جمال الهمالي اللافي
في خضم التحولات المتسارعة
التي تشهدها العمارة الليبية، وبين ضغوط التغريب وإغراءات الخارج، أجدني أعود إلى
أصل العهد الذي قطعته على نفسي منذ أول خطوة في هذا الطريق. هذا النص ليس مجرد
تأمل، بل هو تثبيت لبوصلة الانتماء، وتذكير بأن العمارة موقف قبل أن تكون مهنة.
منذ أن اتخذت قراري بالالتحاق
بمجال العمارة، جعلت ليبيا بكل بيئاتها الجغرافية وتنوع هوياتها المعمارية نصب
عيني، ملتزمًا بإحياء ما وأدته عمارة التغريب. ومنذ انطلاقتي في هذا العالم، حرصت
على الوفاء بوعودي.
لا، ولم، ولن أنشغل بخارج
ليبيا، إلا بما يغذّي داخلها، ويثري هويتها المعمارية، ويسهم في تشييد أركانها عبر
الحلول الإنشائية والمعالجات البيئية ومواد البناء التي تثري تفاصيلها، لا تلك
التي تشوّه معالمها.
غير ذلك لهاثٌ وراء سراب. من
يعتقد أنني أحيد عن المبادئ التي رسمتُ بها معالم طريقي في مجال العمارة والعمران،
من أجل أن أُسهم في عمارة خارج حدود ليبيا، أو أنشغل بهموم تصرفني عنها إلى غيرها،
فهو لم يفهم موقفي.
لقد وصلت إلى قناعة، هي وليدة
تجربة ومعايشة لواقع المعماريين في ليبيا: أن الطريق الذي رسمتُ معالمه، عليّ أن
أسير فيه وحيدًا. وقد اخترته عن كامل رضا، ولن أتراجع أو أتردد لحظة في مواصلة
المشوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق