الرجالية والنسائية عرف بالسباط ولهم سوق خاص بهم عرف بسوق السبابيط، والسراجة هم الذين يقومون بصناعة سروج الخيل.

ثانيا / صناعة الجلود في طرابلس:
كانت تتمتع بشهرة طيبة في طرابلس ولكنها اضمحلت أثناء الاحتلال الإيطالي، تدبغ جلود الماعز والضأن بطريقة بدائية تستغل فيها المواد المتوفرة محليا، فالجلود جلها من أجل الاستخدام المحلي.
أ- مصادر الجلد:
نحصل على الجلد بواسطة معالجة معينة من الدباغين لجلود الأغنام والماعز والجمال، ونظرا لعدم تمكن تلبية الطلب من الجلود الليبية كانوا يستوردونها من أواسط أفريقيا خاصة جلد الماعز الذي يستخدم في صناعة الأخفاف والأحذية وهو طيب الرائحة وعندما يغسل بالماء الحار يعود كما لو كان جديدا.

ب- صناعة الجلود:
تتم عملية صنع الجلود بعد دبغها وقد تخصصت بعض الأماكن في عملية الدبغ وتسبق عملية الدبغ غسل الجلود بالماء لإزالة الأوساخ ثم تتم عملية الدباغة وبعد الإنتهاء تنشر الجلود معرضة لأشعة الشمس لتجف. فكانت صناعة الجلود متقدمة نوعا ما، كما كان التجار في بعض الأحيان يستوردون الجلود الجاهزة من مصر والسودان وتقوم عليها صناعة الأحذية مثل ( التليك والشبشب ) والحقائب وسرج الخيل واللجام.
زخارف أنيقة من خيوط الصوف الملون والحرير على الجلد الملون المصبوغ لحذاء نسائي جميل

تصوير وتعليق الفنان التشكيلي/ علي عمر إرميص

ج- منتجات الصناعات الجلدية:
ومن الصناعات الجلدية المهمة تطريز الجلد بالفضة، حيث أظهر الصناع مهارة فائقة في هذه الصناعة وتضاهي منتجاتهم المنتجات الأوروبية والهندية. وأهمها:
1. الأحذية الجلدية: مثل بلغة منقوشة فضة أو حرير، التليك،السباط، الرحية، المداس، وغيرها.
2. الآلآت الموسيقية مثل: الدربوكة، البندير، النوبة، طبل مرزق، طبل القصعة، النقرة، الباز.
3. أدوات ذات الاستعمال المتعدد: القربة، الشكوة، الدلو، السوط.
4. الوسائد الجلدية.
5. مقتنيات الأسلحة: السبتة والغلاف، غلاف للسيف مع حمالة توضع على كتف المحارب، حزام به غلاف لغدارتين مع حقيبة للدخيرة.
6. الحقائب الجلدية.
7. صناعة السروج.

من أعمال طلبة مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية بطرابلس

د _ أسواق الصناعات الجلدية:

وجود الأسواق وتعددها وتخصصها شىء ملازم لعمليات التصنيع والبيع والشراء ففي طرابلس القديمة وجدت عدة أسواق لها أهميتها وتعرف بأسماء الحرف أو البضائع التى تباع فيها وأهمها:
1- سوق الجبابرية: يقع داخل أسوار المدينة القديمة حيث كانت تصنع فيه المواد الجلدية ومنها (الجبيرة) الخاصة بحفظ النقود، أسسه الوالي سامح باشا بعد توليه حكم طرابلس سنة 1291 ه.
2- سوق السراجة: يقع داخل أسوار المدينة القديمة تصنع فيه سروج الخيل ويقع في قاليرية ماريوني (رواق الحرية الآن).
3- سوق فم الباب: يقع هذا السوق بالقرب من باب المنشية داخل سور المدينة وتباع به الأحذية العربية التقليدية، وان هذا السوق كان يملكه (شيخ البلد) حاكم المدينة، وقد تم إزالة هذا السوق وحل محله سوق المشير الذي أنشأه المشير (رجب باشا) خلال العهد العثماني (1835-1911م).
4- سوق الصناعات التقليدية: كان يسمى هذا السوق بدار البارود، وفي سنة 1935م انشأ به سوق الصناعات التقليدية ويطل هذا السوق بمدخل سوق المشير وبمنفذ آخر على السوق المحلي وثلاثة مداخل على سوق العطارة سابقا. ومنفذ على سوق العطارة بالقرب من فندق القرني، ومنفذ مغلق الآن يطل على أمانة العدل (باب الحرية)، ومنفذ غير نافذ على السابق وهو سوق مفتوح يتكون من كتلة مربعة الشكل تقريبا، به فناء واسع يحيط به أروقة من الأضلاع الأربعة ذات أعمدة رخامية. ويباع في هذا السوق المنتجات التقليدية من أحذية وحقائب وحزم تقليدية، وقد أجريت عليه أعمال الترميم والصيانة سنة 87-1988 م، ولازال قائما.
5-سوق الدباغة: يرجع الى عهد الوالي خليل باشا الأرناؤوطي سنة 1709 م ولازال هناك شارع بالمدينة القديمة يحمل اسم زنقة الدباغ، ويرجع تسميته بسوق الدباغ لوجود مجموعة من المدابغ لدباغة الجلود فيه.
6- سوق النعال: وهو سوق لصناعة سبابيط النساء ويقع هذا السوق بزقاق متفرع من طريق الحلقة وتعرف بزنقة النساء، ويصنع في هذا السوق النعال والأحذية الرجالية والنسائية.
7- سوق الحزامات: يقع في قاليرية ماريوني بباب الحرية بمبنى له أربعة مداخل بني في العهد الايطالي وهو سوق متخصص في صناعة السروج والبلغات وحزامات وتلاليك الفضة.

ثالثا: صناعة سرج الخيل:
السرج، وهو على مر السنين ظل عنوان للفروسية والرجولة، واختص عدد من الحرفيين في صناعة السروج وعرفوا بالسراجة، واهتم الحرفيون بتزيين وزخرفة السروج بقطع أو أسلاك ذهبية وفضية ويتم ذلك يدويا، وبصورة جميلة، كما يقومون بتغطية السروج بقطعة من القماش الناعم الجميل الذي يعرف بالبشت ومنه اطلق على هذه النوعية من الأسرجة اسم البشت ويفتخرون بإظهارها في مناسبات الأفراح وسباق الفروسية وغيرها من المناسبات وهناك نوعين فاخرين بذل فيها صانع السرج نوعه الأول (سرج الفضة) المتمثل في تطريز زخرفته البديعة بخيوط الفضة أو الذهب، والصائغ الذي يخدم صانع السروج في إعداد نوعه الآخر الذي يعد من أرقى أنواع السروج المعروفة (بسرج الفضة) وهو يزخرف بشرائح فضية قد تكون مذهبة أحيانا، وتعتبر مدينة طرابلس المقر الرئيسي لمثل هذه الصناعة، وأهمية هذه الصنعة تتضح في وجود سوق خاص يمارس فيه هؤلاء الحرفيون نشاطهم يعرف بسوق السراجة، تصنع وتباع فيه جميع أنواع السروج وتتضاعف قيمته إذا غطى بصفائح من الفضة أو أدخل في صناعته وزخرفته خيوط فضية أو ذهبية.

أ- مكونات صناعة السرج:
صناعة السرج تتكون من جزء مقوس مرتفع في مؤخرة المقعد يسمى القصعة، كما يوجد جزء مرتفع من الناحية الأمامية يسمى القربوس ويبطن بالصوف ويكسى من الخارج بالجلد ويتصل به عدد من السيور لربطه بجسم الفرس من ناحية الصدر والبطن كما يتصل به سيران يعلق فيهما ركبات ليضع الفارس رجليه عليهما، والجدير بالذكر يمكننا التعرف على أهم مكونات السرج وهي:
1- لبد: نسيج قطني يوضع بين السرج وظهر الفرس.
2- الحلاس: نسيج يوضع فوق البد.
3- الركب: جمع ركاب، وهو الحديدة المعلقة بالسرج على جانب الفرس يضع فيها الفارس رجله.
4- الحزام: سير عريض من الجلد غالبا يربط به السرج الى بطن الفرس.
5- الدير: سير عريض من الجلد تزين ظاهره زركشة مطرزة يدور تحت رقبة الفرس ويتبث طرفاه بمقدم السرج.
6- الأخدود: قطعتان من الجلد المضاعف، مطرزتان، يربط طرفاهما الأسفلان باللجام والعلويان يربطان خلف أذني الفرس.
7- الصراعان: سيران من الجلد يربطان بجانبي اللجام، ويمسك الفارس بطرفيهما الأخرين ليكبح جماع الفرس.
8- التكفال أو الإستكفال: وهو القماش الملون الذي يطرح على كفل الفرس خلف السرج.

ب- أنواع السرج:
1- سرج الخيل وأنواعه هي:
أ- سرج منقوش بالفضة درجة أولى.
ب- سرج منقوش بالفضة مقاس 10سم و 12سم.
ج- سرج منقوش بالنحاس متكامل.
د- سرج نصف عمل منقوش بالفضة.
2- سرج الجمل المهري ويسمى الراحلة.
سرج من الصناعات الليبية التقليدية، وعماد الفروسية وركوب الخيل في هذه البلاد، صاحبة التاريخ الحافل بأمجاد الفرسان والفروسية . كانت لهم يد طولى  في الجهاد وربما تكن لهم يد طولى في جهاد من نوع جديد.

تصوير وتعليق الفنان التشكيلي/ علي عمر إرميص

ج- الزخارف
تظهر الزخارف العربية الإسلامية على السروج الليبية، وأبدع الحرفيون في الرسوم الهندسية واتخذوا من العناصر النباتية زخارف لها. مما جعل منها وحدة فنية رائعة متماسكة وزاد في جمالها وتناسق أجزائها عناية الحرفي الليبي بتطعيمها بالفضة والذهب والنحاس.

د- واقع صناعة السرج:
كشفت الجولة الميدانية في إطار البحث إلى أنه لم يبقَ إلا عدد قليل من حرفيي مدينة طرابلس القديمة يزاولون حرفة صناعة السروج باقتدار رغم ضغط الإستيراد الخارجي المنافس،الذي بات يهدد مصدر دخل معظم الحرفيين ووقوعهم في الأزمات وهو ما يهدد بزوال ما تبقى من هذه الحرفة. وأسفرت الجولة أن مدينة طرابلس القديمة تتميز عن سائر المدن الليبية الأخرى بخصوصية حرفها اليدوية وصناعاتها التقليدية ومن داخل سوق السراجة من خلال لقاء أحد الحرفيين المختصين بصناعة السروج، انتهت إلى الواقع التالي:
- أصاب نشاط حرفة صناعة السروج تدهورا كبيرا وانعكس ذلك على اندثار دباغة الجلود ذات الأساليب البدائية التى كانت مزدهرة ودفعت بالعديد من الصناع الوطنيين الى إقفال مدابغهم والاتجاه الى أعمال أخرى.
- من خلال الزيارات الميدانية لسوق السراجة تم تقييم الواقع، فاتضح الأسباب التى أدت الى وجود مشاكل تعوق أو تقاوم هذه الحرفة ومنها
- النقص المستمر في الأيدي العاملة.
- عزوف الجيل الجديد على العمل بهذه الحرف حتى من العائلات الحرفية المشهورة بها والاتجاه إلى التعليم الحديث مما أثر سلبا عليها.
- بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المواد الخام المستوردة من الخارج كالذهب والفضة وتكلفتها العالية من الأسواق السوداء مما يقلل من الانتاج بالرغم من وجود وتوفر الطلب على شراء السروج.
- تغيير الأسواق المخصصة لصناعة السروج التقليدية إلى أماكن لممارسة حرفة التجارة والخدمات وغيرها من أغراض أخرى، وإغراق السوق بالسلع القادمة من الدول الأجنبية، فتغيرت وظيفة الأسواق وأصبحت سوقا تجاريا ومتاجر لبيع مختلف أنواع السلع، حيث فقدت الحرفة الأصول الصناعية التقليدية الخاصة بها.
- غياب مركز لتعليم حرفة صناعة السرج الليبي.

رابعا: أهمية التدريب والتكوين المستمر في الحفاظ على صناعة السروج:
يحتل التدريب والتكوين المستمر أهمية متعاظمة ومتميزة في الحفاظ على الصناعات التقليدية باعتبار إن الإنسان نتاج الحياة والكائن الفريد القادر على البناء والتصرف بمصيره لإنتاجه المادي وكل إنتاج آخر يحققه، وهو الهدف لعملية التدريب والتى تتمثل في محاولة النهوض بصناعته.

يعد العنصر البشري أهم عناصر الإنتاج على الإطلاق حتى في ظروف شيوع الآلة، بحيث يصبح أثمن شيء في الوجود، والأهمية البالغة للعنصر البشري وما يملكه من طاقات خلاقة كان من شأنه زيادة الاهتمام بموضوع تدريب وتكوين العنصر البشري وفقا للآتي:-
1- التربية والتعليم باعتباره العملية المميزة التى يتزود الإنسان بموجبها على معلومات بحيث تصبح القاعدة العريضة التى يستند إليها الإنسان في معرفة الأشياء والظواهر والقيم التى تساعده على حل مشاكله اليومية أو مجابهة المواقف المختلفة عبر حياته.
2- التدريب بهدف تحسين قدرة الإنسان على أداء عمل معين أو القيام بدور وظيفي محدد، فهو يرتكز على تزويد الإنسان بالكيفية إلى يؤدي بمقتضاها عملا ما وبهذا فهو جزء من التعليم.
3- تنمية القدرات المتمثلة بزيادة قدرات الإنسان لتحسين مكانته الحرفية. وهي بهذه العملية دائمة التدريب من شأنها أن تمد الإنسان بالمعرفة والمهارة وبعد النظر والبصيرة.

ومن خلال التدريب يمكن تعبئة العقول، وبالتالي يتسنى للصناعات التقليدية وخاصة في صناعة السروج زيادة عرض العمل الحرفي الفعال بمقدار كبير، مما يفضي إلى زيادة إنتاجية العمل وما يتبعها من آثار ايجابية على الواقع الفعلي لهذه الصناعة.

خامسا: التوصيات:
1. فتح مراكز تدريب وتعليم تقنيات حرفة صناعة السروج وتوجيهها نحو تفهم معانيها وبث الروح الجمالية كقيمة للابتكار والإبداع، لضمان استمرارية هذه الحرفة وصقل مواهبهم، وكذلك إضافة تخصص صناعة السروج للتخصصات الحالية الموجودة بمدرسة الفنون والصنائع الاسلامية.
2. توثيق صناعة السروج وهي عملية أساسية ومن مقومات الثقافة الشعبية للمجتمع وتقييم قيمته الإبداعية والجمالية.
3. توجيه الحرفيين إلى أهمية هذه الحرفة السياحية والفنية والثقافية والتصدي للتيارات الثقافية الوافدة المؤثرة على ثقافة البلد وفكرها الأصيل.
4. توعية النشء الجديد على تفهم وتقبل الحرف التقليدية وتربيتهم على حبها وفنونها.
5. ومن التوصيات الهامة التي خلص إليها البحث ضرورة تطبيق قانون حق الملكية "الحماية الفكرية" على الحرفيين، بما يتلاءم مع مستجدات العصر وخاصة ما يتعلق بإلزام الحرفيين بوضع الأختام التي تحمل أسماءهم على ما يقومون بإنتاجه، ووضع الضوابط القانونية التي تحد من الغش، والعمل على زيادة تشغيل أيادٍ عاملة في المهن الحرفية وزيادة الإقبال عليها للتخفيف من البطالة.

المراجع/
1. المرزوقي، محمد، مع البدو في حلهم وترحالهم. تونس: الدار العربية للكتاب، 1980.
2. حسين، عبدالله محمد ابوالقاسم، الحرف والأصناف في ولاية طرابلس الغرب خلال العهد العثماني الثاني 1835-1911م، رسالة ماجستير استكمالا لمتطلبات درجة الاجازة العالية الماجستير في التاريخ الحديث، 2001.
3. كورو، فرانشسكو. ليبيا أثناء العهد العثماني الثاني. ط2. الجماهيرية، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، 1984..
4. ناجي، محمود، تاريخ طرابلس الغرب، ترجمة: عبد السلام أدهم، محمد الأسطى. بيروت: مطبعة الغريب، 1970.
5. بنيول، أ.. اللباس والزينة في العالم العربي، ترجمة: نبيل سليمان. ط1. بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 1992.
6. بن موسى، تيسير، " المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني ". ثراث الشعب، الجماهيرية الليبية، العدد 8، السنة 2، اكتوبر-نوفمبر-ديسمبر 1982م.
7. جبار، لمياء صبيح، الصناعات الشعبية في العراق. جامعة البصرة: مركز دراسات الخليج العربي، 1990.
8. بن اسماعيل،عمر على، انهيار حكم الاسرة القرمانلية في ليبيا 1795-1835. ط1. طرابلس: مكتبة الفرجاني، 1966.
9. شلابي، سالم،، ألبسة على مشجب التراث. ط1.مصراتة: الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والاعلان، 1990.
10. مقابلة مع الأخ / محمد حمودة، ومهنته حرفي، عمره 55، ليبي، سوق السراجة، 24/9/2009، الساعة 10:30 صباحا، المقابلة مسجلة على شريط مرئي وصور فوتوغرافية.
karima_b2005@yahoo.com

مصادر أخرى/ إرشيف المدونة.

*رئيس قسم التطوير ورقابة الجودة بإدارة تنمية الصناعات التقليدية

المصدر/ موقع المسلة المصرية

السبت، أكتوبر 16، 2010

محاضرات


قراءة في حالة التعليم المعماري





سأدخل للموضوع من باب يندرج تحت عنوان" فاقد الشئ لا يعطيه"

فعود على بدء، إلى المرحلة الأولى لنشأة المعماري العربي، داخل أروقة أقسام العمارة بالجامعات العربية، تقودنا إلى طبيعة المنهج الذي يدرّس له في هذه الجامعات، والذي بقدرة قادر أزاح كل أثر للعمارة المحلية، البيئية، الثقافية، المنتمية للمكان قلبا وقالبا، مادة وفكرا، المستوعبة لكل المتغيرات والظروف المحيطة، لتحل محلها عمارة غريبة مغتربة، أشاعوا عنها، أنها عمارة العصر والتنوير، ووسموها بالإبداع والتطوير، وجعلوها حلم كل حالم وهاجس كل طامح للمجد والخلود، وكلما عافها الزمن واعتراها الخلل من فرط هشاشتها، ضخوا فيها أسباب الاستمرارية، تحت عدة مسميات لتعيش فترة أطول( الحداثة، ما بعد الحداثة، البنائية، اللابنائية.... إلخ).

ولم يكتفوا بهذا، بل عمدوا إلى العمارة المحلية وكل ما يمت إليها بصلة من قريب أو بعيد، فأسبغوا عليها شتى صنوف التخلف التي تحط من قدرها، وتنسب إليها كل علة وقصور. كما زيفوا أوراق ثبوتيتها فمحوا كل معنى يربطها بالملاءمة البيئية والقدرة على التكيف مع متطلبات الزمان والمكان. مثلما دنسوا خصوصيتها تحت دعاوى مواكبة روح العصر والتطلع إلى كل جديد واستشراف آخر ما وصلت إليه التقنية والصرعات الفكرية في الغرب. كما حطموا كل النظم والقواعد التي تربط العمارة بالأرض والإنسان والعقيدة والثقافة. لا لشئ ، فقط من أجل عيون رائد التفكيك، وما أدراك ما التفكيك، إنها كل عمل دنئ يبخس الغالي، ويعلي من شأن الرخيص، ويستحل الشذوذ، ويحرم الطيبات.

فإذا كان هذا حال المصنع، فماذا تتوقع أن يكون المنتوج!


ونأتي إلى السؤال الأهم: لماذا كل هذا الذي حدث ويحدث مع العمارة المحلية وطلاب العمارة ومن بعدهم المعماريين في عالمنا العربي؟

الإجابة، وبكل بساطة حسب قناعتي، يرجع بالدرجة الأولى إلى أن منبت العمارة المحلية يستمد مصادر وجوده ومنطلقاته الفكرية وتطبيقاته العملية وديمومة تواصله كواقع متجدد في وجدان الأمة وممارساتها الحياتية اليومية، من جذور الإسلام وتعاليمه، كما أنها البوتقة التي احتضنت هذه القيم، والمرآة التي عكست تعاليمه على سطوح مدنها، ورسمت مسارته بين دروبها وأروقة مبانيها.

ولكي تخرج هذه العقيدة من نفوس الناس، كان لابد من سلخها وهي لا زالت حية من دائرة اهتمامهم، وصرف أنظارهم عنها وعن مضامينها ومحتواها الفكري والعقائدي. وإعلان وفاتها المبكر تحت دعاوي الصدمة الحضارية، وفقدان القدرة على استيعاب المستجدات، والتفاعل مع متطلبات العصر. وفي المقابل إشغالهم بعمارة تخلو من أي محتوى نافع ومضمون هادف ، عمارة تتلون كل يوم بلون جديد وتتشكل في كل فترة بشكل عجيب يستهوي النفوس الخائرة والعقول الخاوية. مثلما يستهوي الآراقوز ويداعب بحركاته البهلوانية أحاسيس الأطفال ويسيطر على مشاعرهم. ولكنه في النهاية لا يقدم لهم إلاّ الوهم، ولا يشغل أوقاتهم إلاّ بالخرافات.

ليأتي بعدها دور الإعلام للترويح والتسويق وصناعة النجوم... وهكذا هو حال العمارة الغربية وربيبتها العرجاء العمارة العربية المعاصرة التي تسير في ركابها لتتلقف فتاتها بلا استحياء، وعلى غرارهما هذا هو حال جل المعماريين العرب في وقتنا الراهن، إلاّ من رحم ربي.

وخلاصة القول، تجرنا إلى خطورة العملية التعليمية في مراحلها المختلفة، وأهميتها في تنشأة أجيال تنتمي إلى ثقافتها، أو تنسلخ عنها. فالعمارة قبل كل شئ رسالة ضمنية تعكسها كل المعالم العمرانية والمعمارية بمختلف مجالاتها وتخصصاتها.  

الخميس، أكتوبر 14، 2010

البحث العلمي... وواقع العمارة العربية المعاصرة 1



جمال الهمالي اللافي


أغلبنا يعرف الكثير عن تجربة المعماريين الرواد حسن فتحي، ومحمد صالح مكية، ورفعة الجادرجي، وراسم بدران، وعبد الواحد الوكيل، إضافة لكتابات الدكتور عبد الباقي إبراهيم في مجلته "عالم البناء"، وسلسلة المقالات التي شرع في نشرها عبر الصحف السعودية الدكتور مشاري عبد الله النعيم، ومحاولات الأستاذ علي سعيد قانة لربط طلبته بقسم العمارة والتخطيط العمراني في ليبيا بتراثهم المعماري والفني، وذلك منذ التحاقه بسلك التدريس بالقسم مع مطلع السبعينيات من القرن الماضي وغيرهم.

كل تلك التجارب تؤسس لإشكالية العلاقة بين البحث العلمي الأكاديمي وواقع العمارة العربية المعاصرة، كما تكشف لنا تجربتهم الرائدة، في ربط الفكر المعماري العربي المعاصر بالفكر المعماري الإسلامي- شكلا ومضمونا- عن الفجوة العميقة التي خلّفها المنهج الأكاديمي والتعليمي في مراحله المختلفة، والخلل الذي صاحب طبيعة المعارف والعلوم التي تلقن للطالب ولا تمت بصلة للواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وللبيئة المحيطة، وتتجاهل في محتواها ثوابت القيم الدينية التي تشكل الإطار المرجعي لكل مناحي حياة المسلمين.

لهذا فإن الربط المنهجي للبحث العلمي الأكاديمي بالواقع هو الذي سيمكننا أيضا من ربط المنجز المعماري بالبحث العلمي، بحاجات المجتمع وتطلعاته. بدلا من أن تنحو العمارة منحى آخر بعيدا عن هموم المجتمع ومشكلاته وتطلعاته وآماله، لتأخذ شكلا أقرب للعمارة الاستعراضية، التي أختفت من ورائها طبيعة العمارة كسجل حضاري يؤرخ لحراك مجتمع ويعكس ثقافته. مثلما يغيب من ورائها الفكر والمنهج والرؤية.

وفي ذات الوقت سيأخذ البحث العلمي منحى جديد هو أيضا أكثر ارتباطا بحاجات المجتمع، ومواكبة لتطلعاته في النهوض والارتقاء، وفق ظروفه، وليصبح الباحث أكثر التزاما وإحساسا بمسؤولياته تجاه مجتمعه، الذي ينتظر منه الكثير، ويعلق عليه الآمال العريضة، باعتباره باحثا متخصصا في مجاله، وملما بدقائق الأمور.

وللحديث بقية

الخميس، أكتوبر 07، 2010

المساجد إنشاء وتقنية




مسجد بمدينة ترهونة

م. عزت خيري
م.عادل أبوقرين
م.نبيل جويلي



مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة : 18]

من هذا المنطلق قام المسلمون عبر التاريخ بتشييد المساجد و إعمارها تقرباً إلى الله فأخذوا يقومون بالتعمير والتشييد وتطوير عمارة المساجد لدرجة تفوق الوصف. والعمل الجماعي أوالمجهود الذاتي إحدي الطرق لبناء المساجد. ولما كان اعضاء المجتمع كالجسد الواحد كان العمل الجماعي هو سمة هذا المجتمع. ومن مزايا العمل الاهلي التأكيد على دور التكافل في الاسلام ووحدة المجتمع. ولكن المغالة في التفاعل تؤدي في غالب الاحيان الي الحيود عن الهدف وهو مرضاة الله.

المساجد عبر الحضارة الإسلامية كانت مركز الإشعاع الحضاري والفكري والهندسي والهندسة علاقة بين الفن والتقنية. فكان من الضروري التعبير عن الوجه الحضاري للإسلام بالاستفادة من المنتجات التقنية الحديثة للرفع من كفاءة المسجد ولحل المشاكل الفنية التي تنتج أثناء التشغيل أو توفير الجهد والمال أثناء عمليات الصيانة المستقبلية. وننوه هنا إلى بعض تلك التقنيات والتي تبدأ بتحديد اتجاه القبلة وفي أعمال البنية التحتية وخاصة في شبكات الإمداد بالمياه والصرف الصحي وتقنيات الصوت لتفادي الضجيج والتشويش من المصلين أو النقال, وتقنيات توزيع الضوء ووحدات الإنارة والسيطرة عليه, بالإضافة لتقنيات اللوحات الكهربائية والمآخذ والمفاتيح, وتقنيات التهوية والتكييف وتقنيات الأمن والسلامة وإرشادات لمخارج الطوارئ وإنذار الحريق ومقاومته. وأخرا وليس بآخر تقنيات العزل من الحرارة والرطوبة.
      
وعند تشييد المسجد لابد من المرور بمراحل عدة تبدأ من العملية التصميمة مروراً بعملية التنفيذ وما يصاحبها من عقبات ومشاكل. وكان لغياب التنسيق بين مجهود العمل الاهلي الفردي ومجهود الهيئة العامة للأوقاف والمجهودات التي تقوم بها الجمعيات العلمية والاهلية المهتمة بهندسة المساجد والتراث العمراني دور سلبي في إستمرار دور المسجد في المجتمع الاسلامي عبر التاريخ ليصبح محصوراً في مجرد كون المسجد فراغاً  غير معرفاً  معمارياً ووظيفياً لغرض أداء الصلاة فقط, منقطعاً كونه مركزاً حضاري وأشعاعي للتعريف بالدين الاسلامي لأنه دين للعبادة والعلم والعمل وبناء الفرد والمجتمع.

أولاً - مراحل التصميم:
العملية التصميمية عملية جد معقدة لو تم التعامل معها وفق المنظور الصحيح إذ هي تهتم بالفرد وعلاقته بالمحيط الثقافي والاجتماعي والمحيط البيئي والطبيعي وما ينتج عنها من تأثيرات نفسية عليه. كذلك تهتم بالادراك الحسي للمناشط المحلية والاقليمة للفرد حيث كان المسجد في الاسلام من مدركات النشاط المحلي التي يتم التعامل معه كالبيت أي مركزا للعبادة والعلم والبيع والشراء والعلاقات الاجتماعية. لذا كان التصميم يمر بهذه المراحل.  
العملية التصميمية
·        التصميم المعماري
للبدء في عملية التصميم المعماري كان لابد من تحديد المستعملين وهم الشريحة الواسعة من مختلف فئات المجتمع بكل اختلافاته واهتماماته العلمية والعملية مع التركيز على وحدة الفكر والمنهج الثقافي المعتمد على الدين الاسلامي، لذا كان تحديد النشاط عنصر مهم فكل فرد له الحق في الاستفادة من المسجد وملحقاته ليس لغرض العبادة فقط بل تلبية مناشط وهوايات أفراد المجتمع ليعود المسجد نقطة اشعاع ثقافي وحضاري كما كان عبر التاريخ، ولاستمرار عملية التصميم المعماري يجب ترجمة هذه المناشط الى فراغات ثابتة لعناصر المسجد عبر التاريخ بالنسبة للصحن وبيت الصلاة والمآذنة .....الخ والفراغات الغير الأساسية ولكنها ضرورية للمجتمع كالكتاب ومكان جمع وتوزيع الصدقات وصالة المناسبات الاجتماعية وأخرى للمحاضرات . وهذا كله يتم ربطه في علاقة بين الفراغات بعضها مع البعض وبينها وبين المحيط الحضاري العمراني. والمحيط يمكن التعبير عنه بالطراز المعماري المستخدم فعمارة المسجد النموذج أوالمستوحى من طرز دخيلة أو هجينة هي الاخرى جديرة بالعناية والاهتمام.
العملية التصميمية

·        المحافظة على المعالم التاريخة
إن المساجد المراد تشييدها والواقعة داخل حدود المدن غالبا ما تكون على انقاض مسجد (قديم) أو في اطار التوسعة لمسجد قائم بغية تنفيذ مسجد (حديث) وهنا لابد من الوقوف على كلمة الحداثة بمعناها الواسع والذي في أغلب الاحيان ماتعرف بالنسبة للمساجد علي انه مبنى من الخرسانة المسلحة والقبة ذات الاشكال الانشائية الصعبة التنفيذ والمآذنة المبالغ في ارتفاعها كل هذا في اطار زخرفي غير متجانس الي غير ذلك من تقنيات التنفيذ الجديدة. لذا كان لابد عند تطوير أو توسعة المساجد القائمة على الاهتمام بحماية المعالم الموجودة أصلاً (المعلم التاريخي والمعماري) وعند البدء في عملية التصميم يجب دراسة الوضع القائم جيداً وايجاد ما هو اصلي وما هو مستحدث ويستتبع ذلك عملية تقيم تخصصي للحفاظ على العناصر ذات القيمة التاريخية والتي تشمل حماية العناصر التي لها علاقة بالطابع المعماري.

·        التصاميم المكملة
واخيراً وليس باخر ضرورة استكمال العملية التصميمية والتي تبدا من وضع المخططات المبدئية وانتهاء بوضع التتصاميم لبقية التخصصات, اذ ان الفكرة المعمارية الناضجة لا تكتمل الا بإكتمال التفاصيل. والتصميم المعماري لا ينتهي بوضع مخططات مبدئية للاعتماد من قبل الجهات المختصة. وبالنسبة للمساجد يجب الذهاب الي أبعد من ذلك لتشمل تفاصيل تنفيذية للقباب والاقواس كنسب وطراز معماري, كذلك تفصيل للزخارف الجبسية أو الخشبية كمرجعية للطراز الفني المستعمل للمنطقة المحلية بصفة أن الاسلام دين تنوع لا دين إختلاف. والاهم من ذلك الاهتمام بالتصاميم الانشائية حتي يكون المنشأ آمن من ناحية الثبات وكذلك من الناحية المعمارية والبصرية لتصبح العناصر الانشائية عناصر جمالية وليست عائقاً أمام التشطيب الداخلي. أما بالنسبة لخدمات البنية التحتية فلا نري تصميمات لها حتى تصبح نتيجة. وتبدأ هذه الاعمال مع الطهارة وهي من أركان الصلاة فتصميم دورات المياه وشبكات الامداد والصرف الصحي يجب العناية بها واعداد التصاميم لها. كذلك الاضاءة الطبيعية أو الصناعية للمساجد تعطي التأثير النفسي والغشوع وهذا يترتب عليه توزيع جيد للإضاءة إضافة الي شبكة كهربائية مدروسة, ناهيك عن الاهتمام بالتهوية والتكييف الجيديين وأنظمة الصوت والحماية والأمن والسلامة وما يترتب عليها من تصميم لهذه الانظمة والتوصيلات اللازمة لعملها.   

ثانياً - التنفيذ:
وهو المرحلة المهمة لهذه الورقة لما له الدور المؤثر مادياً في إخراج المسجد للوجود وفقاً للتصميم المعد أو وفقاً لهوى الموقع والتأثيرات الخارجية المصاحبة لعمليات التنفيذ. ولمباشرة التنفيذ يجب وجود أدوات التنفيذ وهي المنفذ ومواد التنفيذ وإدارة التنفيذ والسيولة الماليةز ولكن ماهي الشروط الواجب توفرها بالمنفذ والمواد وكيفية إدارة عمليات التنفيذ وفقاً للسيولة المتوفره, وكذلك وضع اشتراطات التنفيذ و مواصفاته.

·        المنفّذ (المقاول)
وهو الشخص الموكل اليه عمليات إدارة العمالة الفنية والعمالة العادية لبناء وتشطيب وتجهيز المسجد, حيث كان من الضروري استخدام مقاول على دراية بالعمل الهندسي والتواصل مع المشرفين, وليس ما يعرف بعمل مقاولي الأهالي. والمقاول له من الامكانيات المادية من معدات وآليات (ليس كمية الاخشاب) وكذلك التجهيزات, والعمالة الفنية الماهرة القادرة على تنفيذ التفاصيل لمختلف التخصصات والعمالة العادية القادرة على العمل بالاعمال المكملة من تشوين وامداد ونظافة للموقع. والاهم هو قدرة المقاول على التنسيق بين الفنيين وحسن تسيير الأعمال.

·        إدارة الموقع (الرغاطة)
          الرغاطة في اللفظ الشعبي تعني التعاون البناء بواسطة ادارة العمل الجماعي بوعي ( وحدة النوايا وتصاعد الاهداف) حيث كان العمل الجماعي يهدف الي الوصول الى الاهداف المرجوة ة والكمال. أما مصطلح الرغاطة فيعني في كثير من الاحيان اليوم  التدخلات الهدامة (الفوضى).
وسير العمل يعني الادارة، والعمل المراد تسيره هو عمل هندسي, لذا كان من الواجب الالمام بأبجديات الادارة الهندسية أو ادارة المشاريع. والتي تشمل السلامة, الجودة, الاستفادة القصوى من الزمن والسعر المناسب. والتي يمكن تفصيلها في الآتي:

·   السلامة وتعني سلامة العاملين وسلامة المحيط والبيئة اثناء عمليات التنفيذ بالمراحل المختلفة والمخاطرات الناتجة من عمل الشدات والسقائل للمآذن شاهقة الارتفاع, أو محاولة تركيب فسيفساء لتشطيب القبة,كذلك ترك مخلفات البناء حول الموقع وتعريض المحيط والمارة للمخاطر.و لا نستثني سلامة المصليين بعد التنفيذ حماية لهم من مخاطر الاستعمال أو أثناء الكوارث.
·   الجودة وتعني التشطيب الجيد عند تنفيذ دوران الاقواس والقباب والزخارف وأرضيات الرخام والاعمال الخشبية للأبواب والنوافذ ...الخ. الجودة تعني كذلك حسن ادارة سير الاعمال من حيث الترتيب والتداخل.
·   الاستفادة من الزمن يكون بعمل برنامج زمني مدروس لمراحل واحتياجات التنفيذ للحد من التدخلات من العامة أو اللجنة المشرفة أو المقاول لان أي زيادة في زمن التنفيذ تودي الي ارتفاع تكلفة التنفيذ وتعدي الميزانية المخصصة بالاضافة الي سوء التنفيذ.
·   بالنسبة للسعر المناسب يكون بعمل دراسة لتكاليف المواد واليد العاملة وجهاز الاشراف ومحاولة الاستفادة من الميزانيات المرصودة وفق الاحتياجات وعدم المبالغة في المتطلبات التي تؤدي الي عدم الوصول للهدف المنشود.

·        المواصفات
العمل الهندسي والتنفيذي هو عمل موصوف محدد غير قابل للضبابية وعدم وضوح الرؤية, والعمل بالمساجد عمل خالص والغرض منه الحصول على الجودة التي يتطلبها أداء العبادات. والمواصفات تعني تحديد للعمل والمنتج المستعمل والاداة المساعدة والفني وطريقة واسلوب التنفيذ.


     والمواصفات التي تخص المساجد يجب ان تبدا من مواصفات التصميم ومواصفات التنفيذ للهيكل الانشائي خاصة بالنسبة للمآذنة والقبة. وعند تنفيذ اعمال البنية التحتية للامداد بالمياه والصرف الصحي والتي يفترض أن تتحمل ظروف التشغيل والصيانة. وأعمال الكهرباء التي يجب عمل الحماية اللازمة لها وقدرتها على توفير الجهد المطلوب للانارة ومخارج القوى وأنظمة التكييف. كذلك وضع المواصفات الخاصة لتوزيع الاضاءة الطبيعية والصناعية وتوزيع الصوت لتفادي التداخل الهدام. كذلك الاهتمام بمواصفات الامن والسلامة أثناء حدوث الحرائق لاقدر الله من حيث المواد المستعملة وأنظمة مكافحة الحريق ومخارج الطوارئ. أما على الصعيد المعماري فمواصفات مواد التشطيب يجب أن تكون من الجودة الملائمة للمساج ولا أعني هنا إرتفاع أسعارها ولا تنوع مصادرها. ولا ننسى مواصفات تنفيذ هذه التشطيبات حتى تعطي أطول فترة للإستعمال دون مشاكل لأن الشكل النهائي هو الذي يبقى من العمل التنفيذي وهو المؤشر على نتيجة العمل.

·        أعمال البنية التحتية :
الأعمال الكهربائية:
عند البناء أو الصيانة بالمسجد ومن ضمن المواصفات المطلوبة في هذا المجال يراعى الجوانب التالية :
-   مجمعات الأسلاك  بالحوائط يجب أن تكون على ارتفاع مناسب لايزيد عن 3 متر من سطح الأرض وذلك لإمكانية الكشف والصيانة الدورية باستخدام سلم عادى . لأنه أحيانا قد يضطر الفني إلى استخدام سفالة من دورين للوصول إلى العلبة المجمعة للأسلاك مما يصعب من عملية الصيانة الدورية.
-   المواسير المرنة (قراجيط) : حيث جرت العادة عند بناء المساجد على تركيب مواسير مرنة (القراجيط)  بعدد محدود من التجهيزات مثل (الإنارة) .ثم لاحقا يضاف تجهيزات أخرى للمسجد  وعند تمديد الشبكة يتبين عدم قدرة المواسير على إضافة أسلاك جديدة. الأمر الذي يدعو إلى تركيب شبكة كهرباء خارجية تسئ في شكلها إلى المنظر العام للمسجد بالداخل فيما كان من الممكن تفاديها.
-   الأسلاك: كذلك حجم قطر الأسلاك  الموصلة بالشبكة  غالبا لا تتحمل الإضافات الجديدة نظرا لعدم اعتبار التوسعات المستقبلية عند التنفيذ مما يسبب عند تحميلها بتجهيزات كهربية جديدة مثل أجهزة التكييف وأجهزة التدفئة إلى ارتفاع في درجة حرارتها وبالتالي إلى احتراقها وقد تسبب في نشوب حرائق إذا  تم تجاهلها .
-    الإنارة  :هناك علاقة بين الإنسان  والضوء والمبنى وبالتالي تكمن أهمية الإضاءة في المسجد حيث من المناسب ألا تكون الإضاءة شديدة وسطوعها عالي فهذا يؤثر على العين وعلى راحة المصلى لذا ينصح بان تكون الإضاءة هادئة (وهذا ملاحظ عند صلاة القيام في شهر رمضان حيث تكون الإضاءة خافة تساهم في أجواء الخشوع بالصلاة). وينصح هنا بعدم استخدام وحدات الإضاءة (الفلوريسنت)  نظرا لعدم مطابقتها لهذه المواصفات ويعوض عنها بالمصابيح الفتيلة (المتوهجة أو التنجستين أو العاكسة) .  كما تكون ارتفاع الثريات أيضا مناسب لا يزيد عن 3 متر لنفس السبب في حالة المجمعات السابق ذكرها.
-   الوقاية: من الملاحظ في مساجدنا سواء في الماضي أو الحاضر انه لم يراعى فيها جانب السلامة من الصدمات الكهربائية ولتفادى هذه الصدمات يراعى الالتزام بالمواصفات العامة للسلامة من الصدمات الكهربائية عبر التالي:
·   تركيب شبكة تأريض (الارضى) لشبكة الكهرباء من خلال تركيب أوتاد نحاس مغروسة بالأرض وموصلة بشبكة الكهرباء بسلك نحاس غير مغلف .
·        تركيب مخارج قوى بريزات ذات ثلاث أقطاب.
·   تركيب فواصل حساسة (تفاضلية) في لوحة الكهرباء الرئيسية خاصة للسخانات ومضخات المياه حيث التلامس مع الماء الذي هو عنصر موصل للتيار الكهربي احتمال وارد بشكل كبير .  

توصيات عامة في مجال الكهرباء:
-   الأخذ بعين الاعتبار التوسعات المستقبلية في مجال توفير الطاقة الكهربائية بالمسجد عبر تمديد شبكة كهرباء قابلة للزيادة والإضافة في دوائرها.
-   يفضل أن يكون هناك تصاميم كهربائية بإشراف مهندس مختص وإعداد رسومات تفصيلية للشبكات يمكن معها من حساب حاجة المسجد من طاقة الكهرباء واعتبار عامل السلامة  وكذلك  كمرجع في حالة الصيانة أو اى إضافة جديدة للمسجد من معدات أو تجهيزات كهربائية .
-   استغلال الطاقة الشمسية في تزويد المسجد بالمياه الساخنة والإنارة الخارجية عبر منظومة للطاقة الشمسية حيث تتمتع بلادنا بقدر هائل من هذه الطاقة المهدورة و الغير مستغلة.        

التقنيات الحديثة في خدمة المساجد
إن من عمارة المسجد  توفير كل ما يريح المصلين و يحقق رسالة المسجد و التقنيات الحديثة وفرت مجموعة من الخدمات التي تحقق ذلك و الأولى بالمسلمين أن تكون بيوت الله هي أولى الأماكن بتوفير التقنية النافعة بها و أن نسعى بتوفير الأفضل دائما, فمن يتصور مسجد كبير بدون مكبرات صوت أو بدون تكييف في أيام الحر الشديد.
وفي هذا الجزء من الورقة نحاول تسليط الضوء على بعضاً من هذه التقنيات التي منها ما هو مطبق فعلا و لكن على نطاق ضيق أو لم يطبق بعد مع الأمل أن يتعاضد التقنيون في الأمة الإسلامية لخدمة المساجد في هذا المجال و تحقيق عمارتها.

استغلال التقنية في خدمة المصلين:
·        تحديد القبلة باستخدام انظمة تحديد الموقع بالأقمار الصناعية GPS
هذه التقنية تعتمد على أجهزة تعرف بجهاز تحديد الموقع (GPS) وهو جهاز صغير بحجم النقال متصل بالأقمار الصناعية  و يحدد موقعك بدقة و كيفية الوصول إلى أي موقع آخر من خلال موقعك و يستغل هذا الجهاز في تطبيقات واسعة و يمكن استغلاله في تحديد اتجاه القبلة بتخزين موقع الكعبة المشرفة مسبقاً (و هناك أنواع مخصصة أصلا لغرض تحديد القبلة) ثم في أي موقع في الأرض تطلب من الجهاز إعطائك الاتجاه المستقيم الموصل للكعبة وهو اتجاه القبلة, وهذا الجهاز دقيق و عملي خاصة في المناطق النائية.

·        تحديد موقع المسجد و إضافته للخرائط الإلكترونية الخاصة بأنظمة الإستكشاف Navigator  
الآن تنتشر في العالم اجهزة المستكشف التي يستطيع  من خلالها المواطن العادي التحرك في مدن العالم من خلال خريطة إلكترونية متصلة بالأقمار الصناعية تحدد موقعه و كيفية الوصول إلى المواقع التي تهمه مثل محطات الوقود و المصارف و محلات التسوق الكبيرة و غيرها, وهي تعتمد على التقنية السابقة (GPS) مع إضافة خرائط إلكترونية و معلومات عن المواقع بها و كيفية الوصول إليها, وهو صغير الحجم و توجد أنواع منه توجهك بالصوت للوصول إلى موقعك من خلال خرائط الطرق و كيفية السير بها بالسيارة و تعطيك كيف تصل إلى أقرب خدمة من موقعك حسب النوع و البرنامج المحمل بالجهاز و نأمل ان تستخدم هذه التقنية للمسلمين لتحديد أقرب مسجد, سواء محليا أو دوليا مع العلم أن هذه التقنية يسعى الآن إلى توفيرها داخل الجماهيرية.

·        منظومات الصوت اللاسلكية
تسمح المنظومات الحديثة للصوت باستخدام لاقطات الصوت و مكبرات الصوت اللاسلكية (سواء كانت مكبرات الصوت داخل أو خارج المبنى) و هذه التقنية تغني عن الأسلاك المزعجة و المحدودة الحركة و تعطي حرية الحركة للإمام أو المعلم و المحاضر بالمسجد و كذلك تسمح بتغيير مكبرات الصوت حسب الحاجة و لا تتقيد بموقع معين مثل ما هو حاصل في مكبرات الصوت السلكية .

·        الليزر للإشارة إلى القبلة
استخدمت هذه التقنية في أعلى المسجد للتعريف باتجاه القبلة من خلال شعاع ليزر يشير إلى القبلة مما يسهل  معرفة القبلة من مكان بعيد عن المسجد و هذه الطريقة مفيدة خاصة في المساجد الرئيسة و المساجد النائية بحيث تمكن المصلي من معرفة القبلة و لو كان المسجد مقفل أو بعيد عنه, وننصح بأن يحدد مسجد واحد في كل مساحة معينة به مئذنة عالية يتم فيها استخدام هذه الميزة.

·        نقل الصوت و الصورة
من الممكن الآن نقل المحاضرات و الدروس صوتاً وصورة بعدة وسائل تقنية (منها عبر الهاتف الثابت والنقال و الأقمار الصناعية و الإنترنت,,,,)
وهذه التقنية تمكن المحاضر من إعطاء دروسه في أكثر من مسجد في نفس الوقت مما يعم به الفائدة و يوفر الوقت للمحاضر خاصة في المساجد البعيدة التي يقل فيها العلماء و المحاضرين و يمكن أيضا أن تلقى المحاضرة في المسجد من خلال هذه التقنية لعلماء موجودين في دول أخرى و يمكن التفاعل معهم من خلال الأسئلة و المشاركة و كأنهم موجودون بالمسجد وهذا يوفر تكاليف السفر و يمكن الدعاة الذين ليس لهم وقت كاف أو لا تسمح صحتهم من السفر,تمكنهم هذه التقنية من المشاركة في مختلف المساجد على مستوى العالم و هم في بلدانهم.

مشكلة إزعاج الهاتف النقال:
أصبح النقال مصدر إزعاج و تشويش في المساجد و رغم الملصقات و التنبيه استمرت هذه المشكلة بل أصبحت تتفاقم بسبب زيادة نسبة مستخدمي النقال و كثرة النغمات المزعجة, فضلا على إعتياد رواد المساجد على هذه الظاهرة قد يجعلها بعد فترة ظاهرة غير مستهجنة.
و الحل الجذري لهذه المشكلة يكمن في المنع القصري لإشارة النقال من العمل داخل المساجد و غيرها من الأماكن التي يمثل النقال مصدر إزعاج و مشاكل (كالمستشفيات و صالات الإمتحانات و الإجتماعات ,,,,) و يمكن تحقيق ذلك من خلال :
·        تقنية مشوش النقال (Mobile Phone Jammer)
يستطيع هذا الجهاز بأنواعه المختلفة منع التغطية بالكامل لكل الهواتف النقالة في مساحة يحددها نوع الجهاز و تترواح من بضعة أمتار إلى بضع كيلومترات,حيث يرسل المشوش إشارات لاسلكية في مجال الترددات بين النقال و محطته ضمن نطاق عمل المشوش و لا يؤثر إلا على النقالات (أي لا يؤثر على الأجهزة التي تعمل على ترددات أخرى), فعند تنشيط المشوش، كلّ الهواتف النقالة ستشير إلى "لا خدمة" وبالتالي كل الإشارات القادمة مسدودة كما لو أنّ الهاتف اليدوي الخلوي مقفل,و عندما يقفل المشوش، كلّ هواتف النقالة اليدوية ستجدّد الإتصالات آليا وتقدّم الخدمة الكاملة من جديد.

·        النقال الإسلامي
توجد في السوق نقالات مصممة للمسلمين لتحديد القبلة ومواقيت الصلاة و مبرمجة بحيث تتحول تلقائيا إلى الوضع الصامت حين دخول و قت الصلاة.
أو من خلال برامج تحمل في بعض أنواع النقالات لكي تعلم بمواقيت الصلاة وتتحول تلقائيا إلى الوضع الصامت لمدة كافية لتأدية الصلاة بالمسجد من (15 إلى 40 دقيقة). 

   
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
[الأعراف : 31]


استغلال التقنية في عدم الإسراف:
·        استعمال صنابير المياه أتوماتيكية الفتح والقفل
هناك صنابير (حنفيات) تعمل عند و ضع اليدين تحتها و تقفل بمجرد إزالة اليدين أو أي عضو من خلال مجسات (Sensors) تستشعر وجود شئ تحت فوهة الصنبور , وميزة هذا النوع هو الحفاظ على النعمة العظيمة إلا وهي الماء من أن تصرف بدون فائدة و هو ما نهينا عنه شرعا و يأبه العقل, فهذه الطريقة تفرض على المتوضئين الحفاظ على المياه و عدم إسرافها فضلا على أنها تسهل عملية الوضوء.

·        استعمال الإضاءة باستشعار الضوء أو الحركة
توجد الآن مجسات (Sensors) تعمل بالأشعة تحت الحمراء و المواد الحساسة للضوء يتم توصيلها بمصابيح الإضاءة المختلفة بحيث تفتح المصباح في حالة إنخفاض الإضاءة بالمكان عن مستوى معين (مما يعني دخول الليل) و تقفل المصباح عند عودة الإضاءة الطبيعية و هذا يوفر الطاقة بحيث لا تضأ المصابيح أو تنسى مفتوحة في فترة و جود إضاءة طبيعية, وهذا ملائم  للمصابيح المخصصة لساحات المسجد و المداخل و الحوائط الخارجية بينما النوع الذي يفتح المصباح في حال وجود حركة ملائم لدورات المياه و الممرات.

استخدام أنظمة الحماية من السرقة و الحرائق:
·   أنظمة الحماية من الحرائق أصبحت ضرورية للمساجد الكبيرة خاصة عندما تكتظ بآلاف المصلين أو تكون بها بسط و أثاث فاخر, حيث تستطيع هذه الأنظمة استشعار وجود شيء مشتعل أو دخان و تعطي إنذار مبكر باحتمالية إندلاع حريق و تفتح أجهزة الإطفاء التي تكون موزعة على أسقف المكان الذي تركب به هذه المنظومات مما يحمي المصلين و يقلل إلى حد كبير من الأضرار المادية مع مراعاة أمور أخرى في تصميم المسجد من توفير مخارج كافية و واسعة لمثل هذا الطارئ لا سمح الله.
·   للأسف أن المساجد لم تسلم من الأيدي الآثمة التي امتدت لها  بالسرقة و هذه الظاهرة مرشحة للزيادة إذا أصبحت المساجد تحتوي على مواد ثمينة ,فأنظمة الإنذار الحديثة تساعد على حماية المساجد من خلال مجسات لفتح الأبواب و النوافذ أو كسرها و مجسات رصد الحركة بحيث تعطي هذه الأنظمة إنذار يتسنى للمحيطين بالمجسد المسارعة لتفقد المسجد و يمكن لبعض الأنظمة أن تتصل برقم هاتف للتنبيه بحدوث اعتداء على المسجد بالإضافة إلى أنظمة الكاميرات التي تكشف هوية من حاول الدخول للمسجد في الأوقات التي يكون فيها مقفل أو يسرق حاجيات المصلين حين إنشغالهم بالصلاة.

التنسيق المفقود:
لإضفاء الشرعية على العمل الهندسي لابد من وجود شخص ما قادراً على تحمل مسئولية الخطأ دون اعطاؤه صلاحيات تدارك الخطأ. وهذا الشخص هو المهندس الذي يحاول يأساً مواجهة تيار اللجنة المشرفة وعدم التنسيق مع الاوقاف ومقاول يحاول تشطيب الأعمال دون الرجوع للتصاميم والمواصفات بغية الحصول على المستحقات المالية.  

توصـــــــيات
·   نوصي بتكوين هيئة علمية استشارية تقدم الحلول التقنية و تضع المقاييس و الشروط حسب حجم وموقع كل مسجد في المجالات المختلفة.

·        أن تكون الهيئة العلمية الاستشارية يشارك فيها فقهاء متخصصون لتوجيه أعمال الهيئة في الجوانب الشرعية. 




المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية