نقد الاستيراد المعماري غير
الواعي وتغريب الخطاب المحلي
جمال
الهمالي اللافي
إلى زملائي المعماريين في ليبيا،
لا جدوى من التجميل أو
التلطيف. نحن، بكل وضوح، متخلفون معماريًا حتى عن دول العالم الثالث، على مستويات
التنظير والتصميم والتنفيذ، وفي نظم الإنشاء وتقنياته ومواده، وفي غياب العمالة
الفنية الماهرة، محليًا وأجنبيًا. أما مقارنة واقعنا بالعمارة في العالم المتقدم،
فهي مؤلمة إلى حد لا يُحتمل.
هذا الواقع ليس وليد اللحظة،
بل نتيجة أربعة عقود من التهميش والتخبط، وما زالت البلاد تعيش ارتداداتها حتى
اليوم. لذلك، نحن مجبرون على إعادة النظر في طريقة تفكيرنا، وفي رؤيتنا لحاضر
ومستقبل العمارة الليبية. لا بد أن نواجه الواقع كما هو، دون تجميل أو إنكار، وأن
نكفّ عن مجاراة ما ينتجه الغرب وكأننا نملك أدواته أو نعيش ظروفه. فكل استنساخ
للمنتج المعماري الغربي في بيئتنا يأتي كجنين مشوه، فاقد للمقومات، غير قابل
للحياة، ولا ينسجم مع واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، الذي يحرص فيه الساسة
على إبقاء التخلف قائمًا، بل وجرّه إلى مزيد من الفوضى.
حتى تنزاح الغمة عن الوطن، علينا كمعماريين أن نتحلى بالوعي، وأن نفكر بمسؤولية. لا يليق بنا أن نتحدث عن "التفكيك" و"ما بعد الحداثة" وكأننا نملك مفاتيحها. بعض الخجل كافٍ لتصحيح المسار. فلا نتمادى كما تمادى ساسة البلاد والمتحكمون في اقتصادها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق