جمال الهمالي اللافي
ما نعايشه اليوم من اغتراب
العمارة عن هويتها، ومن فوضى عمرانية تتجلى في تمدد العشوائيات وانعدام أي رؤية
تخطيطية لمواجهة الحاجة المتزايدة للتوسع، ليس مجرد خلل في أدوات التنظيم أو قصور
في السياسات العمرانية. بل هو مرآة صادقة تعكس حقيقة المجتمع الليبي في لحظته
الراهنة: مجتمع يعاني من فقدان البوصلة، وتآكل الوعي الجمعي، وتراجع الحس
بالانتماء المكاني والثقافي.
فالعمارة، بوصفها تعبيرًا
بصريًا عن الذات الجمعية، لا يمكن أن تنفصل عن السياق الذي تُنتج فيه. وإذا ما
فقدت ملامحها، واغتربت عن بيئتها، وتنكرت لجذورها، فإن ذلك لا يدل إلا على اغتراب
أعمق يسكن النفوس، ويعكس هشاشة في الهوية، وارتباكًا في الرؤية، وعجزًا عن صياغة
خطاب عمراني يعبّر عن الذات لا ينسلخ عنها.
إن فوضى العمران ليست عشوائية
بالصدفة، بل هي منظمة بفعل الغفلة، وممنهجة بفعل الإهمال، ومُشرعنة بصمت المؤسسات.
وهي، في جوهرها، تعبير عن غياب المشروع الثقافي الذي يربط بين المكان والإنسان،
بين الشكل والوظيفة، بين العمارة والكرامة.
اغتراب العمارة كمرآة لاغتراب
المجتمع
ما نعايشه اليوم من اغتراب
العمارة عن هويتها، ومن فوضى عمرانية تتجلى في تمدد العشوائيات وانعدام أي رؤية
تخطيطية لمواجهة الحاجة المتزايدة للتوسع، ليس مجرد خلل في أدوات التنظيم أو قصور
في السياسات العمرانية. بل هو مرآة صادقة تعكس حقيقة المجتمع الليبي في لحظته
الراهنة: مجتمع يعاني من فقدان البوصلة، وتآكل الوعي الجمعي، وتراجع الحس
بالانتماء المكاني والثقافي.
فالعمارة، بوصفها تعبيرًا
بصريًا عن الذات الجمعية، لا يمكن أن تنفصل عن السياق الذي تُنتج فيه. وإذا ما
فقدت ملامحها، واغتربت عن بيئتها، وتنكرت لجذورها، فإن ذلك لا يدل إلا على اغتراب
أعمق يسكن النفوس، ويعكس هشاشة في الهوية، وارتباكًا في الرؤية، وعجزًا عن صياغة
خطاب عمراني يعبّر عن الذات لا ينسلخ عنها.
إن فوضى العمران ليست عشوائية بالصدفة، بل هي منظمة بفعل الغفلة، وممنهجة بفعل الإهمال، ومُشرعنة بصمت المؤسسات. وهي، في جوهرها، تعبير عن غياب المشروع الثقافي الذي يربط بين المكان والإنسان، بين الشكل والوظيفة، بين العمارة والكرامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق