السبت، ديسمبر 10، 2011

العمارة العربية المعاصرة بين: جمود التقليد وفطام التغريب...؟!





جمال الهمالي اللافي

في محاولة لاستيعاب حيثيات ما طرحه الدكتور مشاري عبد الله النعيم[1] في مقالته التي نشرها في مجلة البناء - العدد 188 (مايو 2006) تحت عنوان " جمود التقليدية والفطام المحرم: حالة العمارة العربية المعاصرة"[2]، تضاربت الأفكار في رأسي وهي تسعى في محاولتها الخجولة استيعاب مفهومي الحداثة والتقليدي، ما هي الحداثة التي نسعى وراءها وما هو التقليدي الذي نرفض الخضوع له، وما هي المسيرة التي يجب أن ننطلق معها وما هو القيد الذي يجب أن نكسره... ومن أي الأمهات ننشد حالة الفطام.

التطرق للحالة البطراركية[3] في هذه المقالة، جعلتني استحضر قولة مأثورة للخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" التي تمثل إقرارا من مؤسس الدولة الإسلامية بالمنهج الذي ستعتمده المؤسسة السياسية الدينية الإسلامية- إن جاز هذا التعبير- في تعاطيها مع الأحداث والمواقف والمتغيرات، التي اعتمدت على تحرير النفس ومن تمّ تحرير العقل من ربقة العبودية لغير الله. لهذا أرى أن الحالة البطراركية هي أمر دخيل على العقلية المسلمة ومن تمّ العقلية العربية. وإنما هي إفراز للصراع الذي أوجده الآخر لمحو حالة تنامي الوعي والإدراك للحقيقة ومكامن وجودها وطرق البحث عنها.

منهج البحث والاستقراء والاستنباط والتجديد هو وليد الثقافة الإسلامية" وهي حالة غير مسبوقة"، أما منهج التقليد والتبعية والتسلط والقهر والوصاية والتجهيل والتشويش فهو منهج مفروض ولأغراض سياسية أهدافها واضحة ومحددة.

العمارة العربية وهي تقف في مفترق الطرق منذ قرن مضى. وحالة الطفولة التي تعاني منها العقلية المعمارية ولم تتجاوز مرحلتها بعد، هي في رأيي البسيط حالة طارئة، فرضها قانون الطوارئ الذي يتيح للمؤسسة السياسية أن تحجر على العقل المعماري العربي الخوض في ما يعنيه بحجة أنه لا يعنيه. وإذا ذهب للذي لا يعنيه، اتهمته بالتآمر لصالح عدو مجهول.

لهذا يجب أن تكون لنا وقفة مع الذات، لمراجعة مشوارها الطويل، وإعادة تقييم المراحل التي مرت بها العمارة العربية الإسلامية خلال عصورها المختلفة. لن نُجمع على رأي واحد، لأن المصالح متضاربة، وهي حقيقة يجب أن نقّر بها إذا أردنا الحصول على نتائج صحيحة. ويجب أن نعترف أننا اليوم لسنا واحد، بل مشارب شتى، الحداثيون والتقليديون والإسلاميون والعلمانيون، فرق متناحرة وكل فريق بما لديهم فرحون. وفي كل فرقة هناك تشعبات، ترى فيها كل شعبة أنها تمسك بزمام الحقيقة.

اعتقد أننا عندما نعي حقيقة هذا الاختلاف، نستطيع أن نقرأ الأحداث بموضوعية، قد تقودنا لتحديد مسارنا الصحيح دون أن نلتفت للوراء." وليس المقصود بالوراء هنا، ماضينا المجيد، بل ما نعايشه من تخبط بدأ مع أول فوج من دعاة التغريب يصل مرافي مدننا العربية".




[1] - كاتب وأستاذ جامعي سعودي. http://aljazeera.net/NR/exeres/CCC1B005-44D4-4F79-AFE7-FBB2A94A1995.htm
[2] -  نشرت أيضا بموقع ملتقى المهندسين العرب على الرابط/  http://www.arab-eng.org/vb/t23489.html
[3]- يقول كاتب المقال:.... اكثر ما اثار شجوني هو المقال المنشور في مجلة "الكتب: وجهات نظر" (عدد 87، ابريل 2006) والموسوم بـ "البطرياركية العربية والفطام المحرم" للكاتب خيري منصور. ففي هذا المقال تصوير بالغ القتامة للحالة العربية الراهنة التي تجعلنا نبحث عن مخارج وأبواب لا اعتقد اننا قادرين حتى على النفوذ منها لأن العقدة ليست في عدم وجود تلك المخارج بل هي عقدة مترسبة في النفس غائرة في العقل تمنعنا من الحركة أو هي تعيدنا إلى البداية دائما وتعيقنا حتى من العبور من الابواب المفتوحة. أنها حالة تذكرنا بتردد الطفل الذي ينظر إلى عيني أمه كي تأذن له بدخول مكان ما بينما هي مشغولة عنه، اي انه لوكان يملك قراره بنفسه لكان خطى بثقى دون الحاجة لأذن أحد. العمارة العربية في تعاملها مع الحداثة في غاية التردد لأنه لايوجد حداثة حقيقة في منطقتنا العربية حسب تعبير منصور الذي يقول أن "نظرة فاحصة وبأثر رجعي لأهم ما ميز الحداثة العربية في مختلف المجالات قد ترسخ لدينا الاعتقاد بأن تلك الحداثة لم تكن ذات جذور وأنها على الأغلب تتراوح بين التماهي والتقمص، لهذا فهي لم تكن فطاما اصيلا".

الخميس، ديسمبر 08، 2011

أخبار


أقمار اصطناعية لمراقبة آثار ليبيا


المرصد الليبي – ليبيا اليوم

تطرقت الكاتبة باولا فيرتيوني في مقال بصحيفة "الكورياري دي سيرا" الإيطالية إلى الحالة الراهنة لتراث ليبيا، وخاصة بعد توقف التنقيب بكل المواقع في كامل ليبيا بسبب حالة الحرب، وهو ما استدعى استعمال الأقمار الاصطناعية لمراقبة مواقع الآثار.

وتقول مديرة البحث في جامعة "سابينزا" الإيطالية لوشيا مور" منذ بداية الثورة الليبية توقفت كل أعمال الحفريات والتنقيب حول الآثار في ليبيا"، وتضيف هذا أمر عادي بحكم الوضع الأمني هناك، لكن الذي يمثل خطرا على تراث ليبيا هو المحافظة على الإرث المعماري لعديد المدن التاريخية التي تعد تراثا إنسانيا ينتمي للإنسانية ككل وليس لليبيين فقط".

وتبين الباحثة أنه منذ بداية الثورة انسحب العديد من الذين كانوا يحرسون المدن القديمة والمواقع الأثرية خوفا على أنفسهم، و جراء الفراغ ، للأسف تعرضت عديد المواقع في ليبيا للسرقة والنهب أو للإهمال على عين المكان.

وتوجد أغلب هذه المواقع التاريخية في المدن الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط خاصة المدن المعروفة مثل صبراتة ولبتيس ماغانا القريبة من العاصمة طرابلس وقورينا الموجودة في بنغازي، وقد تمت حمايتها من القتال في الكثير من الأحيان.

وترى الباحثة أن النهب قد تكون تعرضت له المواقع البعيدة عن المدن الكبرى والتي بقيت بلا حماية منذ شهر فبراير الماضي، حيث يتواصل غياب الأمن فيها إلى حد الآن.
وفي مناطق صحراوية كفزان والمساك توجد مواقع معمارية تعود إلى آلاف السنين ، و ترى الباحثة أن منظمة اليونسكو تدخلت بحثا عن حماية هذا التراث العالمي.

وتقول الباحثة أنه بسبب توقف البحث في ليبيا، تقوم جميع الفرق المهتمة بليبيا اليوم بالبحث والمراقبة بطريقة مبتكرة وذلك عن طريق استعمال الأقمار الصناعية والصور الجوية، وهو ما مكن أخيرا من القيام بآخر الاكتشافات الأثرية في الصحراء الليبية لقصور تعود لقبائل سكنت الصحراء منذ مئات السنين، وكانت تربط بين الإمبراطورية الرومانية وشعوب القارة الإفريقية وهو اكتشاف سيمكن من فهم طبيعة العلاقة التي قامت بين الضفة الشمالية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.

ويتواصل اليوم استعمال الأقمار الاصطناعية لمراقبة بعض المواقع الأثرية الكبرى رغبة في الحفاظ عليها في انتظار إمكانية تنقل البعثات الدولية والمحلية لمواصلة أعمال التنقيب في القريب العاجل، خاصة وأن هذا الإرث المعماري والتاريخي يمكن أن يكون ثروة حقيقية في قيمة الذهب الأسود، إذا تم المحافظة عليها، باعتبار أن آثار ليبيا تضاهي آثار مصر ويمكن أن تكون اللبنة الأولى لبناء قطاع سياحي متطور، وهو ما سيمكن الاقتصاد الليبي من تجاوز سيطرة النفط وبناء اقتصاد متعدد القطاعات.

الأربعاء، ديسمبر 07، 2011

تأملات في المعمار


جمال الهمالي اللافي


كلما تبحرت في دراسة العمارة المحلية الليبية، يزداد شعوري بمقدار جهلي بالكثير من أسرارها. لهذا أجد نفسي دائما أقف أمامها بتواضع التلميذ العارف بقدر معلمه.

ومثلما أقرّ بمقدار جهلي بها، أقر أيضاً بجدية رغبتي في سبر أغوارها، فما تحمله خلف جدرانها البيضاء يستحق كل العناء.

الأحد، ديسمبر 04، 2011

محاضرات


منذ قدوم فتوحات الجيش العربي بقيادة عمرو بن العاص، كانت ليبيا ومازالت تشكل موقعاً هاماً على خريطة الوطن العربي, تعطي وتأخذ, تؤثر وتتأثر. وفي كل مراحلها التالية التي مرت بها ليبيا من احتلال إلى آخر، حافظت على هويتها العربية الاسلامية وقاومت كل محاولات الطمس والتغريب، مثلما قاومت كل محاولات عزلها عن محيطها العربي، وإلهائها في همومها المعيشية اليومية، أو صرف أنظارها إلى فضاءات إقليمية أخرى لم يكن لها في يوم ما ذلك التأثير الفاعل الذي حققته مع محيطها العربي.

والقراءة المتأنية لتاريخ ليبيا تثبت كل هذا.

إلى أن تفجرت ثورة السابع عشر من فبراير وكشفت عن مساحة التعاون والتفاعل العربي مع هذه الثورة المباركة على جميع الاصعدة, رغم كل المحاولات الاقليمية اليائسة التي حاول أن يختطفها النظام المنهار لصالحه.

هذه خلاصة لمحاضرة تقدمها الأستاذة نادرة العويتي يوم الغد على تمام الساعة الخامسة مساء، بمركز دراسات الجهاد الليبيين.

والدعوة عامة.

الجمعة، ديسمبر 02، 2011

تأملات في المعمار


جمال الهمالي اللافي



§        اهتم كثيرا بالعمارة التي تخاطب الإنسان وجها لوجه، لا تلك التي تخاطبه من فوق السحاب.

§        كما أحترم العمارة التي تنتصب واقفة بوقار، لا تلك التي تتراقص أمامك، كأنها غانية أو شخص مخمور.

§   وأجلّ أكثر العمارة التي تحترم هويتها وترتبط بجذورها، لا تلك التي لا تعرف لها أصل، وكأنها لقيط رمت به الشوارع أمام بيتك فلا تدري ماذا تفعل له أو به.

§   وأخيرا، أعشق العمارة المتجددة التي كلما مررت بها تعتقد أنك تراها لأول مرة، لا تلك التي تبهرك عند أول لقاء ثم سرعان ما تملّ النظر إليها.

الخميس، ديسمبر 01، 2011

أخبار


رئيس مصلحة الآثار يتفقد مواقع أثرية لتقييم أضرارها
وعلم الاستقلال يزين مقعد ليبيا في أول مؤتمر عالمي في اليونان


خاص- ليبيا اليوم / أسامة بن هامل

تنشط مصلحة الآثار في الآونة الأخيرة في المشاركة في المؤتمرات الدولية والندوات وورش العمل التي تهتم بمجال الترميم والصيانة والمحافظة على التراث الليبي وبتوجيهات مباشرة من رئيس مصلحة الآثار الليبية د/ صالح رجب العقاب، ساهم خبراء من المصلحة في العديد من هذه المؤتمرات في المغرب في مجال ترميم الفسيفساء وفي أمستردام في هولندا في مجال تجهيز المعامل وفي اليونان حيث شارك خبير الترميم بمصلحة الآثار الليبية د عادل عبد الرزاق التركي في مؤتمر دولي حول (التاريخ، وطرق التقنية في ترميم المعادن القديمة والزجاج والمواد العضوية) الذي عقد في أثينا في الفترة من 16 الى 19/11/2011م.

وقال د. صالح العقاب رئيس مصلحة الآثار "لقد زين علم الاستقلال مقعد ليبيا في هذا المحفل العالمي الذي كنا نمثل فيه العرب وليس ليبيا فقط فلم تشارك فيه أي دولة عربية أخرى ما عدا ليبيا"مضيفا "لقد كان سعي المصلحة مستمرا في ملء مكانها الجديرة به في المؤتمرات العالمية ندا لند مع كبار خبراء الآثار" وأضاف" نعم كان هذا أول مؤتمر عالمي تشارك فيه المصلحة في ليبيا العهد الجديد من خلال ممثلها في هذا المؤتمر الدكتور التركي ولكن هذه المشاركة هي مكملة لمسيرة المصلحة التي دأبت على المساهمة العلمية بكفاءاتها".

وقال د. عادل التركي "مشاركتي كانت بورقة عن ( تأثير الكربنة وفاقد المياه على مفعول مادتي الحجر الجيري والاسمنت) وترأست عدداً من الجلسات العلمية في هذا المؤتمر" وأضاف "كما قابل على هامش المؤتمر العديد من المختصين في مجال الترميم وابدوا استعدادهم في التعاون مع مصلحة الآثار الليبية في مجالات الترميم وحفظ المواد الأثرية الموجودة في المتاحف والمخازن الليبية وتدريب العناصر الوطنية في هذا المجال".

من جهة أخرى تنشط مصلحة الآثار من خلال رئيسها الدكتور صالح العقاب في تفقد عشرات المواقع الأثرية المنتشرة في بقاع مختلفة في ليبيا لتقييم الأضرار التي قد تكون لحقت بها جراء حرب التحرير، فبعد جولة لزيارة متحف بني وليد و مدينة القلعة في جبل نفوسة زار الدكتور العقاب مدينة لبدة الأثرية وموقعا أثريا مغمورا في ضاحية تاجوراء بطرابلس.

وقال د. العقاب لـ ليبيا اليوم" إن الوعي كبير لدى الليبيين بأهمية الآثار فمراقبة آثار لبدة وأهل مدينة الخمس كانوا سباقين لتشكيل كتيبة لحماية آثار لبدة، والاهتمام من أهل منطقة القلعة كان أيضا كبيرا إذ تبرعوا بمقر ليكون مكتبا لآثار منطقتهم تشرف عليه مصلحة الآثار وقد حموا موقعا أثريا من التلف والتخريب بالرغم من المآسي التي تعرضت لها منطقتهم على يد الطاغية"

جاء ذلك بعد أن أعربت منظمة اليونسكو في وقت سابق عن مخاوفها على المواقع الأثرية في ليبيا قائلة على لسان رئيستها "إن فترات ما بعد الحرب هي أخطر من الحروب على أمن المواقع الثقافية".

          من جهة أخرى نوه د. العقاب بأهمية موقع (فيلا تاجوراء) الواقع على شط البحر شرق تاجوراء قائلا "إنني زرت الموقع برفقة مراقب آثار طرابلس وبعض الباحثين ووجدنا أن معجزة ربانية قد حمته من التلف الكامل فالموقع يقع ضمن منطقة عسكرية في الأصل وهو أمر أعاق متابعته والاهتمام به ثم حدث أن عسكره نظام الطاغية فكان هدفا لحلف الناتو حيث تعرض للقصف بشدة أضف إلى ذلك أعمال الجرف والبناء التي أتلفت أجزاء منه"
مضيفاً" إننا نثمن عاليا الجهد الذي بذله أهل المنطقة ومجلسهم العسكري والمدني حيث شكلوا فريقا من الثوار أطلقوا عليه اسم كتيبة حماية الآثار وحافظوا عليه من أي اعتداء عقب حرب التحرير". وأعرب عن أمله في أن يتم التدخل السريع والعناية العاجلة بما تبقى من أطلال الموقع مؤكدا على أنه "سيكون في المستقبل موقعا للجذب السياحي لوقوعه على شاطئ البحر ولغنى محيط الفيلا بالآثار ولقربه من أماكن الخدمات كالفنادق والمطاعم والشركات الخاصة في تاجوراء وطرابلس" مضيفا" أن المكان خالي حتى الآن من أعمال البناء والدراسة مما يسهل مهمة تقييمه ودراسة إمكانياته" واختتم كلمته لـ ليبيا اليوم قائلا" وكأن صمود هذا الموقع رغم عسكرته وتعرضه للقصف هو انسجام كامل مع شعار ثوارنا (لن نستسلم ننتصر أو نموت)".

يذكر أن د.صالح العقاب بعد أن قام نهاية يوليو الماضي بالعديد من الخطوات التي حمت العديد من القطع الأثرية والأمر بقفل بعض المتاحف، موضحا أن العديد من الشخصيات الوطنية شاركته العمل على حماية جزء كبير من محتويات المتاحف بنقلها إلى أماكن آمنة.

السبت، نوفمبر 26، 2011

تهنئة




بالعام الهجري  الجديد
عام جدبد يدخل على ليبيا وهي ترتدي ثوب العزة والكرامة بفضل الله سبحانه وتعالى

بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1433 تتقدم (مدونة الميراث) بأحر التهاني، إلى الأمة الإسلامية، سائلين المولى عز وجل، أن يعيده علينا دائماً بالخير واليمن والبركة.

مشرف المدونة

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...