الأربعاء، يناير 14، 2009

ماذا يجب أن نقول نحن العرب عن محارق الهولوكست؟



  
جمال الهمالي اللافي


أنا لا أستغرب حدوث محرقة الهولوكست، بل أوكد عليها وربما أقول أن المحرقة ضمت أكثر من 6 ملايين ضحية ولا عجب... وليس هذا فقط بل أدين كل من يشكك فيها.

فليس مستغربا على الغرب هذه الوحشية فقد سجل تاريخهم الكثير من حروب الإبادة لشعوب العالم، منذ عهود الدولة الرومانية مرورا بالحروب الصليبية على العالم الإسلامي وحروب الإبادة ضد السكان الأصليين في قارة أمريكيا، والحربين العالميتين اللتين أشعل فتيلهما حكام الغرب واستخدموا فيها أعتى أسلحة الإبادة ضد شعوب العالم وعلى رأسها شعوب العالم الإسلامي... وصولا إلى حروب الإبادة المستمرة ضد شعبنا في فلسطين ودعمه للكيان الصهيوني الغاصب الذي زرعوه في قلب الأمة ليمارس دوره نيابة عنهم وبكل حقارة. كما لا ننسى حروبهم التي أشعلوها في أفغانستان والعراق والسودان ولبنان.

لا يجب علينا أن ننكر محرقة الهولوكست ضد اليهود... بل الواجب إدانة هذا الغرب الظالم. وتعداد مذابح الهولوكست التي اقترفوها بحق شعوب العالم... فهم يطبقون آلية الاختزال التي تعلمناها منهم... هم يريدون أن يختزلوا مذابحهم ضد شعوب العالم في مذبحة واحدة سلطوا عليها الأضواء وحاربوا من أنكرها كي لا تتفتح الأذهان عن مذابحهم المنسية والجديدة.

الحروب الصليبية قامت قبل أن تقوم للكيان الصهيوني قائمة، حروب الإبادة ضد مسلمي إسبانيا قبل ذلك.... جرائم فرسان مالطا ضد الشعب الليبي في القرن السادس عشر وضد شعبنا في العراق الآن، ليست بدعم من الكيان الصهيوني، بل العكس فإن من يدعم هذا الكيان بأحدث أسلحة الدمار والحرق الفسفورية منها والجرثومية هي أكبر دولة في الغرب الصليبي ومن ورائها كل دول أوربا دون استثناء.

الكيان الغاصب نفّس عن أحقاده التاريخية تجاه أمتنا الإسلامية عندما مهد له الغرب احتلال فلسطين وهو الذي يرعاه ويحميه ويزوده بكل أسباب الاستمرارية والبقاء.


لا تنسوا... لا تنسوا... لا تنسوا أو تتناسوا أن من جمع إخوتنا في صبرا وشاتيلا ومعسكرات قانة ومدارس غزة هم من يسمون أنفسهم جنود الأمم المتحدة واليونيفيل والأنوروا وهم من جيوش دول أوربا.... خدعوا الجميع حين أدّعوا أنهم سيوفرون لهم الحماية ثم أغلقوا عليهم الأبواب وتركوهم ليد السفاح ليعمل فيها قتلا وقصفا... ثم ماذا فعلوا:

تأسفوا... ثم صمتوا... ثم واصلوا دعمهم للجزار وتغاضوا عن جريمته. لماذا برأيكم؟

لأنهم وبكل بساطة طرفا رئيسيا فيها.... ومن خلالها يشبعون نهمهم لمنظر الدماء التي تعودوا على أن يريقوها من أجساد الشعوب الأخرى التي لا يرون فيها أكرم عليهم من مرتبة الكلاب" أكرمكم وأعزكم الله".... فهم الشعب الآري. الشعب فوق مستوى البشر.

لهذا فلنحارب الغرب بالسلاح الذي يشهرونه في وجوهنا... وهو محاربة كل من ينكر الهولوكست بأنه معادي للسامية.

أولسنا نحن العرب ننتمي للشعوب السامية.... فلنرفع قضيتنا ضد الغرب بمعاداة السامية، بل بمحاربة السامية وانتهاكه لحرماتهم وتقتيلهم لشعوبهم واغتصابهم لأوطانهم وتشريدهم لأبنائهم.

والخلاصة أن هولوكست الغرب لم يحرق ويقتل 6 ملايين يهودي فقط بل الرقم أكبر من ذلك... إنه بعدد الملايين التي أحرقوها منذ نشأت الدولة الرومانية وحتى اليوم.

كم سنقول عن عدد الذين أحرقوا في الهولوكست مليار أم مليارين أم ثلاثة أم أكثر من هذا.... لا تستغربوا الرقم 6 ملايين فهو قليل بل لا يساوي شيئا في حجم جرائمهم ضد شعوبنا وشعوب العالم.

لهذا أرى أن نركز على جريمة الهولوكست التي يريدونها سيفا مسلطا علينا وعلى كتّابنا ومثقفينا وشعوبنا... ونردها عليهم وفي نحورهم... ولنوجه لهم أصابع الاتهام والإدانة، بدلا من أن ننكرها... ولنطالبهم بالتعويض عن كل جرائم الهولوكست التي ارتكبوها بالأمس ضد كل شعوب العالم واليوم ضد أهلنا في غزة.

لا تسكتوا عن جرائمهم فلعبة الاختزال هي صناعتهم... يريدوننا أن نركز على لعبتهم الوضيعة بني صهيون وننسى أو نتناسى أنهم هم من يحركون هذه الدمي من وراء الستارة وهم من يخرجون هذه المسرحية القاتمة السواد على أرض الواقع.

لتتعالى صرخاتنا في وجه كل حكام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية

كيف ستكفّرون عن محارق الهولوكست التي تجري بعلمكم ودعمكم اليوم في غزة؟

يا من تجرمون معاداة السامية.... ها نحن الساميون نطالبكم بتجريم أفعالكم في غزة وتوقيع الجزاء الذي تستحقونه على أنفسكم... وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا.... فانتظروا جزاءً من لدن حكيم عليم.

وانتظروا جيش صلاح الدين... ولكن هذه المرة لن يكون في قلوبنا مكانا للتسامح، فقد نسفته قنابلكم الحارقة.




مداخلات/

إبراهيم أسامة
دا أنا طلعت مش عارف أي حاجة الله المستعان، محارق الهولوكست، جرائم نازية... مفيش حد ينوبه فيّ ثواب ويفهمني أي حاجة؟!

ردا على سؤال الأخ الكريم/ إبراهيم أسامة
أخي إبراهيم أسامة
سوف أتولى توصيل الرسالة إليك لكي تفهمها كما يجب أن يفهمها كل ذي عقل رشيد:
هل حقا يمتلك حفدة القردة والخنازير كل هذه الشجاعة والجرأة ليواجهوا مليار مسلم وفي عقر دارهم ويقومون بكل هذه الجرائم الوحشية من تقتيل للأطفال والنساء والشيوخ ومن تدمير للبنى التحتية لمؤسسات الدولة الفلسطينية دون أن يخشوا العواقب، لولا اطمئنانهم لدعم ومساندة الغرب لهم؟

إذاً، في هذه الحالة علينا أن نقطع رأس الأفعى كي يموت الجسد ويترهل.... يجب أن نقطع عليهم حبل الناس الذين يساندونهم ويحركونهم من وراء الستارة.

ساسة الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وحتى ساعات الأمس وبرغم ما يشاهدونه على شاشات التلفاز من خراب ودمار وتقتيل للأطفال والنساء، لا يزالون يصرحون بأنهم يتفهمون الموقف الصهيوني في الدفاع عن أمنه.

وأي أمن هذا الذي يدافع عنه هذا الكيان الغاصب لأرض الغير... وأي أمن يخشون انفلاته منهم وهم يعلمون يقينا أن حكومات العرب أشد بطشا منهم بمن يحاول مجرد التفكير في مقاومة احتلالهم ولو برمي حجارة صغيرة على حدودهم التي اغتصبوها.

أسلحة الدمار الشامل تصلهم كل يوم عير جسر جوي وبحري وبري من كل أصقاع العالم... وفي المقابل تقف الجيوش العربية بكامل عدتها وعتادها الحربي لتحرس الحدود وتدمر حتى الأنفاق التي ترسل عبرها مواد التموين والغذاء والوقود وبأغلى الأسعار لشعب محاصر، أعزل إلا من إيمانه بقضيته وأن الله ناصره ولو بعد حين.

هذه الأسلحة والعتاد الحربي التي يمتلكها العدو الصهيوني تصنّع في أوروبا وتختبر نتائجها المدمرة والمشوهة لأجساد الضحايا على إخوتنا في أفغانستان والعراق بالأمس القريب واليوم على أهلنا في غزة.

بني صهيون حثالة العالم، حفدة القردة والخنازير لا يجرؤون على رفع صوتهم في وجه طفل صغير من فرط جبنهم... نراهم اليوم أكثر قسوة وأشد ضراوة علينا، نحن الذين آويناهم ورعينا مواثيقنا معهم واستقبلنا من نجى منهم من مذابح محاكم التفتيش في إسبانيا ومذابح الألمان.

لماذا هذا التحول لقتلة الأنبياء وخونة المواثيق والعهود؟!إنه وبلا شك الدعم المادي والمعنوي.... الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي والاستخباراتي الذي تقدمه لهم أوربا على طبق من جماجم الضحايا من شهدائنا بالأمس واليوم وكل يوم يأتي.
ولن يتوقف هذا الحصد لأرواح الشهداء، حتى نصحوا من غفلتنا ونعرف مكامن قوة عدونا فنتجه صوبها لنجفف منابعه ونقطع إمداداته.
لن نبرئ بني صهيون من جرائمهم بحق أمتنا... ولكن أيضا لن نتغافل عمن يسانده ويقدم له الدعم.

وإن كان المأفون بوش قد استفتح حربه الصليبية على المسلمين بشعاره الذي قرر فيه :" من ليس معي فهو عدوي"....

فليكن ردنا على ذلك:
من صادق عدونا وسانده في حربه علينا وأمده بكل أسباب الدعم فهو وهم سواء في عداوتهم لنا... ولنا الحق في الرد بكل ما أوتينا من أسباب القوة والقدرة على الرد. ولنرفع شعار:" من ساند عدونا فهو عدونا".

وإن قال قائل بأن اليهود هم من يسيطرون على العالم وهم من يديرون ساحة المعركة من وراء الستارة. فليس على شعوب الغرب إلا أن تعري هذه الستارة لتكشف من يقف وراءها. وليبرؤوا أنفسهم من تهمة المشاركة في ما يرتكبه هؤلاء الأنجاس بحق أمتنا.

نعم لابد للغرب شعوبا وقادة، أن يحددوا موقفهم مما يجري، حتى يمكننا أن نبرئ ساحتهم من دم شهدائنا وخراب ديارنا.
وأخيرا... أخي الكريم، إبراهيم أسامة والكلام للجميع.

هل سنظل كل هذه العقود ندور في دوامة من ينكر ومن يؤكد حدوث محرقة الهولوكست بحق اليهود... ونعيش حالة التذبذب بين من يتجرأ على الإنكار ليقع تحت طائلة قانون تجريم من ينكرها الذي أقرته كل دول أوربا وتم تطبيقه على الكثير من الكتاب والمؤرخين والأدباء والساسة بتهمة معادة السامية... ومن بقيت غصة في حلقه ولم يتجرأ على إنكارها ليموت وقد طاله شئ من هذه المحارق.

لماذا برأيكم نساند عدونا من حيث ندري أو لا ندري في كل خطوة يخطوها... لماذا نكون دائما واقعين تحت تأثر رد الفعل المنهزم أمام سطوة العدو وطغيانه؟

لماذا لا نقولها صراحة لكل من يوجه إلينا يد الغدر والخيانة والبطش والعداوة... لماذا لا نقولها له وبملء أفواهنا: هل تريد أيّها العدو أن تلعب معنا لعبة القط والفار؟ هل تريد أن تجري وراءنا ونحن نهرب من أمامك ونختبئ مرعوبين من سطوة مخالبك؟

لابأس... اليوم سنواصل معك هذه اللعبة ولكن سنعيد ترتيبها بطريقتنا.... سنكون منذ اليوم نحن الأسود وأنت الفأر المرعوب.

سنسأله عن هذه المحرقة وغيرها من المحارق التي ارتكبها بحق شعوب العالم... سنجري ورائها وننفض عنها غبار النسيان لنوجه أصابع الإدانة له بحق كل شعوب العالم التي ارتكب بحقها كل تلك المجازر التي عرفناها والتي لم نعرفها والتي جرت منذ آلاف السنين والتي تجري اليوم بحق أهلنا في غزة وكل تراب فلسطين والعراق والسودان والصومال وأفغانستان والشيشان وكشمير.
لقد كرهت هذه اللعبة التي اسمها محرقة الهولوكست ضد اليهود، كرهتها بقدر كرهي لهذا العدو الغادر الغاصب... ويزداد كرهي لها كلما تذكرت أن الغرب هم من يروّج لها ويريدها أن تختزن في ذاكرة أجيالنا، على أنه الخطأ الوحيد الذي ارتكبه الصليبيون ضد سكان الكرة الأرضية وأنهم يشعرون بالذنب والإثم الذي يجعلهم لا يتوانون عن التكفير عنه بكل ما لديهم.

لهذا أعطوا اليهود وطنا... ولهذا أمدوه بالأموال والعتاد والمصانع والذخائر ليعوضوه عن معاناته... ليس هذا فقط ويريدون منا أن ندفع ثمن جرائمهم بأن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا وأعراضنا، باسم حق اليهود في أن يكون لهم وطن.

لماذا لا يقتطعون من كل دولة أوروبية جزءا ليجعلوا منه وطنا لليهود؟.... لماذا نحن بالذات من يدفع ثمن خطيئة من صلبوا المسيح عليه السلام " أو هكذا شبه لهم".

الجمعة، يناير 09، 2009

قضية وحوار

على صفحات ملتقى المهندسين العرب، كثيرا ما تطرح قضايا تمس هموم المعماري العربي المسلم على وجه الخصوص، فتجد لها عقولا صاغيه ترمي بثقلها على مائدة الحوار... ولإثراء هذه القضايا. فقد رأيت أهمية أن أعيد طرحها هنا لتعميم الفائدة وتجذير هذه القضايا للنقاش وإعمال التفكير.

وهذا موضوع آخر جاء تفاعلا مع أهلنا في غزة الذين يتعرضون لعدوان وحشي من طرف الكيان الصهيوني الغاصب المدعوم من الغرب الصليبي والمتخاذلين من الحكام العرب...أنقله إليكم بأمانة.

رابط الموضوع على موقع ملتقى المهندسين العرب:
http://www.arab-eng.org/vb/t115418.html



أين الخلل.... وما هو الحل؟

جمال الهمالي اللافي

إخوتي، أخواتي الأعزاء

كثرت هذه الأيام الدعوات لنصرة أهلنا بغزة وقد طرح أخونا معماري لاحقا موضوعا في قسم العمارة والتخطيط تحت عنوان:" إدعموا إسرائيل" والذي جاء طرحه ليدمي القلب ويزيد من حجم الفاجعة في نفوسنا... جاء ليضع مفارقة عجيبة بين ما يقدمه أعداء الأمة من دعم لبني صهيون فاق في حجمه كل ما يمكن أن يتصوره عقل عاقل.

دعما يوميا متواصلا منذ الإعلان عن قيام هذا الكيان الغاصب، دعما تشترك فيه كل المؤسسات الدولية التي تأسست بالتزامن أيضا مع هذا الكيان لتواكب نشأته وتوفر له كل أسباب الحماية والدعم المالي والمعنوي... وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة تحت رئاسة خمس دول لها وحدها حق الفيتو على قرارات مجلس الأمن المنبثق بدوره عن هذه المنظمة، وذلك لتوفر الحصانة لنفسها ولهذا الكيان في وجه كل محاولات الإدانة. وأخيرا أسسوا محكمة العدل الدولية لتحاكم فيها قيادات الأمة الرافضة لهيمنة العدو.

وفي مقابل ذلك وهذا الأهم، أحبطوا مشروع قيام جامعة الدول الإسلامية في مهدها، خشية أن تقف ندا قويا يبطل مؤامراتهم ومخططاتهم وأختزلوا كيان الأمة في جامعة للدول العربية، من منطلق أن الأولى أن يبادر البيت العربي بإعادة ترتيب نفسه قبل الخوض في مسائل أكبر من قدراته على التنظيم والإدارة، وبالمقابل تم إختزال القضية الإسلامية للدفاع عن المسجد الأقصى وأكنافها إلى مجرد قضية عربية شعارها القومية العربية، وبهذا قطع المدد الإلهي والإسلامي عن هذه القضية.

وبعد عدة هزائم ألحقها العدو بالأمة العربية، بدأت الدعوات والشعارات الوطنية تتعالى على صوت القومية العربية، وصارت قضية فلسطين مسألة وطنية تخص الشأن الفلسطيني وحده وتحول الصراع إلى إسرائلي/ فلسطيني. وتحول الكيان الصهيوني الغاصب إلى دولة معترف بها إسمها إسرائيل.

وبعد وقت غير قصير إنتقلت القضية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة في مراحل الصراع لتصبح قضية شخصية بين كيان غاصب معترف به من كل دول العالم بما فيها الدول العربية وعلى رأسها ما يسمى بالسلطة الفلسطينية- تحت مسمى إسرائيل- وعصابة من الخارجين عن الصف والإجماع الفلسطيني- كما وصفها رئيس الاستخبارات المصري- إسمها منظمة حماس... وصار العدو الصهيوني يدّبح شعبا بأكمله تحت ذريعة القضاء على حماس- وما أدراك ما حماس.

فحماس بحسب ديمقراطية الغرب والشرعية الدولية هي حكومة منتخبة من قبل الشعب وبإرادته الحرة وبدون ضغط أو تزوير... وليست مجرد عصابة مارقة عن الصف كما يصفها ذلك الإستخبراتي.

ولكن.... دعوني أتحدث عن بعض الأمور التي أرى واجب طرحها كي نعي جيدا إلى أين نحن صائرون وما الذي نسعى لتحقيقه بالضبط من طرح مثل هذه المواضيع التي تتعلق بمصيرنا وحياتنا.

أذكر أول مرة إنتفض فيها الشارع العربي مطالبا بمقاطعة البضائع الدانمركية عندما نشرت إحدى صحفها صورا حاولت بها الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.... فماذا حدث:
1. كل المحلات التي تبيع منتجات دانماركية صادرتها.
2. الناس إمتنعوا عن شراء هذه البضائع.
3. المحطات الفضائية والتنظيمات العربية الرسمية والشعبية تحدثت عن هذه الإساءة بشئ من الاستنكار.
4. المظاهرات الشعبية خرجت للشوارع مندده ومهددة.

والنتيجة/
1. خسائر بالملايين تكبدتها الشركات المنتجه لهذه البضائع.
2. أصحاب هذه المصانع من الدانماركيين بدؤوا يهددون أصحاب الصحف المسيئة برفع دعاوي ضدهم لأنهم السبب في هذه الخسائرة.
3. الرأي العام الدانماركي بدأ يحس بالتعاطف ويندد بالإساءة... وكثيرون منهم تساءلوا لماذا كل هذا الغضب وكل هذا الحب لهذا النبي العربي، فوقفوا لحظات للتأمل في سيرته العطرة وعرفوا من خلال تدارسهم لسيرته بأنه أعظم وأطهر وأعف خلق الله صلى الله عليه وسلم، وبأنه نبي مرسل من عند الله هداية ورحمة للعالمين، فأسلم منهم كثيرون.


ولكن وبعد مضي بضعة أشهر، عاد كل شئ لطبيعته رغم أن أصحاب الإساءة لم يرتدعوا ولم يعتبروا ولم يعتذروا:
· عاد الناس ليلتهموا هذه البضائع بنهم أكبر.
· عادت المحلات تبيع هذه البضائع وبدأنا نرى السيارات التي تنقل بضائعهم تضع الدعايات المتعلقة بهذه المنتجات دون غيرها على أسطح السيارات وجوانبها.
· بدأت تظهر الإعلانات لهذه المنتجات أكثر قوة على فضائياتنا العربية.

والسؤال المطروح/ما المشكلة وأين الخلل؟!... هل هي مجرد:
· إنفعالات تظهر عند أول المصاب ثم تخبوا.
· مزايدات على قضايانا، يحاول من خلالها كل واحد منا أن يظهر ليحقق مكاسبه من خلالها.
· مؤامرة محبوكة تعرف متى تلجم ومتى تترك الحبل على الغارب.


إخوتي وأخواتي
لنجعل من طرح هذا الموضوع مدخلا نناقش من خلاله وبجدية أكثر وبوعي أكبر مشكلتنا نحن العرب وخصوصا المسلمين مع ما يمر بحياتنا اليومية من قضايا تمس أمننا ومصيرنا وحياتنا وآخرها وليس بآخر العدوان الصهيوني على أهلنا بغزة...أين مكامن الخلل؟

وما هي المواقف الصحيحية التي يجب أن نفرضها على أرض الواقع لتكون ردا حازما وقويا في وجه كل محاولات الإساءة والقتل والتدمير الذي تعاني منه أمتنا الإسلامية عموما والعربية خصوصا؟


م. رائد الجمّال

اخي طالما نعتمد على ردود الفعل فستكون النتيجه الفشل قولا واحدااااااااااااااااااااااااااااااااا
لاننا نعتمد على العاطفه وليس على القناعه و تكون ردات فعلنا مثل الفقاعات لا اكثر .. او كزنبرك يتمدد ثم يرجع الى وضعه الطبيعي ..............وهذا هو الفرق الجوهري بيننا وبين الغرب الان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عندما كنا نقود العالم و العلم كنا نعمل بالقًناعات اما الان فنحن نعمل بالقِناعات

جمال الهمالي اللافي 

صدقت أخي الكريم، رائد الجمّال... فالبون شاسع بين القناعات" بفتح القاف" والقناعات" بكسر القاف"... في الأولى كان لأمتنا الفتح تلو الفتح وفي جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

وفي الثانية كسرنا القاف فكسرت شوكتنا وضاعت هيبتنا وتجرأت علينا حثالات الأمم وصعاليكها، وتخلفنا عن ركب الإبداع والعطاء والتأثير.

مهاجر 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي جمال موضوع جيد ويستحق النقاش ... واوافقك في كل ما ذكرت.

جمال الهمالي اللافي 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم مهاجر

وفقك الله لما فيه الخير... وفي انتظار مساهمات كل الأخوة... فقضيتنا تحتاج لمبضع جراح ماهر، سيؤلمنا قليلا ولكنه في النهاية سيستأصل مكمن الداء ويصف لنا سبل الشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى.

الشطل 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي على هذا الموضوع الهام

,أين الخلل...وما هو الحل,

يقع الخلل بداية في المكون العام لأهل بلادنا....مصادرنا البشرية!
عفوا أنا أعود إلى جذور المشكلة.....
نعم هنالك نقص وضعف كبير في المكون المعرفي والمهاراتي والتخصصي بدأ فعله منذ سنين التعليم الأولى ولم يقف حتى أعلى مراحل الدراسة الجامعية.

فولاة الأمر يتخذون قراراتهم ومواقفهم بناء على ما يتوفر بين أيديهم من مصادر ومقدرات أهمها المصادر البشرية وما تقدر عليه. فلا أظن أن أحدا من الحكام يرضى أن يبقى تابعا ومستعبدا من قبل قوى خارجية....لولا أنه مغلوب على أمره بسبب ضعف وقلة حيلة الكوادر البشرية التي تتبع له.

ولعل سبب ذلك الضعف والوهن البشري يعود لسوء الإدارة والتخطيط في بناء الأجيال من خلال نظام التعليم الأكاديمي والمهني بجميع مراحله.

لقد اكتفينا بتعليم أبنائنا ثقافة علمية عامة لا تلامس الواقع ولا تتفاعل معه، وكان الاعتماد الأساسي في تطور الدول ونموها يقتصر على شراء واستيراد كل ما يلزم من مظاهر التطور وكذلك من مظاهر القوة! وهي جميعها لا تعدو كونها مظاهر شكلية تصلح للاستعراض لا أكثر....ولا يمكن اعتبارها بنية أساسية يعتد أويعتمد عليها عند حاجتها الحقيقية (وفي الأغلب يتم التحكم بها أو تشغيلها من الخارج!) ؛ فأصبحت هذه الدول معتمدة اعتمادا كليا على جهات خارجية لاستمرار الحياة العادية في بلادها ناهيك عن عجزها الكامل حينما يتعلق الأمر بأمنها القومي!

القدرة البشرية الذاتية هي أساس البنية التحتية للدول القوية....وليست ثرواتها ولا حتى وجود جبال من الذهب فيها....فهذه بعض دول إفريقيا مثلا مليئة أراضيها بالذهب والألماس واليوررنيم وغيره ...لم تزدها شيئا ولم تنفعها!

يجب أن يعاد التفكير والتخطيط بكيف نعلم أبناءنا وماذا نعلمهم؛ يجب العودة إلى التعليم التطبيقي التفاعلي مع أساسيات العلوم والرياضيات والتقنية، يجب العودة إلى البساطة مع الإتقان الكامل...نعم البساطة والإتقان المعرفي والتجريبي العملي. يجب أن يكون التعليم مبنيا على الحاجة التقنية....أي أن ما يتعلمه الطالب يجب أن يكون قابلا للتطبيق وأن يكون مربوطا بحاجة تقنية حياتية تجعله مطلوبا ومقنعا وذو أهمية بالنسبة للمتعلم.

بهذه الطريقة يتم تنمية وتطوير المعرفة الفاعلة مقابل ما تقوم به مدارسنا وجامعاتنا من تنمية وتلقين المعرفة المجردة التي لا تعدو كونها ثقافة عامة تندثر مع الزمن.
الشطل
تابع...أما وكلامنا للمهندسين والمتخصصين هنا...فقد انقضت مراحل الدراسة ولكن لم تفت الفرصة ليعيدوا صياغة قدراتهم وإمكانياتهم المعرفية الفاعلة؛

نعم وللأسف أن تقدير التأهيل العام للمتخصصين والمهنيين بما في ذلك المهندسين في عالمنا العربي ضعيف وضعيف جدا، فالأغلب منهم غير متمكنين من العلوم الأساسية والرياضيات (مجموعة الأدوات الهندسية) التي بنيت عليها معارفهم الهندسية، علاوة على عدم إتقان التخصص الهندسي ذاته.

إن الإتقان الحقيقي والتمكن من المعارف الفاعلة المتخصصة يستلزم بذل الكثير من الجهد والوقت والعمل المثابر في القراءة والمتابعة والتحليل.....جهد يصعب على كثير من أبنائنا اليوم بذله لأنهم ببساطة لم يتعودوا أن يطلب منهم.

لا يوجد شيء مستحيل ولكن هنالك الكثير من الأمور الصعبة والتي قد تبدو معقدة ....ولكنها قابلة للفهم والإتقان إذا ما أصر الإنسان على ذلك....إصرار الغريق على النجاة.

لا تكتفوا بما تعلمتم في الجامعات والمعاهد من مفاتيح ومداخل للمعرفة التقنية الفاعلة.....فليست الدراسة الجامعية إلا مدخلا لذلك...ولن تكون مهندسا محترفا أبدا بمجرد اعتمادك على تلك المناهج الجامعية.

ابحث أكثر وتعمق في ما تراه مهما في أحد فروع تخصصك::حاول أن تبدع وأن تبتكر (يقولون تخترع) ، حلل وافهم ما وراء التقنيات الحديثة وفك رموزها وغموضها بكل ما تستطيع من جهد ووقت::: اقرأ الكتب والمراجع وابحث في الشبكة....

أنت مهندس ميكانيك::: هل تعرف وتتقن كل ما يتعلق بالمحركات الغازية التوربينية؟ محركات الاحتراق الداخلي؟ تطوير التركيب المعدني لأجزائها؟ قدرة التحمل الحراري...وكيفية زيادتها؟ قوى التحمل الميكانيكي وزيادتها...زيادة القوة مع تقليل الوزن....الخ. هل تستطيع زيادة كفاءة المحرك؟ هل تستطيع بناء تصميم محرك نفاث لو طلب منك؟

مهندس كهربائي::: هل أنت على علم وإتقان لجميع أنواع المحركات الكهربائية؟ هل تتقن تصميم أنظمة التحكم اللازمة للمحركات الحثية ومحركات التيار المستمر؟ باستعمال مكونات إلكترونيات القدرة. هل أنت متقن بشكل فاعل لأنظمة توليد ونقل الطاقة الكهربائية؟ هل تستطيع تصميم شبكة توزيع كهربائي لمدينة أو حي صغير؟

هل تعرف القدرات والتطبيقات الهائلة والمخيفة للأمواج الكهرومغناطيسية وخاصة تلك النبضية؟ هل تستطيع توليدها؟ نبضة كهرومغناطيسية يصل ترددها إلى نطاق أشعة الجاما؟!!! هذا أمر رائع رائع جدا!!!
هل تعرف كيف تسارع جسم باستعمال الحث الكهرومغناطيسي؟ حتى يصل إلى سرعات أضعاف تلك التي تنتج عن تسارع التفاعل الكيميائي؟ بل باستطاعة هذا التسارع أن ينتج سرعة الإفلات من مجال الجاذبية الأرضية!!!

مهندس اتصالات::: هل تعرف جميع أنواع تقنيات الاتصال بتضمين وتعديل أمواج الراديو بجميع تردداتها؟ هل تستطيع تصميم الهوائي المناسب لأي من تلك الترددات؟ هل تتقن تقنيات الإرسال والاستقبال الرقمي بأساسياته وليس باستعمال التجهيزات الجاهزة فقط؟

مهندس مدني \ معماري::: ما هي المكونات الحديدية والخرسانية اللازمة والأشكال التي تعطي أكبر قوة تحمل لمقاومة الزلازل ، الرياح، آلات التخريب الحديث؟!!!

مهندس تعدين::: هل يمكنك الإشراف التام على استخراج وتعدين ما في جوف الأرض؟ هل تعرف تقنيات تحويل الخام إلى حديد أو نحاس أو ألمنيوم ؟ هل تعرف كل ما يلزم لبناء أفران الصهر؟.....
مهندس كيميائي:::..........
مهندس صناعي:::.........
مهندس كمبيوتر:::........
الخ الخ الخ

واقبلوا تحياتي

الشخيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أشكرك أخي جمال على طرحك هذا...
وأجيبك على سؤالك.....
الحقيقة أننا نحن الشعوب العربية أصيحنا شعبا عاطفيا...تهيج عواطفه سريعا.. وتخمد سريعا....
هذا لأن حياتنا اليومية بعيدة كل البعد عن مجاهدة النفس عن الهوى....
نعم نحن نحزن لمصاب إخواننا ونثور ... لكن الانتقال فجاءة من حال إلى حال...من حال الراحة إلى حال الغضب والثأر.... يجعلنا نظن أن ما قد عملناه كفاية.....
أقول إن على المسلم الواعي أن يعيش حياته كلها في مجاهدة النفس..وأن يضع نصب عينيه إخوانه المسلمين المستضعفين.. ويقارن ما يعيشه هو من نعمة وما يفتقر إليه الكثير من المسلمين من غذاء ولبس ودفء وأمن..
فإنه إن فعل كان قريبا من إخوانه في ورحه...
كما إنه علينا أن نربي أبناءنا على هذه الأخلاق وأن نخرج منهم رجالا يحملون عقيدة صلبة في صدورهم يدافعون عنها وعن بلاد الإسلام.....

هذا وللحديث بقية إن شاء الله..
وجزاكم الله خيرا..

جمال الهمالي اللافي

أخوي الكريمين/ الشطل والشخيبي
بداية بارك الله فيكما على تفعيل المشاركة في هذا الموضوع
وبعد

أقول لكما نعم لقد شخّص كل واحد منكما جانبا مهما من جوانب،

فأخي الشطل، تحدث عن مقدار الخلل في البنية التعليمية والتي يعتمد عليها في تأهيل الكوادر البشرية المؤهلة في مختلف المجالات التي تسهم في بناء الدولة القوية القادرة على المواجهة والتأثير.

أما أخي الشخيبي، فيكشف لنا مكامن الخلل في البنية الأخلاقية والسلوكية لمجتمعاتنا العربية المسلمة، والتي أصبحت تعتمد على ردود الأفعال الإنفعالية التي تستنفر لحظة الأزمة من قاع بقية كرامة لا زلنا نتوارثها جيلا بعد جيل وهي بالكاد تنفد لطول .... ، كذلك غياب الحس بمعاناة إخوتنا في الدول الإسلامية الأخرى التي تعيش معاناة الإحتلال والتشريد والحرمان من أبسط حقوق الإنسان التي يتشدق بها سادة الغرب.

وقد أخلصتما في طرح الحلول، بارككما الله، والتي أتفق معكما على أنها بدايات الإنطلاق للخروج من أزمتنا المزمنة.

ولكن ماذا لو رفعنا سقف ردود أفعالنا ليأخذ منحى أكثر تأثيرا ويشكل بداية حقيقية لإستعادة مكانتنا وتأثيرنا في هذا العالم الذي وضح لدينا أنه يحتكم لشريعة الغاب، التي تبيح للقوي وحده أن يحدد طبيعة فريسته التي يستأثر بها دون غيره وأن يضع شروطه لمن حوله إلى متى يمكنهم أن ينعموا بالحياة ومتى يأتي عليهم الدور ليكونوا الفريسة التالية.

ماذا لو تجاوز سقف ردود الإفعال الإنفعالات لتشمل إضافة إلى ما طرحه الأخوين الشطل( الذي يطالب إعادة تصحيح البنية التعليمية في عالمنا العربي) والشخيبي( الذي يرى أهمية البناء الأخلاقي والسلوكي للمجتمع العربي المعاصر) ليطرح مبادرات أخرى ولكن هذه المرة في الجانب السياسي والعسكري وألخصها في هذه النقاط/
1. على جميع حكومات الشعوب الإسلامية والعربية أن تنسحب جميعا من منظمة الأمم المتحدة والهيئات والمجالس المنبثقة عنها دون إستثناء.
2. إعادة إحياء مشروع جامعة الدول الإسلامية وذلك بتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي لتصبح المرجع الوحيد للأمة الإسلامية في مواجهة مخططات العدو كائنا من كانت مسمياته.
3. إلغاء كافة التنظيمات والهيئات الإقليمية مثل( جامعة الدول العربية/ مجلس التعاون الخليجي/ تجمع دول المغرب العربي/ منظمة الوحدة الإفريقية... وغيرها) وإدماجها جميعا تحت راية جامعة الدول الإسلامية.
4. إحراق جميع الأعلام والشعارات الإقليمية ورفع راية واحدة بيضاء أم خضراء أم سوداء تحمل فقط كلمة" لا إله إلاّ الله، محمدا رسول الله" ولتكن راية الدفاع عن كيان هذه الأمة ضد أي عدوان هي راية الجهاد التي كان يحملها جيش النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده صحابته عليهم رضوان الله جميعا تلك الراية السوداء التي تحمل كلمة " الله أكبر".
5. الاستجابة لدعوة رئيس ماليزيا السابق محاضير محمد بإعتماد عملة موحدة إسمها " الدينار الإسلامي" ليتحرر إقتصادنا من تأثير وسيطرة الدولار أو اليورو أو غيره من العملات التي يمتلكها عدونا الظاهر والباطن.
6. العودة إلى منهج الله ليكون دستور هذه الأمة ونبراسها.


ملاحظة هامة/ 

يتشدق دائما أمناء الجامعة العربية منذ تأسيسها بأن الجيوش العربية لا تملك القدرة القتالية ولا ترسانة الأسلحة المتجددة التي يمتلكها الكيان الصهيوني الغاصب لبيت المقدس وأكنافه، التي تتلقى دعما قويا من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الذي صار اليوم موحدا تحت دولة واحدة إسمها" الإتحاد الأوروبي"، الذي صارت له عملة واحدة إسمها" اليورو" وعلما واحدا" يحمل اللونين الأزق الغامق والذهبي_ وهي للعلم شعار الماسونية الصهيونية".

وهذا ما ستعيد تصحيحه جامعة الدول اإسلامية التي ستضم دولا كبرى وقوية في عدتها وعتادها وحجم جيوشها واقتصادها وصناعاتها العسكرية" تركيا، الجمهوريات الإسلامية المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي السابق، باكستان، إيران، ماليزيا..... وغيرها من الدول والشعوب والتنظيمات الإسلامية في جميع أنحاء العالم الذين سيشكلون" لوبي: قوة تأثير سياسي واقتصادي" مؤثر في دولهم لصالح قضايانا المصيرية وعلى رأسها تحرير الأراضي المغتصبة من قبل العدو.

الجمعة، يناير 02، 2009

كلمة الشيخ الصادق الغرياني في مناصرة أهلنا بغزة

بسم الله الرحمن الرحيم


العدوان على غزة
واجب الحكام والمحكومين



الإدانة ثابتة على ما يزيد على مليار من المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي وهم ينظرون إلى آلة الحرب الصهيونية تمزق أشلاء الفلسطينيين في غزة، ومن قبل ذلك وهم محاصرون، يُجَوَّعون ويسامون سوء العذاب، لا لشيء إلا لأنهم الفئة المؤمنة التي لم تول ظهرها العدو، وَوَلَّى الباقون، × وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ÷([1]).


يتفق أهل العلم كافة على أن الجهاد يتعين على كل قادر عليه إذا أغار العدو على بلاد من بلاد المسلمين ونزل بهم، لقول الله تعالى: ×فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَ‌ٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ÷([2])، وقوله تعالى: ×انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَ‌ٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ÷([3])، وقوله عز وجل: ×إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ÷([4])، والعدو محتل فلسطين، يُقَتِّل أهلها منذ ستين عاما.


والوجوب متعين ابتداء على أهل البلد المحتل، فإن لم تكن في أهل البلد كفاية، تعين على من يليهم من بلاد الإسلام، لقوله تعالى: ×يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ÷([5])، فإن لم تكن فيمن يليهم كفاية، تعين على من يليهم ، وهكذا حتى يتعين على جميع المسلمين قاطبة، إن لم يُقدر على رد الكفار إلا بهم جميعا، وإذا كان في البلد التي نزل بها الكفار كفاية في المقاتلين، ونقص في الأموال والعتاد، تَعَيَّن على جميع المسلمين الجهاد بالمال، وتجهيز المقاتلين بالمال والعتاد، لأن الله تعالى يقول: ×وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ÷([6]).
فكل مسلم مُتَعَيَّن عليه أن يعمل مقدوره لإضعاف العدو والنيل منه، والنيل ممن يدعمه ويقف وراءه، والدولة الكبرى الغاشمة المتمثلة في الإدارة الأمريكية هي الدعم الأول للعدو، مستميتة في الدفاع عنه، رابضة معه في خندق واحد، فهي وهو في العداء سواء، والمسلمون اليوم جميعا مسئولون عن دماء المسلمين التي تُنتهك على مرأى منهم ومسمع، إذ لم يبق عُذر لأحد أن يقول لم أر ولم أسمع، والصور الحية المباشرة للمجزرة الدموية بذبح المسلمين وإبادتهم تُنقل إليه لحظة فلحظة.
أما حكام العرب والمسلمين الذين يشاهدون من قصورهم وعلى عروشهم الأشلاء الممزقة، مُبْلِسون ولا يحركون ساكنا، فبماذا يجيبون حين يَقْدُمون على ربهم؟ أَتُراهم معتذرون لربهم: ×رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا÷([7])، وكيف ينفعهم هذا وقد جاءهم البلاغ: ×إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ÷([8])، بل الموقف أشد من هذا وأفظع، فقد أخبر الله تعالى عن الأتباع وهم يتحاجون في النار مع السادة والكبراء بقوله تعالى: ×وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ÷([9]).


هذا حال الحكام المتفرجين الذين لا يحركون ساكنا للدماء المؤمنة التي تجري، فكيف بهم وقد جعلوا من أنفسهم حراسا للعدو، وحزام أمن له.
رب قائل يقول: ماذا عسى المسلمين أن يفعلوا حكاما ومحكومين، المحكومون من الشعوب تمنعهم حكوماتهم حتى من الجهاد بالمال للعُدَّة والسلاح، فضلا عن الجهاد بالنفس، وذلك لمحاكمة من يُضبط مُتَلَبِّسا به بتهمة الإرهاب، هكذا قالت أمريكا، فصدقوا قولها، ولم يصدقوا آيات ربهم في مُحكم كتابه الآمرة بالجهاد بالنفس والمال، ولطول ما مُنعت الشعوب من الدعم بالمال صار منسيا عند أكثر الناس، ولم يعد يخطر لهم على بال، ولا تحرك فيهم فاقة المجاهدين ومضة إيمان.
والحكام أيضا في نظر هذا القائل ليس في مقدورهم مواجهة الدولة الصهيونية المدججة بالأسلحة النووية، وهم لا يملكون من السلاح إلا ما يَصلح لقمع شعوبهم، فالعجز عذر الجميع!!


أقول: ليس الأمر كذلك، الحكام يملكون الكثير، يملكون أسلحة فعالة لو استعملوها لتوقف العدوان، ولراجع المعتدون ومن وراءهم الحساب، فالسياسة كلها مصالح، ولا تقف الدول الكبرى مع العدو إلا لمصالحها معه، ولو استخدم العرب والمسلمون ما يملكون، الاستخدام الصحيح، وملكوا أمر أنفسهم في قراراتهم، لاختلف الحال، وانقلب الميزان، ولسعت لاسترضائهم دول العدوان.


الحكام يملكون الأموال، ويملكون النفط، ويملكون التأثير في القرارات السياسية في المحافل الدولية، فإذا لم يُستعمل هذا السلاح وغيره الآن، فمتى يُستعمل؟! أضعف الإيمان أن يقول الحكام العرب والمسلمون للغرب: لن تصل إليكم قطرة نفط حتى تتوقفوا عن دعم العدوان، وتكفوا عن الكذب والبهتان، كلمةٌ خالدةٌ قالها من قبل لقريش ثُمامة بن أُثال: =وَاللهِ لا يَأْتِيكُم مِن اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ *+([10]) وهو رجل واحد، ليس حاكما ولا دولة، فما بال الحكام وأصحاب الجيوش والدول لا يقولون؟! بل قد وجدنا من الدول والحُكَّام وأصحاب الجيوش من يحاصر بجيوشه غزة ولا يسمحون بنجدتها، أليس في ذلك عونا مباشرا وتواطؤا مع العدو، وغدرا وخيانة للمسلمين.
ليس كافيا منهم أن يرسلوا حملات الإغاثة والدواء والكساء، فذلك يستوي فيه في الأزمات والمحنات الصليب الأحمر مع الهلال، والصديق مع العدو، ولا يُعد ممن أوجب عليهم الله تعالى الجهاد والنصرة لإخوانهم شيئا، كان عليهم أول ما بدأ القصف أن ينبذوا للعدو عهده ومواثيقه، ويقطعوا علاقاتهم به، ويطردوا سفراءه، ويلغوا مبادراتهم ومفاوضاتهم واتصالاتهم معه، لأنه الذي غدر ونكث العهد، قال تعالى: ×وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ÷([11]) .


أما الشعوب العربية والإسلامية، المترفة، التي لا ترضى من كماليات الحياة إلا ما كان أمريكي الصنع، فعليها أن ترجع إلى رُشدها، وتشد الأحزمة على البطون، وترضى بشظف العيش ثمنا للعزة والوقوف مع قضاياها ضد عدوها، حتى تُجبره على أن يحسب لها حسابا، وهذا سلاحٌ كُلُّ مُسلمٍ يملكه، لا يحتاج إلى إذنٍ من حاكم، منصف أو جائر.


يتعين على الشعوب المسلمة بالإضافة إلى الجهاد بالمال ودعم إخوانهم في فلسطين بكل ما يقدرون عليه من الغوث والنصرة ـ مقاطعة بضائع جميع الشركات اليهودية والأمريكية التي تُسند الصهاينة في إسرائيل، وتدعمهم دعما غير محدود، بالسلاح والعتاد، والمال، والصناعات المتطورة المتقدمة، العسكرية منها والمدنية، حتى إنها لا تسمح بها لغير اليهود، وتُنفق على هذه الدولة الصهيونية أكثر مما تُنفق على ولاية من ولاياتها، مع دعم سياسي صارخ ظالم في المحافل الدولية، بَيِّن التحيز، تعلنه ولا تخفيه، ولا تتستر عليه، تفعل ذلك لتغطي عن جرائم إسرائيل الدموية اليومية، فتَحْملها بذلك على مزيد من العدوان وجرائم الحرب وسفك الدماء، وتجعلها بمنأى عن أية مساءلة دولية أو قانونية، هل يبقى مع هذا العدوان السافر، والتحيز الجائر المعلن إلى جانب العدو، عذرٌ لأحد في أن يتأول للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يصنفها بلدا محاربا معادياً للمسلمين؟ هل يحل للمسلم شراء السلع الأمريكية ـ ليس اليهودية فقط ـ التي اجتاحت أسواق المسلمين اليوم، بداية من عجين الغراء، وفرشاة الأسنان، إلى الأرز والقمح، والدواء والسيارات، والمعدات الثقيلة، والسلاح والطائرات، هل يجوز شرعا الإقبال على شراء هذه السلع، والتنافس على استيرادها منهم، والحصول على التوكيلات التجارية عن شركاتهم، بفتح الأسواق المجمعة الكبرى، المعروفة بانتمائها الصهيوني ودعمها لإسرائيل، مثل أسواق (ماركس آند سبنسر) و(المول) وغيرها من الأسواق اليهودية والأمريكية، التي لا تكاد تخلو منها عاصمة من عواصم المسلمين، هل النشاط التجاري والتعاون مع هؤلاء سائغ للمسلم ديانة وشرعا، وهو يرى قصف إسرائيل غزة صباح مساء، بأسلحة الدمار، ويرى من قبله حصارها من أمريكا وإسرائيل بأم عينيه، وما يفعلونه بالفلسطينيين من التقتيل والتجويع واستباحة الحرمات، كسرا لشوكة المسلمين.


لو أن عدوا طوّق بيتك واستباحه، ومنع عنك الطعام والدواء، ويقصفك بأسلحة الدمار كل صباح، وجيرانك وإخوتك وبنو عمومتك يُعينونه على وجه من الوجوه بما يُقويه، بالمال أو غيره، يسكتون عن فعلته النكراء، أو يسوُّون بينك وبينه، ألا تَعدّهم قد خانوك وغدروا بك، وهم إخوتك وبنو عمومتك الذين كنت تنتظر منهم العون والنصرة؟ وهل وقع مَن فعل ذلك فيما نهى الله تعالى عنه بقوله: ×إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ÷([12]).
بل لو وقف جيرانك منك موقف المتفرج، فلم يعينوا العدو ولم يعينوك، ولم يهبوا لنجدتك، وأنت تستنصر بهم، لَعُدّ ذلك منهم خيانة وغدرا، وتخليا عن نصرة الله تعالى ودينه، ومخالفة لأمره، القائل في محكم تنزيله: ×وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ÷، إلى أن قال: ×إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ÷([13])، والقائل: ×يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ÷([14])، والقائل ×فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ÷([15])، ×وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ÷([16]).


ونصرة الله تعالى التي أمر بها عباده في هذه الآيات القرآنية لا تعني غير نصرة المؤمنين والدفع عن دمائهم وأعراضهم إذا اجتاحهم العدو، فإنه سبحانه في ذاته لا يحتاج إلى عون أحد، قوي قاهر، عزيز ظاهر غالب، غني عن نصرة عباده، فمن أراد أن ينصره فلينصر دينه والمستضعفين من عباده المقاتلين لأعدائه.
لذا فإنه يتعين على كل مسلم عندما يمد يده إلى دينار أو درهم، ليشتري سلعة، سيارة أو آلة، أو غذاء أو لباسا، أو أكلا في مطعم، أو شرابا في مقهى، أو مقاما في فندق، أو شيئا آخر من لوازم حياته، صغيرا كان أو كبيرا، أن ينظر إلى جيب من يذهب هذا المال في نهاية الأمر؟، فإن البائع والقابض للمال الذي أمامه، ما هو إلا حلقة من حلقات، وواسطة من وسائط متعددة، لا يأخذ من هذا المال الذي يدفعه إلا قليلا، وجله يذهب إلى المصدر الأول، منتج تلك السلعة ومالكها.


فإذا كان هذا المنتَج من شركات تنتمي إلى من يقتل إخوانه كفاحا جهارا، ويعلن عداءه للمسلمين ولا يخفيه، ولهذه السلع بديل من بلاد أُخر، أو يمكن للمسلمين الاستغناء عنها، ولا يوقع ترك جميعهم لها في الحرج، بأن تكون من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، لا من علوم العصر المحتكرة عند العدو ولا بديل لها عند غيره، إن كان الأمر كذلك، فإن الواجب العيني على كل مسلم أن يكف عن شراء سلع تلك الدولة، ويقاطع الشركات التي تنتمي إليها، وكثير منها، هي شركات تقوم بالإضافة إلى أعمالها المدنية كبناء الطرق وإنتاج السلع والتنقيب على النفط، هي في الوقت نفسه تقوم بأعمال عسكرية تشارك فيها مشاركة مباشرة مع العدو في غزوه وحملاته، كحفر الخنادق، وتمده بالعتاد والخبرات الهندسية والاستخبارية وغيرها، فالمسلم يجب أن يكون منها على حذر فلا يعينها، لا بخبرة ولا عمل، إن كان يعطيها من خبرته وعمله أكثر مما يأخذ منها، حتى ولو أغرته بمرتبات عالية، ولا يعينها بشراء منتجاتها ولا بإسناد خدمات إليها في بلاده، ولا يكون وكيلا لها، فإنه بذلك يعين عدوه على نفسه وأمته، وعلى محاصرة إخوانه، وتجويعهم وانتهاك حرماتهم ودمائهم وأعراضهم، فلا يفعل ذلك، ولو كانت سلعهم ومنتجاتهم أرخص أو أجود، فإن من ترك سلعة عدوه مع رخصها، واشترى غيرها مع زيادة ثمنها، نكاية في عدوه ونيلا من عدوه، واحتسابا لله، ونصرة لدينه والمسلمين، كان بذلك مأجورا ـ فيما بذله زائدا من ماله في السلعة ـ أجرا عظيما، أجر من جاهد بماله وأنفقه في سبيل الله، وكُتب له به عمل صالح، قال تعالى: ×وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ÷([17]).




الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
1 محرم 1430 هـ، الموافق 29 / 12 / ೨೦೦೮

كفاح المطرقة والسندان



علي سعيد قانه




سيتساءل القارئ: لماذا هذا " اللغط " و " الهيصة "؟ أو بأسلوب أكثر تهذيباً ومماراة: لماذا الكلام عن هذه التفاصيل في 
حاضرنا وما يدور حولنا من حروب وكوابيس عالمية؟

سيتساءل القارئ ما الداعي لإثارة هذه الضجة ولو المحدودة بنطاق هذه الصفحات لموضوع يعتبره جانبياً غير ذي أهمية بالنسبة لحاضرنا،وما يدور حولنا من حروب عالمية وما يفاجئنا من اكتشافات واختراعات،يصدر حكمه بأنها مبالغات ويقف عندها القاضي يشكك في مصداقيتها ناعتاً إياها بالشطط والمغالاة .

إن هذا الإنتاج شاهد احتفظ بتراث الحرفة وتقاليدها كما هي وصلت إلينا عبر السنين ، ما زالت تحتفظ بقوتها التعبيرية موحية في معالجاتها بما يوحي بمسيرتها وتأثيرها وما زالت إلى اليوم تواكب استعمالاتنا وإن ظهرت بمظهر الخشونة أو البدائية ، العرض أو المباشرة في صلتها بالمستعمل أو المقتني أو المتفرج.

قد يشعر مواطن اليوم بالتعالي نحو هذا الإنتاج وبالتحديد السكاكين ، ويفضل السكين الأسباني أو الإيطالي وفي الغالب السكاكين اليابانية أو الصينية التجارية المنتجة للاستهلاك السريع ومدى فعاليتها للاستعمال محدودة ؛ إذ إن هنالك سكاكين أخرى ينتجها المصنع في انتظار الاستهلاك .


ولاشك في أن إرث لاوعي الذاكرة الذي يحتفظ بثقافة السيف البتار والخنجر والرمح رفاق رحلة الإنسان في مواجهة الطبيعة والحياة لازالت داعماً وموحياً للعديد من الأشكال والمعالجات.

إنها رسالة تشق حجاب مساحات السنين لتفاجئ وتتفاجأ بالحاضر والمواطن المستسلم للرخاء ومنتجات الاستهلاك المنمقَة ، فيها ما يثير وينمَي التعالي ويدعم التنصل في الارتباط بها.

إنتاج اليوم يؤدي فاعلية ولكن هيئته تبتعد عن الاندماج ضمن المستعملات اليومية،كأنها القادم الغريب الذي يؤدي طقوس واجب المعاملات المطلوبة حيث يتواجد ولكن غربته وفي لحظات السكون تعم محياه فينقطع عن الجميع ليعيش ذكريات حياته الماضية.


الحس الفطري الصادق والمباشرة وحمل التراث ومعايشة ومكابدة الحاضر والكفاءة المهنية تجعل من أعماله إحدى العلامات في تراثنا الحرفي الشعبي .


الجمعة، ديسمبر 26، 2008

الفنان التشكيلي، عمر الغرياني


عمرعياد الهادي الغرياني :
مولود بطرابلس ليبيا سنة 1954



خريج كلية الفنون
الجميلة جامعة فنيسيا هندسة مناظر .دو
رة تصميم
ا
علان وشعارات + تصميم داخلى
كليـــة الهندســـة المعمارية فنسيا سنة 1980
دراسة تخصصية، التصميم الاعلاني بالجامعة الاروبية فرع ايطاليا فلورينسا 2004
عضو وحدة الفنون التشكيلية ورابطة الفنانين
العامة
عضو مؤسس لجماعة اليف للحروفيات.
عضو مؤسس جمعية الثراث.



قام بتصميم عدة شعارات وملصقات- تصميمات داخيلية- مجسمات فنية .


له عدة مشاركات في معارض فردية وجماعية منذ السبعينات المعارض الفنية الاتية:
1981 معرض مشترك بمعرض الكتاب العالمي
1982 المعرض العام الثاني للفنانين بالجماهيرية
1983 معرض مهرجان الشباب الافريقي


1984 معرض مكتبة منظمة الامم المتحدة ((يوم التضامن العالمي مع شعب ناميبيا))
1985 معرض بمناسبة إعلان وجدة التاريخي (مجمع الفتح الثقافي) .
1987 المعرض العالمي للفنون التشكيلية ليبيا
1988 معرض الخط العربي و الزخرفة (مجمع الفتح اثثقافي)
1990 معرض الملتقى الثاني للإبداع العربي (الدار الليبية للفنون)
1990 معرض جماعي بمدينة الجزائر

1990 معرض مقامات من الفن المغاربي (الدار البيضاء – الجزائر – تونس – طرابلس – نواق شوط)
1991 معرض الفنون التشكيلية بمديتة الجزائر
1991 معرض وحدة الفنون التشكيلية (مجمع الفتح الثقافي)
1992 معرض الاسبوع الثقافي العربي الليبي التونسي
1994 معرض نوافد الاول (دار الفنون)
1994 معرض الاسبوع الثقافي العربي ببغداد
1994 معرض شخصي بالدار الليبية للفنون
1994 معرض المستنسخات دار الفنون


1995 معرض بجمعية الدعوة الاسلامية بقاعة الاجتماعات بذات العماد
1995 معرض نوافد الثاني بدار الفنون
1996 معرض بمدينة مصراتة
1996 معرض بينالي القاهرة الدولي
1997 معرض الكتاب الدولي بطرابلس
1997 معرض بينالي الشارقة الدولي
1997 معرض بينالي الاسكندرية
1999 معرض شخصي بقصر الشعب (إيقاعات حرفية 3 )




2002 معرض مشترك بين الفنانين الليبين والايطاليين بقاعة المتحف طرابلس
2002 معرض دول البحر المتوسط بقاعة الفنون التابعة لوزارة الخارجية الايطالية روما
2002 المهرجان الدولى للفنون التشكيلية بمديتة سوسة/ تونس
2003 معرض الستة بدار الفنون
2003 معرض بينالي الاسكندرية الدولي
2004 معرض مشترك في المعهد الثقافي التونسي بطرابلس
2005 معرض الحروفيات مجموعة جمعية اليف بدار انور
2006 معرض رباعي الفنان احمد رمضان بدراعة و الفنان عمر الغرياني
والمصورين احمد السيفاو وفتحي العربي بمجع الدعوة الاسلامية بمدينة بنغازي برعاية مجلةالمؤتمر
2006 المعرض العام للفنون التشكلية بمعرض الكتاب (معرض طرابلس الدولى
2006 المهرجان الدولى للفنانين الخط العربي بمدينة صفاقس/ تونس
2006 معرض الفمون التشكيلية مدينة سبها

2007 المعرض العام للفنون التشكيلية بدار الفقيه حسن للثقافة
2007 المعرض العام للفنانين التشكيلين بقاعة السلفيوم بمدينة بنغازي
2007 معرض ظلال شهر رمضان المبارك بقاعة الواسطي المكتبة القومية طرابلس
2007 معرض شخصي بدار حسن الفقيه حسن بالمدينة القديمة بعنوان (حوارالمكان)


أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...