الأربعاء، أكتوبر 26، 2016

في غياب مشروع الحداثة


 
كنيسة رونشامب بفرنسا، من أعمال المعماري لوكوربوزييه، واحدة من مشاريع الحداثة في القرن 20

جمال اللافي


أود اليوم التركيز على نقطة مهمة أو الإشكالية الأهم التي تحدد لنا الفيصل بين الاتجاه بالعمارة نحو الحداثة الغربية ومواكبة كل إرهاصاتها أولا بأول دون الشعور بالحرج أو تأنيب الضمير أو المساءلة التاريخية. أو الاحتفاظ بماء الوجه والاكتفاء بتأصيل عمارتنا المحلية شكلا ومضمونا ومواد بناء وطرق إنشاء.

على مستوى التعليم المعماري، ترتكز الدراسة على تجاهل التطرق للقيم الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية ومبرراتها التي بنيت عليها مدارس عمارة الحداثة الغربية منذ بروزها كمشاريع معمارية في أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا. والاكتفاء بالمرور العابر عليها كأشكال هندسية ملفتة للنظر بموادها الحديثة والمتنوعة، المصنعة وفق تقنيات عالية الجودة وبأيدي فنية ماهرة. وتشجيع الطالب على الاتجاه إليها بكل جوارحه، دون أن يسأل نفسه لماذا وكيف؟

على المستوى الفكري، لا رؤية معمارية ليبية معاصرة تواكب نظيراتها في الغرب. ولا عمل جماعي يسعى لتحقيق منجز يحمل قيمة معمارية تعبر عن روح العصر. فقط هي حالة تماهي فردية مع الآخر يعايشها كل معماري منفصلا عن أقرانه وانبهار يسد مسالك العقل عن التفكير السليم والتقييم الصحيح لما قد يتصادم مع قيمنا أو ظروف بيئتنا المناخية والاقتصادية أو يتفق معها.

على مستوى ممارسة المهنة، نرى أن كل مدرسة معمارية غربية فكرية يصحبها إلى جانب الشكل المعماري تقنيات إنشاء ومواد بناء جديدة تعبر عنها أصدق تعبير. في حين أن الحالة الليبية لا زالت تعتمد على مادة الخرسانة المسلحة بتقنية الهيكل الإنشائي التي تجاوزتها أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر وانطلقت مع قرن جديد بمواد أخرى جديدة وطرق إنشاء أكثر تعقيدا. كما لا تزال الحالة الليبية تعيش فقرا شديدا في التقنية وفي مواد البناء والتشطيب وفي العمالة الفنية المصاحبة لها، مما يعيق أي منجز معاصر عن التعبير عن حالته كما هي عند نظيراتها في الغرب.

الحالة المعمارية الليبية، هي حالة تخبط عشوائي حطم الموجود. ولم يطرح أي بدائل تعبر عن العصر الذي تعيشه. ومع ذلك يتباهي فيها المعماري بمخرجاته التي تجعل اللبيب حيران من مشاهد البؤس والتنافر الحاد التي تعم مخططات مدننا بمبانيها التي تنسب نفسها لمشروع الحداثة، وهو منها براء.


من الممكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه عندما يقتنع المعماري الليبي بأن هذه مسؤوليته الوطنية والتاريخية، فلا يرمي بتقصيره على المواطن أو أي جهة أخرى مسؤولة كانت أو غير مسؤولة.

الاثنين، أكتوبر 17، 2016

منظومة القيم


مدخل سوق الظلام بمدينة بنغازي

جمال اللافي


       قَيِّم، في معجم المعاني الجامع هي، صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قامَ / قامَ إلى / قامَ بـ / قامَ على / قامَ لـ . وهي تعني السيِّدُ وسائس الأمر وقيِّمُ القوم، الذي يقوم بشأنهم ويَسُوس أَمرَهم. وهي جمع لكلمة قيمة وقائم وقائمة.


لكل ثقافة قيمها التي تستند عليها نظم وقوانين وضوابط تحكم العلاقات والمعاملات والتعاملات بين أفراد المجتمع الواحد أو الأمة الواحدة. كما تسهم بدورها في التأسيس لهوية محلية وقومية ذات خصوصية متفردة تميزها عن المجتمعات الأخرى.          

دائما ما يتم الحديث عن مجموعة من القيم وليس قيمة واحدة فقط، لأنه لا يستقيم مجتمع بدون منظومة من القيم التي تتناول كل مناحي وتفاصيل حياته، كبيرها وصغيرها، حاضرها ومستقبلها، يجتمع حولها وتوحد صفوفه وكلمته تحت راية واحدة تعبر عن تلك القيم وتحميها من أي تهديد خارجي، سواء كان ثقافيا أو عسكريا. وفي غالب الأحيان تشكل منظومة هذه القيم مسألة حياة أو موت مجتمع، تستدعي منه التضحية بالغالي والنفيس لأجل الحفاظ عليها وحمايتها من أي تدنيس. ولهذا يحرص العدو أولا ودائما على ضرب منظومة القيم حتى يسهل عليه السيطرة على أي مجتمع يدين بها وكسر الحاجز النفسي الذي يقف سدا منيعا أمام أطماعه. مستخدما في ذلك عدة وسائل وأدوات وشخوص.   

ولكل قيم مرجعية تنطلق منها، مردها إلى عقيدة سماوية أو قوانين وضعية، تتبناها مجتمعات مختلفة وتطبقها على قدر فهمها للنصوص التي تشرح القيمة وأبعادها ومنطلقاتها وأهدافها وغاياتها المادية والمعنوية والروحية. وفي أغلب المجتمعات الإسلامية وخصوصا في عهودها الأولى تستند فيها مجموعة  القيم  في مرجعيتها إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.  


ودائما ما يكون لهذه القيم انعكاسات شتى تظهر على سلوكيات وتعاملات الناس، مثلما تظهر في فنونهم وأدابهم وعاداتهم وتقاليدهم. وتتنوع بتنوع المعطيات البيئية في كل مجتمع، لتشكل خصوصية متفردة تتفق أو تختلف أو تتباين بين مجتمع وآخر، بما في ذلك المجتمعات التي تتفق على نفس القيم وتتباها كمنهج للحياة.  

العمارة كمنجز مادي بشري، هي واحدة من انعكاسات أو تطبيقات هذه القيم على المستويين الفكري والمادي. ولكن هناك قيم عامة مستمدة من عقيدة وأعراف المجتمع. وهناك قيم خاصة تتعلق بالمنشأ المعماري الذي يساعد على فهمه وقراءته بسهولة ويسر، بحيث يمكن التمييز بين استعمال وآخر. بين المسجد والبيت أو المدرسة والمصنع والمستشفى، مثلما نستطيع تمييزها من حيث الطرز المعمارية عن الثقافات الأخرى المختلفة والمتباينة والمتفقة في المنطلقات والأهداف والغايات. فالعمارة الإسلامية تشكل إطارا عامة لمجموعة من العمائر المحلية المتباينة بين بيئة إسلامية وأخرى، تخضع في تشكيلها لعدة معطيات بيئية واجتماعية وثقافية واقتصادية وفي بعض الأحيان المتغيرات السياسية يكون لها دور كبير، لتصنع هذا التمايز والتنوع داخل ذلك الإطار العام.  

ولا يمكن للعمارة بأي حال من الأحوال الانطلاق في تشكيلها من عدم. بل هي تتشكل وفق قيم مجتمعية، تستقل أو تتبع أو تخضع لمجموعة من القيم الأصيلة أو الدخيلة، التي ترتقي أو تنحدر على قدر وعي المجتمع وإداركه لأهمية دور العمارة في تشكيل أو إعادة صياغة مفاهيمه عن الحياة وعما يريد أن يحققه أو لا يريده.   

ومثلما تكون العمارة في تشكيل صورتها النهائية نتاجا لمفاهيم وقيم بشرية. فهي تتحول بعد تموضعها في مكانها وعبر فترة زمنية ليست ببعيدة إلى مؤثر قوي في تغيير سلوكيات المجتمع ومنظومة قيمه التي كان يعتنقها إيجابا أو سلبا، تبعا لكفاءة المنجز والقيم التي يراد له أن يعكسها أو يعيد صياغتها أو تم إهمالها وتجاهلها. وهي المرآة العاكسة لحالة المجتمع كيفما كان وكيف سيكون.  

الأحد، أكتوبر 16، 2016

نهاية رحلة - دلالة اللون ولغة الحروف



ناصر سالم المقرحي

عبر تجربته الفنية الغنية التي امتدت لسنوات طويلة يطالعنا الفنان الراحل " محمد الحاراتي " الذي انتقل إلى جوار ربه أواخر شهر اكتوبر العام 2007 , بعمق مدلول ابداعاته وقوة طرحها , إذ أن الناظر إلى لوحة الفنان يُعاين إلى جانب الأستغلال الأمثل للإمكانيات الجمالية التي يُتيحها الحرف العربي بانسيابيته ورشاقته , الزخارف الإسلامية بخطوطها المستقيمة والمتكسرة وانحناءاتها والتواءاتها والمستمدة مفرداتها من البيئة المحلية كتلك النقوش والزخارف المستلهمة من نباتات المُحيط وبعض مظاهر وسمات المعمار الذي أسفرت عنهُ الحضارة الأسلامية كالقِباب والمآذن والأقواس والأهِلة , أيضاً بلوحة الراحل قد نجد إضافة إلى ما تم الإشارة إليه غزارة في طرح اللون وتوزيعه بمقادير ونسب متقاربة على السطح , إذ تتجاور بكثرة الدرجات الحارة والمُشعة مع الباردة والمُعتمة دون أن تطغى إحداها على الأخرى ودون أن تخل بالبناء العام , الأمر الذي جعل اللوحة تتراءى للمشاهد بهيئة فسيفسائية مبهجة للنظر بألوانها الطافحة التي يُخيل للرائي بأنها ستطفر أو تقفز بين لحظة وأُخرى من الإطار لشدة حيويتها وتعدد درجاتها , ومن الرموز الدالة التي تتكرر بانتظام في منجز الفنان نجد إلى جانب المآذن والقِباب , الحمائم والجياد العربية التي كثيراً ما رسمها في حالة حركة ذائبة وجامحة أو يوحي بذلك , مما يوسم العمل الفني بالحيوية والحركة وينفي عنهُ صفة الفتور والسكون .


الفنان التشكيلي محمد الحاراتي الثالث على يمين الصورة

وعن الحرف العربي فقد احتل بأغلب الأعمال مركز اللوحة وحلَّ بقلبها تماماً مُشعاً بألقه ككوكب تدور حوله الأقمار , فتتوزع باقي العناصر حوله كمكملات واكسسوارات ضرورية لتجليه وكثيراً ما اقتُطِع الحرف العربي لدى الفنان من سياقاته كأداة تواصل وجاءَ هكذا متجرداً من كل شيء إلا من جمال تكوينه ورشاقته التي لا يضاهيها شيء , والتي كثيرا ما اتكأَ عليها الفنانين التشكيليين العرب في المشرق والمغرب بل حتى بعض الفنانين الأجانب لاجتراح لوحة جميلة من حيث الشكل ومعبرة من حيث الفكرة التي تطرحها والرسالة التي توصلها .

وتندغم تفاصيل الرسومات البارزة الي تحتل مقدمة اللوحة , والتي كثيراً ما يذهب الفنان إلى طلاء قاعدتها بألوان باهتة وخفيفة ومن ثم يجنح إلى وضع تفاصيل حروفه فوقها بدقة وبألوان ذات درجات واضحة وقوية فتتداخل مع الخلفية التي تأخذ ألواناً متقاربة مع درجات ألوان المقدمة ومن ثم يقوم بطرح اللون على المساحات المتجاورة , وكل هذا يُسهم في إظهار العمل بمظهر فسيفسائي ويُبين الجهد الكبير الي بدلهُ الفنان فيه بعكس بعض المدعين الذين قد يُنجزون ما يسمونه لوحة فنية في دقائق تحت مسمى التجريد .

هذا فيما يخص التقنيات التي توصلت إلى توظيف مادة الأكريليك توظيفاً حسناً , أما فيما يتعلق بالموضوع فإن الفنان ولئِن تطورت أدواته بدءأً بالبسيط والمتداول وصولاً إلى العسير والمُعقد , فإن المواضيع ظلت كما هي وحافظت المضامين على ثبوتيتها حينَ عبَّرت وانطِلاقاً من انتماءات واضعها واعتزازه بهويته عن الهمّ القومي والسياسي وسعت إلى تأكيد الهوية الإسلامية والعربية باحتفائها في المقام الأول برموزها الحضارية . ولأنها لا تتكرر كثيرا باهتداء الفنان إلى أسلوبه الخاص , يمكن اعتبار هذه التجربة متميزة على المستويين العربي الإسلامي , ليس لأنها تُحلق بجناحيها فحسب , بل لأنها أيضأً اتخذت منهما وسيلة ورسالة لمخاطبة الآخر , ويتجلى التميز هنا من خلال الحرفية في استخدام المادة من ومن الثيمات المُسخرة ومن طريقة مزج كل هذه العناصر داخل المضمون , ويأتي كل ما مر ذكره متوافقاً مع أداء تشكيلي متقن ودقة كبيرة وحرفية عالية قد تجعل المتلقي عند المعانقة الأولى للأثر الفني يعتقد بأنَ ما يراه هو مُنتج من منتجات التصوير الحديث وليس من عمل الأنامل الحساسة التي يحوزها الفنان للمهارة الكبيرة التي يبديها . وبمكنة المتأمل في اللوحات المرفقة مع هذا المقال استخلاص المزيد من السمات والخصائص الفنية تلتي تنطوي عليها التجربة . هذا ويعد الفنان الراحل محمد الحاراتي الذي سُررت بالتعرف إليه ذات صباح بعيد قاده إلى مصلحة الضرائب للتصديق على فاتورة تخص عملاً فنياً قام بتسويقه لأحد الجهات العامة , يعد اليوم وسط لفيف من الفنانين التشكيليين من الرواد والمؤسسين الذين عمِلوا مبكراً وبمجهوداتهم الفردية والمتواضعة وسط ظروف قاسية على إرساء قواعد هذا الفن وإسكانه بأرض ليبيا بوقت تفشت فيه الأمية نتيجة لعوامل التخلف المتعددة , وذلك منذ منتصف القرن المنصرم وحتى اللحظة ووضعوا لبنات حداثته وشكلوا بعملهم هذا امتدادا لما بدأه الأسلاف منذ أزمان بعيدة بما وضعوه على جدران كهوف جبال أكاكوس وتاسيلي .


واشتغل الفنان إلى جانب ممارساته الفنية بالتدريس واضطلع بدور تربوي هام لسنوات عديدة , ولا شك في أن أنتاج الحاراتي ببصمته المميزة سيظل وإلى مدى غير محدد نقشا جميلا في فسيفساء التشكيل الليبي وفصلا مهما لا بد من استحضاره عند التأريخ لهذا المشهد وتأطيره , فرحم الله فناننا القدير وأسكنه فسيح جناته . 

الاثنين، سبتمبر 19، 2016

الفنان التشكيلي صلاح غيث




قراءة للدكتور/ عمران بشنه*

أولا/ السيرة الذاتية:

- من مواليد طرابلس / ليبيا 1976 م
- دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة قسم التصوير تخصص ( تصوير عام ) جامعة الاسكندرية ـ مصر - 2014
- ماجستير فنون تشكيلية . أكاديمية الدراسات العليا - طرابلس - 2008 .
- بكالوريوس فنون تشكيلية .قسم الرسم والتصوير. كلية الفنون والأعلام طرابلس – 99- 2000
- عضو نقابة الفنانين
-عضو جمعية فن ، رمز ، حضارات / المصرية
* المعارض الجماعية :
- معرض كلية الفنون 1998. 1999
- معرض المكتبة القومية – طرابلس 1999/2000
- معرض برج طرابلس 2000/2001
- معرض إبداعات الشباب – برج طرابلس 2002
- معرض هانيبال – بدار محمد لأغا للفنون - طرابلس 2004
- معرض أطياف - المكتبة القومية – طرابلس 2004
- معرض الربيع – بدار محمد لأغا .طرابلس 2005
- معرض بمركز الثقافي الايطالي . طرابلس .2005
- معرض ضفاف .بمركز الثقافي الفرنسي. طرابلس 2005
- معرض المحفل الأول للفنون التشكيلية بمصراته 2005
- معرض بمركز الثقافي السوداني طرابلس 2005
- معرض رواق بكلية الفنون التطبيقية. جمهورية مصر العربية .2005
- معرض الفن التشكيلي. ليالي رمضان الثقافية . بقصر الثقافة .2005
- بينالي الإسكندرية الثالث والعشرون لدول البحر المتوسط . مصر 2005
- معرض بأكاديمية الدراسات العليا . طرابلس 2006
- معرض الربيع – سبها .2007



- معرض طرابلس الإبداع بدار حسن الفقيه حسن . طرابلس .2007
- معرض الأول للجمعية الصداقة الليبية الألمانية بدار محمود بي . طرابلس 2007.
- معرض السيلفيوم 2007 – برواق السيلفيوم – بنغازي –ليبيا 2007.
- صالون النيل السادس للتصوير الضوئي . قصر الفنون . مصر 2007.
- معرض الفن التشكيلي بمعرض طرابلس الدولي – طرابلس.2007.
- معرض الاسبوع الثقافي الليبي - الجرائر- 2007
-معرض بمركز الفن الهادف – 2008- القاهرة – مصر
- معرض جماعي ايام غدامس للفنون التشكيلية الاول والتصوير الضوئي الأول غدامس- 2008
معرض النجم في دورته الرابعة – عمارة الدينار – طرابلس 2008-
- معرض جماعي من اجل دعم غزة دار الفنون – طرابلس 2008
- معرض فوتو أجيبت 2009 – مصر

- معرض الأول لمجموعة أصدقاء الصورة- دار الفنون طرابلس 2009
- صالون النيل السابع للتصوير الضوئي – مصر – 2009
- معرض جماعي بدار اكاكوس للفنون – طرابلس 2010
- معرض الاسبوع الثقافي الليبي سلطنة عمان – 2010
- معرض جماعي بدار حسن الفقيه حسن -2010 طرابلس
- ملتقي الاقصر الدولي الرابع للتصوير زيتي – الاقصر – مصر – 2012
- معرض ربيع المبدعين بدار الفنون - 2012 طرابلس
- معرض جماعي أطياف بالقنصلية الانجليزية – طرابلس 2013
- معرض جماعي لخرجين كلية الفنون – طرابلس 2014
- المعرض العام للفنون التشكيلية – مصراته - 2014

الجوائز :
- تحصل على الترتيب الأول في مسابقة الفن التشكيلي بالتنسيق بين دار الفنون وإذاعة ليبيا 2002م
- تحصل على الترتيب الأول في مسابقة الرسم الساخر على مستوى شعبية طرابلس 2003 م .
ـ له عدة مقتنيات فنية من أعماله داخل وخارج ليبيا .



ثانياً / التحــــــــــليل :
الفنان صلاح غيث الحاصل على الدكتوراه في فلسفة الفنون الجميلة قسم التصوير يرسم بشكل واقعي ويرسم بشكل انطباعي .يعتمد الواقعية في أعماله كما أحبها ثم يجد نفسه يلون وبشغف وحب للون حتى أصبحت ألونه مميزة بمذاقاتها تُحسس المتلقي بجمال ورقي التناول الواقعي .
ركز دكتور صلاح بداية تجربته على الواقعية والموروث الشعبي وأبلى فيه وصنع منه أعملاً منها الموديل للإنسان الليبي رجلاً وامرأة بالزي التقليدي اليومي ، أو العمارة وإدماجها في لوحات تزخر بالحركة والتفاصيل المختلفة ، أو الصحراء وقوافل الإبل والمهاري ، والطوارق ، والفضاء المفتوح للصحراء ، وتلك الغابات من الأشجار وغدران المياه بقرب الأشجار ، وركز خلالها غلى خطوط قوية وتفاصيل الدقيقة في موضوعاته وجمالية تكويناته ، وسيطرته على المساحة المخصصة للرسم ، كما أعطى للون قيمة في الرجل في ملابسه كموديل وللمرأة في رسومه و مختلف مكونات اللوحات بشكل عام حتى بدت التواؤم بين الألوان يكمل الشكل لونا وخط في كل عناصره وفي مختلف مفرداته حتى صار للون مذاقاً جميل يقربك من لوحاته ويحسسك بهوية أعماله دونما أية غرابة عن الهوية .



دكتور صلاح أثناء دراسته بكلية الفنون والإعلام بطرابلس كان أحد الطلاب المميزين والذين كان عندهم الاستعداد ليكون فناناً فاستفاد من دراسته وفرض اسمه لاحقاً بالساحة المحلية وفي بعض المشاركات ببعض البلاد العربية .




د.عمران بشنه ....... ناقد ليبي 

الثلاثاء، يونيو 28، 2016

التكوين الفكري للمعماري

صحبة زملاء الدراسة في ضيافة الفنان التشكيلي الطاهر الأمين المغربي


في مرحلة الدراسة الجامعية بقسم العمارة والتخطيط العمراني. كثيرا ما كانت تدور بيني وبين زميلي الدراسة عبدالمنعم السوكني وعزت خيري وفي بعض الأحيان يشاركنا الزميلين رشيد كعكول ونوري عويطي حواراتنا الفكرية حول العديد من القضايا المعمارية المختلفة. وكانت أغلب هذه الحوارات تدور في المساء وتأخذ منا في بعض الأوقات ساعات الليل بطولها في محاولة لإقناع أحدنا الآخرين برأيه المعماري في القضية المطروحة في تلك الليلة على مائدة الحوار. كنا نتجاذب الحجج والبراهين التي يعتقد كل منا أنها ستفحم الطرف الآخر أو تقنعه بصحة رأيه، دون أن يؤدي ذلك إلى إحداث أي تغيير في قناعاتنا التي تبدو للوهلة الأولى متضاربة.

وقد تعودت في كل مرة اختلي فيها بنفسي أن أعيد استرجاع تلك الحوارات. وأنا اتساءل، لماذا لم استطع إقناع أي واحد من المشاركين في الحوار بصحة رأيي؟ وأحدث نفسي بأن هناك خللا ما، إما في عقولهم أو في بضاعتي الفكرية التي أطرحها عليهم. فقد تكون بضاعة بائرة. مضى عليها الزمن ولم تعد صالحة لهذا الزمان. فلا أجد بدا من مراجعة ما عندي بكثرة الاطلاع على آراء من سبقني في هذا المجال من رواد العمارة العربية والغربية ومن آراء الفلاسفة والأدباء وعلماء الاجتماع وكل ما يقع تحت يدي من كتب ومراجع. وعلى رأسها رأي الإسلام فيما أعزم على الخوض فيه.

أعتبر نفسي اليوم نتاج كل تلك الحوارات، التي دفعتني لمراجعة كل ما أحمله من قناعات فأعيد إصلاح ما بلي منها. وأرمي بعقيمها بعيدا عني. وأثري حصيلتي المعرفية بما وصل إليه الأولون.

الخميس، يونيو 02، 2016

رائحة المدينة


 
جامع بورقيبة- على يسار الصورة يقع المستوصف ضمن ملحقاته في الدور الأرضي

في حديث معماري، تطرق الدكتور مصطفى المزوغي إلى واحدة من تلك المسائل المتعلقة بالصورة الذهنية للمدينة، من خلال سؤال طرحه علي ونحن في طريقنا إلى برج ذات العماد منطلقين من مقر مشروع تنظيم وإدارة مدينة طرابلس القديمة بمقره الكائن بمصنع التبع سابقا (الريجية). وكان ذلك في منتصف التسعينيات. قائلا: عندما طلب أحد الأساتذة من تلامذته تقديم تقرير يعبر عن خصوصية مدينته ويعكس صورتها الذهنية. أحد التلامذة قدم في تقريره أمرا غير مألوف، رأى أنه يعكس الصورة الذهنية لمدينته، فما هو؟
التزمت الصمت. ولم أجب، لأنه سبق لي العلم بهذا الموضوع، لم أرد أن أدعي النباهة. وتركته يسترسل في حديثه ليجيب بنفسه عن هذا السؤال، قائلا، أن هذا الطالب أحضر تسجيلا لأصوات تعكس الصورة الذهنية لمدينة.

نعم، فواحدة من الصور الذهنية لأي مدينة التي تلتقطها حواس الإنسان الخمسة تأتي عبر الأصوات التي تسيطر عليها في غالب الأوقات وتشكل جزءا أصيلا من شخصيتها أو طبيعة الحياة اليومية بها. فقد تعكس تلك الأصوات صورة لمدينة صاخبة يطغى عليها ضجيج أبواق السيارات المسرعة في عجلة من أمرها أو هدير لآلات المصانع التي تعج بها أو صراخ الناس على بعضهم البعض في صراعهم اليومي على لقمة العيش. أو قد تعكس صورة ذهنية لمدينة ريفية هادئة لا تسمع فيها غير حفيف أوراق الشجر وهي تتمايل مع نسيم الهواء العليل. وزقزقة العصافير. وخرير ماء الغدير. وضحكات الطفولة في العابهم بين دروب بساتينها. فلكل مدينة أصواتها. أو لنقل بلغة الحاضر (بصمتها الصوتية(.

في أحد الأيام وعلى غير عادة سيارات الإفيكو العامة، التي كنت استقلها راكبا من منطقة سكني بالظهرة إلى مقر مشروع تنظيم وإدارة مدينة طرابلس القديمة بمصنع الريجية سابقا، حيث أعتاد سائقيها الوصول إلى محطة الركاب عبر طريق الكورنيش وصولا إلى برج ذات العماد حيث المحطة. اختار هذا السائق أن يدخل عبر شارع عمر المختار ليتوقف في المحطة المقابلة لسوق الحوت. وهو ما اضطرني لتكملة المشوار على قدمي سالكاً الضفة اليسرى لشارع الرشيد وأنا أسرح بخاطري في شجون العمل. وبمجرد وصولي إلى جامع بورقيبة لفحني تيار هواء قوي يحمل معه روائح لأدوية وعقاقير طبية اعتدت على استنشاق رائحتها في طفولتي كلما أتينا إلى المستوصف، الذي يقع ضمن مكونات هذا الجامع، لتلقي أنواع التطعيمات أو لعلاج بعض الجروح الناتجة عن السقوط أثناء اللعب مع الأقران في واحدة من عمارات شارع طارق حيث يقع الجامع في أوله وفي نهايته يصل بنا إلى شارع عمر المختار ومعرض طرابلس الدولي.
انتبهت إلى نفسي عندما شممت هذه الرائحة ونظرت إلى حيث كان مدخل المستوصف فلم أر غير محل لبيع الأقمشة بدلا عنه. فقلت في نفسي سبحان الله، كيف استدعت ذاكرتي هذه الرائحة بعد مضي كل هذه السنين الطويلة، من آواخر الخمسينيات وبداية الستينيات إلى هذا اليوم من منتصف التسعينيات. لقد احتفظ شارع طارق في ذهني بهذه الرائحة حية في ذاكرتي.

نعم، مثلما للمكان صورته المرئية التي ترصدها حاسة النظر. وأصواته التي ترصدها حاسة السمع. فكذلك له رائحته المميزة، التي تعلق بالأذهان حتى بعد مضي عقود من الزمن.
        فمما تتشكل رائحة المكان، أو كيف تسيطر رائحة دون سواها على أجواء المكان لتشكل هويته التي تعلق بالذاكرة؟
•        وكيف يمكننا وصفها، حيث لا نستطيع ملامستها أو نقلها عبر صور بصرية أو سمعية ليستوعبها الآخرين؟

لو خُيرنا بالبحث عن الصورة الذهنية لمجموعة من الأماكن داخل مدينة طرابلس القديمة في أفضل مراحلها- ولتكن فترة السبعينيات من القرن الماضي- وتحديد الحاسة التي سنتعرف من خلالها على ذلك المكان. ففي اعتقادي الآتي:
        سوق المشير: وبمجرد الدخول إليه عبر باب المدينة فستكون رائحة الصناعات الجلدية هي الطاغية على الصورة الذهنية لهذا المكان.
        سوق الرباع: ستكون رائحة الأردية الحريرية هي الطاغية على الصورة الذهنية لهذا المكان.
        سوق القزدارة: ستكون أصوات الطرق على الأواني النحاسية هي المهيمنة على هذا المكان. مع رائحة حادة خفيفة هي رائحة معدن النحاس.
        سوق الدباغ: تسيطر عليه الروائح العطرية للعديد من النباتات العشبية وأبرزها حضورا في الأجواء رائحة أوراق الحنة.

سوق القزدارة - حيث تختلط أصوات الطرق على النحاس برائحته الحادة النفاذة

وهكذا بالنسبة لباقي الأماكن داخل هذه المدينة أو على محيطها كسوق الحوت وغيره. فللمكان رائحة وللرائحة تأثيرها على النفس سلبا أو إيجابا.

والسؤال: هل يمكننا اليوم التعرف على هوية أي منطقة داخل مدينة طرابلس أو خارجها من خلال رائحتها المسيطرة عليها؟

هذه مجرد خاطرة عابرة. والموضوع يستحق وقفة جادة تتدارسه بصورة أكثر عمقا. مع أهمية الإشارة إلى أن كتاب (the image of the city) لمؤلفه (Kevin Lynch) لم يهمل الحديث عن حواس الإنسان الخمسة في تحديد الصورة الذهنية للمدينة.


أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...