الثلاثاء، سبتمبر 16، 2025

حين تُخيفنا الفخامة وتُطمئننا البساطة


جمال الهمالي اللافي

عندما تتصادم الفخامة مع البساطة، ينحاز الناس للفخامة، حتى وهم مقتنعون بأن البساطة أصدق.
ذلك لأن البساطة، في ثقافة البشر، تُقرن غالبًا بالضعف، بينما تُقرن الفخامة بالقوة والهيبة.
والناس، بطبيعتهم، يميلون إلى الاحتماء بالقوة، لأنها تمنحهم شعورًا بالأمان، وتغطي على عجزهم عن صناعة قيمة نابعة من ذواتهم.

لكن التاريخ لا يُنصف هذا الميل. فالغلبة، في أحداثه، كانت دائمًا للبساطة. لأن الفخامة تفرض نفسها بالخوف، بينما تفرض البساطة حضورها بالاحترام. ومشاعر الأمن الحقيقي لا تنبع من الهيبة، بل من الطمأنينة التي تولدها البساطة في النفوس.

وفي المعمار، تتجلى هذه المفارقة بوضوح. المدن التي تأسست على الفخامة والهيبة، لتُرهب وتُبهر، صارت مجرد أثر بعد عين. بينما المدن الشعبية، التي نشأت من الناس ولهم، ما زالت تواصل تجذرها في مسارب التاريخ حتى يومنا هذا. لا لأنها أفخم، بل لأنها أبسط، وأصدق، وأكثر قدرة على البقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...