جمال الهمالي اللافي
لا يُكتب
هذا الباب من موقع امتياز أكاديمي، ولا يُقدَّم بوصفه خطابًا مؤسسيًا. بل هو مساحة
شخصية مفتوحة على الهمّ العام، تُصاغ من تجربة ميدانية امتدت لعقود، ومن وعيٍ تشكّل
خارج أسوار المؤسسات الأكاديمية، لكنه لم يفقد دقته ولا مسؤوليته.
في بلدٍ
يُلاحق فيه التعبير الحرّ إن لم يكن ممهورًا بختمٍ الأكاديمي، تصبح الكتابة فعلًا
مقاومًا لا تنظيريًا، ومساحة لحماية القناعات من الحجر، لا للعرض أو الاستعراض. ولأن الحالة النقدية تُصادَر غالبًا لصالح من يحملون شهادات عليا،
يُنظر إلى من يكتب خارج هذا الإطار بوصفه متطفلًا أو غير مؤهل. لكنني لا أكتب لأثبت جدارة، بل لأعيد الاعتبار لما يُقصى عمدًا من
الخطاب الرسمي: الحس النقدي المتجذر في الميدان، والوعي المعماري الذي لا يحتاج
شهادة كي يكون صالحًا أو مؤثرًا.
باب تأملات في المعمار ليس تصنيفًا تقنيًا، بل
خيارًا واعيًا لتفادي التصنيفات التي تُقصي، ولإبقاء النصوص مفتوحة على التأمل، لا
على الادعاء. هو مساحة تُكتب من موقع من
عاش التجربة، لا من موقع من دُرّب على تحليلها، دون الوعي بغاياتها ومآلاتها. هو أيضًا محاولة لتثبيت ما يستحق البقاء، لا بوصفه موروثًا جامدًا، بل
كفعل ثقافي حيّ، يُعاد توظيفه دون أن يفقد روحه.
ما يُنشر
هنا لا يطلب اعترافًا، ولا ينافس الأكاديمية، بل يكشف محدوديتها حين تُختزل في
الشهادة وتُفرغ من التجربة. وما يُكتب في هذا الباب،
يُكتب من باب الالتزام، لا من باب التكليف. لذا، فإن تأملات في المعمار ليست
بابًا للنشر فقط، بل بيان استقلال فكري، ومساحة للكتابة بوصفها فعلًا تأسيسيًا من
موقع راسخ ومسؤول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق