الجمعة، فبراير 13، 2009

الإسكان الاقتصادي واقع وطموحات


على صفحات ملتقى المهندسين العرب، كثيرا ما تطرح قضايا تمس هموم المعماري العربي المسلم على وجه الخصوص، فتجد لها عقولا صاغيه ترمي بثقلها على مائدة الحوار... ولإثراء هذه القضايا. فقد رأيت أهمية أن أعيد طرحها هنا لتعميم الفائدة وتجذير هذه القضايا للنقاش وإعمال التفكير.

وهذا موضوع آخر أنقله إليكم بتصرف لطول الموضوع... ولمن أراد المزيد هذا رابط الموضوع على موقع ملتقى المهندسين العرب:

http://www.arab-eng.org/vb/showthread.php?t=50351

ملاحظة/ لصعوبة نقل الملفات المتعلقة بالموضوع إلى المدونة، يرجى مراجعة الموضوع الأصلي.


الإسكان الاقتصادي واقع وطموحات

حسام عبدالله
هنالك تعريفات مختلفة ومتباينة للإسكان الاقتصادي تتاثر بالزمان والمكان. وهنالك العديد من العوامل المؤثرة في تكلفة الإسكان من ضمنها طرق التخطيط والتصميم للمشروع.
أطرح هنا هذا الموضوع وآمل ان يشارك الجميع فيه من خلال نقل تجارب الدول في مجال الإسكان الاقتصادي كل حسب مكان إقامتة وذلك من خلال مشاريع قائمة أو دراسات في الموضوع.

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز/ حسام عبدالله
تحية طيبة وبعد
أولا/ أشكر لك اهتمامك بهذه القضية الحيوية وهي توفير السكن الاقتصادي لدوي الدخل المحدود، والذين أصبحوا يشكلون جل سكان العالم الثالث وعلى رأسهم العالم العربي والإسلامي- مع تحفظي على مسمى العالم الثالث، حيث أعتبر أنه وبفضل الله علينا أن هدانا للإسلام، فنحن بهذه النعمة من نشكل العالم الأول- ولكن أستعرت ما أرفضه لتوضيح وجهة نظري في هذا الموضوع الذي تكرمت بطرحه على مائدة الحوار في ملتقى المهندسين العرب.
ثانيا/ أختلف مع الرأي السائد الذي لا يرى حلا لإشكالية البيت الاقتصادي إلا من خلال البحث في مواد البناء- مع عدم إهمالي لأهميتها- أو من خلال الاقتصاد في مساحات فراغات البيت أو في تكرار النموذج والارتفاع به رأسيا" العمارات السكنية"... وقد قدمت في سنة 1993 م، محاضرة بعنوان" نحو رؤية جديدة ومعاصرة لمفهوم البيت الاقتصادي" ستجدها مشورة على هذا الموقع، طرحت من خلالها البديل الذي اعتقده أكثر الحلول ملائمة لطبيعة مجتمعنا العربي والإسلامي وهو إعادة طرح بيت العائلة كنموذج معاصر للبيت الاقتصادي، وقد تم تطبيقه على إحدى العائلات في مدينة طرابلس/ ليبيا، بما يتناسب مع طبيعة الموقع ومساحته ومتطلبات رب العائلة، وفي الوقت نفسه اجتهدت في تطويره بالصورة التي أراها أكثر ملائمة، وهو يعتمد في مجمله على النقاط التالية/
1- إشتراك العائلة في الفراغات التالية" حجرة استقبال الرجال/ حجرة استقبال النساء/ حمام الضيوف
2- تحتوي كل شقة على" فراغ للمعيشة/ مطبخ/ حمام عائلي/ حمام للنوم الرئيسة.
3- تمّ إضافة صالة متعددة الأغراض، وفناء داخلي تجتمع فيه الأسرة.
هذا تصور مبدئي لعناصر المشروع، والذي يمكن حساب ما تم توفيره من فراغات كلما زاد حجم العائلة، وما تم إضافته بالمقابل من فراغات تهم العائلة وتحقق أنشطتها... وقد حاولت في أكثر من مرة أن أرفق صورة لأحد هذه المقترحات المبدئية لبيت العائلة ولكنني وجدت صعوبة في ذلك. وسأحاول في موضوع آخر مستقل أن أقدم طرحا لهذه النماذج.

أحمد حسني رضوان
شكرا للاخ جمال علي هذا الطرح الشيق، وان كنت أري وهي وجهة نظر شخصية بالطبع ، ان فكرة بيت العائلة بصفة عامة وكنسق ثقافي اصبح فيها وحولها جدل كبير، فللاسف الشديد ومع ثقافة الانفتاح علي الآخر اصبحت هذه الفكرة غير مقبولة او علي الاقل اقل قبولا لدي العديد من المجتمعات العربية......,وبالتالي تجد المزيد من التفكك الاسري واختلاف الاهتمامات علي اختلاف الاجيال والمستويات الاجتماعية
الفكرة فعلا رائعة ولكني اجدها صالحة للتطبيق في بعض المجتمعات عن المجتمعات الاخري

حسام عبد الله
اخي العزيز جمال
بداية اعبر عن اعجابي الشديد بما تقدمت بة من حلول للاسكان الاقتصادي.
واود ان اضيف هنا ان تجربة الاسكان قليل التكلفة عن طريق site and services قريبة جدا لما تفضلت بة حيث يتم تقسيم الارض من قبل الدولة وتغذيتها بالبنية التحتية اللازمة من شبكات طرق ومجاري وكهرباء ويقوم المستفيدين بالبناء الذاتي لمسكن العائلة. هذة المشاريع تقام بعيدا عن المراكز الحضرية وبالتالي في هذة المشاريع يمكن تطبيق المفاهيم والراى التي تقدمت بها.
واتفق تماما مع ما طرحة اخي احمد بان هذة الفكرة لا يمكن تعميمها حيث تصلح في اماكن بينما لا تصلح في اماكن اخرى.

جمال الهمالي اللافي
الأخوين العزيزين أحمد وحسام
السلام عليكم،
أشكر لكم اهتمامكم وتجاوبكم مع طرحي لموضوع البيت الاقتصادي من خلال طرح نموذج بيت العائلة كبديل للأنماط السائدة على الساحة التخطيطية والمعمارية.... وأنا متفق معكم من حيث المبدأ أن هذا النموذج لا يصلح تطبيقه داخل المناطق القائمة، ولكنه يحتاج إلى مشروع مستقل يؤخذ فيه هذا الاعتبار منذ بداية وضع المخططات الأولية للمشاريع الإسكانية الجديدة، وذلك لسبب واحد وهو أن فكرة بيت العائلة لا تكتمل نتائجها المرجوة إلا في سياقها الطبيعي وهو وجود حي سكني متكامل المرافق ومخطط وفق هذه الرؤية، بحيث تحقق هذه التركيبة السكنية والسكانية ما نصبو إليه من خلال وجود مجموعة من العائلات تقطن بجوار بعضها البعض وتستوعب بذلك المغزى من وجودها معا في هذا الحي ويتحقق من خلالها الترابط الاجتماعي وننتقل بذلك من مرحلة البحث عن العمارة الوظيفية أو العضوية أو الاقتصادية إلى تحقيق العمارة الاجتماعية.
هذا الطرح الاجتماعي للعمارة يعالج الكثير من المشاكل التي تعاني منها مجتمعاتنا الإسلامية. وبالتالي فهذا النوع من الإسكان يتناسب فقط مع بيئتنا الإسلامية، التي تحث على التواصل والترابط ونبد الفرقة والتشاحن والتباغض.
وقد سعى الكثير من المسلمين في البيئات غير الإسلامية إلى البحث عن مجمعات سكنية تتناسب مع متطلبات الدين الإسلامي وتوفير بيئة صالحة لنشأة وتعايش المسلمين، حيث اجتهد البعض منهم وعلى رأسهم تجربة المعماري الأمريكي نور الدين دوركي في توفير هذه البيئة الإسلامية، حيث أستعان بالمعماري حسن فتحي لبناء مدينة إسلامية في ولاية نيو مكسيكو. وقد تولى المعماري حسن فتحي تنفيذها بمادة الطين.
لهذا أوافقكم الرأي بأن هذا النوع من الإسكان لا يتلائم مع كل المجتمعات، فكان حرصي منصبا على مخاطبة المسلمين وعرض الفكرة عليهم وتوجيه الدعوة لهم لتبني هذا الطرح، ولم أكلف نفسي عناء التوجه لغيرهم ليقيني بأن هذا التوجه لا يتماشى مع معتقداتهم وعاداتهم التي يغلب عليها التنافر والتناحر والفردية الأنانية وتغليب مصلحة الذات على حساب مصالح الآخرين ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو بني جلدتهم" مجتمعات بيوت العنكبوت- تحسبهم جمعا وقلوبهم شتى- يأكل قويهم ضعيفهم.

أحمد حسني رضوان
شكرا للاخ جمال علي هذا التوضيح لوجهة نظره، والواقع ان ماذكرت هو مقترح ايجابي جدا ولكن في ظل رغبة البعض علي كسر وتدمير الروابط الاجتماعية والاسرية بين ابناء الوطن الواحد اجد ان ما ذكرته من الصعب جدا تنفيذه، وعندما نعود مثلا الي نشأة القري او التجمعات البشرية بصفة عامة نجد ان هناك دوافع متعددة تؤدي او ادت الي تكوين التجمعات البشرية منها الحماية من الاخطار، التجمع حول مصادر المياه، او الحرفة كالصيد والرعي والزراعة الخ.......وقد غلبت علي هذه المجتمعات صفة التشارك والتعاون الايجابي بين افراد تلك المجتمعات.
اما وقد اختفت تلك المسببات فقد كان من الصعب ايجاد مجتمعات بشرية منظمة اللهم الا في المدن الجديدة ذات المساحات المحدودة والاسعار القليلة وهنا تجد حالة الاضطرار المادي هي الحاكمة والمتحكمة في عمران ونمو تلك المدن والتجمعات البشرية.

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز، أحمد
ما تكرمت به صحيح ولا غبار عليه وهو يعكس واقعنا المعاصر، ولن أخفيك أن من يمسكون بزمام الأمور يحرصون أشد الحرص على عدم تنفيذ مثل هذا النوع من المشاريع لأنه بطبيعته يدعو لتلاحم العائلات وتكاتف جهودها لتوفير أسباب الأمن والحماية لأفرادها، الأمر الذي يتعارض مع مبدأ فرق تسد... ولكن لا يأس من روح الله، فالفكرة تبدأ صغير وتنمو شأنها شأن البراعم بالري والسقاية والتعهد والرعاية، وكما قال احد الحكماء زرع أباؤنا فأكلنا ونزرع نحن ليأكل أحفادنا... أي أننا لا نعمل لظروفنا وواقعنا الحالي ولكن نمهد الطريق ليجد أبناؤنا أرضية يقفون عليها ويجد أحفادنا سبيلا يسترشدون به.
حسام عبد الله
اتمنى من الجميع المشاركة في الموضوع كل حسب تجربة البلد المقيم بها.

جمال الهمالي اللافي
أخي حسام،
إذا كان مقصودك من دعوة المشاركة في الموضوع من خلال طرح تجربة البلد الذي أقيم فيه في مجال بحوث ودراسات مواد البناء، فيؤسفني القول أنه ليس هناك أي محاولات جادة في هذا الموضوع، حيث لا زالت مادة الإسمنت تسيطر على حركة البناء والتعمير وأسعارها تتصاعد كل يوم.
ورغم ذلك هناك بعض الإجتهاد والمحاولاتهم المتكررة لإدخال بعض التجارب العالمية في مجال بحوث مواد البناء وعلى رأسها الطوب الرملي للبلاد من خلال إنشاء مصانع لها.

حسام عبد الله
اخي جمال الموضوع لا يتعلق بمواد البناء فقط وانما ندرس التجربة بعموميتها من حيث التخطيط والتصميم للمشروع، موقع المشروع والاعتبارات لاختيارة مواد البناء التي استخدمت، طرق التمويل وطرق التنفيذ بالاضافة الى الانظمة الانشائية المستخدمة.
نقوم بعرض هذة المشاريع وادراج مخططاتها ومن ثم نقوم بتقييمها وابراز ايجابيتها وسلبياتها.

معمارية نجلاء محمود
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا احب اشكر الأخ الكريم المهندس حسام بطرحه هذا الموضوع، والملفات المفيدة جدا التى أرسلها للمنتدى، وأشكر الأستاذ جمال على إضافته الرائعة والتى عبر بها عما كان يجول بخاطرى وكأنه قرأ أفكارى.

ولى تعليق على موضوع بيت العائلة، أن يوجد بيننا الكثيرين اللذين يبحثون عن هذه الفكرة ويودون تطبيقها، وهناك الكثيرين من حققوا هذه الفكرة بالفعل، ولكن بطريقة مختلفة، هناك عائلة فى أسيوط بنى الوالد عمارة، بها شقة لكل ابن له، وهناك أكثر من صديق اقترحوا على الفكرة ويودون أن يبنوا بيتا مثل البيوت القديمة، بيت العائلة، مثل بيت السحيمى والسنارى، وما شابه ذلك.
ولكن الفكرة كما طرحها الأخ العزيز المهندس جمال، يجب أن نتناولها بطريقة مختلفة عما طبقت فى اسيوط، فنحن هنا بصدد اسكان اقتصادى عائلى.

وهناك نقطة فى صالحنا هذه الأيام وهى ارتفاع اسعار الأسمنت والحديد، ولذلك أعتقد أنه حان الوقت لتطبيق نظريتنا والتفكير فى حل جديد مبتكر لتحقيق هذه الفكرة.
هناك مناقشة كبيرة ومطولة عن الإسكان الإقتصادى وطرحت فى مجموعة العمارة المصرية ونزلتها على الموقع، ولكن كلها كانت بتدور حول المسكن صغير المساحة والفرش المبنى، ولم يتناول أحد الناحية الإجتماعية لهؤلاء الناس ولا عاداتهم ولا تقاليدهم.
وسوف تجدوا وصلة توضح هذه المناقشات:
http://www.egyptarch.net/lcdiscussion1.htm
http://www.egyptarch.net/lcdiscussion2.htm
http://www.egyptarch.net/lcdiscussion3.htm

وفى الصعيد حاولوا أن يبنوا قرية مثل القرنة ولكن ببعض التعديلات التى تتناسب مع عادات وتقاليد الساكنين هناك، ولكن لكل عائلة منزل مستقل، وعوضوا كل منهم عن منزله القديم بمنزل بمساحة أكبر، لكى يكفى عائلته، ويعوض ثمن الأرض التى كان عليها منزله القديم.
أما فكرة المهندس جمال فهى أجمل وأحسن لأنها ستطبق ما حثنا ديننا عليه، وهى الناحية الإجتماعية، وقرب العائلة بجميع أفرادها مع بعضها فى مكان واحد.

أعتقد أن تطبيق هذه الفكر يكون بطريقتين، طريقة بناء منزل العائلة فى مدينة جديدة صحراوية، وبالتالى سوف نطبق عليها كل أفكارنا بحرية مع مراعاة الإحتياجات الإجتماعية والنفسية والعادات والتقاليد ونحاول أن يكون كل مجموعة من العائلات المتقاربين بجانب بعضهم البعض فلا يحسوا بفرق عما كانوا عليه قبل الإنتقال، إلا أن المسكن أجمل وصحى أكثر.
ولكن هناك مشكلة تطرق لها الدكتور مشارى، عندما تحدث عن مساكن الفقراء التى بنيت خارج المدينة، فوجد الناس مشكلة المواصلات، هذه هى المشكلة الحقيقية التى يمكن أن نجد لها حلا، عن طريق جعل عمل الساكنين بجانب منازلهم، أو إتاحة وسائل مواصلات عامة رخيصة، لتسهيل عملية الإنتقال عليهم.
والطريقة الأخرى هى تطبيق الفكرة فى المدينة، أعتقد أنها أصعب قليلا، نظرا لإرتفاع أسعار الأراضى فى المدينة، وقلة وجود المساحات المتاحة للبناء.

جمال الهمالي اللافي
الأخت العزيزة/ المعمارية نجلاء محمود
تحية طيبة وبعد،
لن أبدأ حديثي معك بكلمة شكرا على مشاركتك، وذلك لأنها ستكون كلمة مبتذلة ومكررة ولا تفي مشاركتك حقها من التقييم... والأصح أن أدخل في صلب الموضوع: ما وجدته بين طيات مشاركتك أنك تشتغلين على هذا الموضوع وهو يشكل بالنسبة لك ولي هاجسا مشتركا، أخذ من اهتماماتنا موقع الصدارة، وبالتالي فلن تكون لمحاولات الإقناع بمدى جدوى الفكرة مكانا في حوارنا هذا ولا في حواراتنا المستقبلية حول موضوع بيت العائلة.... إذا، كل ما هنالك أننا نريد التعاون في تذليل الصعاب وتغطية أوجه القصور في هذا الطرح، والمحاولة بكل الوسائل الرد بموضوعية ومنهجية علمية على كل التساؤلات التي تشكك في جدوى إعادة طرح بيت العائلة كبديل للبيت الاقتصادي. ومن هنا نبدأ/
الإشكالية الأولى/ هي أين يمكننا تطبيق هذه الفكرة؟ وما هو المستوى الذي ستطبق عليه الفكرة؟
من حيث المبدأ لابد لتطبيق الفكرة وضمان نجاحها أن نطبقها على المستوى التخطيطي في مكان ما بيئة صحراوية تتوفر فيها مصادر المياه وأسباب الرزق أو بيئة خضراء قريبة من ضواحي المدن، المهم أن يكون المكان يمتلك مقومات الحياة الطبيعية والقابلية للتوطين والسكن... المهم أن نتعامل مع المشروع على المستوى التخطيطي، أي التفكير في بناء مدينة جديدة بكل مرافقها الخدمية والاقتصادية، بحيث لا يتطلب من سكانها ضرورة الانتقال اليومي إلى مناطق أو مدن أخرى إلاّ فيما نذر.

كما أن فكرة بيت العائلة ليست موجهة للفقراء تحديدا بل هي موجهة للمجتمع الإسلامي بكافة شرائحه، أي أنها ليست عمارة للفقراء بقدر ماهي رؤية جديده للحياة تستلهم من المفاهيم الإسلامية للعمارة جذورها الفكرية وتسترشد بمخططات المدن التقليدية في طرح الحلول مع مراعاة الأخذ في الاعتبار المتغيرات والمستجدات وتطور تقنيات الاتصالات والمواصلات ومواد وأساليب الإنشاء وغيرها من الضروريات التي لا يستقيم العيش بدونها.... وخصوصا أنني أتحفظ على مصطلح عمارة الفقراء لأن فيه مس بكرامة الساكن والإفصاح عن حالته الاقتصادية وبالتالي لن يستطيع أي إنسان السكن بمنطقة موصومة بالفقر أو التخلف لأن ذلك سيكسبه صفة لازمة له طوال حياته تشعره بالدونية أمام سكان الأحياء الأخرى، مثلما تعزز روح الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد، وهذه الأمور جميعها تتعارض مع روح ومنهج وتعاليم الدين الإسلامي الذي جاء ليسوي بين الناس.
ومن هنا فالمشروع التخطيطي المبني على إعادة الاعتبار أولا لمخطط المدينة الإسلامية وللمسكن الإسلامي، يجتمع فيه الغني والفقير والجاهل والمتعلم والرئيس والمرؤوس جنبا إلى جنب يشد بعضهم أزر بعض ويحقق ما جاء به الحبيب المصطفى من هدي ورشاد في قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا". فلا تعالي ولا تفاخر ولا تطاول هنا بين الناس لأنهم يشكلون مجتمعا مترابطا ومتماسكا ومتعاضدا ومتراحما.

الإشكالية الثانية/ وهي علاقة هذا المشروع بمصادر دخل ساكنيه والتي أشار إليها الدكتور مشاري في تعليقه على قرية القرنة التي صممها المعماري حسن فتحي.

فهي عندما تتحقق على المستوى التخطيطي فإن الغالبية العظمى من السكان ستتاح لهم فرصة الانتقال بوظائفهم الخدمية والتعليمية والتجارية والإدارية والصناعية إلى منطقة المشروع التي سيؤخذ منذ البداية في الاعتبار توفيرها مسبقا قبل الانتقال إلى السكن ضمن دائرة هذا المشروع، وخصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الانتقال إلى السكن في هذا المشروع هو أمر اختياري وليس إجباري كما حصل في مدينة القرنة، ومصادر دخل الناس متنوعة وليست واحدة محددة. لهذا فتخوفات الجميع من عدم نجاح المشروع ستقل بنسبة كبيرة كلما تقادم الزمن بالمشروع، لأنه مع الاستقرار ستفتح أبواب جديدة للرزق غير منظورة ولا تشكل عبء مادي على سكان بيت العائلة أو مجتمع المدينة الإسلامية.
هذه بعض الإضافات التي اراها مدخلا لتواصل الحوار بين جميع أعضاء الملتقى الراغبين في إثراء الموضوع.

خالد صلاح
الزملاء المشاركين بالموضوع والتعليق .. تحية طيبة .. ليست تحية عادية بل تحية لمن يستحقها ولا توفيه قدره .. لا استطيع ان اصف لكم مقدار استمتاعي بما ورد من طرح ومناقشات في هذا الموضع ..
الا انني اود ان اورد عرض اخر لهذا لموضوع ..
في البداية انبه الجميع ان هناك عوامل عدة مؤثرة في الموضوع بخلاف العامل المعماري .. هنك مشاكل اقتصادية .. هناك مشاكل اجتماعية .. مشاكل بيئية .. هي جزء من المشكلة ولا ينفع الحل المعماري او سياسات الاسكان وحدها في حل هذه المشاكل وان كلنت العمارة والتخطيط دوما الترس الدافع وبادئ الحركة دائما في ماكينة الاصلاح ..
واعود في هذا الاطار لاختلف مع طرح الزميل الفاضل احمد حسني رضوان الذي ذكر فيه انه بسبب الانفتاح علي المجتمعات الاخري اصبحت المجتماعت العربية والاسلامية بعيدة عن تطبيق هذه السياسات التي طرحها الزميلين العزيزين جمال الهلالي وحسام عبد الله .. فهذه سباحة مع التيار والواجب الذي تمليه علينا نعمة العلم والمعرفة الوقوف في وجه هذا الاتجاه والسباحة ضد التيار حتي يعود النهر لمساره الصحيح .. خاصة وان هذه الظاهرة سببهامعماريون نقلوا عن ثقافة الغرب دون رؤيا او تبصر .. فكانت الافرازات مشاكل اجتماعية واقتصادية اوصلتنا لما نحن فيه.

الامر الثاني الذي اختلف فيه مع مجمل من تفضلوا بالطرح ان فكرة بيت العائلة تحتاج ان يتم تطبيقها في مدن جديدة ومواقع مجمعه .. اذ انني اري ان الفكرة اهم من التطبيق .. وتوصيلها والاقناع بها سيؤدي الي نتيجة افضل .. انني اعتقد ان قيام بيت العائلة مع تطوير الفكرة في اطار طرح صاحبها ليكون هناك مساحات عامة مشتركة بين العائلة ومساحات لها خصوصيتها في بداية الطرح ثم التطور الي ان يصبح للمسطحات المشتركة نسبة اكبر والخاصة النسبة التي تحتاج اليها هو امر هام
فليكن الدور الاول مسطح مفتوح يضم الاستقبال الرئيسي وغرفة طعام ومطبخ .. يستغلها كل فرد في العائلة عند استقبال الضيوف .. ويكون له في شقته الخاصة معيشة وغرف نوم ومطبخه الخاص ..
وافترضت ان الاستقبال بالدور الاول لتحقيق عائد اقتصادي ببيع الدور الارضي كوحدات تجارية وادارية للمساهمة في تنفيذ العقار لاننا نرغب في تطبيقه في موقع متوفر له المرافق والمواصلات اي داخل مدينة قائمة .. ويمكن في حالة ان الاسرة تتكون من عدد معين من الافراد وان اعلي وافضل استخدام للعقار يزيد في المسطحات وعدد الادوار عن حاجة الاسرة الواحدة .. ان تأخذ الاسرة او العائلة ما يكفيها وتطرح الباقي للبيع علي ان يكون هناك مدخل خاص ومستقل بها .. وبذلك تساهم هذه القيمة في تنفيذ المشروع ..
هكذا اري البداية لانها في امكاني وامكانك وامكان الجميع التشجيع علي هذا الفكر ليصبح ثقافة عامة وتدور عجلة الاصلاح من تلقاء نفسها لتعود اوار الاسرة الي الالتئام والعافية ... لا اتخيا باي حال انك تفضل ان يكون جارك المقابل او الذي يعلوك شخص غريب او قريب وليس اخيك او اختك .. لا يمكن ان اتفق مع احد علي ذلك مهما ذكر من تغير طبيعة المجتمع وعلاقاته ..
وما ان يتم تجربة الفكرة .. ويضرب بها المثل ويري الجميع ان النتيجة افضل من سكن كل فرد طرفمن المدينة .. ما ان يصبح من الممكن ان تري والدتك كل يوم وان تمر علي جميع اخواتك واخوانك في ساعه واحدة .. وان يتربي اولادك مع اولاد عمومتهم .. ستنمو الفكرة وتنضج وتصبح هدفا ... وميزة .. ثم ثقافة ...عندها يمكن نشرها علي الفكرة علي مستوي المجاورة والحي .. والمدن الجديدة
بغير ذلك لن يخرج الموضوع عن الابحاث والنقاش والحوار ... اما التطبيق فهو بعيد
اتيحت لي فرصة العمل مع وزير الاسكان السابق في مصر .. ولا اريد ان اختلف او اتفق مع احد علي الرجل ..
الا انه في نظري افضل وزير اسكان كفاءة - بل افضل وزير علي الاطلاق في كفاءته كمهندس ووزير - المهم في احد الاجتماعات طرح الوزير فكرة جديدة كسياسة للاسكان في مصر .وانتهت بتسميتها الاسكان العائلي .. كانت بالفعل فكرة جيدة جدا وقمنا بتطويرها الي مستقبل الاسكان في مصر .. درسنا جميع العومل المحيطة بالفكرة وصنفناها وركزنا علي ما يمكن تحقيقه وتركنا ما لا يمكن تحقيقه بالفعل للزمن ولافراد فيالمستقبل سكونون اكثرعلما وخبرة منا .. المهم ان نطلق المشروع في افضل صورة واعلي قيمة للمنفعه في الوقت الحالي ..

خفضنا التكاليف الي اقل درجة ممكن دون المساس باساسيات الهدف .. وهو " تحقيق مسكن صحي ملائم معماريا واقتصاديا في بيئة صحية ملائمة تخطيطيا .. وذو قاعده اقتصادية وتكامل مع باقي المدينة.
حددنا اقل مساحة ملائمة .. وافضل اسلوب تخطيط يستهلك اقل اطوال من المرافق .. جمعنا الفراغات الداخلية والمحيطة بالمنشأ .. خفضنا التكلفة الانشائية الي افضل حد ممكن بدراسات من اكبر 12 استشاري موجود في مصر .. ازلنا عبء التصميم والاستشارات بطرح مسابقة معمارية لتحقيق افضل تصميم ممكن خرجنا منها ب 40 تصميم مقبول تمت فلترتهم الي 11 تصميم مختلف تغطي الانسجام المطلوب في المجاورة السكنية وتكسر حاجز الملل والتكرار .. وتضمن حالات انعدام الذوق المعماري وعدم الخبرة في التصميم واصبح من حق كل عائلة اختيار نموذج تفضله علما با اشتراطات تصميم النماذج كانت اساسا لها المرونة في التصميم لتحقيق رغبات العائلات المختلفة فكان كل نموذج يصلح ان يكون وحدة واحدة في الدور او وحدتين مثلا ..

كانت هذه فكرة قالها الرجل في الطائرة خلال سفرنا من الكويت الي القاهرة .. وكانت نتيجتها 4118 قطعه ارض نفذت بالكامل عند طرحها .. وقتال علي الحجز وصل في احد المرات الي تدخل الشرطة ..
ووصل متوسط سعر متر الارض حوالي 50 دولارا .. ثم جاءوزير جديد قتل الفكرة وهي لازالت فتيه والقي بدراساتنا الي اول صندوق قمامة وطعن الرضيع بخنجر مسموم اسمه السعر فوصل به الي ما يقارب 180 دولار بعد شهور من توليه الوزارة .. هذا المثال خير دليل ان شعوبنا اصبحت ترغب في العودة الي العائلة والروابط الاسرية .. وهذا نموذج اعتقد انه يستحق التشجيع ولولا ان في داخل مصر اعداء لها اكبر من سكانها لكانت هذه تجربة رائدة .. ولكن لنا الله

بالتأكيد لم تحل المشكلة الاقتصادية في الموضوع والتي اشرت في بداية طرحي انها جزء اصيل في المشكلة الكبيرة .. بالرغم من ان الدور الارضيكان يحتوي وحدة تجارية او حضانة او ورشة اضافة الي الاستقبال العائلياو شقة الدور الارضي الا ان هذه بالتأكيد ليس كافيا .. ولكن المشكلة الاقتصادية في مصر مشكلة مزمنة لها عديد من الفروع والتشابكات .. لا نتوقع حلها في القريب العاجل او حتي البعيد الغير عاجل لذلك كانت هذه من الامور التي تركت للمستقبل ولحالة افضل واناس افضل لحلها.
عفوا نسيت ان اذكر ان قصر مدة تطبيق الفكرة لم يمكنها كما ذكرت ان تصبح مثالا او رؤية او هدف تمهيدا لان تتحول الي ثقافة بسبب العوامل السياسية كما ترون لذلك لري ان نبدأ من القاعده .. وان يكون لنا دور فعال وليست فقط مناقشات بطرح هذه الثقافة لكل قطعه ارض فضاء مخصصة للسكن

حسام عبد الله
ان فكرة بيت العائلة فكرة ممتازة ولكنها تحتاج الى تفاصيل من حيث التصميم وكيفية انتاجه بشكل اقتصادي لذلك اقترح ان نخرج من مستوى المفاهيم الى التطبيق العملي لافكارنا.
كما اقترح ان نقوم جميعا بادراج تجارب بلادنا سواء القطاع العام او الخاص في هذا الموضوع وتقييم هذة التجارب لتعم الاستفادة.
اخي العزيز خالد صلاح، اتمنى عليك ان تفوم باثراء الموضوع من خلال عرض التجربة بالكامل بالاضافة لتجارب اخرى من واقع خبرتك.

خالد صلاح
هذه بعض النماذج التي افرزتها الدراسة التي اشرت اليها والتي يتسلم حاجز الارض كافة الدراسات الاستشارية الخاصة بالمنشأ من جهاز المدينة. راجع الموضوع الأصلي.

أحمد حسني رضوان
شكرا للاخ خالد صلاح علي نقل تجربته من مصر - علي الرغم من معارضته الدائمة لآرائي ولكن الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية - والتي كما اشار بدات وساهمت في تشجيع العديد من الاسر للانتقال للمدن والتجمعات العمرانية الجديدة حول القاهرة.....
وانا بالقطع اتمني ان تتحقق الفكرة بل الافكار التي اقترحها الاخوة الزملاء الافاضل، وعندما تحدثت عما احدثته العولمة من تغيرات اجتماعية وثقافية فان هذا لا يعني بالقطع موافقتي علي ذلك بل بالعكس ....ولكن هناك ضرورة ملحة لدراسة كافة المؤثرات والظروف سواء اتفقنا معها ام لم نتفق.....
وما زال للحديث بقية باذن الله

جمال الهمالي اللافي
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا، اعتقد أننا بإنظمام الأخ العزيز خالد صلاح وتجربته المتميزة مع الإسكان العائلي، قد أصبحنا نمثل عنصر قوة وفاعلية لصالح فكرة إعادة الاعتبار لبيت العائلة. ولم تعد مسألة الإقناع مسألة فردية ولم يعد الطرح قضية شخصية.
أخي خالد ما تفضلت به في بداية مشاركتك من أن قضية البناء ليست مشكلة معمارية بحثة بقدر ما هي مجموعة من الإشكاليات جمعتها بوتقة العمارة ... الظروف البيئية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، جميعها حملت همها العمارة تسعى العمارة لطرح الحلول لمعالجتها، قصّرت في ذلك أم وفقت، يبقى أجر الاجتهاد حاصل.

فكرة بيت العائلة تحتاج للتنظير لها وتوعية المجتمع بأهميته، وقد اجتهدت في استعراض مجموعة القيم التي ستتحقق من خلال تطبيق فكرة بيت العائلة على المستويين المعماري والتخطيطي من خلال رؤية جديدة ومعاصرة لمفهوم البيت الاقتصادي. تستطيع أخي خالد الاطلاع عليها ضمن موضوعات ملتقى المهندسين العرب.

أما من الناحية التطبيقية فقد أشرت في ردي على أختنا نجلاء بأن الفكرة كي تكتمل نتائجها فلا بد أن نتعامل معها على المستوى التخطيطي، وليس على المستوى الحضري أو المعماري، ولا يعني ذلك عدم إمكانية تطبيقها على المستوى المعماري، ولكن كما قال أحد العقلاء" ألف باني وخلفهم هادم فكفى، فما بلك بباني وخلفه ألف هادم" أي أن القيم الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية لا يمكن لها أن تثمر في بيئة تفتقر في تركيبتها العمرانية لمجموع القيم التي ينشدها بيت العائلة... ولكن لضمان وصول الفكرة إلى أكبر عدد من أفراد المجتمع أو المسؤولين على قطاع الإسكان فلا بأس أن تطبق على أي مستوى ولو كان على مستوى عائلة واحدة، وهو ما استطعت تحقيقه عندما سنحت لي الفرصة وتقدم أحد الزبائن بطلب تصميم عمارة سكنية له ولإبنائه، فكان أن اقترحت عليه تصميم بيت العائلة، وهو الآن يسكن في هذا البيت ولم تصلني منه ومن عائلته إلاّ دعوات الخير ، وأنا الآن أشرف بطريقة غير مباشرة على بيت عائلة أخرى قمت بتصميمه... طبعا لست مقتنعا كثيرا بالتوزيع العام ولكنه يحقق المطلوب وزيادة، سأحاول في المستقبل عرض هذه المشاريع ولكن أطلب مهلة وصبر منكم.

أعجبتني كثرا تجربتكم مع بيت العائلة والتصاميم التي توصلتم إليها . ولكن لدي ملاحظة حول الطراز المعماري للمباني وطريقة توزيع هذه المجمعات، وذلك لأن بيت العائلة هو مشروع ثقافي يعبر عن هوية المنطقة مثلما هو مشروع اجتماعي واقتصادي وبيئي.
أمر مهم أحببت أن أشير إليه في مشاركتي هذه قبل أن يفوتني التطرق إليه وهو/
عندما نفكر في تطبيق فكرة بيت العائلة على المستوى التخطيطي، فهذا يعني أننا سنضع المخطط العام للمدينة الجديدة- ليس بالضرورة أن تكون مدينة كبيرة- بحيث نراعي فيها القيم التخطيطية للمدينة الإسلامية، من حيث وجود المسجد الجامع في مركزها وساحته ومجموعة الحدائق والمتنزهات، تحيط بها المرافق الإدارية والخدمية ومن تمّ الأسواق والأنشطة التجارية وتأتي بعد ذلك المجمعات السكنية التي تحيط بمجموعة من الأفنية المزوعة بالأشجار والمسطحات الخضراء. ويحبذ أن نلجأ إلى نظام المباني المتلاصقة مع مراعاة مناسبة عرض الشوارع لحركة دخول وخروج السيارات.
طبعا عبء وضع هذا المخطط والإشراف على تنفيذه بالصورة الصحيحة يقع على عاتق الدولة، أما تنفيذه أو تمويله فيتم ذلك بالإستعانة بالقطاع الخاص، أي بالإمكان بيع قطع الأراضي للمواطنين أو المؤسسات الراغبة في تنفيذ مساكن أو مرافق خدمية أو تجارية أو إدارية وبالتالي لا تتحمل الدولة وحدها تكاليف تنفيذ مثل هذا النوع من المشاريع.... وتتولى مكاتب خاصة جوانب التصميم المعماري وفق احتياجات مالك المشروع وحجم أسرته ومساحة قطعة الأرض التي اشتراها.... وقد تتولى شركة ما استثمار مجموعة من القطع وبناء نماذج غير متكررة وبيعها لمن يريد.... خلاصة القول أنه بالإمكان التصرف مع هذا النوع من المشاريع بعدة طرق وكلها ملائمة المهم أن نحقق الهدف الأسمى من هذا من هذا المشروع.

حسام عبد الله
ان شاء الله ساقوم بادراج مخططات وصور تمثل التجربة الفلسطينية لبيت العائلة.
تم استخدام اسلوب بيت العائلة في مشاريع الاسكان الخاصة بمتضرري الانتفاضة " انتفاضة الاقصى"
اتمنى من الاخ صلاح ادراج المخطط العام لتوزيع قطع الارض.
اتمنى من الاخ جمال عمل pilot project للافكار التي يطرحها وبعد ذلك يمكن ان نتساعد جميعا بعمل دراسة مقارنة بعد تحديد مجموعة المعايير التي سيتم دراستها وبالتالي الخروج بشيء عملي نقدمة للاخرين ونثبت لهم مدى الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من هذة الافكار.
هذا الموضوع غاية في الاهمية ومن الممكن ان نخرج باوراق عمل يمكن المشاركة بها في العديد من المؤتمرات المتخصصة.

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز، حسام
سأسعى بكل جهدي لتقديم تصاميم وأفكار لنموذج بيت العائلة وهي متوفره عندي بصورة مقبولة ولكنها مرسومة على الأتوكاد فقط ، أحتاج بعض الوقت لمراجعتها وسأقدمها لكم قريبا إن شاء الله.
أحب التنويه إلى وجود تجربة جادة ومهمة في مدينة الشارقة وهي مشروع " حي الرحمانية" سمعت عنه وشاهدت جزءا يسيرا من آخر الشريط الوثائقي الذي يستعرض هذا المشروع الذي تم تنفيذه، أتمنى من إخوتنا في الإمارات العربية المتحدة أن يفيدونا بمعلومات حول هذا المشروع وخصوصا أنه تم بتوجيه ورعاية حاكم الشارقة، بارك الله في مسعاه.

خالد صلاح
الاخ حسام عبد الله .. اود ان اذكرانني عملت ايضا ضمن اطار لجنة وزارية مشتركة مع الحكومة الفلسطينية في في اعداد دراسة مشروع بيت العائلة الفلسطيني لمواجهة المستوطنات الاسرائيلية والتوسع المستمر فيها وقمنا باعداد الدراسات الاولية واستعملنا نماذج الاسكان الخاصة بمشروع اسكان الشباب المصري وهو المشروع الفائز بجائزة الاغاخان في العمارة ... الا انه لا توجد لدي اي وثائق تخصه لسرية الموضوع واحتوائه علي وثائق سياسية وعسكرية .. لذلك لتمني ان تكون لديك اي من هذه الدراسات بعد نشرها.
جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز/ خالد صلاح
آلا يوجد هذا المشروع على موقع منظمة الآغاخان بإعتباره من المشاريع الفائزة بجائزة هذه المنظمة؟
خالد صلاح
الاخ جمال ... المشروع الفائز بجائزة الاغاخان هو مشروع اسكان الشباب وهو احد سياسات الاسكان التي تم تطبيقها خلال فترة وزير السكان الدكتر محمد ابراهيم سليمان - الوزير السابق - وقد غير هذا المشروع من المفهوم المصري الكامل لعمارة الفقراء او محدودي الدخل واثر ديموغرافيا وجغرافيا في السكان في مصر بل ولا ابالغ ان قلت ان له تأثير في سلوكيات السكان في مصر بشكل عام ... واعتقد ان النشروع لازال موجودا علي موقع الاغاخان ويشرفني نشر صور له ان رغبتم في ذلك.

جمال الهمالي اللافي
بل نحن في أمس الحاجة لمثل هذه المشاريع، فلا تبخل علينا أخي خالد بعرض هذا المشروع على صفحات الملتقى لتعم الفائدة.
كما اتمنى عليك أن تذكر لنا مدى التأثير الذي أحدثه هذا المشروع على سلوك المستعملين بالتفصيل، حتى نستطيع أن نقارن بين النظرية والتطبيق. وبالتالي نعبد مراجعة الفكرة ومقارنتها بالوقائع.

حسام عبد الله
الاخوة الاعزاء
كنت قد وعدتكم بتنزيل بعض المخططات التي توضح فكرة استخدام بيت العائلة في فلسطين، فقد تم استخدامها في اسكان متضرري الانتفاضة. وتتلخص الفكرة بتقسيم الارض الى قطع صغيرة تتراوح بين 150م2 الى 250م2 ، تم انجاز مجموعة من التصاميم تتلائم مع حجم الاسرة الحالي.
خالد صلاح
شكرا للاخ حسام ... كما تري فان اسس المشروع هي مشروع بيت العائلة بمصر نفس مسطح قطع الاراضي التي انتجتها الدراسة .. وتقريبا النماذج المستخدمة .. يدل ذلك الي ان النموذج الاصلي prototype مناسب للاسرة العربية في كل مكان مع بعض التعديلات adjestment او التضبيطات لكي تتناسب بشكل كامل .. ارجوان يعود الحماس للموضوع مرة اخري حتي نكمل ما بدأناه.

نجلاء محمود
مؤتمر "نحو إسكان منخفض التكاليف" فى مصر
أصدقائى الأعزاء
فعلا هذا الموضوع يعد من أهم الموضوعات التى يجب أن نجعلها فى مقدمة الموضوعات المعمارية التى يجب أن نتشارك فى مناقشتها حتى نصل لأسلوب تفكير صحيح يمكن أن يطبق فى جميع الدول العربية، لأننا لا نحتاج لتصميم معين يطبق فى كل الدول، ولكن نحتاج لأسلوب تفكير ونقاط مهمة يجب أن نأخذها فى الإعتبار عند تصميم مساكن منخفضة التكاليف.
وبمناسبة نقاشنا لهذا الموضوع، فسوف يقام فى المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء إن شاء الله المؤتمر الدولى "نحو إسكان منخفض التكاليف" أيام [29 - 30 - 31 ] مايو 2007
أتمنى من يستطيع الحضور أن يحضر لكى يعلمنا بما توصلوا إليه، وسوف أحاول إن شاء الله حضور هذا المؤتمر، ربنا يعيننى على ذلك، وأى جديد سوف أطلعكم عليه إن شاء الله.

جمال الهمالي اللافي
قمت بمراجعة المشاريع التي تم تنزيلها على الموقع" ورأيي لا ينتقص من قدرها ولا قدر الجهد المبذول فيها ولكنه مجرد ملاحظات الهدف منها الإثراء" :
حيث وجدت أنها تعالج الموضوع من ناحية واحدة وهي التضييق في المساحات بقدر الإمكان ولا تركز على الهوية العمرانية والمعمارية لمنطقة المشروع. كما أنها لم تهتم بتوفير مساحات مشتركة تجتمع فيها العائلة، ولا يوجد بها متنفس للعائلة أو الأطفال يمارسون بداخله أنشطتهم الاجتماعية والترفيهية، وأخشى أنها لن تختلف عن نموذج العمارات السكنية المتعارف عليه... والفرق الوحيد أنها تضم عائلة واحدة.
وحسب التجارب الخاصة التي قامت بها بعض العائلات في ليبيا بإنشاء عمارة تضم شقة لكل فرد من أفرادها، فقد ثبت فشلها وتسببت في حدوث نزاعات ثقيلة بين أفرادها وفي النهاية تم هجر هذه العمارات وبيعها.

والمطلوب البحث عن حل مثالي يشجع على تجاوز كل المشاكل ويفتح آفاق الألفة بين أفراد العائلة الواحدة.
لست مخولا من جهة ما بإيجاد الحل، ولكنني في طور البحث عن هذا النموذج، ولست مقتنعا حتى هذه اللحظة بالنتائج التي توصلت إليها.... ولكن ربما بزيادة تفعيل الحوار فيما بيننا قد نحاول الإقتراب قدر المستطاع من هذا الحل... فقط ما أود التركيز عليه في الحلول التي قمت بتصميمها أنني أخذت في الاعتبار النقاط التالية/
أولا/ الفكرة المقترحة من طرفي كتطبيق للجانب النظري من أطروحتي:
المحافظة على فكرة البيت العربي التقليدي من حيث وجود فناء يتوسط مجموعة حجرات تحيط به، وهنا تم تحويل الحجرات إلى شقق تضم الآتي:
الشقة الأولى: في الدور الأرضي والملاصقة للمدخل بها حجرة إستقبال الرجال وتفتح على سقيفة المدخل وبها حمام خاص بالرجال ومطبخ صغير للتخديم وحجرة نوم الضيوف.... وفي الطرف الآخر الذي يتم الدخول إليه من خلال الفناء توجد حجرة استقبال النساء وصالة متعددة الأغراض" صالة مناسبات، تجتمع فيها العائلة في العطلات والأعياد" بالإضافة لحمام.
في الأضلاع الثلاثة الباقية توجد شقق تضم كل واحدة حجرة المعيشة والمطبخ وثلاثة حجرات نوم وحمام مشترك.
وتتكرر هذه الشقق في الدور الثاني بحيث يصبح المجموع الكلي لبيت العائلة سبعة شقق... وفي حالة زيادة عدد الأفراد فبالإمكان زيادة دور آخر... مع مراعاة أن لا تقل مساحة الفناء عن الأبعاد التالية 10* 15 وذلك حتى تساعد هذه المساحة على استيعاب عدد أفراد العائلة ونموها المستقبلي ولتكون متنفس للعائلة وملعبا للأطفال، ويمكن تنسيق هذا الفناء وزراعته بالأشجار والنباتات العطرية.
أي أننا نحقق هنا فكرة البيت الاقتصادي من خلال جملة القيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتربوية والإنتاجية التي سيحققها وجود أفراد العائلة معا في البيت الكبير، وليس من خلال التوفير في مساحة الأرض أو مساحة الفراغات.
ثانيا/ الحلول التي قدمتها وفق ظروف الأرض المتاحة ورغبات الزبون... وهذه سأقدمها من خلال ملف أوتوكاد قربيا إن شاء الله.

خالد صلاح
الاخ جمال قرأت طرحكم المدروس بعناية كعادتكم فيما تعرضونه للنقاش .. وفي البداية اشكر لك مجهودك البناء واصرارك ان نصل الي نتيجة ... ولدي بعض النقاط في عرضك ارجو توضيحها او استكمالها
اولا/ بالفعل اتجهت الاساليب المعمارية الحديثة الي توسيع الفراغات الخاصة بالمنزل الي حدود اصبحت لا منطقية رفعا باحلام العميل الذي يظن انه يبني قصر او سرايا مما يشاهده في الافلام والمسلسلات .. لذلك فانني انا من واجب الاسكان المعني بالناحية الاقتصادية اعادة الامور الي المنطق .. فغرفة النوم لا يجب ان تكون 8م طولا وعرضا لاننا ننام فياقل من ذلك بكثير .. وغرف الضيوف لا يجب ان تكون 150 -200 م حيث ان طبيعه حياه الاسرة العاملة حاليا لا يكون لها من الحظ هذا العدد من الضيوف يوميا ولا اسبوعيا ..
فالامر في رأيي ليس تضييق اكثر منه منطقة للامور ودراسة لطبيعة الاسرة العربية المعاصرة واسلوب حياتها كما يجب ان يكون..
الفكرة المعمارية المطروحة منكم تعتمد في اساسها علي الفراغ الاوسط بالمنزل .. وبالرغم من عشقي لهذا الاسلوب في الحل وهيامي به وهو طرحي الاول دائما عند تصميم مسكن خاص .. الا انه للاسف لا يتفق مع واقع سعر الارض الحالي بالمدن والحاجة الي ضغط الفارغات رغبة في الوصول الي اسكان اقتصادي .. والذي يعتمد في اساسه الي خفض قيمة التكالف الاستثمارية اللازمة للبدء في المشروع
بالنسبة للفراغات الحضرية واماكن لعب الاطفال .. فقد سبق ان تقدم عدد من الاستشاريين في اطار مشروع بيت العائلة باقتراح خلق فراغ حضري مفتوح لكل مجموعه من النماذج ( 4-6) فياطارالتخطيط العام مما يخفض القيمة المحملة لكل نموذج ويخلق نوع من الروابط العائلية والاسرية بين السكان .. وايضا يحقق الاقتصاد المطلوب في استغلال الفراغ.

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز/ خالد صلاح
اتفق معك من حيث عدم المغالاة في مساحات الفراغات الداخلية للمسكن والإكتفاء بالمساحات المنطقية لكل فراغ. ولكن المقصود من طرحي هو عدم التضييق في حجم بيت العائلة بحث لا يستوعب مساحات مفتوحة أو مغلقة تكون متنفسا لسكان البيت الكبير" بيت العائلة" فيسبب ذلك في التضييق على حركة سكانه وهو ما يترتب عليه إحساسهم بالإختناق وعدم الراحة النفسية وشعورهم بأنهم جميعا محشورون رغم أنفهم في عمارة سكنية واحدة لا تلبي طموحاتهم ولا تميزهم عن غيرهم من سكان العمارات الشعبية أو الحكومية.
لو فرضنا أن كل فرد من أفراد العائلة يحتاج إلى مساحة 200 متر مربع تشتمل على حديقة البيت وكامل الفراغات الضرورية، فلتكن مساحة بيت العائلة من هذا المنطلق، أي عدد الأفراد يقابله مجموع مساحات الأرض، ثم نبدأ في خصم الفراغات المشتركة أولا وهي فراغات ضيافة الرجال والنساء وحمامات الضيوف، ثم نجمع مساحات الفراغات المفتوحة ونكون منها مساحة مشتركة ونخصم الباقي، ثم نضيف فراغ متعدد الأنشطة للمناسبات المختلفة للعائلة، ونكون من هذا المجموع بيت العائلة دون النظر لحجم الأرض لأن المقصود هو توفير بيت للعيش الكريم والملائم للعائلة المسلمة وليس حضير للمواشي أو الدواجن يحشرون فيها حشرا.

ما أريد التركيز عليه هو المكاسب الإقتصادية متعددة الجوانب التي ستجنيها العائلة والدولة من خلال طرح نموذج بيت العائلة كحل إقتصادي دائم المردود.
ستضل دائما سكنى العمارات مرحلة إنتقالية وحل مؤقت وإحساس بعدم التوفيق في الحصول على المسكن الملائم وشعور بالغبن وتمييز طبقي بين فئات الشعب الواحد... وهي حل مؤقت لأزمة حاصلة ولكنها متجددة مع الأيام... لأن من سكن العمارات يبحث عن بديل يستوعب زيادة حجم عائلته ونموها وخصوصا عندما يبلغ الأبناء سن الزواج.

كما إن العمارات تفقد السكان إحساسهم بالإنتماء إلى الأرض ومن تم الوطن، لأنهم يشتركون في ملكية العمارة مع الغرباء والأرض المقام عليها المشروع هي ملك للدولة" مع الانتباه إلى أن ملكية العمارات الحكومية تحول حاليا لتصبح ملك للمصارف الربوية، أي أن سكان العمارات لن يستطيعوا مدى الحياة تملك بيوتهم" .
إذا كيف نستطيع أن نربي الإحساس بالإنتماء للوطن لمن لا يملك الحق في الأرض التي يقف عليها ولا يملك الحق في الدفاع عن الشارع الذي يسكنه فهو دائما ملك عام، الحق فيه لكل من يمر به أو يقف على ناصيته، وله الحق في التصرف كيفما يشاء ما دام يملك القوة لفرض إرادته.
هناك الكثير من المؤثرات والمعطيات التي تجعلنا نعيد التفكير ألف مرة في كيفية الوصول لحل مثالي لقضية الإسكان بصفة عامة والإسكان الاقتصادي بصفة خاصة.... الأمر الذي لم تهمله العمارة الإسلامية التقليدي،ة حيث وضعت مخططات المدن الإسلامية لتراعي كافة هذه الجوانب. فقط المطلوب أن نعيد النظر إليها بموضوعية.

أخي العزيز/ خالد
سنحتاج لفترة طويلة لمناقشة الموضوع من كافة جوانبه النظرية، حتى تكتمل الصورة في أذهاننا وبعدها وعندما تتضح الرؤية سنصل تلقائيا إلى طرح حلول معمارية.... يجب أن لا نستعجل الحلول المعمارية لأنها لا تولد من رحم الفراغ.

نجلاء محمود
أخى العزيز جدا المهندس جمال
أنا متفقة مع حضرتك مئة بالمئة، وهذا فعلا هو تفكيرى، ولقد كتبت عدة نقاط، كنت أود أن أطرحها فى المؤتمر لكى تؤخذ فى الإعتبار، وكان منها عديد من النقاط التى طرحتها حضرتك هنا، وبعض النقاط التى أثارها الدكتور مشارى نعيم.
أما بالنسبة لتصميم بيت العائلة الذى قمت بتصميمه فعلا مع نفسى وليس مع جهة متخصصة، فكان فيه ما اقترحت فعلا ولكن بمساحات أقل، وذلك كما قلنا أن الحياة تختلف من بلد إلى بلد، وإمكانيات الدولة، والأراضى المتاحة، والحد الأقصى للتكلفة يختلف من دولة لأخرى، وكذلك الحد الأدنى لدخل الفرد يختلف من بلد إلى بلد، ولذلك فبالنسبة لمصر، الحد الأدنى لكل شئ أدنى بكثير من أى دولة عربية أخرى، مع أن هناك أراضى صحراوية كثيرة، ولكن فرص العمل المتوفرة هناك أقل، وبالتالى إذا نفذت الفكرة فى مكان قريب من المدن، سوف تكون تكلفة الأراضى أعلى.
لن أطيل على حضرتك وسوف أرفق بعض الصور لهذه الفكرة هنا إن شاء الله، فقد وصلت لفكرة بيت مكون من دور أرضى ودورين آخرين، ويمكن أن يصل لثلاثة أدوار على الأكثر، وبه فناء داخلى، واعتبرت السلم ملقف للهواء، لترطيب الهواء داخل المنزل، وطبعا الحديقة الأمامية والخلفية مزروعة، وكذلك الفناء الداخلى، وكذلك أسطح المنازل.
وأيضا اقترحت عند التجميع أن يكون ملاصقين من الجانبين، والتوجيه قبلى بحرى، أو شمال غربى وجنوب شرقى "تجاه القبلة".
وهناك فراغ يتجمع عليه الوحدات، يكون بمثابة حديقة مجمعة للعب الأطفال والترويح عن الساكنين، ولا مانع لعمل نافورة صغيرة فى المنتصف لتلطيف المناخ، وتكون مياه عكرة، المستخدمة فى رى الزراعة.
وكل مجموعة مجمعة تجتمع مع بعضها فى فراغ أكبر يكون فيه السوق الخاص بالمجموعة الكبيرة، وكذلك الجامع، كما كان فى المدن القديمة التى كان يلتف المساكن حول الجامع، فى اتجاه القبلة.
ولكن الفراغات الناتجة عن التجميع لم تكن مربع، ولكنها معين نظرا لتوجيه المنازل لاتجاه معين فقط.
هذه صور لإقتراحاتى بالنسبة للمسكن الإقتصادى، أرجو أن أعرف رأيكم فيها، وهى إجتهاد شخصى
الدور الأرضى والأول واقتراح لتجميع المساكن
أرجو أن تعجبكم الفكرة، وأتمنى أن نناقشها معا إن شاء الله، فبصراحة أنا لست واثقة بأن نقاشنا هنا يمكن أن يتكرر فى أى مكان آخر، حتى فى المؤتمر، فهنا نستطيع بقلب مفتوح وبصراحة مطلقة مناقشة ونقد الأفكار بطريقة إيجابية جدا، ولكن سوف نعمل ما علينا، وأدعو الله أن أستطيع توصيل وجهات نظرنا فى هذا المؤتمر، عل وعسى أن نجد من يسمع وينفذ أفكارنا إن شاء الله، وأن يوفقنا الله لما فيه الخير لبلادنا وأمتنا العربية إن شاء الله.

حسام عبد الله
الاخت العزيزة نجلاء محمود
اتمنى عليك القيام بشرح الاعتبارات التصميمية وكذلك وضع الابعاد على الرسومات
لا اخفيك أمرا بانة يوجد لدى بعض الملاحظات ولكنني افضل الانتظار والاطلاع على الاعتبارات والابعاد
احيى جهدك الرائع واتمنى التواصل لاثراء الموضوع

نجلاء محمود
أخى العزيز حسام
ارجو قبول اعتذارى لعدم وضع أبعاد على الرسومات، بصراحة هذا لأننى فى هذه الاقتراحات لم أقصد بها اقتراح بعينه وبتفاصيله وأبعاده، ولكن هدفى كان هو الفكرة، التكوين نفسه، ولذلك ستجد الفراغات بدون أسماء، فما أود توضيحه وأحبذه، هو أن تكون الفراغات داخل المنزل مفتوحة، ويستخدم الساكن الفراغ كيفما يشاء.
يضع الحوائط أينما يشاء، على حسب المساحة التى يرغب فيها.
وسوف تجد مرفق ملفين للأرضى والأول بأبعاد مع بعض التعديلات.
ولكن فى هذا المقترح مساحة المنزل كلها عبارة عن مربع 12 متر فى 12 متر، يتوسطه فناء داخلى فى الدور الأرضى حوالى 6متر فى 6 متر، والدور العلوى 4متر فى 4متر، ويمكن أن يكون الفناء مفتوح، أو يسقف بأخشاب متقاطعة حتى لا تحجب الضوء والشمس، ويزرع الفناء الداخلى، ويمكن وضع نافورة صغيرة فى وسطه.
وبالنسبة للسلم يتوجه فتحته العلوية تجاه الرياح المحببة، وفى مصر الشمال الغربى والشمال، لكى يعامل معاملة الملقف، هذا معناه أنه لن يكون له سقف.
يمكن استعمال غرفة من الغرف الموجودة على الواجهة الأمامية كمحل، لعمل استثمار بها، ويمكن لا، كما يفضل الساكن.
أحاول استعمال المشربية الغير معقدة، لكى تكون تكلفتها بسيطة، لعمل الشبابيك الداخلة المطلة على الفناء الداخلى، واستعملها فى الأدوار العليا فى غرف الاستقبال أو غرف النوم حسب التشكيل المناسب للواجهة.
أحاول فى فراغ المدخل أن يكون متدرج ولن يظهر إلا فى الواجهة.
سامحونى أصدقائى، فهذا الحل لم اقصد به كما سبق وقلت حل بعينه، ولكن هو توضيح لفكرة التصميم عامة، حتى فى موضوع التخطيط وتجميع الوحدات مع بعضها، كما رأيتم لتوضيح فكرة تجميعهم فقط وليس فرض شكل معين.
فكرة المدينة المترابطة، والموجهة بيئيا ومناخيا وإسلاميا، وفيها احترام للنواحى الاجتماعية سواءا فى البيت الواحد أو فى تجميع المنازل مع بعضها، مثلما كان فى المدن الإسلامية القديمة، هذا ما أود توصيله إليكم، لم اقصد فرض حل معين كما قلت.
فأرجو أن تكون القكرة وصلت لكم، وهناك تفاصيل أكثر عما يجول فى خاطرى فى هذا الموضوع فى الوصلة التى أرسلتها لكم من قبل.
أخوانى الأعزاء
عملت بعض التعديلات على المساقط الأفقية مرة أخرى مع الأبعاد، حيث يمكن بناء الفرش فى بعض الشقق مثل الدواليب فى غرف النوم والمصاطب فى غرف المعيشة، يمكن أن توفر على الساكن ثمن صناعة الأثاث

جمال الهمالي اللافي
الأخت م. نجلاء محمود
اطلعت على المقترح الذي تفضلت بطرحة ومن خلال الشرح المرفق، وجدت أنك تقتربين أكثر من النموذج المثالي لبيت العائلة.
وأنا اتفق معك تماما في أن هناك بلدان عربية وعلى رأسها ليبيا حاليا بدأت أسعار الأرض ترتفع فيها بشكل ملحوظ، يمنع الكثير من العائلات من التوسع في شراء مساحة أكبر لبناء بيت العائلة، وهو ما يتضح من النموذج الذي قمت أنا بإرفاقه في مداخلتي السابقة... فالموقع بعيد جدا عن مركز المدينة ولكن اسعار الأرض في هذه المنطقة في تزايد مضطرد كلما زاد العمران فيها. والناس بدأت تهرب إلى أبعد منها سعيا وراء أسعار أقل للأراضي.

الأمر الذي يجعلني أقف قليلا أمام مقترحك الذي قدمته والمبني على تصميم مجموعة من الوحدات السكنية المتلاصقة، المكونة من دورين بمساحة 12*12 متر مربع وتحيط جميعها بفناء مشترك وحسب ما رأيته في الملف المرفق أنه كبير جدا... وهو ما يمثل خروج بعض الشئ عن فكرة الإسكان الاقتصادي ويقترب من بعيد من تحقيق فكرة بيت العائلة. وذلك راجع إلى أن إنفراد كل فرد من الأسرة بيت مستقل من دورين يعني أنه يصمم بيت عادي لا تتوفر فيه الشروط الاقتصادية وذلك لأنه سيمر بجميع المراحل التي يمر بها تنفيذ البيت غير الاقتصادي، والدولة طرحت نموذج العمارات السكنية بإعتباره الأوفر إقتصاديا.... لهذا فأنا أرى من وجهة نظري إعادة النظر في نموذج العمارة السكنية وإدخال التعديلات عليه من حيث توزع الشقق حول فناء مشترك واختصار بعض الفراغات التي يمكن تحويلها إلى فراغات مشتركة كغرف استقبال الضيوف وحمامات الضيوف.... كذلك معالجة الواجهات وتجنب الشكل المتماثل ومراعاة الطراز والمعالجات المعمارية لكل منطقة جغرافية يطبق فيها هذا النموذج مع عدم التكرار للنماذج في الموقع الواحد بقدر المستطاع.

كما أنه يقترب من بعيد من بيت العائلة لأنه يفترض حسب ما تقدمت به أن تشكل جميع هذه البيوت حلقة مربعة تحيط بفناء مشترك يجتمع فيه أفراد العائلة. وبالتالي يمكننا أن نطلق عليه بيت العائلة، ولكن لا يمكننا أن نطلق عليه إسكان اقتصادي.... أما باقي التفاصيل التي أوردتها في مداخلاتك الأخرى حول التوفير في الأثاث واستخدام المسطحات الخضراء في الفناء لتكون متنفسا للسكان والكتل المتلاصقة للمباني فهي جميعها حلول منطقية تعالج جزء كبير من المشكلة.
بارك الله جهدك.
نجلاء محمود

أخى الكريم جمال
بالنسبة لتعليق حضرتك على اقتراحاتى للمسكن الإقتصادى، حضرتك فعلا عندك حق، هذه المساحة وهذا الحل يكون أقرب لبيت العائلة عن أنه حل اقتصادى، ولكن كنت أحلم أن أجعل حتى الفقراء ومحدودى الدخل يمكن أن يعيشوا فى مكان آدمى ذو مساحة معقولة ومريحة.
بالنسبة للبيت الواحد، يمكن أن تسكنه أكثر من عائلة ولكن يمكن أن يكونوا جيران مقربين، بمعنى أن تتحول العمارة إلى هذا الشكل، بها فناء داخلى، ويمكن أن يجتمع الجيران المقربين مع بعض فيها.
وكذلك تجميع المساكن على حسب قرب الجيران مع بعضهم، ما أقصده هو مراعاة التركيبة الإجتماعية للساكنين.
وهناك فكرتين اقترحهم على أخى الكريم الدكتور يحيى وزيرى، وهما
تجميع كل وحدتين بسلم واحد
أو الرجوع للربع الإسلامى، وهو تجميع عدد كبير من المساكن على فناء كبير واستعمال سلالم مشتركة، ويفتح الفتحات على هذا الفناء الكبير، بمعنى استعمال الفناء ليس لشقتين او داخل شقة واحدة، ولكن تجميع أكثر من شقة على هذا الفراغ.
وأعتقد أن هذا سيكون أكثر اقتصاديا، ولكن لن يكون هناك فناء خاص لكل عائلة.
وسأحاول أن اعرض حل الدكتور يحيى قريبا هنا فى المنتدى إن شاء الله إذا وافق على الفكرة.
وأدعو الله أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لبلادنا جميعا وديننا إن شاء الله
جمال الهمالي اللافي
إخوتي الأعزاء جميعا، حسام عبدالله، خالد صلاح، نجلاء محمود، أحمد حسني رضوان وباقي أعضاء الملتقى
هذه صور لمساقط أفقية وواجهة لنموذج بيت العائلة الذي قمت بتصميميه لأحد المواطنين، حسب مساحة ومتطلبات وشروط المالك والتي قمت بالإلتزام بها إنجاحا للفكرة، وقد تم تنفيذه وفق إمكانياته المحدودة ودون الرجوع إلي في اختيار أعمال التشطيب. وسأرفق لكم قريبا نموذج آخر.... ومن بعده وبفترة طويلة سأرفق النموذج الذي اقترحته من طرفي لنمط بيت العائلة... يرجى الإثراء وعدم التحفظ في توجيه النقد البناء.
نموذج آخر لبيت العائلة
هذا نموذج آخر لبيت العائلة قمت بتصميمه لنفس المواطن، يحتوي هنا على فكرة وجود الفناء والصالة متعددة الأغراض التي تستخدم لضيافة النساء أيضا.... ولكنه اعترض على زيادة المساحة، فتم اللجوء إلى الحل السابق.

جمال الهمالي اللافي
أرجو أن تكون هذه الصور أوضح قليلا للمشروع الثاني لمقترح بيت العائلة والذي تم رفضه من قبل الزبون لزيادة المساحة المسقوفة من خلال إضافة فكرة الفناء الداخلي.
نأمل من الجميع مناقشة هذا المقترح بالذات لأنه يجسد محاولتي المتواضعة لتحقيق بيت العائلة من خلال الفرص المتاحة لقطعة الأرض وقوانين المباني التي تفترض وجود ردود من الجهات وهذا ملخص للفكرة
الدور الأرضي يمثل النواة الأولى لبيت العائلة حيث تتوفر فيه جميع الخدمات الأساسية:
1- استقبال رجال+ حمام للضيوف الرجال
2- استقبال النساء+ حمام للضيوف النساء، وهي كبيرة الحجم نسبيا لتشتغل في المناسبات المشتركة للعائلة كصالة متعددة الأغراض لهذا ألحق بها مخزن.
3- الجزء الخاص والذي يضم فراغ المعيشة+ صالة الأكل+ المطبخ+ حجرتين نوم + حجرة نوم رئيسة بحمامها الخاص.....
الدور الأول والأدوار المكرره:
في هذا الدور تم تكرار مجموعة الفراغات الموجودة في البند -3- بحيث تتحول إلى شقة عن اليمين وشقة عن اليسار. وهو الجزء الذي سيتكرر في الأدوار اللاحقة بحسب حجم أفراد العائلة.
وهنا تم تحقيق بعض النقاط المهمة وهي
- عدم التقيد بالردود الخلفية وذلك في محاولة أولى لكسب مساحة يمكن توفيرها في هذا النموذج إذا ما كانت مساحة القطعة أقل بالنسبة للعرض.
- تم وضع مدخل الضيوف في سقيفة المدخل لتحقيق عوامل الخصوصية والفصل بين الضيوف وأصحاب البيت.
- تم وضع مدخل السلام المؤدي لباقي الأدوار في السقيفة أيضا لتوفير بعض الراحة والخصوصية للأبناء وضيوفهم بحيث تتم الحركة بعيدا عن الفناء الداخلي.
- مراعاة عدم تماثل الواجهة الرئيسية قدر الإمكان من خلال عدم تماثل توزيع الفراغات في الدور الأرضي، والاستفادة من بروز بعض الأبراج بشكل مختلف في باقي الأدوار، بحيث لا نكرر نموذج العمارات السكنية المعتمد على تماثل شكل الواجهات.
إخواني نأمل إثراء الحوار وعدم التوقف، فليس بالضرورة أن نصل إلى نموذج عبقري من المحاولات الأولى، بل سيتم ذلك من خلال النقد والتوجيه البناء.
وسأقدم لاحقا النموذج الخاص لبيت العائلة والذي أشتغل على تعديله وفق رؤيتي الخاصة وليس وفق الظروف التي يفرضها الزبون أو طبيعة الموقع المتاحة.

نجلاء محمود
أخى الكريم والعزيز جمال
بارك الله فيك وبارك فى كل ما بين يديك، تسلم يديك على كل ما صممت وكتبت وابتكرت وفكرت، فعلا الحلول جميلة ورائعة بالنسبة لبيت العائلة:
بالنسبة للحل الخاص بحضرتك:
1- الفراغات وطريقة ترتيبها، أعتقد إنه منطقى ومريح جدا، وفيه خصوصية عالية جدا
ولكن لى رأى صغنون بالنسبة لوضع غرفة النوم الرئيسية ذات الحمام الخاص، أعتقد الأحسن أنه يحدث تبادل بينها وبين المطبخ وقاعة الطعام، حتى تكون بعيدة عن المدخل ويكون المطبخ والمعيشة وقاعة الطعام قريبين أكثر للمدخل، ما رأيك؟
2- بالنسبة للحمام المشترك بين غرفتى النوم، بابه تقريبا أمام باب المدخل سواءا فى الدور الأرضى أو فى الدور المتكرر، فما رأى حضرتك لو وضع الباب على ناحية "يمين أو شمال" ويوضع أمامه فى الحائط بارفان، أو حائط خشبى خفيف "مشربية" لتغطى مدخل الحمام، ويترك مسافة ما يوازى باب للدخول الفراغ الخاص بالغرفتين؟
بالنسبة للحل الذى اختاره العميل:
فيه سؤال صغير، لا يوجد غرفة طعام فى الأدوار المتكررة، فهل هذا معناه أن المطبخ سيكون فيه مساحة للطعام؟ أم أن الدور الأرضى سيكون مشترك بين الأدوار العليا، بمعنى سيكون غرفة الطعام فى الدور الأرضى للجميع؟
بارك الله فى كل ما تفعل يا رب ويعينك على كل خير، وجزاك الله كل خير أخى الكريم

جمال الهمالي اللافي
أختي العزيزة، نجلاء
بارك الله فيك على ردك، وجميع ملاحظاتك بالنسبة للتصميم المقترح من طرفي صحيحة مائة بالمائة وقد وجه لي بعض الزملاء في المكتب نفس الملاحظات، وأحاول أن اشتغل عليها. ولكن كثرة إلحاحكم على ضرورة إرفاق تصور لفكرتي جعلني استعجل بتقديمها، فقط كي أفتح باب النقاش المعماري.... وأنا عادة لا أعرض أفكاري قبل نضجها خوفا من أن تعطي مفعولا عكسيا... وكذا الأمر بالنسبة للمقترح الذي وافق عليه الزبون.... وأنا هنا أعرض أفكار أولية ولا أعرض تصاميم مكتملة.
بالنسبة لغرفة الطعام فلا توجد في الأدوار الأخرى، ونحن في ليبيا عادة ما نستعمل غرفة المعيشة للأكل فهي مساحة متعددة الأنشطة والوظائف، ولكنها بدأت تدخل كفراغ مرتبط بالمطبخ في البيوت الجديدة، ولو على مستوى محدود بطاولة صغيرة في أحد أطراف المطبخ... وصاحب البيت هنا رجل محدود الأمكانيات المادية، لهذا تمّ توفير كل المتطلبات في بيته والاقتصار على الفراغات الأساسية في شقق الأبناء.

أختي العزيزة، نجلاء
ربما يكون حوارنا هنا تحت عنوان البيت الاقتصادي، الهدف منه الخروج بخلاصة القول أنه يجب علينا تجاوز مرحلة الحديث عن البيت الاقتصادي إلى البحث عن المسكن الملائم للأسرة العربية المسلمة بغض النظر عن مستوى معيشتهم، فكما قلتي أنت أنه من حق الفقراء أن يعيشوا في مسكن يليق بآآدميتهم..... ولن نجد عن فكرة تجميع العائلة في مجمع سكني واحدة بديلا أفضل من هذا الحل، أي أننا بطريقة أو أخرى لا نجد مفر من العودة إلى النمط التخطيطي والإسكاني التقليدي الذي عرفته المدينة العربية الإسلامية في عصور إزدهارها.
لأنه وبعد كل هذه التجارب الإسكانية العديدة لم يجد الناس راحتهم واستقرارهم وظل البحث مستمر عن المسكن الذي يحقق الاستقرار ويلبي كافة الاحتياجات الطبيعية والمادية، وكل الجهود بطريقة أو أخرى تتجه نحو بيت العائلة كحل بديل قديم متجدد.
بيت العائلة ليس بالضرورة أن يكون اقتصادي في تصميمه وتنفيذه، ولكنه اقتصادي في ما يترتب عليه من خلال جملة المكاسب التي ستتحقق من خلال تبنيه كمقترح إسكاني لدوي الدخل المحدود وللأغنياء على حد سواء، ولهذا فهو ليس بيت للفقراء بقدر ما هو بيت لكل إنسان يبحث عن الاستقرار العاطفي والنفسي والمادي والاجتماعي.
واعتقد أن فكرة تجميع مجموعة مساكن حول فناء مع الأخذ بعين الاعتبار وجود سلالم مشتركة هو الحل الذي اشتغل عليه بعيدا عن ضغوط الزبائن، وهو عبارة عن مسكن من دور أرضي تتوفر فيه جميع الوظائف الأساسية ما عدا فراغات الاستقبال التي تتجمع في سقيفة المدخل، ويتكرر هذاالمسكن في الأدوار الأخرى مع مراعاة طرح ثلاثة نماذج مختلفة تتكرر على المستوى الرأسي ولكنها تتنوع على المستوى الأفقي لتحقيق شئ من التنوع والهروب من تكرار نموذج واحد يبعث على الملل.
واضح أننا جميعا بدأنا نقترب كثيرا من وضع تصور متكامل للنموذج المثالي للمسكن الملائم وظيفيا واقتصاديا واجتماعيا.

نجلاء محمود
الأخ الكريم جمال
أشكرك على التعليق الجميل فعلا، والذى يبشر بأننا إن شاء الله سوف نصل لفكرة حل يمكن أن تطبق فى معظم البلاد العربية إن شاء الله، وأتمنى المشاركة من الجميع والتعليق حتى نستفيد أكثر ونبلور فكرة إيجابية نستطيع بها أن نصل لما نبتغيه من حل للمسكن المناسب لكل إنسان سواءا كان فقيرا، محدود الدخل أم إنسان ميسور الحال.
فبصراحة، حل العمارات المكدسة بالسكان، والتى تشبه علب الكبريت، ولا يدرى أى منهم ما يجرى عند الآخر، مما قد يتسبب فى بعض الأحيان أن يموت جار ولا يعلم عنه أى إنسان لمدة تصل لثلاثة أيام أو أكثر، هذا الحل غير آدمى، ويقتل بداخلنا الإحساس بالجمال، والإحساس بالعائلة الواحدة والتماسك فيما بيننا، ويشجع على الأنانية وحب النفس، دون الإحساس بالآخرين.
نحتاج للرجوع للعلاقات الطيبة فيما بيننا كما يحثنا ديننا الحنيف، وأن نسكن فى مكان مريح حتى نستطيع أن ننشئ جيل جديد مرتاح نفسيا وجسديا وناضج عقليا وواعى دينيا وصحيح قلبا وقالبا، حتى ننهض ببلادنا ونصل بها لبر الأمان إن شاء الله.
ولكم منى كل تقدير واحترام
أختكم نجلاء محمود

حسام عبد الله
اخواني العزاء
ارجو الاطلاع على البحث الموجود على المقع التالي

http://www.iugaza.edu.ps/ara/researc...id=7&type_id=1
وهو بعنوان
Towards lowering the cost of houses in Palestine: new perspective
هذا البحث منشور في المجلة العلمية للجامعة الاسلامية بغزة

جمال الهمالي اللافي
هذا ملخص للبحث نقلته عن الموقع الذي تفضلت أخي حسام بعرضه علينا
ملخــص البحث/
الهدف الرئيسي لهذه الدراسة تطوير طريقة لتقليل تكلفة المساكن دون الإخلال بالشروط البيئية و الصحية. هذا سيؤدي إلى تمكين عدد اكبر من الفلسطينيين ذوي الدخل المحدود وخاصة في قطاع غزة لامتلاك مساكن خاصة بهم. من اجل تحقيق هذا الهدف تم وضع مجموعة من الأهداف التفصيلية يمكن تلخيصها في التالي:
1. البحث والاستقصاء في العوامل المؤثرة في تكلفة مشاريع الإسكان في جميع مراحل تنفيذها.
2. تحديد معايير للإسكان الاقتصادي.
3. اقتراح طريقة لتخفيض تكلفة المشاريع الإسكانية.
4. البحث والاستقصاء عن العوامل المؤثرة في الطريقة المقترحة من خلال استخدام حالة دراسية واقعية وتطوير واقتراح نموذج مشروع إسكان اقتصادي يحقق المعايير السابقة.
تم تحقيق هذه الأهداف من خلال مراجعة الأدبيات المتعلقة بالإسكان الاقتصادي و دراسة تجربة الإسكان الفلسطينية ومقابلة مجموعة من الخبراء في مجال الإسكان من الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرة العملية للباحثين. تتكون الطريقة المطورة لتقليل التكلفة من خمس مراحل هي مرحلة الإستراتيجية, التخطيط والتصميم, طرق التعاقدات, مرحلة التنفيذ بالإضافة إلى مرحلة التقييم. تعتمد هذه الطريقة في تقليل التكلفة على تطوير معايير تخطيطية وتصميمية جديدة, تطوير نظام إنشاء جديد (التعاقدات), الاستخدام الأمثل لمواد البناء و اقتراح برامج تمويل مناسبة لذوي الدخل المحدود. استخدام هذه الطريقة سيؤدي إلى إيجاد عدد اكبر من الوحدات السكنية وتقديم مساحات وحدات سكنية مناسبة بالإضافة إلى تقليل مدة تنفيذ المشروع وبالتالي تقليل المصاريف الإدارية. إن الحالة الدراسية التي تم انجازها أظهرت تخفيض في التكلفة بنسبة 20% تقريبا من إجمالي التكلفة. من أهم التوصيات للقطاع العام والخاص التأكيد على استخدام هذه الطريقة وأخذها بالاعتبار في عملية إنتاج مشاريع الإسكان الاقتصادي الجديدة سواء في فلسطين أو الدول الأخرى.

أخي العزيز/ حسام عبدالله
لو اعتمدنا على الإسمنت والحديد كمواد للبناء، أعتقد أننا سنقع في ورطة كبيرة، لأن الملاحظ في جميع الدول العربية أن أسعار الإسمنت والحديد في زيادة مضطردة بسبب إحتكار صناعة هذه المواد على فئات محدودة، وحسب مجريات الأمور فإن اسقرار هذه الأسعار يعتبر من المستحيلات.
لهذا أرى أن يتم التركيز على البحث عن مواد بديلة محلية، وأن تجرى عليها الإختبارات المعملية، وهناك مادة الطوب الرملي، فلها خصائص عديدة تحقق الكثير من النتائج المطلوب، كذلك أرى أهمية العودة لنظام الحوائط الحاملة كحل إنشائي، لأنه يقلل من استهلاك مواد البناء وخصوصا الحديد والأسمنت.

حسام عبدالله
الاخ العزيز جمال
البحث الموجود في الموقع يناقش اغلب العوامل المؤثرة في توفير الاسكان الاقتصادي
اتمني من الجميع الاطلاع عليها وابداء الراي
بخصوص استخدام المواد المحلية اود القول بان قطاع غزة يفتقر الى الموارد الطبيعية اضافة الى ان عدد السكان كبير جدا نسبة الى المساحة المتوفرة مما ادى الى حتمية التوسع الراسي، لذلك فالاقتراح يركز على استخدام المواد المصنعة محليا حتى لو كانت المواد الخام مستوردة على ان يتم ضبط الجودة لتكون بمستوى منافس للصناعات المستوردة.

Bakur
كل الشكر لك أخ حسام ....
من أهم العوامل و المحددات للحصول على مسكن اقتصلدي :-
- الاستفادة الكاملة من مساحة الأرض و الحرص على عدم اهدار اي جزء منها .
- التقليل قدر الامكان من استهلاك الطاقة و الستفادة من مصادر الطاقة الطبيعية .
- استخدام مواد التكسية المتناسبة مع الأجواء المحلية و المتوفرة محليا بأسعار معتدلة .
- مرونة التصميم بحيث يكون هناك امكانية للتوسع المستقبلي ، في حالة ازدياد عدد أفراد الأسرة (أي استخدام مبدأ البناء التزايدي) .
- استخدام أنظمة تصريف و ميكانيك بسيطة ، و التقليل من وصلات الأنابيب وذلك بجعل اماكن الخدمات التي تحتاج للتصريف في أماكن متقاربة .
- استخدام لغة معمارية بسيطة في التشكيل من خلال توظيف أشكال ذات خطوط مستقيمة قدر الامكان لتسهيل عملية التنفيذ ، بالاضافة لسهولة استخدام الفراغات الداخلية .
- معالجة الفتحات بيئيا و اجتماعيا للاستفادة من التهوية و الاضاءة الطبيعية .
- الحرص على توجيه المبنى توجيها سليما لتقليل الطاقة المستخدمة في التكييف .
- محاولة دمج فراغات الضيافة بما لا يخل بالمتطلبات الاجتماعية لتحقيق أعلى قدر من الاعتمادية في المسكن .

أحمد عبد العالي رشيد" معماري، مدرس مساعد/ الجامعة التكنلوجية- بغداد"
الاخ حسام عبدالله
دائما ما كنا نطمح ان تكون هناك عمارة في مخيلتنا بالغة التكاليف خصوصا عندما كنا طلابا في الهندسة المعمارية وكثيرا ما يتهم المعماري كونه يريد تحقيق رغباته بالطريقة التي لاتنسجم مع الكلف الواطئة وهذا حال اغلب المعماريين الذين يتصدرون الشهرة فرواد عمارة التقنية العالية high-tech.امثال نورمان فوستر ورينزوبيانو ما كان ليتحقق لهم مايتمنونه لولا الكلف المفتوحة لمشاريعهم ولكن العمارة التي تخص اغلب الناس هي ليست هذه وهذا ماالفت اليه الانتباه المعماري حسن فتحي المولود في صعيد مصر حيث كان غالبا ما يتحدث عن عمارة الفقراء وقد نجح في قطع شوط مهم في ذلك وقد نجد حلول اخرى لو اهتممنا بذلك ونحن ملزمون بذلك وجزاك الله خيرا

خالد صلاح
اري اننا انجرفنا كثيرا عن الاصل الي مناقشة التفاصيل مثل المساقط الافقية والمواد المستعمله وهذه هي المنتج النهائي لتطبيق استؤاتيجية محددة ... المهم في الموضوع هو وضع الاستراتيجية الخطوط العريضة والاساسية .. وتظل التفاصيل لتكون مرنة بحسب كل مجتمع واحتياجاته ومتطلباته وامكانياته اضافة الي المواد المتوافرة.

جمال الهمالي اللافي
أخي الكريم/ خالد صلاح والحديث للجميع
أنا معك في ضرورة الإنطلاق من استراتيجية متينة وعميقة، ولكن ماذا تقصذ أخي خالد من بهذه الاستراتيجية، كما اتفق معك في أن التفاصيل تحددها ظروف كل منطقة أو بلد.
كذلك تكلمت عن ضرورة وضع استراتيجية لمعالجة إشكاليات المسكن الاقتصادي. وحسب ما فهمته من ملاحظتك أنك تريد وضع استراتيجية للخروج بورقة عمل لألية تطبيق الرؤى المطروحة من طرف المجموعة المشاركة في النقاش وتحويلها إلى واقع ملموس.
إذا ما سلمنا جميعا بأن البيت الاقتصادي المثالي والعملي هو في إعادة طرح نموذج بيت العائلة كسكن اقتصادي. يكون علينا تحقيق الخطة الاستراتيجية التالية:
عرض هذه الرؤية من خلال ورقة عمل على الجهات المسؤولة لتبني الفكرة وطرحها في ندوات وحلقات نقاش داخلية ومن تم الدعوة لمؤتمر دولي تقسم محاوره على المواضيع التالية:
1- مواد البناء المحلية البديلة للإسمنت ومدى قدرتها على تقديم حلول إنشائية ناجحة للمسكن متعدد الأدوار. " المواد المتعارف عليها/ الطين، الطوب الرملي" كيف يمكننا توظيف هذه المواد بصورة ناجحة وقابلة للتعميم والانتشار، وإلى أي مدى هي إقتصادية.
2- فكرة بيت العائلة، كمجع سكني يوفر بعض الفراغات وليس المساحات، هل هذا النموذج واقعي وعملي، أم أنه مجرد فكرة مثالية ليس لها علاقة بالواقع ولا يمكن إدراجها ضمن إطار المسكن الإقتصادي.
3- الحي السكني الإقتصادي، كيف يمكن تطبيق فكرة الإسكان الإقتصادي على مستوى المجاورة السكنية حتى نحقق نتائج أكبر.
4- الطراز المعماري للمنطقة التي سينفذ فيها مشروعات الإسكان الإقتصادي، كيف يمكننا مراعاة الخصوصية الفراغية والثقافية والاجتماعية لسكان المنطقة التي سيقام فيها مثل هذا النوع من المشاريع.
كما يمكننا الترويج للفكرة من خلال وسائل الإعلام المختلفة ودعوة رؤس الأموال لتبني هذا الطرح وخصوصا أننا نشهد في هذه الأونة حركة عمرانية كبيرة في أغلب الدول العربية.

تنويه/
واضح أن حماسة الجميع فترت ولم يعد هناك ما يضاف للموضوع لولا مشاركة الأخ bakur وهي تفاصيل مهمة تضاف إلى حلقة النقاش، وهي نقاط جد مهمة وحيوية في صياغة المسكن الاقتصادي.
كذلك أوجه تحية تقدير للمعماري أحمد عبدالعالي رشيد، على إضافته. ولكن أحب التنويه إلى نقطة مهمة تطرقنا إليها في السابق وهي عدم ربط فكرة الإسكان الاقتصادي بالفقر، لأن ذلك يسبب حرجا كبيرا لكل من يعنيه الموضوع، مما يجعله يرفض التعاطي مع أي طرح أو مشروع أو فكرة تأتيه من هذا الجانب" الفقر". فللناس عزة نفس يتوجب علينا احترامها. لهذا توصلنا إلى طرح فكرة بيت العائلة الذي يعالج الموضوع من زوايا مختلفة.

خالد صلاح
الاخ العزيز جمال
كالعاده تأتي مشاركتك كالنهر في فيضانه فيه من الخير ما يغطي من الارض الداني والقاصي .
ما سطرته سابق هونهاية النقاش بدايه التطبيق .. هذا كما اري هوخارطة الطريق _ برغم شؤم المصطلح علينا دائما _ اذا كان هناك امل ان يتحول الحلم الي واقع فمن هنا نبدأ .
ادعوكم جميعا الي تشكيل مجموعه عمل تتولي تحويل ما جاء في استراتيجية الاخ جمال الي خطة واهداف تكتيكية يتم الوصول اليها ثم تجميعها ونشرها .. املين ان يكون في ذلك خير للعرب جميعا .

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز/ خالد صلاح
لك مني فائق التقدير والاحترام، وأثمن عاليا هذا التفاعل والإثراء، وسأسهم بدوري في وضع تصور مبدئي للخطط والأهداف والمنطلقات وبرنامج العمل وعرضها عليكم في أقرب فرصة، إن شاء الله.

بكلي صالح
السلام عليكم
في الحقيقة هده أول مساهمة مني في هدا المنتدى
أشكركم عظيم الشكر على إثارتكم للموضوع و المساهمات الرائعة التي قدمها بعض الأعضاء
كوني مهندس معماري مختص في تصميم السكنات لمدة 12 سنة إستطعت أن أصل إلى صياغة مقاربة منهجية في تصميم المساكن الإقتصادي و التي تخرج من دائرة إقتراح الحلول المجربة و التي نجدها في أدبيات المسكن الميسر و عمال "lqcm" المطبقة حاليا في بعض البلدان الأوربية.
إن المنهج المقترح ينطلق من التكلفة المالية للمسكن ليصل في الأخير إلى التصميم -كأي منتوج إقتصادي موجود في السوق- (طريقة عكسية) و تضبط بأهداف قابلة للقياس و بمؤشرات لقياس مدى نجاعة الحل المقترح في التخفيض الشامل في السعر.
وقد جربت هدة الطريقة في مشروع تافلات بمنطقة ميزاب جنوب الجزائر و توصلت إلى نتائج كبيرة ( تخفيض ب 1/3 من المسكن العادي) .
و سأحاول إن مكنني الله بتخريج الطريقة و تطبيقتها بالعربية و نشر على أعضاء النادي
ثبتكم الله و نحن حتى نصل أن نحول المسكن من حلم إلى مكتسب لكل رب أسرة.

مخطط موهوب
بحث حول تيسير الاسكان بالعالم العربي
ملخص البحث:
تشهد اغلب المدن بالعالم العربي معدلات متزايدة من النمو العمراني والتحضر المطرد نتيجة :
· للنمو السكاني
· تزايد معدلات الهجرة من البيئة الريفية والرعوية إلى المدن.
· وضع الحكومات لمجموعة من السياسات والبرامج للتعامل مع هذه الظاهرة العمرانية
· تلبية احتياجات المجتمعات العربية من تزايد الطلب على الإسكان الملائم والخدمات الأساسي
· إعادة استغلال الموارد المتاحة لتوفير المسكن الملائم من منظور يحقق الاقتصادية والكفاية لمختلف التجمعات بالعالم العربي
· مقاومة النمو السريع للعمران بالمدن العربية

جمال الهمالي اللافي
بارك الله فيك أخي الكريم، مخطط موهوب على إسهامك الرائع والمتجدد. هذه الدراسات القيمة ستسهم حتما في وضع أساسات رؤية معاصرة لمفهوم الإسكان الإقتصادي من منظور عربي وإسلامي إنطلاقا من طرحنا المشترك كمجموعة لبيت العائلة كحل بديل لأنماط الإسكان الاقتصادي السائدة.
لا يجب أن ننسى أو نتناسى أن مشاريع الإسكان الاقتصادي وما يصاحبها من إشكاليات هي مشكلة تعاني منها جميع الدول العربية، حتى وإن اختلفت المسميات. لهذا المطلوب مساهمة كافة الأعضاء من جميع الدول العربية برأيهم وخبرتهم في هذا الموضوع، حتى نستطيع الخروج بنتائج مشتركة يمكن تعميمها للفائدة.

كما أحب التنويه إلى أنني ومن خلال زيارتي لبعض الدول العربية رأيت أن النموذج الإسكاني العام المطروح على أرضية الواقع هو نموذج العمارات السكنية ذات الطوابق التي تزيد عن العشرة، وهو نموذج أثبت فشله وسلبياته على البنية الاجتماعية والأخلاقية، وخصوصا بالطريقة التي ينفذ بها حاليا. وأستغرب جدا هذا الإصرار على تنفيذ هذا النموذج، رغم إنه ليس إقتصادي لا من حيث تكلفة البناء ولا من حيث الأسعار المطروحة على المواطن في مقابل حصوله على شقة في إحدى هذه العمارات. ولا من حيث إستقرار الأسر لمدة طويلة داخل هذه الشقق، أي بمعنى أن كل سكان العمارات يعتبرون وجودهم في هذه العمارات حالة مؤقته لحين تحسن أوضاعهم المادية ومن تمّ يبدأون في التفكير في شراء أرض وبناء سكن خاص، ومن لم يستطع يظل دائما في حالة توتر وعدم استقرار وإحساس بالدونية لعدم تمكنه من تجاوز مرحلة سكنى العمارات.

سأقول لكم عن خاطرة مرت ببالي وأنا أرى هذه العمارات الشاهقة وتوزيعها المتباعد فيما بينها، لقد فكرت أنها ربما تنفذ بهذا الشكل لدواعي أمنية بحثة، بحيث يمكن محاصرة أي عمارة في أي وقت وعزلها، وبالتالي فهي تعتبر سجنا يسمح فيه لنزلائه بالخروج إلى حين إشعار آخر.... ربما تكون خاطرة غير منطقية، ولكنها تستحق الوقوف عندها والتفكير، لماذا الإصرار على نموذج العمارات السكنية كحل وحيد إسكاني للمدن العربية؟ وهل المواطن العربي لا يستحق أكثر من ذلك؟

بكلي صالح
تحية حب و تقدير لكل الإخوة الأعضاء
عندنا في الجزائر مثل شعبي يقول" البركة في القليل" وقوة المشروع لا تقاس بعدد المنتسبين إليه بل بقوة طرحه و نجاعته في الميدان.
أشكر الإخوة جمال وخالدو على التشجيع و أتمنى أن أكون في مستوى أمالهم.وقد أعجبت بمداخلاتهم و أفكارهم حول المشروع.
وأقترح على الإخوة تحضير أرضية للمشروع تكون دقيقة و علمية و هي مبدئيا:
1. ما هي العناصر المحركة التي تكلف المسكن و إدا أمكن ترتيبها حسب الخطورة .
2. الأهداف العملية للمشروع ( حجم و مجال التخفيض) بحيث تكون أهداف مهمة و قابلة للإنجاز و القياس.
3. معايير القياس ( متوسط الدخل السنوي للأسرة/....).

من تاريخ نالوت




أ. سعيد علي حامد*


تقع مدينة نالوت إلى الجنوب الغربي من مدينة طرابلس على بعد 270 كم تقريباً ،على طريق طرابلس العزيزية نالوت غدامس ، وهي تقع في منتصف طريق طرابلس غدامس 600 كم تقريباً.
شيدت مدينة نالوت القديمة على قمة جبل ضمن سلسلة جبال نفوسة وترتفع عن مستوى سطح البحر نحو 640 متراً. وتشرف على الطريق الذي يشق الجبل ويربط بين طرابلس وغدامس.
في ظل غياب المصادر التاريخية القديمة التي تتحدث عن نالوت يمكن أن نربط تاريخ منطقة نالوت بتاريخ أقليم المدن الثلاث وخاصة في العهدين الفينيقي والروماني . إذ أعطاها موقعها المميز الذي يتوسط طريق تجارة القوافل الرابط بين طرابلس وغدامس وغات ثم مناطق ما وراء الصحراء الكبرى في أفريقيا أهمية كبيرة فهي استراحة لتلك القوافل خاصة مع توفر مياه العيون في المنطقة مثل عين تاله وعين تغليس وغيرهما .
بعد خضوع منطقة شمال إفريقية للحكم الروماني المباشر بعد سنة 46 ق.م. أصبحت هذه المنطقة تعرف باسم أفريقيا الجديدة Africa (( (( nova وعين المؤرخ الروماني سالوست Sallustius)) أول حاكم روماني عليها. وبذلك خضعت منطقة نالوت للهيمنة الرومانية ، ولعل الرومان اهتموا بالمنطقة وحرصوا على السيطرة عليها وإرساء دعائم الاستقرار بها حرصاً منهم على تأمين طريق القوافل الذي يمر بالمنطقة . ومع ذلك فانه ليس من المستبعد أن تكون المنطقة أحد ميادين الثورة التي قادها الزعيم الليبي تاكفريناس الذي قاد ثورة شملت معظم الشمال الإفريقي ضد الرومان وقام بحرب عصابات ضد الاحتلال الروماني ودامت ثورته من سنة 17 م إلى سنة 24 م.
لم تشيد أي استحكامات عسكرية في دواخل إقليم المدن الثلاث في بداية الاحتلال الروماني وكانت الفرقة الاوغسطية الثالثة الرومانية والتي كانت تعسكر بالقرب من مدن طرابلس الثلاث ( لبدة – أويا طرابلس – صبراته ) تتحرك لقمع أي ثورة ضد السلطة الرومانية . إلا أن هذا النظام الدفاعي لم يعد كافياً وقادراً على القضاء على الحركات الثورية ضد الرومان في المنطقة نظراً لاتساعها وصعوبة مسالكها ، ولفرض مزيد من السيطرة وتكريس الاحتلال تم تغير النظام الدفاعي بالمنطقة في عهد الإمبراطور سبتميوس سويروس فأسس نظاماً دفاعياً ثابتاً وعرف هذا النظام الدفاعي باسم (Limes Tripoiltanus ) أي التخوم الطرابلسية ويمكن تلخيصه على النحو التالي :-
1ـ الخط الدفاعي الأول : ويقع في أقصى جنوب إقليم المدن الثلاث ، ويتكون من ثلاثة حصون رئيسة ضخمة وهي :- - حصن أبي نجيم شيد في عهد الإمبراطور سبتميوس سويروس سنة 201م.
- حصن غدامس وشيد في عهد الإمبراطور كراكلا ( 211م – 217م ) .
- حصن القريات الغربية ويرجع إلى عهد الإمبراطور اسكندر سويروس ( 222م – 235م ).
2ـ الخط الدفاعي الثاني :- يقع إلى الشمال من الخط الدفاعي السابق ، ويتكون من مجموعة من المزارع المحصنة في وادي سوف الجين وزمزم وكان يرابط بها جنود ليبيون ممن سرحوا من الفرقة الاوغسطية الثالثة الرومانية وكانت تقدم لهم الأراضي وبعض الماشية ويعفون من الضرائب لفترة من الزمن نظير قيامهم بصد غارات القبائل المحلية على إقليم المدن الثلاث .
3ـ الخط الدفاعي الثالث :- وهو عبارة عن عدة طرق أنشئت لأغراض عسكرية تربط بين المدن والحصون والمزارع المحصنة. أنشئت بعض الحصون العسكرية الصغيرة بعد سنة 238م . وعرفت باسم سنتريون (Centurion) أي حصون المئة . وكان يرابط بكل منها حامية رومانية مكونة من مئة من الجنود . وفي فترة تالية قسمت مناطق التخوم الطرابلسية إلى مناطق تدافع عن نفسها وتخضع كل منها إلى قائد محلي يسمى ضابط الحدود . ولعل هذا النظام طبق على منطقة نالوت فعسكرت بها حامية رومانية لأهميتها الإستراتيجة
نالوت في العهد العربي الإسلامي :-
تصمت المصادر التاريخية العربية التي اعتنت بفتوح البلدان عن ذكر مدينة نالوت فلم تمدنا بأي معلومات عنها ، كما أن الجغرافيين والرحالة العرب القدامى والذين عنوا بوصف جبل نفوسة لم يتطرقوا في كتاباتهم إليها . فابن حوقل صاحب كتاب صورة الأرض والذي ألفه في القرن الرابع الهجري وصف جبل نفوسة وبعض مدنه ولم يشر إل
ى نالوت . فيذكر أنه " جبل عال منيف ... وفيه منبران لمدينتين تسمى أحدهما شروس في وسط الجبل وفيها مياه جارية وكروم وأعناب طيبة وتين غزير ، وأكثر زروعهم الشعير وإياه يأكلون ، وإذا خبز كان أطيب طعماً من خبز الحنطة ، ولشعيرهم لذة ليست في خبز من أخباز الأرض ... وبالجبل مدينة ثانية تعرف بجادو من ناحية نفزاوة وفيها منبر وجامع " (1) .
أما البكري فقد وصف جبل نفوسه في كتابه المسالك والممالك
في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري ، وذكر أن المسافة من طرابلس إليه مسيرة ثلاثة أيام وهو على ستة أيام من القيروان ، ويذكر أن طوله من الشرق إلى الغرب ستة أيام ووصف مدينة جادو بأنها مدينة كبيرة ولها أسواق . ويذكر بأن بوسط الجبل " النخيل والزيتون الكثير والفواكه " (2) .
وصف الشماخي ( ت. 928هـ . 1522م. ) في كتابه السير نالوت بقوله " ولالت موضع الأشياخ والعلم " (3) وقد أورد فيه بعضأً من علمائها.
كانت نالوت في العهد العثماني تشكل " قضاء من الدرجة الثانية
تابعاً لسنجقية الجبل . وقد احتفظت الإدارة الإيطالية بتبعية هذه المتصرفية وأنشأت ناحيتين داخليتين ) كاباو والحرابة )" (4) .
تمكن الإيطاليون في أكتوبر سنة 1911م من احتلال المناطق الساحلية من ليبيا ولم يتمكنوا من احتلال نالوت إلاّ في 12/4/1911م . وجعلوها قاعدة لزحفهم نحو مدينة غدامس " وكانت نالوت من المراكز الهامة للثورة التي اندلعت في الدواخل في أواخر 1914 وعبثاً حاول الإيطاليون استعادة الوضع والسيطرة على نالوت وإنقاذ حاميتهم بها ، إذ كانت جميع هذه المحاولات تبوء بالفشل ، نتيجة المقاومة العنيفة التي اشتعلت في المنطقة ، وقد تعرضت إحدى قوافل النجدة الإيطالية في أواخر نوفمبر 1914 إلى الإبادة التامة ، ولم تتمكن نجدة أخرى من الوصول إلى نالوت حيث هوجمت في ( تكوت ) وتكبدت خسائر
فادحة " . (5) وأمام الثورة وشدة المقاومة أصدرت السلطات الإيطالية لحمايتها المحاصرة في نالوت الأوامر بالانسحاب منها في 5/7/1915 ." ونظراً لاستحالة عودة الحامية الى الساحل بسلوك الطرق الداخلية المألوفة ، فقد اضطرت الحامية إلى اللجوء إلى الحدود التونسية عن طريق الذهيبات ولكن لم تسلم من مهاجمة الوطنيين الذين كبدوها خسائر فادحة ، بحيث لم ينج إلا القليل منها الذي استطاع أن يتجاوز الحدود " (6) . تمكن الايطاليون من احتلال نالوت 6/7/1922م. بعد العمليات العسكرية التي قاموا بها لإعادة احتلال منطقة جبل نفوسة . واتخذوا من نالوت قاعدة للزحف نحو غدامس.
أهم المواقع الأثرية بنالوت :-
- المساجد :-
من أهم المساجد القديم بها الجامع العتيق أو القديم ويقع إلى الشمال من قصر نالوت ، ويتميز هذا الجامع بمئذنته البسيطة ، ( أنظر الصورة ) ويمكن اعتبار هذا النوع من المآذن تطوراً للمئذنة السلم في العمارة العربية الإسلامية . يتكون بيت الصلاة من عدة أروقة ، به محراب بسيط عبارة عن تجويف في جدار القبلة ، أما المنبر فكان عبارة عن سلم يتكون من درجتين حجريتين ، وهذا النوع يعد من أقدم المنابر في عمارة المساجد ، وفي غياب النقوش الكتابية والمعلومات التاريخية عن تاريخ تأسيس هذا المسجد فأنه من خلال المكونات المعمارية وطريقة البناء والمقارنة يمكن إرجاع تاريخ إنشائه إلى القرن الثالث الهجري.
وقد هجر هذا المسجد وحفر بالقرب من مدخله ماجل ( ماجن ) لحفظ مياه الأمطار وبني إلى الغرب منه وفي منسوب سقفه جامع جديد في فترة متأخرة.
وهناك مسجد أخر يعرف باسم جامع أولاد يحيى يقع بجوار قصر نالوت في الجهة الجنوبية منه ، يتميز بضيق مدخله وبانخفاض منسوبه عن الطريق وبصغر بيت الصلاة فيه ، بجوار مدخله ماجل حفر في الصخر، وكانت به مئذنة شبيهة بمئذنة الجامع العتيق والتي عبارة عن ثلاثة أعمدة مائلة تلتقي عند قمتها ( أنظر الصورة ) ، والمئذنة الحالية شيدت في أواخر القرن العشرين وفيها محاولة لمحاكاة المئذنة القديمة .
ويوجد بمدينة نالوت جامع أخر وهو جامع العساكرة وهو يعود إلى فترة تاريخية متأخرة عن الجامعين السابقين ، إذ يحتمل أن تاريخ بنائه يعود إلى القرن العاشر الهجري ، وهناك بنالوت جامع شداد وقد ت
م تجديده بالكامل.
- قصر نالوت :-
طبيعة جبل نفوسة في الماضي أعطت سكانه نمطاً معيناً من الحياة ، فقد اعتمدوا على مياه الأمطار مما جعلهم يتنقلون من واد إلى أخر طلب اً للمرعى والماء ، كما تميزت المنطقة بوجود الكثير من أبراج المراقبة والحصون والتي يطلق عليها الأهالي اسم القصور ، إذ يوجد في المنطقة الواقعة بين مدينة غريان ومدينة وازن على الحدود التونسية ما يزيد على خمسين قصراً يعود معظمها إلى الفترة العربية الإسلامية المبكرة وهي تختلف في أحجامها من قصر إلى أخر.

وقد استعملت هذه كحصون لصد الغارات كما استعملها الأهالي لتكون أمكنة " أهراء " لتخزين الغلال وزيت الزيتون الذي اشتهرت به المنطقة منذ القدم ، كما استغلت ساحات تلك القصور لتكون أسواقاً كان مبدأ المقايضة هو الغالب فيها. بني قصر نالوت على حافة الجبل الذي يرتفع 640 متراً عن مستوى سطح البحر وهو يسيطر على الطريق الرئيسي الذي يربط بين طرابلس بغدامس ، وموقعه الاستراتيجي ومظهره العام يدل على انه بني لغرض دفاعي ويظهر ذلك من ارتفاع سوره الخارجي وموقع مدخله الذي يطل على السهل مباشرة ، أما داخله فيعطي انطباعاً بأن تشييده كان لغرض إيجاد مخازن لتخزين الغلال ( شعير ، قمح ، تين مجفف ، تمور ) وزيت الزيتون.
يقع مدخل القصر في الجهة الشمالية الشرقية ، يبلغ ارتفاعه حوالي 2.10 متر وعرضه 1.10 متر. ويتميز قصر نالوت بعدم وجود ساحة تتوسطه كما في قصر الحاج ، إذ استغلت الساحة في بناء مجموعة من المخازن ، ويرتفع قصر نالوت إلى 5 أو 6 طوابق شيدت فيها عدد كبير من المخازن يبلغ عددها ما يقرب من 400 مخزن ، ويبلغ ارتفاع المخزن ما بين متر ومتر ونصف المتر وعرضه يختلف من حجرة إلى أخرى ولا يتجاوز عرض أكبرها 2 مترين اثنين . ورغم ارتفاع القصر فان بناءه يتميز بعدم وجود سلم متكام
ل للصعود إلى الحجرات العليا وإنما يصعد إليها عن طريق أوتاد خشبية مثبتة في الجدران يتسلقها من أراد الصعود .
إن طراز قصر نالوت هو طراز محلي وهو ما يعرف بال
عمارة العفوية أو التلقائية والتي تبنى من قبل أناس تمرسوا في أعمال البناء وهي لا تسير حسب مخططات يتم الاعتماد عليها ولا يحاد عنها بل هي قابلة للتغير حسب المتطلبات والظروف.
لم أعثر على تاريخ إنشاء هذا القصر ، إذ لا يوجد نقش تأسيسي ، كما لا يوجد من ذكره من الكتاب والرحالة القدامى ، وهو يعود لفترة أقدم من تاريخ إنشاء قصر الحاج الذي أسسه الحاج عبد الله أبو
جطلة وهو من أهالي القرن السابع الهجري .

ويبدو أن قصر نالوت والقصور المشابهة له هي " أقدم الأصناف من القصور نظراً لتماثل تهيئته مع تهيئة الدور الكهفية ( Troglodytes ) يتكون القصر في هذه الحالة من " الغرف " ذات السقف المقبى المنحوتة في خدود المرتفعات الجبلية والتي تأخذ شكلاً مستطيلاً في تجاورها الواحدة تلو الأخرى ..... ونظراً لغياب المعطى الوثائقي الأكيد فإنه يعسر تحديد تاريخ نشأة هذا الصنف من القصور ".(7)
ويمكن عن طريق إجراء دراسة مقارنة بين قصر نالوت والقصر القديم الذي يقع على بعد 18 كم جنوب شرق مدينة تطاوين في تونس الوصول الى تاريخ تقريبي لتأسيس قصر نالوت ، فمن المعلوم إن القصر القديم بتطاوين يرجع تأسيسه كما يشير نقشان موجودان به : فالنقش الأول يشير الى سنة ( 484 من وفاة الرسول ) " إتمام سنة أربع وثمانين أربع مائة بعد وفاة النبي عليه السلام "
(8) وهو ما يقابل سنة 495 هـ. ويشير النقش الآخر الى سقيفة القصر القديم بأنها بنيت" يوم الجمعة في الله ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وأربع مائة بعد موت النبي عليه السلام كثير "(9) وهذا التاريخ يقابل 486 هـ . وعلى ذلك فإن القصور المحلية القديمة التي في تونس وليبيا بمنطقة جبل نفوسة تعود لهذه الفترة أو أقدم بقليل ، وبذلك فإنه من المحتمل أن يكون سكان المنطقة قد استغلوا الحصون القديمة التي تعود في نشأتها إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين ، ثم قاموا بتأسيس القصور التي تستغل للسكن والدفاع في مرحلة متأخرة تعود إلى القرنين العاشر أو الحادي عشر ميلادي.
تعرض قصر نالوت للقصف من قبل الجنود الأتراك بعد سقوط حكم الأسرة القرمانلية 1835 م ، واضطر الأهالي لإخلائه وقد تضرر من جراء ذلك لشدة القصف وضعف مكوناته الإنشائية
، وفي مرحلة تالية قام الأهالي بترميمه في أواسط القرن التاسع عشر ، إلا أنه تعرض لتخريب في بداية القرن العشرين وتداعت بعض أجزائه فيما بعد نتيجة للعوامل الطبيعية نظراً لطبيعة المواد الداخلة في إنشائه وهي الحجارة الصغيرة والجبس والخشب وهي ذات تكوين إنشائي ضعيف لا تقاوم عوامل التعرية والنحت والزمن إضافة إلى عدم القيام بالصيانة الدورية له.
وفي ثمانينيات القرن العشرين قام الأهالي بمساعدة مصلحة الآثار بترميم أغلب الأجزاء المتداعية ثم قامت جمعية أصدقاء البيئة والتراث بنالوت بتنظيفه وببعض أعمال الترميم به .

بيوت المدينة :
بنيت البيوت حول القصر وعلى حافة الجبل ، وتتكون معظمها من طابقين استعملت الحجارة الصغيرة والجبس في البناء واستخدمت أخشاب أشجار الزيتون وجذوع النخيل في التسقيف وكأبواب ونوافذ ، وتتميز البيوت بصغر حجمها وتجاورها ليشد بعضها بعضاً ، كانت مدينة نالوت القديمة تحيط بالقصر وقد بنيت على حافة الجبل ، وتتميز شوارعها بالضيق وقد تعرضت المدينة إلى إزالة أجزاء من معالمها العمرانية أثناء توسعه الطريق الرئيسي الذي يربط طرابلس بنالوت وغدامس ، وهناك مجموعة من البيوت حفرت في الطبقة الصخرية الهشة ( الدواميس ) ، وهي التي تعرف ببيوت الحفر إذ يتم حفر السقيفة وهي عبارة عن دهليز مسقوف طبيعياً تؤدي إلى ساحة محفورة تحت مستوى الأرض وتعلوها كوة كبيرة للإضاءة والتهوية ويتم حفر مجموعة من الحجرات تفتح على ساحة البيت ويبلغ عمق هذه البيوت
من 5 إلى 8 أمتار تحت مستوى سطح الأرض وميزة هذه البيوت أنها دافئة شتاء باردة صيفا . وهذا النوع من البيوت أقدم من البيوت التي بنيت بالحجارة والجبس .

معاصر الزيتون :
توجد بمدينة نالوت القديمة عدة معاصر لعصر الزيتون وهي على الشكل التقليدي الذي يدار بواسطة الحيوانات- الجمل في العادة – ويتم ذلك عن طريق حجرة أسطوانية كبيرة الحجم توضع على حجرة ضخمة ثابتة نحت وسطها ليكون على شكل حوض وتربط الحجرة الأسطوانية عن طريق حبال بالجمل الذي يقوم بالدوران حول الحجرة الثابتة بعد عصب عينيه ويوضع الزيتون في الحوض وعن طريق الدوران يتم جرش الزيتون وعند إتمام ذلك يوضع الزيتون المجروش في ( شوامي ) وهي عبارة عن سلال صغيرة صنعت من سعف النخيل أو نبات الديس وتنقل إلى المكبس وهو عبارة عن جذع نخلة يوضع في أحد طرفيه ثقل عبارة عن حجر كبير وترتكز من منتصفها على حجر أو أي مادة صلبة وتوضع الشوامي وهي معبأة بالزيتون المجروش تحت الثقل وعن طريق الكبس يتم انسياب زيت الزيتون إلى أحواض أو جرار معدة لاستقباله ويستخدم زيت الزيتون في الطهو أو كدواء وكان يستخدم في السابق للإنارة .

حماية وصيانة المعالم الأثرية :
من المعلوم أن أهم أعداء الآثار ، البشر والعوامل الطبيعية ، فالإنسان غير المدرك لقيمة المباني الأثرية والتاريخية يؤدي دوراً تخريبياً لها ، أما العوامل الطبيعية من رياح وعواصف وأمطار......الخ فضررها يتزايد مع مر السنين . ومع بداية القرن العشرين تطورت أعمال حماية وصيانة الآثار ، وأنشئت العديد من المراكز المتخصصة في هذا المجال وأصبحت هناك تخصصات دقيقة في معالجة المواد المختلفة للمباني الأثرية والتاريخية ، فهناك مختصون في معالجة الرطوبة وآخرون في معالجة أمراض الحجارة .....الخ.
وللمحافظة على القصور التاريخية يجب القيام بصيانة دورية لها فمن شأن ذلك إطالة عمر المبنى وتوصى المنظمات الدولية المعنية بصيانة وترميم المواقع الأثرية بالابتعاد عن الإسمنت خاصة الأسود منه في صيانة المواقع لأن ضرره أكثر من نفعه ، ويجب صيانة المباني بنفس المواد التي شيدت بها .
ومن أخطر العوامل الطبيعية الضارة بالمباني الرطوبة فهي تتلف الرسوم والزخارف والمواد خاصة الجص . " إن التحري الدقيق عن مصدر الرطوبة هو ضرورة أساسية للوصول إلى معالجة مرضية ، فالرطوبة كالحمى تماماً هي علامة المرض ويجب على الطبيب أن يشخص أولاً المرض الذي أحدث الحمى لأن الرطوبة تعتبر نتيجة لاحقه لتأثير قوى فيزيائية محددة وغير متوازنة في بناء ما ، نصب أثري أو قطعة منفردة من مادة البناء . ففي حالة الرطوبة يجب أن يؤدي المعماريون والمهندسون ما يشبه مهمة الأطباء فيقوموا بكافة الفحوص الضرورية لتحديد طبيعة المرض ، إذ من الخطر الاعتماد على الإحساس العام كما كان الحال في الماضي بل على العكس من ذلك يجب أن تترجم الظاهرة إلى أرقام بعد أن يتم تجميع دقيق للمعلومات الأساسية" . (8)
يجب الاهتمام بالمعالم المعمارية بإعادة بناء الأجزاء المنهارة منها وصيانة ما يحتاج منها إلى ذلك إلا أنه " يجب الاحتراس من أعمال الإعادة التي يتم فيها تهديم البياض الذي يستعاض عنه بالمواد المضادة للرطوبة ، فمثل هذا العمل سيؤدي إلى عملية تجميل خارجيةوبعد بضع سنين فإن البقع ستظهر على الملاط الجديد وسيتلف كالبياض السابق".(11) إن الكثير من القصور الموجودة في منطقة جبل نفوسة غير مدروسة دراسة علمية وغير مرفوعة هندسياً وهذا مما يصعب مهمة المرممين في إعادة الأجزاء المنهارة ، ويجب أن تتكاثف الجهود بين الجهات المختلفة ذات العلاقة لرفع هذه المعالم الأثرية والتاريخية وتصويرها وتوثيقها توثيقاً علمياً وهذا العمل هو بداية الدراسة العلمية الجادة لهذا الموروث الحضاري .
يمكن استغلال هذه القصور المتناثرة على قمم جبل نفوسة وتحت أقدامه سياحياً وذلك بإعادة توظيفها لتكون أماكن للإيواء ومرافق خدمية مع عدم الإخلال بنسيجها المعماري أو إدخال مفردات معمارية دخيلة عليها أو طمس وتشويه مكوناتها ، وإقامة مهرجانات سياحية خاصة بها .

الحياة الاقتصادية في نالوت :-
تعتمد الحياة الاقتصادية في نالوت على ثلاثة مصادر هي : الزراعة ، والرعي ، والصناعة التقليدية .
1- الزراعة :-
تعتمد المنطقة في نشاطها الزراعي على مياه الأمطار وهي محدودة جداً فالمعدل السنوي لسقوطها 138 مم ، ويرجع سبب ذلك إلى أن الجبال في هذه المنطقة أقل ارتفاعا إضافة إلى أنها " واقعة في ظل الأراضي التونسية بجبالها المرتفعة ومعنى هذا أن الرياح التي تهب عليها من الغرب أو الشمال الغربي تكون غالباً قليلة المطر ".(12)
من أهم المحاصيل الزراعية :-
- الشعير:ـ وهو يعتمد على مياه الأمطار ، فيكون محصوله وفيراً في السنوات المطيرة ، ويقل كثيراً في السنوات التي ينحبس فيها المطر ، ويعد من المواد الغذائية الأساسية بالمنطقة.
- أشجار الزيتون :ـ تعتبر من أهم المزروعات في المنطقة ، ومن المعلوم أن العرب الكنعانيين هم الذين أدخلوا زراعته في شمال إفريقية منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد وربما زاد الاهتمام بها في فترة الاحتلال الروماني وأن هذا الاهتمام " لم يكن نتيجة استعمار مفاجئ ، وإنما كان نتيجة سنوات عديدة من الزراعة التدريجية ... وأن مزارع الزيتون ... كان يحتلها بشكل أساسي أفراد من السكان المحليين الذين تأثروا بالطابع الروماني لا مستوطنون مهاجرون ". (13) وقد كانت أشجار الزيتون في منطقة نالوت متناثرة بين شعاب الوديان وعلى سفوح الجبال ، وقد حاول الأهالي الاستفادة من مياه الأمطار بعمل سدود حجرية أو ترابية حول المنطقة المزروعة لحجز اكبر كمية من المياه المنحدرة إليها.
- أشجار التين :ـ وتنمو أشجار التين بالمنطقة وهي تعتمد في ريها على مياه الأمطار ويؤكل التين طازجاً أو يجفف في الشمس ويتم تخزينه وبالمنطقة كميات كبيرة من أشجار التين.
ـ أشجار النخيل :ـ وهي تنمو بالمنطقة وفي السابق كان توجد بها أعداد محدودة ولكن تم الاهتمام بها في الفترات الأخيرة وزادت الكميات المزروعة منها واغلب الأشجار الموجودة كانت في مناطق عيون المياه . وهناك بعض المحاصيل الأخرى كاللوزيات والخضراوات بأنواعها والتي تزرع بسهل الجفارة عند قدم الجبل في تكويت والتي شهدت خلال سبعينيات القرن الماضي حفر العديد من الآبار وإقامة مشاريع زراعية بها .
2- الرعي :-
وهو من الحرف الرئيسية بالمنطقة ومن أهم الحيوانات التي يقوم الأهالي بتربيتها : الأغنام والماعز والإبل وغيرها ، ويستفاد من لحومها وأصوافها وأوبارها .
3- الصناعة التقليدية :-
من أهم الصناعات بالمنطقة الصناعة اليدوية التي تعتمد على المواد الخام المتوفرة محلياً وهي :- ـ صناعة المنسوجات الصوفية : ومن أهمها الحولي النالوتي الذي أشتهر بمتانته وجودته ، وهو من الأزياء الشعبية التي يحرص الليبيون على ارتدائه ، والأغطية الصوفية إذ كانت الأسر في نالوت تنتج احتياجاتها منها ، وتقوم النساء
بالعمل في هذه الصناعة على النول العمودي ( المسدة ) ، وتسد هذه الصناعة في السابق احتياجات الأهالي ويصدر الفائض منها إلى المناطق الأخرى ، وتستفيد الأسر من مردود الإنتاج لتحسين مستوى معيشة أفرادها.

ـ صناعة الفخار :- تعتبر صناعة الفخار من أهم الصناعات التقليدية في منطقة الجبل الغربي ، إذ كان الأهالي يعتمدون على هذه الصناعة في توفير أدواتهم المنزلية وأوعية الحفظ والتخزين . وتعتمد هذه الصناعة على المواد الخام المتوفرة محلياً ، ومع التقدم الاقتصادي الذي شهدته البلاد تراجعت هذه الصناعة كثيراً في الأونة الأخيرة.

أما بالنسبة إلى الموارد الطبيعية بنالوت فهناك العديد من المواد الخام التي لم تستغل حتى الآن ومنها : " الحجر الجيري الدولوميتي ورمل السيلكا والجبس والطينات وحجر الصوان وشواهد معدنات الحديد والمنجنيز ، وهذه الخامات يمكن أن تقوم عليها الصناعات الآتية : الجير – التربة البيضاء ، التربة العادية ، الأعلاف ، الزجاج ، أوراق السنفرة ، الجرافيت ، قوالب صب قطع الغيار ، الصناعات الفخارية ، الآجر الأحمر ، أحجار الزينة ، أحجار المجوهرات شبه الثمينة ". (14)
* باحث ومؤرخ ليبي

الهوامش :-
1. ابن حوقل .صورة الأرض . بيروت :دار مكتبة الحياة ، د.ت.ص.39
2. البكري . المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب ، وهو جزء من كتاب المسالك والممالك.ص.9
3. الشماخي .كتاب اليسير – الجزء الخاص بتراجم علماء الغرب إلى نهاية القرن الخامس ه .ص.247
4. هنريكو دي أغسطيني . سكان ليبيا – القسم الخاص بطرابلس الغرب .ص.519
5. خليفة محمد التليسي . معجم معارك الجهاد في ليبيا .ص.479
6. المرجع السابق.ص.479.480
7. عبد الرحمن أيوب . من قصور الجنوب التونسي : القصر القديم .ص.133
8. المرجع السابق.ص.136
9. نفس المرجع والصفحة .
10. جيوفاني مزاري . الرطوبة في المباني التاريخية .ص.5
11. المرجع السابق.ص.35
12. عبد العزيز طريح شرف . جغرافية ليبيا .ص.209
13. جودتشايلد. دراسات ليبية .نقله إلى العربية د.عبد الحفيظ الميار. وأحمد اليازوزي .ص.33
14 . د.علي أحمد المخروف .استثمار وتنمية الموارد الطبيعية بمنطقة نالوت .دراسة نشرت ضمن أعمال المؤتمر الأول لجمعية أصدقاء البيئة والتراث بنالوت. بتاريخ 4 / 5 النوار ( فبراير ) 1427 ميلادية .(1997)

المصادر والمراجع :-
أولاً المصادر:-
1. ابن حوقل .صورة الأرض . بيروت :دار مكتبة الحياة ،( د.ت).
2. البكري . المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب ، وهو جزء من كتاب المسالك والممالك.بغداد : مكتبة المثنى ،( د.ت).
3. الشماخي .كتاب اليسير – الجزء الخاص بتراجم علماء الغرب إلى نهاية القرن الخامس ه .تحقيق ودراسة محمد حسن .تونس : كلية العلوم الإنسانية.1995م.
ثانياً المراجع :-
1. جودتشايلد. دراسات ليبية .نقله إلى العربية د.عبد الحفيظ الميار. وأحمد اليازوزي .طرابلس : مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية .1999
2. جيوفاني مزاري . الرطوبة في المباني التاريخية .ترجمة ناصر عبد الواحد . بغداد : المركز الإقليمي لصيانة الممتلكات الثقافية في الدول العربية.
3. خليفة محمد التليسي معجم معارك الجهاد في ليبيا . بيروت : دار الثقافة .ط. 3، 1973م.
4. سعيد علي حامد . المعالم الإسلامية بالمتحف الإسلامي بطرابلس . طرابلس : منشورات مصلحة الآثار .1977م.
5 .عبد الرحمن أيوب . من قصور الجنوب التونسي : القصر القديم .بحث قدم للمؤتمر الحادي عشر للآثار في الوطن العربي ، نشر في كتاب النقائش العربية في الوطن العربي . تونس : المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ،1988.
6. عبد العزيز طريح شرف . جغرافية ليبيا . الإسكندرية : مطبعة المصري .1963.
7. هاينز. دليل أثار طرابلس الغرب . ترجمة عديله مياس . طرابلس : منشورات مصلحة الآثار.
8. هنريكو دي أغسطيني . سكان ليبيا – القسم الخاص بطرابلس الغرب .تونس –ليبيا : الدار العربية للكتاب .ط الثانية .1978.
البحوث والمقالات :-
1. سعيد علي .قصور تاريخية منافعها شتى . مجلة تراث الشعب . مجلة فصلية تصدر عن اللجنة الشعبية للاعلام والثقافة .طرابلس . السنة 11. العدد2. 1991.
2. د.علي أحمد المخروف. استثمار وتنمية الموارد الطبيعية بمنطقة نالوت .دراسة نشرت ضمن أعمال المؤتمر الاول لجمعية أصدقاء البيئة والتراث بنالوت، بتاريخ 4/5 النوار ( فبراير ) 1427 ميلادية .(1997)

الأحد، فبراير 08، 2009


ينظم المركز الثقافي الإيطالي بطرابلس

محاضرة تحت عنوان

السرايا الحمراء.... طرق المحافظة عليها
تلقيها
البروفيسورا: لاورا باراتيني
يوم الثلاثاء الموافق 2009/2/10
على تمام الساعة
8.00 مساء
والدعوة مفتوحة

الجمعة، فبراير 06، 2009

الحرف الفنية وهندسة العمارة .. أفاق التكامل




د. مصطفى محمد المزوغي

تأتي هذه المحاولة كقراءة تستعرض سبل مد جسور التواصل بين الحرفة الفنية وهندسة العمارة من خلال الوقوف على تجارب ، يحفظها لنا التاريخ كمحطات ، جيرة بالتوقف عندها ، لنتدارس فرص توظيفها كخطة عملية وعلمية تتيح للبيئة الحرفية تكاملها الفني في حضور هندسة العمارة كأم للفنون؛ فالعمل على تحقيق أرضية منطقية ( مشتركة) بين الوسط الحرفي و المعماري يفسح المجال لتبلور حلول معمارية ( موضوعية) تحد من كثافة المحاولات الفردية .

عند تأسيس مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية في العام 1895ف، كان الهدف منها خلق جيل من الحرفيين في مختلف الصناعات ضمن بيئة تعليمية مهنية تكفل الارتقاء بمستوى الحرفية إلى صفوف التألق الإبداع . كما صاحب هذا الهدف حماس المواطن الطبيعي للبناء ؛ فبعد الإعلام عن تأسيس المدرسة أسهم متبرعون لصالح المشروع ، وهذه التبرعات بدأت تصل تباعاً إلى مجلس ولاية طرابلس حتى من المناطق النائية عن مركز الولاية ؛ فقد وصلت تبرعات من قضاء مصراتة (...) ووصلت تبرعات أخرى من قضاء ترهونة (...) . وهكذا بدأ أهالي البلاد متحمسين لإنشاء مدرسة صناعية لتعليم أبنائهم وتدريبهم على الحرف . أن الوقوف برهة أمام هذا الحماس والتأمل فيه ، يفصح بوضوح عن الرصيد الحضاري الفني الكامن في جنبات المواطن ، وإدراكه أهمية تأسيس مدرسة تقنن الحرفية الموروثة في عمائرنا المحلية وأثاثنا وملابسنا وحليتنا وأوانينا وحتى في عاداتنا .

إن المتتبع للرصيد المعماري الموروث (في ماتبقى) من مدننا القديمة ، لن يجد العناء في فهم ورصد التكامل البيئي المعماري والحرفي الذي يعكس تكاملاً حضارياً استدام بيئياً وثقافياً واقتصادياً ردحاً من الزمن ؛ فالمتأمل للفضاء الرئيسي بالدار الطرابلسية (وسط الحوش) ووسط البيت الغدامسي ، يجد مثالين في متباينتين لمجتمع واحد ، ساهم حسه الحرفي الفني الموروث والمصقول في الاستجابة لكل بيئة في بناء تكامل بديع وتوافق حدود الفراغ المعماري وما يحتويه من معالجات بيئية وتأثيث وتفاصيل .

فالدار الطرابلسية الساحلية التقليدية فضاء ينعم بتوافق مركباته التي تنامت بتأنٍّ عبر الزمن ، مستجيباً لمتطلبات البيئة والإنسان على حد سواء . هذا الفضاء حقق متطلبات الإنسان البيئية والثقافية والاقتصادية ضمن إطار جمالي حضاري موروث ووفق معطيات إنشائية مناسبة ، ساهمت جميعها في نشأة بيئة عمرانية نرقبها اليوم من شرفات الدور الفسيحة والحديثة متحسرين على الحقيقة الفراغية في مدينتنا القديمة ، مدركين في الوقت ذاته غيابها في الضاحية ؛ فزقاق المدينة الضيق المتفرع من الشارع العام يقودنا إلى منفذ محدد ينتهي بباب البيت معلنا حرمة ساكني الدار ، نستأذن أهلها لتستقبلها سقيفة تمنع الخيار للوصول إلى محطة الغرباء الأخيرة في دار الضيافة المربوعة ، أو أن يختبر أهل الدار سقف الفضاء الأزرق المستقطع من سماء الدنيا في فناء تتوسطه كروم وحنة ونخيل ، أحاطت به حوائط تعلن واجهات حقيقية بكل تفاصيلها قلبت إلى الداخل لاعتبارٍ بيئي وثقافي متسعة نوافذها ومشرعة أبوابها تفسح المجال لكل الحرفيين في نجارتها وخزفياتها ونسيجها ومعادنها لتستقر في ثنايا الفضاء وأرضياته ، وتكسية جدرانه بحائطيات مطرزة وبسط ومفارش .

على الجانب الأخر نجد البيت الغدامسي الصحراوي يتمتع بفضاء مركزي جامع تصب فيه كل فراغات البيت بمستوياتها المتعددة .هذا الفراغ ، الذي نجده الأكبر حجماً ، تناسبت مركباته المادية من أرضيته إلى ارتفاع ومساحات جدرانه إلى مساحة سقفه الذي تتوسطه بؤرة لضوء النهار ، كل هذا صنع فضاء معمارياً بصيغة براجماتية رسمت ركيزة النجاح لها سنون لعبة التفنن في صناعة البيئة رافدها الدائم الاَّ نكرر الخطأ بعد المحاولة . الداخل إلى الفراغ من بعد مسيرة في دروب المدينة ، تتناقله إيقاعات ضوئية وتنام إيقاعات الدف الصحراوي ، تفاجئه إزاحات فضائية للدرب الضيق ليعلن حضور مدخل البيت العنوان الأول للحرفية الفنية التي تتوافق فيها الهندسة والخامة ، وتزدان برقائق ملونة تغطي السطح في إيقاع شبكي شاهد على استطاعة أهل البيت إلى سبيل المسجد الحرام.

ينسحب الداخل بخطواته متوازناً إلى مستوى وسط البيت (الفراغ المركزي الجامع) حذراً متكئاً على الحائط ، ليشهد انفجار اللون على السطوح بكل عنفوان ، تتفتت الجدران ويصبح المرء في صندوق للعجائب الحرفية ، وخزانة مليئة بكل الفنون . رسومات زخرفيه بلون أحمر غدامسي تفسح المجال لرفوف غائرة وبارزة لتكون حجرات تسكنها أواني نحاسية لامعة ، سطوح من المرايا الصغيرة ، أقمشة نسجت وعطور وبخور وأشياء أخرى في حافظات مطرزة جمعت كل شيء يضج بالحياة تنقلت بعيداً عن الصحراء ترغمك على أن تبصر لا أن ترى .
من وراء كل هذا ؟
إنه التراكم المعرفي الحرفي المتوارث عبر أجيال من المحاولة والخطأ ، شكلت في الختام رصيداً رصيناً لا ليتم حفظه في المتاحف أو ليستثمر سياحياً ، بل ليكون زاداً معرفياً لا ينضب لجيل اليوم من المعماريين والحرفيين معاً . إنه أيضا امتداد للموروث العربي الإسلامي الذي كان هو الأخر رصيداً جمالياً إنسانياً ارتكز أساساً على رصيده العربي لأهل الجنوب في شبه الجزيرة (2) ، إضافة إلى الزخم الحضاري الإنساني للأراضي التي تم فتحها فجر الإسلام وعلى وجه التحديد الدولة الساسانية والإمبراطورية البيزنطية .

وتجدر الإشارة هنا إلى حقيقة هامة لعبت دوراً رئيسياً في إرساء ركائز الامتداد والوحدة الفنية للفن الإسلامي ألا وهي الخط العربي ، والتي كان لحركة التعريب التي قادها الخليفة عبد الملك بن مروان في القرن الأول الهجري أثرها الكبير نحو خلق ثقافة عربية جديدة ، نج شواهدها متتالية زمنياً عبر آثار العمارة والفنون ابتداء من عصر الدولة الأموية وحتى يومنا الحاضر كما تشير الشواهد إلى أن الطراز الأموي يعتبر أول الطرز التي جسدت وحدة الفن الإسلامي (3) .

إن هذا السرد استهدف تسليط الضوء على حقيقتين أساسيتين : الأولى ، بتصميم العناصر الفنية (المعمارية والحرفية ) التي نجد في تنوع وتباين التكوينات بها وخصائصها الجمالية ، قاسماً مشتركاً تعود جذوره دائما إل بداية محددة . والحقيقة الثانية ، تتعلق بتنفيذ هذه العناصر التي هي الأخرى تتحدد بمواد التنفيذ وخواصها من جهة وتقنية التنفيذ من جهة أخرى .

إن مجالات الحرف الفنية تبدو وثيقة الصلة بهندسة العمارة حتى إن المرء لا يمكنه تجاهلها . وكثيراً ما يلمس المهني الهندسي حيرة المواطن العادي في توزيع الثقة بين المعماري والحرفي . وكم من مرة رجحت كفة الحرفي ! فالحرفي يملك القدرة على بلورة الخيال إلى حقيقة مرئية في حين أن قدرة المعماري لم تتجاوز ترجمة الخيال إلى رسومات ليس إلا مما يضعه في خانة العجز عن إدراك أسرار لعبة البلورة الحقيقية.
في ظل ثلاثية الثقة المفقودة والتوافق الغائب بين المواطنين والحرفي والمعماري تبرز بعنف الفجوة الجمالية .


فكيف يجد كل منهم ملامح هذه الفجوة الجمالية في محيط بيئتنا العمرانية ؟
إن المواطن بات يدفع الثمن الأكثر فداحة ، فهو رهين غربة جمالية تنأى به كل لحظة عن موروث متجانس وهوية حضارية تضع عنوان حضوره المادي على البسيطة ليدنو كل يوم مناخ متخبط يجره فقدان الهوية البطيء . وكم من محيط عمراني يعكس قيم ساكنيه ؟
وتأتي المسؤولية الأولى التي تقع على اتق غياب الحرفي الفني الوطني ليصبح المكان مباحاً للمغامرين ؛ فعمائرنا اليوم شاهد حي على عبث حرفي لمهارات متواضعة تملك بدايات الحرفية ومبادئ جمالية مشوشة وجت بيئة ثقافية عذراء شرعوا في تزويقها بوضع مساحيق الدنيا على وجنتيها حتى صارت مدينة اليوم في ليبيا مسخاً يقنع نفسه كل يوم بأنه الأجمل بالنظر في مرآة مشروخة صنعتها الثقافة الوافدة بالمهارات البائسة ذاتها . والمعماري في ظل هذا العبث حاضر وغائب ؛ فالمئات من خريجي المؤسسات التعليمية العليا من جامعات ومعاهد يساهمون في تعمير بيئتنا بمخططات تعكس محاولات متباينة في الجدية والصدق تصرعها ضغوطات الرصيد المعماري الوافد وسيطرة الحرفية الأجنبية ويقهرها غياب كل من المنهج التدريبي وصناعة البناء وثقة المواطن .

إنه مثلث تفككت أضلاعه فكانت نتائجه عمائر تحمل كل شيء عدا الهوية المنشودة ، حاولت محاكاة العالمية فأخطأت الخطوة وفقدت أثر خطواتها ، وازدادت الضغوطات حتى بات سؤال البناء والتعمير كابوساً بدلاً من أن يكون طموحاً حضارياً . إن بنيات مدننا اليوم امتدت رقعته وطغت دون ملامح ، وسيبقى طويلاً قبل أن يغيب عن أبصارنا ، وما مطالعتنا له كل يوم إلا مسامير أخيرة في نعش هويتنا الجمالية . هذا الانتحار الجمالي البطيئ اقترفه الجميع في حق الجميع .
هل من سبيل لنتقن خطوتنا من جديد ؟
نعم وبكل ثقة . فقط إذا ما وقفنا زمناً نتدارس معطيات قائمة وضوابط منشودة يمكن معها رصف الدرب إلى بيئة عمرانية يتفاعل معها الإنسان جمالياً وحضرياً دون تغرب . وقد لا نملك في هذه القراءة السريعة مناقشة تفاصيل تنفيذية بالقدر الذي يمكن معه التفكير بشكل كتابي في أحد السبل الكفيلة برأب الصدع في بيئتنا الجمالية . إنه وفي مدرسة حرفية كمدرسة الفنون والصنائع الإسلامية فرصة للوقوف والقياس بتمن في وقعها وإدراك الدور الحضاري المناط بها خطوة يشترك في مسؤوليتها كل مواطن ، فهي مدرسة أسسها الشعب لحرفية فنية تنتمي حضارياً إليه .

إن تكثيف برنامج علمي مدروس يشترك في طرحه كافة الشرائح الفنية ذات العلاقة من أساتذة وحرفيين فنيين ومعماريين وفننانين ونقاد ومؤرخين من خلال الحوار ، ليسهم في تطوير مناهج التدريس والتدريب بشكل أساسي وليعمل على توثيق الصلة بين المصمم والمنفذ. كما أن إثراء سبيل التعاون الحرفي والمهني يشكل خطوة في وضع الأساس لبيئة جمالية تسد الفجوة الثقافية .




(2) شيحة ، مصطفى عبد الله الوحدة الجمالية في مدارس الفن الإسلامي الفكر العربي العدد 67/13 يناير 1992،ص ،74.
(3) نفس المصدر ص، 76.

الأربعاء، فبراير 04، 2009

ندوة التّراث العمرانيّ المحلّي المغاربي


تنظّم جمعيّة أحبّاء ذاكرة الأرض بتطاوين بالإشتراك مع المندوبيّة الجهويّة للثّقافة والمحافظة على التّراث بتطاوين ندوة التّراث العمرانيّ المحلّي المغاربيّ وذلك في إطار ملتقى التّراث المحلّي للمغرب العربيّ الذي يلتئم في سياق شهر التراث لهذا العام، وقد حدّد تاريخ النّدوة أيام 1 و 2 و 3 مايو 2009 بتطاوين .
تتناول النّدوة عدّة محاور اجتماعيّة و ثقافيّة و هندسيّة و معماريّة تتعلّق بالبحث في التّراث العمرانيّ بالمنطقة المغاربيّة بشمال إفريقيا.و تهدف إلى تعميق الوعي بالخصائص الثّقافيّة للمنطقة المغاربيّة.
و تتركّز بحوث و محاضرات النّدوة حول المحورين التّاليين:
1- التّأثيرات الإجتماعيّة و الثّقافيّة و دورها في تشكيل التّراث العمرانيّ المغاربيّ.
2- الأنماط المعماريّة و تقنيات البناء في المنطقة المغاربيّة :
* الأنماط المعماريّة التّقليديّة السّائدة قي المنطقة المغاربيّة.
* تأثر الأنماط المعماريّة بالحضارات الوافدة.
* مواد البناء و أساليب تشييد المباني في الأقاليم المغاربيّة ( ساحل / جبل / صحراء).
فعلى كل من يرغب في المشاركة في هذه النّدوة من باحثين ومهندسين وأساتذة ومن المهتمّين بالتراث المحلّي بمختلف أشكاله تسجيل رغبتهم في المشاركة و الإتصال بالجمعية أو بالمندوبيّة الجهويّة للثقافة و المحافظة على التّراث بتطاوين في أجل أقصاه نهاية فبراير 2009. ومدّ لجنة تنظيم الّندوة بموضوع المحاضرة أو الورقة وبملخّص لأهم عناصرها انطلاقا من المحاور المعروضة أعلاه في أجل أقصاه نهاية مارس 2009.
ولتأكيد المشاركة توجّه الجمعيّة استدعاء شخصيّا لكل محاضر بعد ترتيب المواضيع وتنسيقها و موافقتها مع موضوع النّدوة.
ملاحظات: تدور كلّ أشغال النّدوة باللّغة العربيّة .
تقبل المراسلات على أحد العنوانين التاليين :
*** جمعية أحباء ذاكرة الأرض بتطاوين طريق شننّي.تطاوين.3200
*** المندوبيّة الجهويّة للثّقافة و المحافظة على التّراث شارع أحمد التّليلي. بتطاوين.3200
أو على عنوان الإلكتروني الخاص بالنّدوة :nadwatourath@yahoo.fr .

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...