![]() |
من الجذور إلى الحاضر: هذا هو
الميراث |
جمال الهمالي اللافي
في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات
وتتشابه فيه الصور، تنشأ الحاجة إلى خطاب معماري نقدي لا يُجامل، ولا يُبهر، ولا
يُستعرض. مدونة الميراث هي محاولة واعية لإعادة الاعتبار للهوية المحلية،
وتفكيك الغفلة، ومقاومة الاستلاب البصري والثقافي، عبر نصوص تأملية ونقدية تستند
إلى تجربة طويلة، وتُخاطب العقل دون أن تتنازل عن العمق.
لماذا "الميراث"؟
الاسم ليس ترفًا لغويًا، بل اختيارٌ
واعٍ يعكس جوهر المشروع: إعادة بناء الذاكرة المعمارية والثقافية، لا بوصفها
ماضياً يُحنّ إليه، بل كرصيد حيّ يُعاد توظيفه في الحاضر، ويُستثمر في المستقبل. الميراث هو ما يبقى حين
تختفي الزينة، وما يُنتفع به حين تُهمل الموضة.
لماذا العمارة؟ ولماذا النقد؟
العمارة ليست جدرانًا، بل
خطابٌ بصري واجتماعي وثقافي. والنقد هنا ليس ترفًا فكريًا، بل مسؤولية مهنية
وأخلاقية، تُعيد تقييم ما يُبنى، وتُسائل ما يُهمل، وتُعيد الاعتبار لما يُقصى. في
السياق الليبي، حيث تتداخل العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية، يصبح النقد
ضرورة لا خيارًا.
كيف نكتب؟
نكتب من باب الالتزام لا
الاستعراض. لا نُجامل، ولا نُداهن، ولا نُبهر. نكتب بوعيٍ يحترم الجذور، وينفتح
على العصر دون انبهار. نكتب نصوصًا لا تُغرق القارئ في الاحتمالات، ولا تُربكه
بالتكثيف، بل تُقدّم له فكرة واضحة، بلغة دقيقة، ونبرة صادقة.
من هو القارئ الذي نخاطبه؟
نخاطب المعماري الليبي أولًا،
والمهتم بالشأن الثقافي والمعماري ثانيًا، وعامة القراء الذين يبحثون عن وعيٍ لا
يُقصيهم، ولا يُعقّد عليهم الفهم. كل نص في الميراث مكتوب بلغة توازن بين
التخصص والوضوح، وبين العمق والبساطة، دون أن تُفرّط في أيٍّ منهما.
كيف نقيّم المعمار؟
نقيّمه وفق خمسة محاور نقدية
واضحة:
- الخصوصية
السمعية والبصرية
- الملاءمة
المناخية والبيئية
- واقعية المواد
وتقنيات الإنشاء
- كفاءة
الاستعمال والوظيفة
- الانتماء
للهوية المحلية والثقافة الإسلامية
هذه المحاور ليست شروطًا شكلية،
بل أدوات لفهم ما يُبنى، وتحديد ما يستحق البقاء، وما يُبنى على وهم المعاصرة
وثقافة الهدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق