الثلاثاء، سبتمبر 16، 2025

من التنظير إلى التحقق: تحديات المعمار في غياب التنفيذ


جمال الهمالي اللافي

ليس الإنسان كائنًا نظريًا، بل هو ابن ما يراه ويختبره. الفكرة، مهما بلغت منطقها، تبقى معلّقة في الفراغ ما لم تجد أرضًا تُزرع فيها. وفي حقل العمارة، حيث تتقاطع الرؤية مع المادة، يصبح الحرمان من التنفيذ ضربًا من الإقصاء المعرفي، لا المهني فقط.

حين تُحرم المشاريع من التحقق، لا يعود للخطاب المعماري ما يسنده سوى الكلمات. والكلمات، مهما صيغت بإتقان، لا تُقنع من اعتاد أن يصدّق ما يُبنى لا ما يُقال. وهكذا، تتآكل الحجة، ويبهت المنهج، ويُختزل المعماري في دور المتأمل لا الفاعل.

الخبرة لا تُكتسب من التأمل وحده، بل من الاحتكاك بالواقع، من التجريب، من الخطأ والصواب. وكل فرصة ضائعة للتنفيذ، هي خصم من رصيد الخبرة، وجرح في جسد الممارسة. وبين النظرية والتطبيق، هوّة لا تُردم بالشرح، بل بالعمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...