السبت، أكتوبر 16، 2010
قراءة في حالة التعليم المعماري
سأدخل للموضوع من باب يندرج تحت عنوان" فاقد الشئ لا يعطيه"
فعود على بدء، إلى المرحلة الأولى لنشأة المعماري العربي، داخل أروقة أقسام العمارة بالجامعات العربية، تقودنا إلى طبيعة المنهج الذي يدرّس له في هذه الجامعات، والذي بقدرة قادر أزاح كل أثر للعمارة المحلية، البيئية، الثقافية، المنتمية للمكان قلبا وقالبا، مادة وفكرا، المستوعبة لكل المتغيرات والظروف المحيطة، لتحل محلها عمارة غريبة مغتربة، أشاعوا عنها، أنها عمارة العصر والتنوير، ووسموها بالإبداع والتطوير، وجعلوها حلم كل حالم وهاجس كل طامح للمجد والخلود، وكلما عافها الزمن واعتراها الخلل من فرط هشاشتها، ضخوا فيها أسباب الاستمرارية، تحت عدة مسميات لتعيش فترة أطول( الحداثة، ما بعد الحداثة، البنائية، اللابنائية.... إلخ).
ولم يكتفوا بهذا، بل عمدوا إلى العمارة المحلية وكل ما يمت إليها بصلة من قريب أو بعيد، فأسبغوا عليها شتى صنوف التخلف التي تحط من قدرها، وتنسب إليها كل علة وقصور. كما زيفوا أوراق ثبوتيتها فمحوا كل معنى يربطها بالملاءمة البيئية والقدرة على التكيف مع متطلبات الزمان والمكان. مثلما دنسوا خصوصيتها تحت دعاوى مواكبة روح العصر والتطلع إلى كل جديد واستشراف آخر ما وصلت إليه التقنية والصرعات الفكرية في الغرب. كما حطموا كل النظم والقواعد التي تربط العمارة بالأرض والإنسان والعقيدة والثقافة. لا لشئ ، فقط من أجل عيون رائد التفكيك، وما أدراك ما التفكيك، إنها كل عمل دنئ يبخس الغالي، ويعلي من شأن الرخيص، ويستحل الشذوذ، ويحرم الطيبات.
فإذا كان هذا حال المصنع، فماذا تتوقع أن يكون المنتوج!
ونأتي إلى السؤال الأهم: لماذا كل هذا الذي حدث ويحدث مع العمارة المحلية وطلاب العمارة ومن بعدهم المعماريين في عالمنا العربي؟
الإجابة، وبكل بساطة حسب قناعتي، يرجع بالدرجة الأولى إلى أن منبت العمارة المحلية يستمد مصادر وجوده ومنطلقاته الفكرية وتطبيقاته العملية وديمومة تواصله كواقع متجدد في وجدان الأمة وممارساتها الحياتية اليومية، من جذور الإسلام وتعاليمه، كما أنها البوتقة التي احتضنت هذه القيم، والمرآة التي عكست تعاليمه على سطوح مدنها، ورسمت مسارته بين دروبها وأروقة مبانيها.
ولكي تخرج هذه العقيدة من نفوس الناس، كان لابد من سلخها وهي لا زالت حية من دائرة اهتمامهم، وصرف أنظارهم عنها وعن مضامينها ومحتواها الفكري والعقائدي. وإعلان وفاتها المبكر تحت دعاوي الصدمة الحضارية، وفقدان القدرة على استيعاب المستجدات، والتفاعل مع متطلبات العصر. وفي المقابل إشغالهم بعمارة تخلو من أي محتوى نافع ومضمون هادف ، عمارة تتلون كل يوم بلون جديد وتتشكل في كل فترة بشكل عجيب يستهوي النفوس الخائرة والعقول الخاوية. مثلما يستهوي الآراقوز ويداعب بحركاته البهلوانية أحاسيس الأطفال ويسيطر على مشاعرهم. ولكنه في النهاية لا يقدم لهم إلاّ الوهم، ولا يشغل أوقاتهم إلاّ بالخرافات.
ليأتي بعدها دور الإعلام للترويح والتسويق وصناعة النجوم... وهكذا هو حال العمارة الغربية وربيبتها العرجاء العمارة العربية المعاصرة التي تسير في ركابها لتتلقف فتاتها بلا استحياء، وعلى غرارهما هذا هو حال جل المعماريين العرب في وقتنا الراهن، إلاّ من رحم ربي.
وخلاصة القول، تجرنا إلى خطورة العملية التعليمية في مراحلها المختلفة، وأهميتها في تنشأة أجيال تنتمي إلى ثقافتها، أو تنسلخ عنها. فالعمارة قبل كل شئ رسالة ضمنية تعكسها كل المعالم العمرانية والمعمارية بمختلف مجالاتها وتخصصاتها.
الخميس، أكتوبر 14، 2010
البحث العلمي... وواقع العمارة العربية المعاصرة 1
جمال الهمالي اللافي
أغلبنا يعرف الكثير عن تجربة المعماريين الرواد حسن فتحي، ومحمد صالح مكية، ورفعة الجادرجي، وراسم بدران، وعبد الواحد الوكيل، إضافة لكتابات الدكتور عبد الباقي إبراهيم في مجلته "عالم البناء"، وسلسلة المقالات التي شرع في نشرها عبر الصحف السعودية الدكتور مشاري عبد الله النعيم، ومحاولات الأستاذ علي سعيد قانة لربط طلبته بقسم العمارة والتخطيط العمراني في ليبيا بتراثهم المعماري والفني، وذلك منذ التحاقه بسلك التدريس بالقسم مع مطلع السبعينيات من القرن الماضي وغيرهم.
كل تلك التجارب تؤسس لإشكالية العلاقة بين البحث العلمي الأكاديمي وواقع العمارة العربية المعاصرة، كما تكشف لنا تجربتهم الرائدة، في ربط الفكر المعماري العربي المعاصر بالفكر المعماري الإسلامي- شكلا ومضمونا- عن الفجوة العميقة التي خلّفها المنهج الأكاديمي والتعليمي في مراحله المختلفة، والخلل الذي صاحب طبيعة المعارف والعلوم التي تلقن للطالب ولا تمت بصلة للواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وللبيئة المحيطة، وتتجاهل في محتواها ثوابت القيم الدينية التي تشكل الإطار المرجعي لكل مناحي حياة المسلمين.
لهذا فإن الربط المنهجي للبحث العلمي الأكاديمي بالواقع هو الذي سيمكننا أيضا من ربط المنجز المعماري بالبحث العلمي، بحاجات المجتمع وتطلعاته. بدلا من أن تنحو العمارة منحى آخر بعيدا عن هموم المجتمع ومشكلاته وتطلعاته وآماله، لتأخذ شكلا أقرب للعمارة الاستعراضية، التي أختفت من ورائها طبيعة العمارة كسجل حضاري يؤرخ لحراك مجتمع ويعكس ثقافته. مثلما يغيب من ورائها الفكر والمنهج والرؤية.
وفي ذات الوقت سيأخذ البحث العلمي منحى جديد هو أيضا أكثر ارتباطا بحاجات المجتمع، ومواكبة لتطلعاته في النهوض والارتقاء، وفق ظروفه، وليصبح الباحث أكثر التزاما وإحساسا بمسؤولياته تجاه مجتمعه، الذي ينتظر منه الكثير، ويعلق عليه الآمال العريضة، باعتباره باحثا متخصصا في مجاله، وملما بدقائق الأمور.
وللحديث بقية
الخميس، أكتوبر 07، 2010
المساجد إنشاء وتقنية
م. عزت خيري
م.عادل أبوقرين
م.نبيل جويلي
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة : 18]
من هذا المنطلق قام المسلمون عبر التاريخ بتشييد المساجد و إعمارها تقرباً إلى الله فأخذوا يقومون بالتعمير والتشييد وتطوير عمارة المساجد لدرجة تفوق الوصف. والعمل الجماعي أوالمجهود الذاتي إحدي الطرق لبناء المساجد. ولما كان اعضاء المجتمع كالجسد الواحد كان العمل الجماعي هو سمة هذا المجتمع. ومن مزايا العمل الاهلي التأكيد على دور التكافل في الاسلام ووحدة المجتمع. ولكن المغالة في التفاعل تؤدي في غالب الاحيان الي الحيود عن الهدف وهو مرضاة الله.
المساجد عبر الحضارة الإسلامية كانت مركز الإشعاع الحضاري والفكري والهندسي والهندسة علاقة بين الفن والتقنية. فكان من الضروري التعبير عن الوجه الحضاري للإسلام بالاستفادة من المنتجات التقنية الحديثة للرفع من كفاءة المسجد ولحل المشاكل الفنية التي تنتج أثناء التشغيل أو توفير الجهد والمال أثناء عمليات الصيانة المستقبلية. وننوه هنا إلى بعض تلك التقنيات والتي تبدأ بتحديد اتجاه القبلة وفي أعمال البنية التحتية وخاصة في شبكات الإمداد بالمياه والصرف الصحي وتقنيات الصوت لتفادي الضجيج والتشويش من المصلين أو النقال, وتقنيات توزيع الضوء ووحدات الإنارة والسيطرة عليه, بالإضافة لتقنيات اللوحات الكهربائية والمآخذ والمفاتيح, وتقنيات التهوية والتكييف وتقنيات الأمن والسلامة وإرشادات لمخارج الطوارئ وإنذار الحريق ومقاومته. وأخرا وليس بآخر تقنيات العزل من الحرارة والرطوبة.
وعند تشييد المسجد لابد من المرور بمراحل عدة تبدأ من العملية التصميمة مروراً بعملية التنفيذ وما يصاحبها من عقبات ومشاكل. وكان لغياب التنسيق بين مجهود العمل الاهلي الفردي ومجهود الهيئة العامة للأوقاف والمجهودات التي تقوم بها الجمعيات العلمية والاهلية المهتمة بهندسة المساجد والتراث العمراني دور سلبي في إستمرار دور المسجد في المجتمع الاسلامي عبر التاريخ ليصبح محصوراً في مجرد كون المسجد فراغاً غير معرفاً معمارياً ووظيفياً لغرض أداء الصلاة فقط, منقطعاً كونه مركزاً حضاري وأشعاعي للتعريف بالدين الاسلامي لأنه دين للعبادة والعلم والعمل وبناء الفرد والمجتمع.
أولاً - مراحل التصميم:
العملية التصميمية عملية جد معقدة لو تم التعامل معها وفق المنظور الصحيح إذ هي تهتم بالفرد وعلاقته بالمحيط الثقافي والاجتماعي والمحيط البيئي والطبيعي وما ينتج عنها من تأثيرات نفسية عليه. كذلك تهتم بالادراك الحسي للمناشط المحلية والاقليمة للفرد حيث كان المسجد في الاسلام من مدركات النشاط المحلي التي يتم التعامل معه كالبيت أي مركزا للعبادة والعلم والبيع والشراء والعلاقات الاجتماعية. لذا كان التصميم يمر بهذه المراحل.
![]() |
العملية التصميمية |
· التصميم المعماري
للبدء في عملية التصميم المعماري كان لابد من تحديد المستعملين وهم الشريحة الواسعة من مختلف فئات المجتمع بكل اختلافاته واهتماماته العلمية والعملية مع التركيز على وحدة الفكر والمنهج الثقافي المعتمد على الدين الاسلامي، لذا كان تحديد النشاط عنصر مهم فكل فرد له الحق في الاستفادة من المسجد وملحقاته ليس لغرض العبادة فقط بل تلبية مناشط وهوايات أفراد المجتمع ليعود المسجد نقطة اشعاع ثقافي وحضاري كما كان عبر التاريخ، ولاستمرار عملية التصميم المعماري يجب ترجمة هذه المناشط الى فراغات ثابتة لعناصر المسجد عبر التاريخ بالنسبة للصحن وبيت الصلاة والمآذنة .....الخ والفراغات الغير الأساسية ولكنها ضرورية للمجتمع كالكتاب ومكان جمع وتوزيع الصدقات وصالة المناسبات الاجتماعية وأخرى للمحاضرات . وهذا كله يتم ربطه في علاقة بين الفراغات بعضها مع البعض وبينها وبين المحيط الحضاري العمراني. والمحيط يمكن التعبير عنه بالطراز المعماري المستخدم فعمارة المسجد النموذج أوالمستوحى من طرز دخيلة أو هجينة هي الاخرى جديرة بالعناية والاهتمام.
![]() |
العملية التصميمية |
· المحافظة على المعالم التاريخة
إن المساجد المراد تشييدها والواقعة داخل حدود المدن غالبا ما تكون على انقاض مسجد (قديم) أو في اطار التوسعة لمسجد قائم بغية تنفيذ مسجد (حديث) وهنا لابد من الوقوف على كلمة الحداثة بمعناها الواسع والذي في أغلب الاحيان ماتعرف بالنسبة للمساجد علي انه مبنى من الخرسانة المسلحة والقبة ذات الاشكال الانشائية الصعبة التنفيذ والمآذنة المبالغ في ارتفاعها كل هذا في اطار زخرفي غير متجانس الي غير ذلك من تقنيات التنفيذ الجديدة. لذا كان لابد عند تطوير أو توسعة المساجد القائمة على الاهتمام بحماية المعالم الموجودة أصلاً (المعلم التاريخي والمعماري) وعند البدء في عملية التصميم يجب دراسة الوضع القائم جيداً وايجاد ما هو اصلي وما هو مستحدث ويستتبع ذلك عملية تقيم تخصصي للحفاظ على العناصر ذات القيمة التاريخية والتي تشمل حماية العناصر التي لها علاقة بالطابع المعماري.
· التصاميم المكملة
واخيراً وليس باخر ضرورة استكمال العملية التصميمية والتي تبدا من وضع المخططات المبدئية وانتهاء بوضع التتصاميم لبقية التخصصات, اذ ان الفكرة المعمارية الناضجة لا تكتمل الا بإكتمال التفاصيل. والتصميم المعماري لا ينتهي بوضع مخططات مبدئية للاعتماد من قبل الجهات المختصة. وبالنسبة للمساجد يجب الذهاب الي أبعد من ذلك لتشمل تفاصيل تنفيذية للقباب والاقواس كنسب وطراز معماري, كذلك تفصيل للزخارف الجبسية أو الخشبية كمرجعية للطراز الفني المستعمل للمنطقة المحلية بصفة أن الاسلام دين تنوع لا دين إختلاف. والاهم من ذلك الاهتمام بالتصاميم الانشائية حتي يكون المنشأ آمن من ناحية الثبات وكذلك من الناحية المعمارية والبصرية لتصبح العناصر الانشائية عناصر جمالية وليست عائقاً أمام التشطيب الداخلي. أما بالنسبة لخدمات البنية التحتية فلا نري تصميمات لها حتى تصبح نتيجة. وتبدأ هذه الاعمال مع الطهارة وهي من أركان الصلاة فتصميم دورات المياه وشبكات الامداد والصرف الصحي يجب العناية بها واعداد التصاميم لها. كذلك الاضاءة الطبيعية أو الصناعية للمساجد تعطي التأثير النفسي والغشوع وهذا يترتب عليه توزيع جيد للإضاءة إضافة الي شبكة كهربائية مدروسة, ناهيك عن الاهتمام بالتهوية والتكييف الجيديين وأنظمة الصوت والحماية والأمن والسلامة وما يترتب عليها من تصميم لهذه الانظمة والتوصيلات اللازمة لعملها.
ثانياً - التنفيذ:
وهو المرحلة المهمة لهذه الورقة لما له الدور المؤثر مادياً في إخراج المسجد للوجود وفقاً للتصميم المعد أو وفقاً لهوى الموقع والتأثيرات الخارجية المصاحبة لعمليات التنفيذ. ولمباشرة التنفيذ يجب وجود أدوات التنفيذ وهي المنفذ ومواد التنفيذ وإدارة التنفيذ والسيولة الماليةز ولكن ماهي الشروط الواجب توفرها بالمنفذ والمواد وكيفية إدارة عمليات التنفيذ وفقاً للسيولة المتوفره, وكذلك وضع اشتراطات التنفيذ و مواصفاته.
وهو الشخص الموكل اليه عمليات إدارة العمالة الفنية والعمالة العادية لبناء وتشطيب وتجهيز المسجد, حيث كان من الضروري استخدام مقاول على دراية بالعمل الهندسي والتواصل مع المشرفين, وليس ما يعرف بعمل مقاولي الأهالي. والمقاول له من الامكانيات المادية من معدات وآليات (ليس كمية الاخشاب) وكذلك التجهيزات, والعمالة الفنية الماهرة القادرة على تنفيذ التفاصيل لمختلف التخصصات والعمالة العادية القادرة على العمل بالاعمال المكملة من تشوين وامداد ونظافة للموقع. والاهم هو قدرة المقاول على التنسيق بين الفنيين وحسن تسيير الأعمال.
· إدارة الموقع (الرغاطة)
الرغاطة في اللفظ الشعبي تعني التعاون البناء بواسطة ادارة العمل الجماعي بوعي ( وحدة النوايا وتصاعد الاهداف) حيث كان العمل الجماعي يهدف الي الوصول الى الاهداف المرجوة ة والكمال. أما مصطلح الرغاطة فيعني في كثير من الاحيان اليوم التدخلات الهدامة (الفوضى).
وسير العمل يعني الادارة، والعمل المراد تسيره هو عمل هندسي, لذا كان من الواجب الالمام بأبجديات الادارة الهندسية أو ادارة المشاريع. والتي تشمل السلامة, الجودة, الاستفادة القصوى من الزمن والسعر المناسب. والتي يمكن تفصيلها في الآتي:
· السلامة وتعني سلامة العاملين وسلامة المحيط والبيئة اثناء عمليات التنفيذ بالمراحل المختلفة والمخاطرات الناتجة من عمل الشدات والسقائل للمآذن شاهقة الارتفاع, أو محاولة تركيب فسيفساء لتشطيب القبة,كذلك ترك مخلفات البناء حول الموقع وتعريض المحيط والمارة للمخاطر.و لا نستثني سلامة المصليين بعد التنفيذ حماية لهم من مخاطر الاستعمال أو أثناء الكوارث.
· الجودة وتعني التشطيب الجيد عند تنفيذ دوران الاقواس والقباب والزخارف وأرضيات الرخام والاعمال الخشبية للأبواب والنوافذ ...الخ. الجودة تعني كذلك حسن ادارة سير الاعمال من حيث الترتيب والتداخل.
· الاستفادة من الزمن يكون بعمل برنامج زمني مدروس لمراحل واحتياجات التنفيذ للحد من التدخلات من العامة أو اللجنة المشرفة أو المقاول لان أي زيادة في زمن التنفيذ تودي الي ارتفاع تكلفة التنفيذ وتعدي الميزانية المخصصة بالاضافة الي سوء التنفيذ.
· بالنسبة للسعر المناسب يكون بعمل دراسة لتكاليف المواد واليد العاملة وجهاز الاشراف ومحاولة الاستفادة من الميزانيات المرصودة وفق الاحتياجات وعدم المبالغة في المتطلبات التي تؤدي الي عدم الوصول للهدف المنشود.
· المواصفات
العمل الهندسي والتنفيذي هو عمل موصوف محدد غير قابل للضبابية وعدم وضوح الرؤية, والعمل بالمساجد عمل خالص والغرض منه الحصول على الجودة التي يتطلبها أداء العبادات. والمواصفات تعني تحديد للعمل والمنتج المستعمل والاداة المساعدة والفني وطريقة واسلوب التنفيذ.
والمواصفات التي تخص المساجد يجب ان تبدا من مواصفات التصميم ومواصفات التنفيذ للهيكل الانشائي خاصة بالنسبة للمآذنة والقبة. وعند تنفيذ اعمال البنية التحتية للامداد بالمياه والصرف الصحي والتي يفترض أن تتحمل ظروف التشغيل والصيانة. وأعمال الكهرباء التي يجب عمل الحماية اللازمة لها وقدرتها على توفير الجهد المطلوب للانارة ومخارج القوى وأنظمة التكييف. كذلك وضع المواصفات الخاصة لتوزيع الاضاءة الطبيعية والصناعية وتوزيع الصوت لتفادي التداخل الهدام. كذلك الاهتمام بمواصفات الامن والسلامة أثناء حدوث الحرائق لاقدر الله من حيث المواد المستعملة وأنظمة مكافحة الحريق ومخارج الطوارئ. أما على الصعيد المعماري فمواصفات مواد التشطيب يجب أن تكون من الجودة الملائمة للمساج ولا أعني هنا إرتفاع أسعارها ولا تنوع مصادرها. ولا ننسى مواصفات تنفيذ هذه التشطيبات حتى تعطي أطول فترة للإستعمال دون مشاكل لأن الشكل النهائي هو الذي يبقى من العمل التنفيذي وهو المؤشر على نتيجة العمل.
· أعمال البنية التحتية :
الأعمال الكهربائية:
عند البناء أو الصيانة بالمسجد ومن ضمن المواصفات المطلوبة في هذا المجال يراعى الجوانب التالية :
- مجمعات الأسلاك بالحوائط يجب أن تكون على ارتفاع مناسب لايزيد عن 3 متر من سطح الأرض وذلك لإمكانية الكشف والصيانة الدورية باستخدام سلم عادى . لأنه أحيانا قد يضطر الفني إلى استخدام سفالة من دورين للوصول إلى العلبة المجمعة للأسلاك مما يصعب من عملية الصيانة الدورية.
- المواسير المرنة (قراجيط) : حيث جرت العادة عند بناء المساجد على تركيب مواسير مرنة (القراجيط) بعدد محدود من التجهيزات مثل (الإنارة) .ثم لاحقا يضاف تجهيزات أخرى للمسجد وعند تمديد الشبكة يتبين عدم قدرة المواسير على إضافة أسلاك جديدة. الأمر الذي يدعو إلى تركيب شبكة كهرباء خارجية تسئ في شكلها إلى المنظر العام للمسجد بالداخل فيما كان من الممكن تفاديها.
- الأسلاك: كذلك حجم قطر الأسلاك الموصلة بالشبكة غالبا لا تتحمل الإضافات الجديدة نظرا لعدم اعتبار التوسعات المستقبلية عند التنفيذ مما يسبب عند تحميلها بتجهيزات كهربية جديدة مثل أجهزة التكييف وأجهزة التدفئة إلى ارتفاع في درجة حرارتها وبالتالي إلى احتراقها وقد تسبب في نشوب حرائق إذا تم تجاهلها .
- الإنارة :هناك علاقة بين الإنسان والضوء والمبنى وبالتالي تكمن أهمية الإضاءة في المسجد حيث من المناسب ألا تكون الإضاءة شديدة وسطوعها عالي فهذا يؤثر على العين وعلى راحة المصلى لذا ينصح بان تكون الإضاءة هادئة (وهذا ملاحظ عند صلاة القيام في شهر رمضان حيث تكون الإضاءة خافة تساهم في أجواء الخشوع بالصلاة). وينصح هنا بعدم استخدام وحدات الإضاءة (الفلوريسنت) نظرا لعدم مطابقتها لهذه المواصفات ويعوض عنها بالمصابيح الفتيلة (المتوهجة أو التنجستين أو العاكسة) . كما تكون ارتفاع الثريات أيضا مناسب لا يزيد عن 3 متر لنفس السبب في حالة المجمعات السابق ذكرها.
- الوقاية: من الملاحظ في مساجدنا سواء في الماضي أو الحاضر انه لم يراعى فيها جانب السلامة من الصدمات الكهربائية ولتفادى هذه الصدمات يراعى الالتزام بالمواصفات العامة للسلامة من الصدمات الكهربائية عبر التالي:
· تركيب شبكة تأريض (الارضى) لشبكة الكهرباء من خلال تركيب أوتاد نحاس مغروسة بالأرض وموصلة بشبكة الكهرباء بسلك نحاس غير مغلف .
· تركيب مخارج قوى بريزات ذات ثلاث أقطاب.
· تركيب فواصل حساسة (تفاضلية) في لوحة الكهرباء الرئيسية خاصة للسخانات ومضخات المياه حيث التلامس مع الماء الذي هو عنصر موصل للتيار الكهربي احتمال وارد بشكل كبير .
توصيات عامة في مجال الكهرباء:
- الأخذ بعين الاعتبار التوسعات المستقبلية في مجال توفير الطاقة الكهربائية بالمسجد عبر تمديد شبكة كهرباء قابلة للزيادة والإضافة في دوائرها.
- يفضل أن يكون هناك تصاميم كهربائية بإشراف مهندس مختص وإعداد رسومات تفصيلية للشبكات يمكن معها من حساب حاجة المسجد من طاقة الكهرباء واعتبار عامل السلامة وكذلك كمرجع في حالة الصيانة أو اى إضافة جديدة للمسجد من معدات أو تجهيزات كهربائية .
- استغلال الطاقة الشمسية في تزويد المسجد بالمياه الساخنة والإنارة الخارجية عبر منظومة للطاقة الشمسية حيث تتمتع بلادنا بقدر هائل من هذه الطاقة المهدورة و الغير مستغلة.
التقنيات الحديثة في خدمة المساجد
إن من عمارة المسجد توفير كل ما يريح المصلين و يحقق رسالة المسجد و التقنيات الحديثة وفرت مجموعة من الخدمات التي تحقق ذلك و الأولى بالمسلمين أن تكون بيوت الله هي أولى الأماكن بتوفير التقنية النافعة بها و أن نسعى بتوفير الأفضل دائما, فمن يتصور مسجد كبير بدون مكبرات صوت أو بدون تكييف في أيام الحر الشديد.
وفي هذا الجزء من الورقة نحاول تسليط الضوء على بعضاً من هذه التقنيات التي منها ما هو مطبق فعلا و لكن على نطاق ضيق أو لم يطبق بعد مع الأمل أن يتعاضد التقنيون في الأمة الإسلامية لخدمة المساجد في هذا المجال و تحقيق عمارتها.
استغلال التقنية في خدمة المصلين:
· تحديد القبلة باستخدام انظمة تحديد الموقع بالأقمار الصناعية GPS
هذه التقنية تعتمد على أجهزة تعرف بجهاز تحديد الموقع (GPS) وهو جهاز صغير بحجم النقال متصل بالأقمار الصناعية و يحدد موقعك بدقة و كيفية الوصول إلى أي موقع آخر من خلال موقعك و يستغل هذا الجهاز في تطبيقات واسعة و يمكن استغلاله في تحديد اتجاه القبلة بتخزين موقع الكعبة المشرفة مسبقاً (و هناك أنواع مخصصة أصلا لغرض تحديد القبلة) ثم في أي موقع في الأرض تطلب من الجهاز إعطائك الاتجاه المستقيم الموصل للكعبة وهو اتجاه القبلة, وهذا الجهاز دقيق و عملي خاصة في المناطق النائية.
· تحديد موقع المسجد و إضافته للخرائط الإلكترونية الخاصة بأنظمة الإستكشاف Navigator
الآن تنتشر في العالم اجهزة المستكشف التي يستطيع من خلالها المواطن العادي التحرك في مدن العالم من خلال خريطة إلكترونية متصلة بالأقمار الصناعية تحدد موقعه و كيفية الوصول إلى المواقع التي تهمه مثل محطات الوقود و المصارف و محلات التسوق الكبيرة و غيرها, وهي تعتمد على التقنية السابقة (GPS) مع إضافة خرائط إلكترونية و معلومات عن المواقع بها و كيفية الوصول إليها, وهو صغير الحجم و توجد أنواع منه توجهك بالصوت للوصول إلى موقعك من خلال خرائط الطرق و كيفية السير بها بالسيارة و تعطيك كيف تصل إلى أقرب خدمة من موقعك حسب النوع و البرنامج المحمل بالجهاز و نأمل ان تستخدم هذه التقنية للمسلمين لتحديد أقرب مسجد, سواء محليا أو دوليا مع العلم أن هذه التقنية يسعى الآن إلى توفيرها داخل الجماهيرية.
· منظومات الصوت اللاسلكية
تسمح المنظومات الحديثة للصوت باستخدام لاقطات الصوت و مكبرات الصوت اللاسلكية (سواء كانت مكبرات الصوت داخل أو خارج المبنى) و هذه التقنية تغني عن الأسلاك المزعجة و المحدودة الحركة و تعطي حرية الحركة للإمام أو المعلم و المحاضر بالمسجد و كذلك تسمح بتغيير مكبرات الصوت حسب الحاجة و لا تتقيد بموقع معين مثل ما هو حاصل في مكبرات الصوت السلكية .
· الليزر للإشارة إلى القبلة
استخدمت هذه التقنية في أعلى المسجد للتعريف باتجاه القبلة من خلال شعاع ليزر يشير إلى القبلة مما يسهل معرفة القبلة من مكان بعيد عن المسجد و هذه الطريقة مفيدة خاصة في المساجد الرئيسة و المساجد النائية بحيث تمكن المصلي من معرفة القبلة و لو كان المسجد مقفل أو بعيد عنه, وننصح بأن يحدد مسجد واحد في كل مساحة معينة به مئذنة عالية يتم فيها استخدام هذه الميزة.
· نقل الصوت و الصورة
من الممكن الآن نقل المحاضرات و الدروس صوتاً وصورة بعدة وسائل تقنية (منها عبر الهاتف الثابت والنقال و الأقمار الصناعية و الإنترنت,,,,)
وهذه التقنية تمكن المحاضر من إعطاء دروسه في أكثر من مسجد في نفس الوقت مما يعم به الفائدة و يوفر الوقت للمحاضر خاصة في المساجد البعيدة التي يقل فيها العلماء و المحاضرين و يمكن أيضا أن تلقى المحاضرة في المسجد من خلال هذه التقنية لعلماء موجودين في دول أخرى و يمكن التفاعل معهم من خلال الأسئلة و المشاركة و كأنهم موجودون بالمسجد وهذا يوفر تكاليف السفر و يمكن الدعاة الذين ليس لهم وقت كاف أو لا تسمح صحتهم من السفر,تمكنهم هذه التقنية من المشاركة في مختلف المساجد على مستوى العالم و هم في بلدانهم.
مشكلة إزعاج الهاتف النقال:
أصبح النقال مصدر إزعاج و تشويش في المساجد و رغم الملصقات و التنبيه استمرت هذه المشكلة بل أصبحت تتفاقم بسبب زيادة نسبة مستخدمي النقال و كثرة النغمات المزعجة, فضلا على إعتياد رواد المساجد على هذه الظاهرة قد يجعلها بعد فترة ظاهرة غير مستهجنة.
و الحل الجذري لهذه المشكلة يكمن في المنع القصري لإشارة النقال من العمل داخل المساجد و غيرها من الأماكن التي يمثل النقال مصدر إزعاج و مشاكل (كالمستشفيات و صالات الإمتحانات و الإجتماعات ,,,,) و يمكن تحقيق ذلك من خلال :
· تقنية مشوش النقال (Mobile Phone Jammer)
يستطيع هذا الجهاز بأنواعه المختلفة منع التغطية بالكامل لكل الهواتف النقالة في مساحة يحددها نوع الجهاز و تترواح من بضعة أمتار إلى بضع كيلومترات,حيث يرسل المشوش إشارات لاسلكية في مجال الترددات بين النقال و محطته ضمن نطاق عمل المشوش و لا يؤثر إلا على النقالات (أي لا يؤثر على الأجهزة التي تعمل على ترددات أخرى), فعند تنشيط المشوش، كلّ الهواتف النقالة ستشير إلى "لا خدمة" وبالتالي كل الإشارات القادمة مسدودة كما لو أنّ الهاتف اليدوي الخلوي مقفل,و عندما يقفل المشوش، كلّ هواتف النقالة اليدوية ستجدّد الإتصالات آليا وتقدّم الخدمة الكاملة من جديد.
· النقال الإسلامي
توجد في السوق نقالات مصممة للمسلمين لتحديد القبلة ومواقيت الصلاة و مبرمجة بحيث تتحول تلقائيا إلى الوضع الصامت حين دخول و قت الصلاة.
أو من خلال برامج تحمل في بعض أنواع النقالات لكي تعلم بمواقيت الصلاة وتتحول تلقائيا إلى الوضع الصامت لمدة كافية لتأدية الصلاة بالمسجد من (15 إلى 40 دقيقة).
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
[الأعراف : 31]
استغلال التقنية في عدم الإسراف:
· استعمال صنابير المياه أتوماتيكية الفتح والقفل
هناك صنابير (حنفيات) تعمل عند و ضع اليدين تحتها و تقفل بمجرد إزالة اليدين أو أي عضو من خلال مجسات (Sensors) تستشعر وجود شئ تحت فوهة الصنبور , وميزة هذا النوع هو الحفاظ على النعمة العظيمة إلا وهي الماء من أن تصرف بدون فائدة و هو ما نهينا عنه شرعا و يأبه العقل, فهذه الطريقة تفرض على المتوضئين الحفاظ على المياه و عدم إسرافها فضلا على أنها تسهل عملية الوضوء.
· استعمال الإضاءة باستشعار الضوء أو الحركة
توجد الآن مجسات (Sensors) تعمل بالأشعة تحت الحمراء و المواد الحساسة للضوء يتم توصيلها بمصابيح الإضاءة المختلفة بحيث تفتح المصباح في حالة إنخفاض الإضاءة بالمكان عن مستوى معين (مما يعني دخول الليل) و تقفل المصباح عند عودة الإضاءة الطبيعية و هذا يوفر الطاقة بحيث لا تضأ المصابيح أو تنسى مفتوحة في فترة و جود إضاءة طبيعية, وهذا ملائم للمصابيح المخصصة لساحات المسجد و المداخل و الحوائط الخارجية بينما النوع الذي يفتح المصباح في حال وجود حركة ملائم لدورات المياه و الممرات.
استخدام أنظمة الحماية من السرقة و الحرائق:
· أنظمة الحماية من الحرائق أصبحت ضرورية للمساجد الكبيرة خاصة عندما تكتظ بآلاف المصلين أو تكون بها بسط و أثاث فاخر, حيث تستطيع هذه الأنظمة استشعار وجود شيء مشتعل أو دخان و تعطي إنذار مبكر باحتمالية إندلاع حريق و تفتح أجهزة الإطفاء التي تكون موزعة على أسقف المكان الذي تركب به هذه المنظومات مما يحمي المصلين و يقلل إلى حد كبير من الأضرار المادية مع مراعاة أمور أخرى في تصميم المسجد من توفير مخارج كافية و واسعة لمثل هذا الطارئ لا سمح الله.
· للأسف أن المساجد لم تسلم من الأيدي الآثمة التي امتدت لها بالسرقة و هذه الظاهرة مرشحة للزيادة إذا أصبحت المساجد تحتوي على مواد ثمينة ,فأنظمة الإنذار الحديثة تساعد على حماية المساجد من خلال مجسات لفتح الأبواب و النوافذ أو كسرها و مجسات رصد الحركة بحيث تعطي هذه الأنظمة إنذار يتسنى للمحيطين بالمجسد المسارعة لتفقد المسجد و يمكن لبعض الأنظمة أن تتصل برقم هاتف للتنبيه بحدوث اعتداء على المسجد بالإضافة إلى أنظمة الكاميرات التي تكشف هوية من حاول الدخول للمسجد في الأوقات التي يكون فيها مقفل أو يسرق حاجيات المصلين حين إنشغالهم بالصلاة.
التنسيق المفقود:
لإضفاء الشرعية على العمل الهندسي لابد من وجود شخص ما قادراً على تحمل مسئولية الخطأ دون اعطاؤه صلاحيات تدارك الخطأ. وهذا الشخص هو المهندس الذي يحاول يأساً مواجهة تيار اللجنة المشرفة وعدم التنسيق مع الاوقاف ومقاول يحاول تشطيب الأعمال دون الرجوع للتصاميم والمواصفات بغية الحصول على المستحقات المالية.
توصـــــــيات
· نوصي بتكوين هيئة علمية استشارية تقدم الحلول التقنية و تضع المقاييس و الشروط حسب حجم وموقع كل مسجد في المجالات المختلفة.
· أن تكون الهيئة العلمية الاستشارية يشارك فيها فقهاء متخصصون لتوجيه أعمال الهيئة في الجوانب الشرعية.
الأربعاء، أكتوبر 06، 2010
كتب ومراجع
مبادئ العمارة الإسلامية وتحولاتها المعاصرة
قراءة تحليلية في الشكل
المؤلف: هاني محمد القحطاني
الطبعة: الطبعة الأولى
صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "مبادئ العمارة الإسلامية وتحولاتها المعاصرة: قراءة تحليلية في الشكل" للدكتور هاني محمد القحطاني.
العمارة الإسلامية هي التجسيد المادي الأبرز للحضارة الإسلامية. وهذا الكتاب دراسة معمارية، ضمن مناهج حديثة، تأخذ في أهدافها محاولة فهم هذه العمارة الإسلامية والانتقال بها إلى آفاق جديدة كلية من الفهم والممارسة.
أما المنهج المتبع في تأليف الكتاب فيضع (فيه المؤلِّف) نصب عينيه، أن العمارة بناء ذو شكل ثلاثي الأبعاد، بُني ضمن سياقات تاريخية وجغرافية وثقافية متنوعة، ولأغراض محددة، وبمواد بناء، وأساليب إنشاء معيّنة.
ويعكس الشكل العام للعمارة الإسلامية بمختلف صورها وتجلياتها، كما، يرى المؤلّف، هذه العوامل مجتمعة. ولذلك فإن تحليل الشكل المعماري يُفضي، بالضرورة، إلى فهم السياقات المختلفة التي بُنيت هذه العمارة في كنفها.
وبالإضافة إلى القِيَم المعرفية المتوخاة من تحليل هذه العمارة، تهدف هذه الدراسة إلى إيجاد قاعدة معرفية صلبة للمهندسين المعماريين المعاصرين في محاولتهم الارتقاء بالبيئة العمرانية المعاصرة.
كما أن هذه الدراسة بحث عن نموذج (باراديغم) يتم بموجبه وضع منهجية شاملة لأشكال العمارة الإسلامية (الاحتواء، الظهور، التحوّل، الطبقات، التكرار) ضمن إطار عام لفهم هذه العمارة بأسلوب مبسّط، ومن ثم البناء على معطيات هذا النموذج في عمارة اليوم والغد لإضفاء أبعاد ثقافية وحضارية أصيلة على العمارة المعاصرة في الوطن العربي والعالم الإسلامي.
السبت، سبتمبر 25، 2010
الأستاذ يوسف خليل كامل الخوجة

ويعتبر من الركائز الأساسية التي تأسس بها مشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة عام 1985م. ولا يزال ضمن كوادره الفاعلة حتى كتابة هذه السيرة. بينما غادرت أنا هذه المؤسسة في نفس التاريخ وذلك في سنة 2001 م. بعد أن قدمت استقالتي.
من الشخصيات الأكثر فاعلية وإنجازاً بهذه المؤسسة والأكثر حضوراً وتأثيراً في الكثير من قرارتها الصائبة التي اتخذتها القيادات المتلاحقة لهذه المؤسسة، والتي كان لها دورا إيجابيا في مسألة الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة طرابلس القديمة بشقيه المادي والمقروء.
كذلك فهو من الشخصيات التي ينطبق عليها حقا القول المأثور" العاملون في صمت" كما ينطبق عليه أكثر المقولة الإدارية" الرجل المناسب في المكان المناسب"، فهو من الإداريين الناجحين الذين يطبقون بطريقة تلقائية ومدروسة كل التوجهات التي تتعلق بالإدارة الناجحة والفاعلة والمؤثرة في تسيير إدارة التوثيق والدراسات الإنسانية.
عرفت عنه عزوفه عن الأضواء- التي سلطها الإعلام على هذه المؤسسة للتعريف بها- وتقديمه للعاملين بإدارته ليتحدثوا نيابة عنه كل في مجال اختصاصه، وهو ما يبرر عدم معرفة الكثيرين لهذه الشخصية الفذة. كما كان حرصه كبيرا على إتاحة فرص التأهل لهم من خلال إقتراحه أو تبنيه للمقترحات المتعلقة بتنظيم الدورات التدريبية أو المشاركة في الفاعليات العلمية والتخصصية التي تعنى بمجالات الحفاظ على المدن القديمة في الداخل والخارج.
يمتلك مقدرة فائقة على استيعاب جميع التخصصات الأخرى التي تزخر بها إدارته بأقسامها المتنوعة، والتنسيق بينها، إلى جانب تمكنه من مجال اختصاصه" التوثيق والمعلومات"، فقد احتوت إدارته على أقسام ( الدراسات التاريخية، الدراسات الإجتماعية، التوثيق المعماري والفني، الشؤون الثقافية والعلمية، التوثيق والمعلومات، إضافة لإدارة الفضاءات الثقافية التي تم تأسيسها داخل المباني التي تمّ ترميمها وإعادة توظيفها لهذا الغرض).
وفي أحلك الظروف والفترات التي واجهت فيها هذه المؤسسة الكثير من المحن والانحرافات والإنتكاسات، وتخلى فيها القائمون على رأس هذه المؤسسة وإداراتها المختلفة عن أدوارهم ومسؤولياتهم، وانحدروا إلى مرحلة التقصير المخل. وقف هذا الرجل بكل ما تحمله معاني الرجولة من قيم ( الانتماء والإخلاص والمثابرة والحنكة والصبر والعزيمة) من خلال تحريكه لإدارة التوثيق كي تؤدي رسالتها وتتحمل مسؤولياتها التاريخية وتحفيزه للعاملين بأقسام إدراته للقيام بأدوارهم دون النظر لمساوئ المسؤولين ودون اعتبار لما يعانونه من تجاوزات بحقهم من قبل أولئك المسؤولين.
ويسعدني بعد هذه المقدمة أن أضع تلخيصا لمسيرة عطاء متميز امتدت لثلاثون عاما منها خمس وعشرون عاما في مجال المحافظة على المدن القديمة:
معلومات شخصية :
تاريخ و مكان الميلاد : 31/يناير(أي النار)/1957م.في مدينة طرابلس ليبيا.
الحالة الاجتمـــــاعية : متزوج.
الجنسية : ليبي.
العنوان : زنقة محمد بن موسى- شارع الزاوية - طرابلس – ليبيا.
المؤهل العلمي : بكالوريوس وثائق ومعلومات / كلية التربية جامعة الفاتح 1981م.
رقم الهاتف : + 218 92 501 22 07
الخبرة العملية :
* خلال فترة الدراسة (1977 – 1981م) شارك في العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية بجامعة الفاتح.
* عين كإخصائي في مجال إعداد الببلوغرافيات الوطنية الليبية، بأمانة الإعلام والثقافــــــــــــة (1 نوفمبر(الحرث) 1981م ).
* صدرت له مجموعة من الببلوغرافيات الوطنية مع مجموعة من الزملاء لأعوام 1976- 1977- 1978م .
* شارك في إعداد دليل المكتبات الليبية" لم يتم نشره"
* شارك في الأسبوع الثقافي الليبي ببلغاريا سنة 1982 م.
* شارك في التظاهرة الثقافية التي أقيمت تحت اشراف أمانة الاعلام و الثقافة في شهر رمضان المبارك سنة 1983م تحت شعار " الله جميل وطني جميل".
ندب للعمل في الشركة العامة للألعاب والمشروعات الترفيهية والتربوية عامي 1984 – 1985م و عمل بمكتب التخطيط بالشركة، حيث شارك في الاتي :
* إعداد دليل للألعاب الشعبية والتراثية في ليبيا 1984م.
* إعداد معرض دولي للألعاب الترفيهية والتربوية والفكرية والتراثية سنة 1985م بطرابلس.
* أوفد في مهمة رسمية لمصانع شركة الليقو العالمية بالدنمارك عام 1985م للإطلاع على تجربة الدنمارك في صناعة الألعاب الفكرية.
أنتقل للعمل بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة بطرابلس عام 1986م
كلف بالمهام الإدارية التالية :
* باحث و موثق تاريخي
* أمينا لقسم التوثيق والمعلومات خلال الفترة من سنة 1988 – 1994م.
* مديرا لمكتب شؤون اللجنة التنفيذية لمشروع تنظيم و إدارة المدينة القديمة طرابلس خلال سنة 1990م.
* مديرا لإدارة التوثيق والدراسات الإنسانية خلال الفترة من سنة 1994 حتى 2006 م.
* مديرا لإدارة الشؤون الإدارية و المالية خلال عامي 1997 و 1998 م.
* رئيسا لقسم التوثيق و المعلومات بجهاز إدارة المدن التاريخية خلال الفترة من 2006 حتي 2009 م .
* مديرا لإدارة التخطيط و المتابعة بمكتب إدارة المدن التاريخية مع بداية عام 2010 م حتي الوقت الحالي.
كلف بالمهام الثقافية و العلمية التالية :
* شارك في الإعداد لكافة التظاهرات الثقافية التي أقيمت في مدينة طرابلس القديمة خلال أعوام 1986 – 1987 – 1988م.
* شارك في إصدار صحيفة طرابلس القديمة التي واكبت التظاهرات الثقافية التي أقيمت في المدينة القديمة.
* أنتدب للعمل بالمركز الثقافي الليبي التونسي بالجمهورية التونسية خلال الفترة من هانيبال 1993- شهر الصيف 1994م.
* المساهمة في إعداد ملف المشاركة في مسابقة التراث العمراني ضمن جائزة المدن العربية في دورتها الخامسة بالدوحة عام 1994 م.
* عضوا بمجلة آثار العرب خلال الفترة من عام 1991 – 1996م.
* كلف أمينا عاما للتظاهرة الثقافية التي أقيمت عام 1992م تحت شعار ( ليالي طرابلس القديمة).
* معد و مشرف علي كافة الانشطة و البرامج الثقافية الي تقام بالفضاءات الثقافية بالمدينة القديمة خلال الفترة من 1994 – 2010م.
المهام الخارجية :
* أوفد في مهمة رسمية الي جمهورية ايطاليا عام 1989م بهدف الاطلاع علي المعدات و المواد الخاصة لترميم مبنى السرايا الحمراء.
* اوفد في مهمة رسمية الي جمهورية المانيا الشرقية عام 1990م بهدف الاطلاع علي الاجهزة الخاصة بتوثيق المباني التاريخية.
* اوفد في مهمة رسمية الي جمهورية اليمن عام 1991م للمشاركة في معرض الكتاب و استجلاب الكتب المتخصصة في مجال العمارة و الفنون و الاثار و التاريخ.
* اوفد في مهمة رسمية لجمهورية مصر العربية عام 1993م للمشاركة في الندوة العلمية عن العمارة المحلية (عمارة حسن فتحي).
* اوفد في مهمة رسمية الي الجمهورية السورية عام 1991م للمشاركة في معرض الكتاب و استجلاب الكتب المتخصصة في مجال العمارة و الفنون و الاثار و التاريخ.
* اوفد في مهمة رسمية الي جمهورية تركيا عامي 1996 – 1997م بهدف نسخ الوثائق و المخطوطات المتعلقة بالتاريخ الليبي من الارشيف العثماني باسطنبول.
* اوفد في مهمة رسمية الي الامارات العربية المتحدة عام 1997م للمشاركة في فعاليات مؤتمر الآثاريين العرب الذي اقيم بامارة الشارقة و تقديم بحث عن تجربة مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس.
* اوفد في مهمة رسمية الي المملكة المغربية عام 2005م بهدف نسخ الوثائق و المخطوطات المتعلقة بالرحالة المغاربة الذين زارو مدينة طرابلس خلال الحقب التاريخية المختلفة.
* اوفد في مهمة رسمية الي الجمهورية التونسية عام 2006م للمشاركة في اعداد جناح ليبيا التراثي التقليدي بالمعرض السياحي المتوسطي الدولي بتونس.
الطباعة و النشر :
* المتابعة الفنية لطباعة كتابي الاسواق و الفنادق التاريخية في مدينة طرابلس القديمة بمطابع جوتنبرج بجمهورية مالطا صدرا عن مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس عام 2001م.
* الاعداد و الاشراف الفني علي كتاب طرابلس القديمة 3000 سنة من التواصل, صدر عن مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس عام 2001م.
* الاشراف والمتابعة الفنية لطباعة كتاب دليل معالم مدينة طرابلس القديمة و مجموعة بطاقات سياحية لمدينة طرابلس القديمة صدرت عن مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس عام 2002م.
* الاشراف العلمي والفني علي اعداد كتاب دليل معالم مدينة طرابلس القديمة صدر عن مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس عام 2002م.
* المتابعة و الاشراف الفني لكتابي جامع الخروبة و دار القاضي, صدرا عن مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس عام 2002م.
http://www.hcl.gov.ly/book10.php
http://www.hcl.gov.ly/book9.php
http://www.hcl.gov.ly/book10.php
http://www.hcl.gov.ly/book9.php
* اعداد كتاب طرابلس تاريخ و حضارة صدر عن مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس عام 2004م.
* المتابعة و الاشراف الفني لكتاب مبنى القنصلية الامريكية في مدينة طرابلس القديمة, صدر عن مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس عام 2004م.
* المتابعة و الاشراف الفني لكتاب مبنى القنصلية الفرنسية في مدينة طرابلس القديمة، صدر عن مشروع تنظيم و ادارة المدينة القديمة طرابلس عام 2005م.
* اعداد كتاب بعنوان (طرابلس عبق الماضي) : صور و ملامح من ذاكرة المدينة صدر بمناسبة اختيار طرابلس عاصمة للثقافة الاسلامية، صدر عن امانة اللجنة الشعبية العامة للإعلام و الثقافة عام 2007م.
* الاشراف العلمي على كتاب دليل معالم مدينة طرابلس القديمة صدر باللغة الانجليزية عن مكتب ادارة المدن التاريخية عام 2010م.
* المتابعة و الاشراف الفني على كتاب الأسواق التاريخية في مدينة طرابلس القديمة صدر عن مكتب ادارة المدن التاريخية عام 2010م.
* المتابعة و الاشراف الفني على كتاب الفنادق التاريخية في مدينة طرابلس القديمة صدر عن مكتب ادارة المدن التاريخية عام 2010م.
* المتابعة و الإشراف الفني على كتاب نماذج من الفنون و العمارة الاسلامية في مدينة طرابلس القديمة صدر باللغتين العربية والانجليزية عن مكتب ادارة المدن التاريخية عام 2010م.
* الكتابة في اغلب الصحف و المجلات المحلية.
مساهماته في تأسيس جمعيات علمية:
· ساهم في تأسيس الجمعية الليبية للكهوف والمخابئ عام 1990 م.
· ساهم في تأسيس المجموعة الوطنية لحماية المباني التاريخية عام 1999 م.
· ساهم في تأسيس الجمعية الليبية لإحياء التراث الثقافي 2004 م.
الاهتمامات :
* القراءة و المطالعة.
* التصوير الفوتوغرافي.
* جمع الطوابع البريدية.
* جمع العملة القديمة.
* جمع الصور القديمة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
أنماط البيوت التقليدية في ليبيا
المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...

-
م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة...
-
تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابل...
-
موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الف...