جمال
الهمالي اللافي
في كل ممارسة معمارية منضبطة، يقوم البناء الفكري
على ركيزتين أساسيتين: صون
الملكية الفكرية، التي تضمن وحدة الرؤية ونسبتها لصاحبها، والشمولية
التي يتحملها المعماري في احتضان جميع عناصر المشروع ضمن رؤية متكاملة. بين هذين
البعدين، يتوزع الإبداع بين التخصصات المكملة، في احترام لترتيب الأدوار وضمان
هوية المشروع.
في كل مشروع معماري، هناك جذر يمثله المعماري،
وفروع تمثل التخصصات المكملة. فلا حياة للفروع إن انفصلت عن الجذر، ولا معنى للجذر
إن لم يثمر فروعًا. المعماري هو المسؤول عن المشروع من جميع جوانبه، يقود فريقه
بالحوار والنقاش، ويضمن أن تتكامل الرؤى في إطار واحد.
إن محاولة خلق بؤر توتر بين هذه التخصصات،
المبنية على فرض الآراء، لا تفيد أي تجربة معمارية بقدر ما تجهضها في مهدها، حين
تخرج النتائج على أرض الواقع مشوهة بتضارب الأفكار.
بهذا المعنى، العمارة ليست فردية ولا فوضوية، بل
هي عمل جماعي مؤطر بالشمولية، يقوده المعماري ويغذيه التخصص المكمل، في احترام
متبادل لتراتبية الأدوار، ضمانًا للتكامل والابتكار وحماية هوية المشروع.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق